|
على منابر من نور [ ₪ ﺂحاديثَ ، ﺂدعيۃ ، ﺂذڪار ، ۊ ڪُل مَ يخص ﺂلإسلآم .. هناَ ] |
يمنع منعا باتا رفع المواضيع القديمة .. و يمكن معرفة المواضيع القديمه من خلال ظهور التنبيه اسفل صندوق الرد
|
أدوات الموضوع |
منذ /17-07-2009, 09:05 PM | #31 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
|
|||||||||||||||||||||
#ADS | |
:: إعلانات ::
Circuit advertisement
تاريخ التسجيل: Always
الدولة: Advertising world
العمر: 2010
المشاركات: Many
|
|
منذ /17-07-2009, 09:13 PM | #32 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
3 - وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّا وقوله تعالى: (ورفعناه مكاناً عليا) وهو كما ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة. وقد روى ابن جرير عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب ، عن جرير بن حازم عن الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعباً ـ وأنا حاضرـ فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: (ورفعناه مكاناً عليا ) فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم لعله من أهل زمانه ـ فأحب أن يزداد عملا ً فأتاه خليل له من الملائكة فقال إن الله أوحى إلي كذا وكذا حتى أزداد عملاً فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلي السماء فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي أقبض روح إدريس في السماء الرابعة فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك أبي حاتم عند تفسيرها ورواه ابن فقال لذلك الملك سل ملك الموت كم بقى من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقى من عمره؟ فقال لا أدري حتى أنظر فنظر فقال: إنك لتسألني عن رجل ما بقى من عمره إلا طرفة عين فنظر الملك إلي تحت جناحه إلي إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر وهذا من الإسرائيليات وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (ورفعناه مكاناً عليا) قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى إن أراد أنه لم يمت إلي الآن ففي هذا نظر وإن أراد أنه رفع حياً إلي السماء ثم قبض هناك فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: (ورفعناه مكاناً عليا) رفع إلي : السماء السادس فمات بها وهكذا قال الضحاك والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح وقال الحسن البصري (ورفعناه مكاناً عليا) وقال: إلي الجنة وقال قائلون: رفع في حياة أبيه "يرد بن مهلاييل" والله أعلم وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
منذ /18-07-2009, 11:32 PM | #33 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
نوح عليه السلام لبث في قومه 950 سنة ثم بعدالطوفان لبث ما قدر له قيلأنه دفن بمسجد الكوفة وقيل بالجبل الأحمر والأصحأن قبره الشريف بالمسجد الحرام .قال تعالى: { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنّور فاسلك فيها من كلّ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم, ولا تخاطبني في الذين ظلموا, أنهم مغرقون}. المؤمنون 27. 1- إلى من أرسل نوح أرسل إلى أولاد قابيل بن آدم ومن تابعهم من ولد شيث بن آدم (العرائس للثعلبي) وقد تحدث المفسرون عن ذلك فقالوا: كان لآدم نسلان من أولاده أو قبيلتان إحداهما تسكن السهل والوادي الأخضر والأخرى تسكن الجبل. وكان للرجال في القبيلة التي تسكن الجبل جمال وروعة أما نساؤهم فكنّ ذوات دمامة وقبح. فالرجال أجمل من النساء كثيرا, أما القبيلة التي تسكن السهل والوادي فكانت نساؤها رائعة الجمال لا يستطيع الرجل أن يمعن النظر فيهن لشدة جمالهن, أما الرجال فكانوا على عكس ذلك فقد كانوا من القبح والدمامة بمكان فلا تطيق أن تعيش معهم من الدمامة والقبح. واستغل إبليس هذه المفارقة العجيبة وأراد أن يخلطهما ببعض حتى تشيع الفاحشة بينهم, فنزل على رجل من أهل السهل, وجاءه على هيئة غلام ليعمل في بستانه وزرعه, فاستأجره وجعله خادما له, فجاء إبليس بمزمار يحدث صوتا مثل مزامير الرعاة للغنم, وبدأ يحدث به صوتا عاليا