|
" عالم قصص الأنمي " [ خيآل ، ﺂڪشن ، مغآمراتَ ، ۊ غيرهِا ﺂلڪثير | بَ قلمکِ ﺂنتِ ♥ ] |
يمنع منعا باتا رفع المواضيع القديمة .. و يمكن معرفة المواضيع القديمه من خلال ظهور التنبيه اسفل صندوق الرد
|
أدوات الموضوع |
منذ /13-06-2010, 01:43 AM | #61 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
ملكة التنسيق
ظَلآمٌ لآ نُور فيه ،*
|
السلِآم عليـڪم
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
#ADS | |
:: إعلانات ::
Circuit advertisement
تاريخ التسجيل: Always
الدولة: Advertising world
العمر: 2010
المشاركات: Many
|
|
منذ /13-06-2010, 03:03 PM | #62 | ||||||||||||||||||||||
[ مـشـرفــۃِ عـامــۃِ ]
ملكة التنسيق مبدعة الردود
|
مُشوّقْ . . ولكن قصير !
|
||||||||||||||||||||||
منذ /14-06-2010, 06:50 PM | #63 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
{றîş$ ¢δôŁ ● ●
|
|||||||||||||||||||||||
منذ /22-06-2010, 11:54 PM | #64 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
تمامـ الثالثة بعد منتصف الليل، أيقظ العطش هشامـ من نومه ، اتجه صوب المطبخ ، وتناول كأسًا من الماء . همّـ بالعودة إلى غرفة ، إلاّ أن الضوء المنبعث من أسفل باب غرفة المعيشة لفت انتباهه ، دفعه الفضول إلى الاقتراب من الغرفة ، فكر قليلاً .. من يمكن أن يبقى مستيقظًا إلى الآن ؟ فتح الباب قليلاً بحرسٍ شديد لألاّ يصدر صوتًا .. سمع صوت والديه ، نظر من فتحة الباب ، فإذ بوالديه يجلس كلٌ في مقعدٍ .. بدا أنهما يناقشان أمرًا مهمًا ، أنصت هشامـ إلى حديثهما باهتمامـ .. قال والده : " أتوقع أنكِ غدًا سترجعين لمنزل أهلك " صمتت هي .. لمعت الدموع في عينيها .. أردف هو قائلاً : " من ستأخذين ؟ هشامـ أمـ عبير ؟ " ردّت بابتسامة باكية : " أبقِ عبير عندك .. تحتاج سندًا لها ، ومن يكون حازمًا عليها ، أمّا هشامـ ، فسيأتي معي .. " أردفت : " أرجوك رشيد .. دع الطلاق إلى أن تغادر ندى وابنتها ، أخشى ألاّ تتقبّل عبير الموقف بوجود ابنة عمّها .. وحتى يسهل علينا شرح الأمر للولدين " أغمض رشيد عينيه ، وأومأ برأسه قائلاً : " كما تشائين " ما إن سمع هشامـ كلمة الطلاق تخرج من فيه والدته حتى شُلّت قدماه عن الحركة ، سقط على ركبتيه .. صَعُبَ عليه التنفّسُ فجأةً ، أخذ يُردد كثيرًا في نفسه : " لا ... لا .... مستحيل " خشيَ من أن يُحسَّ به والداه ، نهض بصعوبة ، واتجه إلى غرفته .. فتح الباب ، جلس على سريره ، وضع رأسه على كتفيه ، متّكِئًا على ركبتيه ,, وقع عليه الخبر كالصاعقة ، أدّت إلى نزول الدموع من عينيه . ••• تمامـ الثامنة صباحًا من يومـ الجمعة ، استيقظت عبير من نومها ، غسلت وجهها ونزلت إلى غرفة المعيشة لتناول الإفطار ، ألقت التحيّة على أهلها المجتمعين حول المائدة ,، نظرت إليهمـ جميعًا ، لمـ تلمح بعينيها سوى ملامح الحزن والكآبة .. التفتت إلى طاولة الطعامـ ، لمـ يلمس أحدٌ كوب قهوته أو رغيف خبزه ، الزبدة كما هي في صحنها ، وصحن الزيد ممتلئٌ على غير العادة ، قِطَعُ الجبن لمـ تُلمس البتة ، كثرة حبات الزيتون الأسود أكّدت لعبير أن أحدًا لمـ يمسّها ، وسكاكين تقطيع الخبز خالية من آثاره .. ضربت عبير بذراعها ذراع شقيقها بلطف ، التفت إليها ، قالت له هامسة : " ما بكمـ ؟ لمـَ هذا السكون ؟! " هزّ هشامـ رأسه يُمنةً ويُسرةً قائلاً : " كلاّ .. لا شي " عاد بذاكرته إلى لحظة سماعه لحديث والديه ليلة البارحة ، نظر إلى والدته ، عيناها متعبتان ، وجهها شاحبٌ ، عدا الحزن الذي بدا واضحًا عليها ، التفتت إلى والده ، حاجباه مقطّبان ، يُفكّر في شرودٍ ، أمّا عيناه .. فلمـ تستطيعا إخفاء الحزن الذي يتملّكه .. أمسك هشامـ بيد شقيقته ، وسحبها معه في لطفٍ إلى خارج عرفة المعيشة ، استغربت عبير من حركة شقيقها الأخيرة ، قالت : " هيي هشامـ ... ما الأمر ؟! " ترك هشامـ يدها ، قال بترددٍ : " ثمّة هنالك ما أريد إطلاعكِ عليه " قالت : " ما هو ؟ " أجاب : " إنه ......... " تذكر هشامـ ما قالته والدته : " .. أخشى ألاّ تتقبّل عبير الموقف بوجود ابنة عمّها .. وحتى يسهل علينا شرح الأمر للولدين " قطع حبل ذكرياته صوت عبير وهي تقول : " هشامـ ! أنا أُنصت .. " هزّ رأسه رافضًا ما كان يدور في رأسه ، أجاب شقيقته بسرعةٍ : " كلا .. لا شيء .. انسِ الموضوع " استغربت عبير قائلةً : " ماذا ؟ سحبتني لأنسى الموضوع ؟ " غادر شقيقها المكان متجهًا إلى غرفته ، نادت عليه عبير إلاّ أنه لمـ يُجبها ، تبعته إلى غرفته ، إلاّ أنه أغلق الباب على نفسه رافضًا دخول أيٍ كان . لمـ تفهمـ عبر شيئًا ممّا فعله هشامـ , عادت إلى غرفة المعيشة ، بدا لها أن أمها غادرت مكانها ، أمّا والدها فبقي على حاله ، أخذت عصافير بطنها تزقزق جوعًا ، أمسكت رغيف الخبز وفنجان قوهتها ، وشرعت في تناول إفطارها . ••• تمامـ الساعة الحادية عشر والنصف ، خرج هشامـ بصحبة والده لأداء صلاة الجمعة ، بدا أن المنزل هادئ جدًا ، خطر ببال عبير أن تذهب إلى أمها علّ وعسى أن تقطع حبل الملل الملفوف حول رقبتها بالحديث مع والدتها . سمعت والدتها وهي تحادث شخصًا ما ، اقتربت من الغرفة التي بجانبها ، اختلست النظر ، لترى أن والدتها تتحدث في الهاتف .. انتظرتها لتنتهي ، إلاّ أن حديث أمّها بدا مسموعًا لها ,, كانت تقول : " أجل يا أُمّي .. اليومـ مساءً .. ماذا ؟ آه .. هشامـ يا أمّي .. ستبقى مع والدها ... " بدأت والدتها تبكي فجأةً وهي تقول : " كيف سأشرح الأمر للولدين يا أمي ؟ أنا نفسي لمـ أستوعب الأمر بعد ، حدث ما كنتُ أخشاه .... لا فائدة ، اتخذنا القرار ولا رجعة فيه " لمـ تفهمـ عبير كلمةً ممّا سمعته ، إلاّ أنها لسببٍ لا تعرفه شعرت بالخوف الشديد ، وضعت يدها على صدرها ، لتشعر بنبض قلبها المتسارع ، أحسّت بقدومـ والدتها .. أسرعت في الابتعاد عن تلك الغرفة ، متجهة إلى غرفتها . جلست على كرسيها ، أخذت أسئلةٌ كثيرةٌ تنهال على رأسها دُفعةً واحدةً ، ما الخطب ؟ ما سبب حزن الجميع ؟ ما الذي أراد هشامـ أن يخبرني به ؟ ما معنى كلمات والدتي ؟ وما سبب بكائها ؟ ما مشكلتهمـ هذا اليومـ ؟ ولمـَ يتعمّدون إخفاء الأمر عليّ ؟ ما الذي يجري هنا ؟ شعرت عبير أنها وسط دوّامةٍ من الحيرة .
