أوطانٌ أُخرىْ

[[نُورْ!]]

أعتَذرُ بشدّة ..
كَيف أقولُها لَكِ بِشَكلٍ يَجعلُها تَبدو أكثَر مُبالاةً مِمّا هيّ علَيهِ الآن ؟
أعلَمُ أنّني سَيئة , لِدَرجةِ أنّ رِفقتي أتعَبَتكِ جداً .
والواقِعُ أنّي أخافُ على قَلبكِ منّي !

لأنّكِ بِطريقةٍ أو بِأخرى ..
كُنتِ أنقى منّي , وبِقلبٍ أجمَل منّي.

مُستاءَة يا صَديقَتي والحَمدلله , مُتعَبةٌ من نَفسي حَدّ الغَثيان .
والحَمدُلله حينَ تَضيقُ فلا وَطنٌ ولا مَنفى سِواكِ.
الحَمدُلله حينَ أجرَحكِ فَتبتَسمين !
والحَمدُلله حينَ يَشيخُ الحَرفُ في صَدري ؛ فَأصمت

وبِالرُغمِ من هذا .. أحبّكِ مِثلما كُنّا وأكثر .

[[نُورْ!]]

لا تَبتَئسوا لحالنا , آلامنا , أحزاننا !
يا سَادَة .. أنتُم سَبب شَقائِنا ..

[[نُورْ!]]

أعتَقد أن عَلى كِلتينا أن تَنسى الأخرى ..
هَذه نِهاية المَطاف يا صَديقة ..!
أتعَبتني رِفقَتكِ حدّ الغَثيان .. أصبَحتُ أتَهرب منكِ قَدر المُستطاعْ

لَم أرد لَكِ سِوى الخَير .. ولَم أرد لِنفسي سِوى راحَة أبديّة من الأصدقاءْ
أخبَرتكِ مِراراً وتِكراراً .. لَن أثِق بالأصدقاء قَيد أُنملة !
لَن أفصِحَ لكِ عَن أسراري .. لَن أشكو لكِ أحزاني ..
لأنّها تَخصني وَحدي .. فَدعيني للهِ وابتَعدي

لا أستَحقُ حَبّك .. ولا تَستحقينَ ثِقتي !
لِذلِكَ آثرتُ تَجنبّك على مُحادَثتكِ ..
آثَرت تَجنبكِ على جَرحِك ..

هذه نِهاية المَطاف يا ..!
فَليكن هَجراً جَميلاً .. ولنفترق !

[[نُورْ!]]

في لَحظة إختِناق .. يَبدو العَالم في إتساعِه ضَيقاً
وسَجدةٌ واحِدة .. تَتسع لَنا ولأحلامنا وأمنياتِنا

[[نُورْ!]]

فَليعلموا أنّي ما قصدتُ النوايا السَيئة !
وأنّني لَم ابلغ المقامَ الذي يجعلني أتعالى عليهم ..

بُالرُغمِ من هذا ..
انا بِخيّر .. لا زِلتُ بِخير !
عَلى الأقل ما دامَ الله يَعلم بِما في داخِلي
ما دامَ يَسمعني .. !

ويَعلم أنّي ما تَركتُ العَبيد ..
إلّا لأنني أريد ما يُريد

[[نُورْ!]]

حينَ تَفتَحون أعيُنَكم صَباحِ العيد في الوَطن !
احمدوا الله .. احمدوه كَثيراً
فَهناكِ الكَثير غَيركم لا يَعرفونَ للعيد معناً في بُعدهم عَن الوَطن

* إلى كُلّ اللاجِئين .. والَذين غُرّبوا
لَعل عيدَنا القادِم في فلسطينٍ حُرّة

[[نُورْ!]]

لا تَنظري اليّ هكذا !
إنّني أضيعُ في إتساعِ عَينيكِ !

أخبَرتك أنّني بِخير .. لَست بِحاجة إلى ضَمادة
وصَدقيني .. الجُرح الذي سَببتهِ سَيندَملُ ولَو بعد حين

[[نُورْ!]]

أعلَمُ أنّني أبدو حَزينة .. لَستِ بحاجةٍ لإخباري !
وأعلَمُ أنّ أفعالي تَغيرتْ خِلال ثانِية .. رأيتُ هذا في بَوحيَّ العَشوائي لِخائِنة
رأيتُه في إلتِهام طَبَقين من اللَحم بالطَماطِم في حين أنّي لَستُ جائِعة
أتَعلمين ماذا أيضاً .. تناوَلت الكَثير من الفُلفل الحار وقِطع البسكويت بالقِرفة !

أنا حَقاً لَست بُخير ..
إجعليني أبتَسم .. هذا المَوت نالَ منّي !

[[نُورْ!]]

لا تَقتَربي منّي !
إنّي أحاولُ جَرحَكِ 3/>

[[نُورْ!]]

وحينَ أردتَ أن أبكي ؛ بَكَيْت !