|
|||||||||||||||||||||||
منذ /22-06-2010, 11:56 PM | #65 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
••• تمامـ السابعة مساءً ، أخذت عبير تساعد والدتها في ترتيب المنزل استعدادًا لاستقبال رانيا ووالدتها ، لمـ يكن والدها بالمنزل ، أمّا هشامـ فقد بقي في غرفته ، دقائقٌ قِلائلٌ مضت حتى رنَّ جرس ، رسمت عبير ابتسامة جميلة على وجهها ، حاولت نسيان ما حصل ، والتفكير فقط بالوقت الذي ستُمضيه مع ابنة عمّها ، ذهبت لفتح الباب واستقبال ضيفتي المنزل ، رحّبت بهما ، أتت والدتها لتشاركها في الترحيب بندى ( والدة رانيا ) وابنتها ، جلس الجميع على المقاعد .. أشارت والدة عبير لابنتها بأن تجلب الشاي ، ذهبت عبير لتفعل ما طلبته منها والدتها ، دخلت المطبخ متجهةً إلى المنضدة لأخذ صينية الشاي ، انتبهت لخاتمـٍ كان موضوعًا بجانبها ، حملته عبير ، قرّبته من عينيها ، بدا أنه مألوفٌ لها ، رددت في نفسها : " خاتمـ أُمّي ! لا .. ليس أيّ خاتمـٍ ، بل هو خاتمـ زواجها ! مستحيلٌ أن تخلعه من إصبعها بلا أي سبب .. حتى أنني لمـ أره على إصبعها طوال هذا اليومـ ! " أرجعت الخاتمـ إلى مكانه وهي ما تزال محتارةً ، حملت الصينية واتجهت إلى غرفة المعيشة .، وضعتها على الطاولة ، وجلت بجوار رانيا . قالت لها رانيا مبتسمة : " هيي عبير .. لمـَ لا تريني كتاب النكت الذي حدّثتني عنه ؟ " أجابت : " أوه ذاك الكتاب ! طيب انتظريني لحظةً واحدةً .. " اتجهت إلى غرفتها ، ارتدت عباءةً وخمارًا على رأسها ، خرجت من غرفتها للتتجه إلى شرفة المنزل ، أخذت الكتاب الذي كان على طاولة هناك .. سارت بممر المنزل ، انتبهت إلى حقائب بغرفة والديها ، اقتربت من الحقائب ، بدت أنها حقائب سفرٍ ، ولمن ؟ إنها لوالدتها ! " لماذا حزمت أُمّي حقائبها ؟! " هكذا كانت عبير تسأل نفسها ، قالت : " لا يُمكن !! أيُعقلُ أنها ستترك المنزل ؟ لكن .... لماذا ؟ " تذكرت الخاتمـ الذي رأته في المطبخ ، اتسعت عيناها ، بدأت تتنفّسُ بسرعةٍ ، رددت بصوتٍ متقطعٍ : " أيُعقل أنهما ..... ســـــ ... سيتــ ... ستنفصلان ؟! " سقط الكتاب من يديها ، أسرعت إلى غرفة المعيشة ، دخلت بسرعةٍ شديدةٍ متجهةً إلى والدتها ، فاجأ دخولها كلاً من ندى ورانيا ، وقفت عبير أمامـ والدتها ، بدا أنها تبكي .... قالت : " أمّي ... هل لكِ أن تخبريني لماذا حزمتِ حقائبك ؟ " اتسعت عينا والدتها .، وقفت أمامـ ابنتها ، أجابت : " عبير .. سأشرح لكِ الامر فيما بعد ” أمسكت عبير يد أمها ، نظرت إليها ، وقالت : ” أين خاتمكِ يا أمي ؟ ” ارتبكت والدتها ، ردّت : ” خاتمي ؟ لـــ .. لقد .. ” قالت عبير : ” الآن فهمتُ سبب غرابتكمـ هذا اليومـ .. ” سقطت دمعةٌ من عينيها ، وهي تقول : ” أمي .. أرجوكِ صارحيني بالحقيقة .. هل ستنفصلان ؟ ” التفتت إليها والدتها بسرعةٍ شديدٍ ، شهقت رانيا ، أمّا ندى فوضعت يدها على صدرها قائلةً : ” ماذا ؟ ” صرخت عبير : ” أجيبيني يا أمي ... أحقًا ستنفصلان ؟ ” أجابت والدتها بغضب : ” من أين جئتِ بهذا السُّخف ؟ ” ردّت عبير وهي تبكي : ” ارتباك هشامـ ، المكالمة الهاتفية التي أجريتها مع جدتي ، خاتمكِ المرمي في المطبخ ، والآن حقائبك ... ألا تكفي كل هذه الأدلّة لأعلمـ حقيقة قراركما الأناني ؟ ” بدا الاندهاش على وجه والدتها ، قالت : ” هشامـ ؟ أيعلمـ هشامـ بهذا الأمر ؟ ” أجابت عبير : ” أظن ذلك .. أراد إخباري بالأمر إلاّ أنه تراجع فيما بعد ” ثمـّ أردفت : ” لو لمـ أكتشف الأمر بنفسي لذهبتِ دون وداعي .. أليس كذلك ؟ ” اقتربت والدة عبير منها ، أرادت ضمّها إلاّ أن ابنتها سرعان ما ابتعدت عنها وهي تصرخ : ” لا ... لا تقتربي منّي .. أيُّ أمـٍ تلك التي تُخفي هذا الأمر عن ابنتها الوحيدة ؟ ” في الوقت ذاته ، قدمـ هشامـ إلى غرفة المعيشة بعد الصراخ الذي سمعه ، اقترب من والدته ، وقال : ” أمي .. ما سبب كل هذه الجلبة ؟! ” قالت عبير ويداها ترتجفان من شدّة البكاء : ” انفصال والدينا ، أهذا ما كنتَ تريد إخباري به يا هشامـ ؟ ” فاجأ سؤال عبير هشامـ ، لمـ يُجب بكلمة واحدة ، أغمضت عبير عينيها مُسيلةً بذلك ما حُبِسَ من دموعها على خدّيها ، قالت : ” أجب يا هشامـ ” ردّ قائلاً : ” بلـــى ” شهقت والدته ملتفتةً إليه ، ابتسمت عبير وسط دموعها ، وقالت : ” جميل جدًا ! أسرتي كلّها تعلمـ بالخبر .. عداي ” قالت والدة رانيا تخاطبها : ” خذي ابنة عمّكِ إلى غرفتها ، هيّا يا رانيا ” أومأت رانيا برأسها ، أمسكت بكتفي عبير ، إلاّ أن الأخير أبعدت يدي صديقتها ، وهي تقول : ” أستطيع الذهاب بمفردي ” وضعت الخمار الذي كان بيدها على رأسها ، أغلقت أزرار عباءتها ، وذهبت منصرفة وحدها من غرفة المعيشة مغلقة الباب خلفها . استغربت رانيا من حركة عبير ، أخذت تفكر بالسبب الذي دفعها تغطي شعرها وتغلق عباءتها ، وتغلق الباب .. شهقت وهي تردد في نفسها : ” مستحيل ! لا بدّ أنها ستهرب ” اندفعت رانيا فاتحة الباب لتُصدمـ بما رأته ,, باب المنزل مفتوحٌ ولا أثر لخفّي عبير ! صرخت رانيا : ” يا إلهي !! ” هرع الجميع نحو رانيا ، سألها هشامـ عن سبب صراخها ، لتجيب وهي ترتجف : ” عبير .. هربت من المنزل ” اتسعت أعين الجميع ، شهقت السيدتان ، أمّا هشامـ فقد خرج مسرعًا من المنزل ، تبعته رانيا ومعها والدتها وزوجة عمّها ، أخذ هشامـ يُنادي على شقيقته بأعلى صوته ، إلاّ أنه كان عبثًا يُحاول ، فقد بدا أن عبير قد ابتعدت عن المنزل . أخرجت رانيا هاتفها من جيبها ، وأخذت تدقُّ على أرقامه ، وبدأت بالاتصال . سألتها والدتها : ” بمن تتصلين ؟ ” لتجيب هي : ” لا بدّ أن يعلمـ عمي بالأمر ” أجاب رشيد وهو يقود سيارته : ” ألو ؟ مرحبًا رانيا ” ردّت بتوترٍ شديدٍ : ” عمي .. تعال بسرعةٍ إلى المنزل ، لقد هربت عبير ” أجاب بفزعٍ : ” ماذا ؟ هربت ؟ كيف ؟ ولماذا ؟ رانيا ما الذي جرى ؟ ” أجابت : ” علمت بقرار الانفصال يا عمي ” أغمض رشيد عينيه ، وقال : ” هذا ما لمـ يكن في الحسبان ” ثمـّ أردف : ” حسنٌ .. أمهليني فقط دقيقتين ” أخذت والدة عبير تبكي بمرارة على صدر والدة رانيا التي احتضنتها وأخذت تواسيها ، ظلّت رانيا تفكر في المكان الذي يُمكن أن تذهب إليه عبير في هذا الوقت من الليل ، إلاّ أنها لمـ تجد شيئًا . ••• من جهةٍ أخرى ، ظلّت عبير تسير على رصيف الشارع البارد بقدمين عاريتين إلاّ من جوارب صوفية لا تكفي لتدفئتهما ، أخذ الثلج يتساقط على تلك المدينة المزدحمة ، لمـ تتوقف عيناها عن إسقاط الدموع الحارقة على خديها ، سارت وسارت في الشوارع المليئة بالناس بلا هدىً ، إلى أن تعبت قدماها .. اتّكأت على جذع شجرةٍ عارية الأوراق مُغطّاةٍ بالثلوج ، جلست عبير مستندة عليها ، وضعت رأسها على ركبتيها وأخذت تبكي بحرقةٍ شديدةٍ .. لمـ تمضِ سوى دقائقٌ معدودةٌ ، حتى سمعت شخصًا يُنادي عليها قائلاً : ” هيي يا فتاة ” التفتت إليه ، فإذ به أنس واقفًا أمامها ، استغرب لدى رؤيته لها ، وقال : ” عبير ؟ ماذا تفعلين هنا ؟ ” لمـ تجبه ، أو بالأحرى لمـ تستطع الإجابة على سؤاله ، إنمّا عادت لتبكي من جديدٍ .. ازداد استغراب أنس لما يراه ، أمسكها من معصميها ليساعدها على النهوض .. قال لها : ” لمـَ تبكين ؟ عبير ... ما الأمر ؟ ” توقفت عن البكاء ، وقالت : ” لا داعيَ لأن تُشغل بالك يا أنس ” ردّ عليها : ” ماذا ؟! أهنالك فتاةٌ تخرج وحدها بدون ثيابٍ تقيها برد ليل الشتاء هكذا ؟! ” لمـ تجبه بكلمة واحدةٍ ، بقيت تنظر إلى الأسفل والدموع لا تتوقف عن السيلان ، تنهّد أنس ، أخذ يحكُّ شعر رأسه ، وقال معها : ” صارحيني .. أهربتِ من منزلك ؟ ” فاجأها سؤاله لها ، نظرت إليه ، لتراه رافعًا حاجبه الأيسر وعلى وجهه علامات التساؤل ، أعادت أنظارها إلى الأرض ، وأومأت بالإيجاب .. قال أنس : ” حسنٌ .. هل من مجالٍ لأن تعودي الآن ؟ ” أجابت بسرعةٍ : ” كلاّ .. أرجوك أنس .. ” أردفت : ” بإمكانكَ الذهاب إن شئت ” أجابها : ” أجننتِ أمـ ماذا ؟ لا أستطيع ترككِ بمفردكِ هكذا ” فكّر أنس قليلاً في حلٍ للمشكلة التي أمامه ، بدا أنه قد عثر على حلٍ لها ، فقال : ” طيب .. بما أنكِ لا تريدين العودة إلى منزلك ، إذًا فتعالي معي إلى منزلي ” اندهشت عبير لذا سماعها لاقتراحه ذاك ، أحكمت قبضة يدها ، قطّبت حاجبيها ، وأجابت : ” كلاّ .. لا داعي لهذا ” ردّ عليها : ” لا تخشي شيئًا ، أمي وأخواتي بالبيت ” هزّت رأسها مستنكرة الفكرة ، قال لها أنس : ” هيّا ، في مطلق الأحوال لا أستطيع ترككِ هكذا لتتجمّدي بردًا ” لمـ تبدي أية حركة لما قاله ، أرجع أنس شعر رأسهِ بيديه إلى الخلف ، أدخل يده في جيبه مخرجًا منها هاتفه النقّال ، وأجرى اتصالاً .... قال : ” ألو ؟ .. أمي ” أجابت والدته : ” خيرًا يا أنس , لماذا لمـ تعد إلى الآن ؟ ” قال : ” ممممـ ، صادف أنني التقيتُ بزميلةٍ لي ، أعتقد أنها تمرُّ بمشاكل في بيتها ، هل لي أن آتي بها إلى المنزل ؟ أمي إنها لا ترتدي ثيابًا تقيها برد الشتاء ” أجابته : ” ولمـَ لا ؟ لا مانع أبدًا ” أبعد أنس الهاتف قليلاً عن أُذنه ، وقال لعبير بصوتٍ أشبه بالهمس : ” لقد وافقت ” إلاّ أنها لمـ تبدِ ما يدلُّ على تصديقها له ، فقال أنس لوالدته : ” أمي .. هل أنتِ متأكدة ممّا قلته ؟ ” وبسرعةٍ فتح مكبّر الصوت بهاتفه ، لتسمع عبير جواب الأمـ التي قالت : ” بالطبع أنا موافقة ، أحضرها ” نظر إليها ، ليجدها تبتسمـ من حركته تلك .. خلع سترته ، وناولها إيّاها ، نظرت إليه وعلى وجهها علامات الاستغراب ، قال لها مبتسمًا : ” لا أعلمـ كمـ المدّة التي قَضَيْتِها خارجًا ، لكن بالنظر إليه أطراف أصابعكِ أجزمـ أنكِ تكادين أن تتجمّدي بردًا ” نظرت إلى ما يرتديه ، انتبه إلى نظراتها ، وقال : ” لا عليكِ ، ما أرتديه يفي بالغرض ، هيّا ألن تأخذيها ؟ ” أخذت عبير سترة أنس ووضعتها على كتفيها ، سار أمامها ، وأشار لها أن تتبعه ، ففعلت . ••• عودةً إلى منزل عبير .... ذهب هشامـ ووالده بصحبة رانيا للبحث عن الهاربة ، أمّا السيدتان فقد بقيتها في المنزل تحسُّبًا لأي اتصالٍ يُخبر عن مكان عبير .. توقفت السيارة التي بها الاشخاص الثلاثة أمامـ مركزٍ للشرطة ، دخل الجميع آملين أن يعثروا على طرف خيطٍ يقودهمـ إلى المفقودة . شرح رشيد إلى المفتش الشرطة تفاصيل ما حدث ، أخذ المفتش يطرح بضعة أسئلة تفيد في البحث عن عبير .. نادى المفتش على أحد الضبّاط ليحضر إليه ، أمره أن يصطحب والد عبير وشقيقها وابنة عمّها معه ليُريهمـ ما يُمكن أن يوصلهمـ إليها ، تبعوه فقادهمـ إلى غرفةٍ أخرى ، بها جهاز حاسوبٍ ، جلس أمامه ، أخذ يعمل عليه باهتمامـ . التفت إليهمـ وقال : ” قبل دقائق عثر رجالنا على جُثّةِ فتاةٍ ميتةٍ تحمل أوصاف التي تبحثون عنها ” فزع رشيد من كلامـ الضابط ، قال الأخير : ” هذه صورتها ، أمعنوا النظر فيها فقد تكون المقصودة ” أدار الضابط الشاشة ليرى الثلاثة الصورة .. إنها صورة لفتاة تبدو في الخامسة عشر من سنِّها ، تضع حجابًا على رأسها ، ترتدي ثيابًا سوداء لا تظهر تفاصيلها ، تضع يدها اليُسرى على بطنها ، بشرتها بيضاء كبشرة عبير ، أمّا ملامح وجهها ، فلمـ تظهر بسبب الدماء التي غطّتها .. صُدِمـَ هشامـ لدى رؤيته للصورة ، نهض من مكانه مستنكرًا ، أخذ رشيد يُردد قائلاً : ” إنها ... تشبهها كثيرًا ! ” أمّا رانيا ، فقد ظنّت للوهلة الأولى أنها صديقتها الوحيدة ، رفيقتها ، توأمـ روحها ، أختها وابنة عمّها ، سقطت الدموع من عينيها حينما صدقت أن أعز الناس على قلبها قد .... فارق الحياة ! وضعت يدها على وجهها ، تبكي بلا أي صوتٍ ، تُعيد شريط الذكريات التي جمعتهما .. حينما كانتا تسبحان في مياه البحر في طفولتهما ، وعندما تصنعان من أزهار السوسن قلائد جميلة ، ضحكاتهما ، وبكائهما ، أحلامـ الطفولة البريئة ، ودموع الفراق في كل عامـٍ كلّما سافرت رانيا ، ثرثرتهما في الهاتف إلى أن ينقطع الاتصال ، قلق عبير عليها يومـ الحادث ، ويومـ أن وضعت يدها على عيني رانيا لتُفاجئا بقدومها حينما تحسست الندب الذي بيسارها حتى عرفتها .... ” مهلاً .... الندب ..... أجل الندب ” صرخت رانيا بهذه الكلمات التي جعلت كل من في الغرفة ينظر إليها في استغراب .. قالت مخاطبة عمّها : ” عمّي .. لعبير ندبٌ في يدها اليسرى ، به نستطيع معرفة إذا ما كانت ضحيّة هي أمـ لا ” قال هشامـ : ” أجل يا أبي .. الفتاة التي بالصورة يدها اليُسرى واضحة بالصورة ” رشيد : ” هل لكَ أن تُقرّب الصورة إلى يد الفتاة ؟ ” أومأ الضابط برأسه ، راح يُقرّب الصورة إلى يد الفتاة ، أصبحت واضحة جدًا .. إنها صافية ، ليس بها أي ندبٍ .، تنفّس الحضور الصُّعداءَ بعد الذي رأوه ، لتظهر الابتسامة أخيرًا على وجوههمـ . رنّ جرس منزل أنس ، فُتح الباب ، أشار أنس لعبير أن تدخل أولاً ، ففعلت ليدخل هو خلفها ، رحّبت إيمان بضيفتهمـ وأدخلتها غرفة المعيشة حيث تجلس والدة أنس . حكت عبير للسيدة سبب هربها من المنزل ، لتواسيها الأخيرة وتطمئنها أنها بأمان .. اقترب أنس من شقيقته إيمان ، وقال لها : ” اصطحبي الفتاة إلى غرفتكنّ هيّا ” أومأت إيمان برأسها ، ابتسمت لعبير واصطحبتها معها .، أدخلت إيمان عبير إلى غرفة الفتيات ، وأجلستها على أحد الأسرّة ، ليلتفَّ حولها الأخوات الأربع لأنس .. أخذت كل واحدة تعرّف بنفسها ، بدأً بالكبرى إكرامـ ، وبعدها إحسان ، ثمـّ إيمان ، فإيناس ، سعدت عبير بالتعرف عليهنّ والتي بدورها عرفتهنّ على نفسها . بدأت كلُّ واحدةٍ تحادث عبير ، تلك التي تروي الطُرَفَ ، والتي تحكي عن أحداث سنوات الثانوية التي مرّت بها ، والأخرى التي تمدح جمال عبير ، والأخيرة التي أخذت تتفرّج على ما تقومـ كل واحدة .. بدا أن عبير قد سعدت بالفعل وسط هؤلاء الأخوات ، وما دلَّ على ذلك قولها : ” لا يعرف قيمة الأخوات إلا من حُرَمـَ منهنّ ” فجأةً طُرِقَ باب الغرفة ، نهضت إيناس لتفتحه ، فإذ به أنس هو الطارق ، وقف على بُعد بضع سنتيمترات من السرير .. وقال مخاطبًا عبير : ” أليس من الأفضل أن تتصلي بأهلك الآن ؟ ممّا لا شكّ فيه أنهمـ قلقون لأبعد حدٍ عليكِ ” ظهر الحزن على وجه عبير ، فقالت : ” سواءً عدتُ أمـ لمـ أعد ، فهذا لن يُغيّر شيئًا ” أجابها : ” لا تتسرّعي ، ربما لمـ يُنصت إليكِ أحدٌ في بادئ الأمر ، لكن ..... قد يختلف الأمر الآن ” قالت : ” أودُّ تصديق هذا ، لكنني لا أقدر ” مدّ يده حاملاً بها هاتفه ، وقال لها : ” المحاولة خير من الجلوس هكذا ” أخذت عبير منه الهاتف ، وكتبت رقمـ هاتف والدها ، وأجرت الإتصال .. قالت : ” ألو ؟ ” ردّ والدها : ” من ؟ عبير ؟! ” ردّت هي : ” أجل .. هذه أنا يا أبي ” أجاب والدها بصوتٍ بدت فيه السعادة : ” هل أنتِ على ما يُرامـ ؟ أين أنتِ الآن يا عبير ؟ ” ردّت قائلةً : ” لا تقلق علي .. أنا في مكانٍ آمنٍ ” قال والدها : ” أخبريني بعنوان المكان الذي أنتِ فيه حتى آتي لاصطحابك ” أجابت : ” لا داعي لذلك يا أبي .. سأعود إلى المنزل ” ردّ عليها : ” أأنتِ متأكدة أنكِ بخير ؟ ” أجابت : ” بالطبع أنا بخير .. إن أتيت فستجدني في المنزل يا أبي ” أجابها : ” حسنٌ ، سأنتظركِ هناك ” انتهت المكالمة ، بدت السعادة على وجه عبير ، قالت إيمان مخاطبة أنس : ” هيي أنس ، أنا من سترافقها ” ردّ عليها أنس : ” كنتِ ستذهبين حتى لو لمـ تطلبي ذلك ، لكنني سآتي للحراسة ” أجابت : ” طيب .. انتظراني ، سأرتدي ثيابي وآتي معكمـ ” سار الثلاثة في طريقهمـ باتجاه المنزل المصود ، عبير ، إيمان ، وأنس ، إلى وصلوا ، رأت عبير أهلها بانتظارها ، اقتربت أكثر ، في حين بقي أنس وشقيقته واقفين ، التفتت إلى الخلف ، واقلت مخاطبةً الإثنين : " شكرًا جزيلاً ، لن هذا صنيعكما ما حييت " أومأ الإثنان متبسّمين . عادت عبير تسير نحو أهلها ، رأتها رانيا .. صرخت منادية عليها : " عبير " أسرع الجميع إليها ، تقدّمـ والدها ليقف أمامها ، أنزلت رأسها إلى الأسفل ، رفع يده كمن سيضربها ، أنزلت رأسها أكثر خوفًا من تلقي الضربة ، إلاّ أنه سحبها برفقٍ إليه ضامًّا إيّاها .. قالت له : " أبي .. أسرتنا شديدة الصغر ، كيف لأربعة أشخاصٍ أن يفترقوا ؟ لمـ استطع تقبّلَ الفكرة ، أعتذر عمّا بدر مني .. " ابستمـ والدها ، وقال : " لو أظهر الرفض بطريقةٍ أخرى ، أما كان أفضل ؟ " أجابت : " لمـ تستمعا إلينا منذ البداية ، فكيف بعد أن اتخذتما القرار ؟ " التفتتَ إلى زوجته ، وقال : " ما رأيكِ ؟ أنلغي القرار ؟ " ردّت مبتسمة : " هذا ما كنتُ أريده منذ البداية " ابتسمـ الجميع ، وضمّت الأمـ ابنتها .. سألتها قائلةً : " كيف عدتِ وحدك ؟ " لترد عبير : " لمـ أكن وحدي بل كان معي ... " التفتت إلى الخلف لتجد أن الأخوين قد رحلا .. حزنت لما رأته ، كانت تود شكرهما على ما فعلاه .. سألتها والدتها : " من كان معك ؟ " ابتسمت عبير وقالت : " أخيارٌ يا أمي .. أخيارٌ " عاد الجميع إلى المنزل ، وانتهت بذلك مشكلة أسرة عبير الصغيرة . تكسرت أصابعي لكتابة هذا الجزء الضخمـ .. أتمنى أن أجد الردود التي تُلج الصدر
|
|||||||||||||||||||||||
منذ /22-06-2010, 11:58 PM | #66 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
^أعتذر على عدمـ التنسيق ، أخذت مني كتابة هذا الجزء أكثر من ثلاث ساعات ..>~
|
|||||||||||||||||||||||
منذ /23-06-2010, 08:25 AM | #67 | ||||||||||||||||||||||
مبدعة الردود
i am not good feel
|
سووومو
|
||||||||||||||||||||||
منذ /27-06-2010, 12:17 AM | #68 | |||||||||||||||||||||
ملكة التنسيق
|
|
|||||||||||||||||||||
منذ /27-06-2010, 05:03 PM | #69 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
Ƨȇɭғ Ĕŝteǝɱ + ѕάħάḇά ~
|
|||||||||||||||||||||||
منذ /27-06-2010, 08:54 PM | #70 | |||||||||||||||||||||
ملكة التنسيق
ظَلآمٌ لآ نُور فيه ،*
|
|
|||||||||||||||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ماضٍ, مستبقل, الأبد, حاضر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|