ليسمع قبيلة الجبل صوتا غريبا فجاءوا على هذا الصوت, وأقاموا حفلا جعلوه عيدا كل عام يأتون إليه وبدأت نساء السهل تخرجن متبرّجات وهن على قدر من الجمال_ فرآهن الرجال, وهرع رجل من الجبل إلى أصحابه يحكي لهم عن الخبر فتحولوا إليهم ونزلوا معهم وظهرت الفاحشة الكبرى وحقق إبليس ما كان يريده, فلقد أقسم في السماء ليغوينهم أجمعين إلا الصالحين منهم والمؤمنين بالله عز وجل. وكثر بنو قابيل وظهرت المعصية, وأكثروا الفساد وأصبح إبليس وأبنائه بينهم يفعلون بهم ما يريدون ويدعوهم إلى المعصية فيستجيبون. وقد كانت الفترة ما بين وفاة آدم ونوح عليهما السلام حافلة بالإيمان والفساد وممن آمنوا وكانوا صالحين: ودّا ويغوث, ويعوق, وسواع, ونسر كانوا قوما صالحين وكان لهم أتباع يقتدون بهم.( تفسير ابن كثير سورة نوح). وتذكر أن آدم عليه السلام له أربعون ولدا عشرون غلاما وعشرون جارية فكان ممن عاش منهم هابيل وقابيل, وود, كان ود يقال له: شيث ويقال له هبة الله, وقد جعله إخوته رئيسا وسيدا عليهم, وولد له سواع ويغوث ويعوق ونسر. كان "ود" رجلا صالحا كما ذكرنا, وكان محببا في قومه, فلما مات عكفوا على الجلوس حول قبره في أرض بابل وحزنوا عليه حزنا شديدا وأصبحوا يزورون قبره بصفة دائمة, ورأى ابليس حالهم هذا وجزعهم عليه فأراد أن يستثمر هذا الضعف فيهم فتشبّه بصورة انسان ثم قال لهم: اني أرى جزعكم على هذا الرجل, فهل لكم أن أصوّر لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به؟. فقالوا: نعم. فصنع ابليس صنما مثل "ود" فوضعوه في ناديهم فجعلوا يقدّسون الصنم ويذكرونه صباح مساء. فلما رأى إبليس ذلك منهم واطمأن إلى غيّهم قال لهم في خطوة جعلته يتمكن من عقيدتهم ويفسدهم_ قال: هل أجعل لكم في منزل كل منكم تمثالا مثله ليكون له في بيته فتذكرونه, وتعبدونه؟ قالوا: نعم. فصنع لكل أهل بيت تمثالا مثله, فأقبلوا على هذه التماثيل الأصنام التي حملت اسم الرجل "ود" ولما جاء أبناؤهم أدركوا ما يفعله الآباء, جعلوا يقلّدونهم فيما يصنعون بهذه التماثيل من عبادة وتأليه, وتوالت بعد ذلك أجيالهم وأحفادهم في عبادة الأصنام, ونسوا "ود" الرجل الصالح وجعلوه صنما يعبد من دون الله وبذلك استطاع إبليس أن يحول اسم الرجل الصالح إلى رمز للوثنيّة والكفر, فكان "ود" أول ما عبد غير الله, وكان أول صنم يعبد من غير الله اسمه "ود". (قصص الأنبياء لابن كثير). وقد أضل بهذه الأصنام كثيرا من الأمم فقد استمرّت في عبادتها هذه الأمم قرونا عديدة حتى إلى زمان جاهلية العرب قبل الإسلام وقد قال المفسرون (ابن عباس في تفسير ابن كثير): صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ذلك. فمثلا "ود" كان صنما لبني كلاب بن الجندل, وأما سواع فكانت لهزيل, وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف _عند سبأ_ وأما "يعوق" فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي كلاع وكلها قبائل عربية قديمة _ وهي أسماء قديمة لرجال صالحين عاشوا في زمن قبل نوح عليه السلام ما بين آدم ونوح. وقد كان بين نوح وآدم عليهم السلام عشرة قرون, كلهم على شريعة من الحق, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين, وقد جاء القرآن، بقوله تعالى:{ وما كان الناس إلا أمّة واحدة فاختلفوا} البقرة 213, كانوا على الهدى جميعا فاختلفوا, وزيّن لهم الشيطان عبادة الأصنام, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين, فكان أول نبي بعث نوح عليه السلام. تاريخ الطبري. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
منذ /20-07-2009, 12:58 AM | #34 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
نوح عليه السلام 2. مئات السنين: إن الله تبارك وتعالى لما أجمع القوم على العمل بما يعصيه سبحانه عز وجل ويكرهه من خلقه من ركوب الفواحش وشرب الخمور والاشتغال بالملاهي عن طاعته عز وجل. لما رأى منهم كل ذلك أرسل نوحا إليهم وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة, وقيل أربعمائة وثمانين سنة, ثم عاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين, وقيل انه دعاهم في نبوته مائة وعشرين سنة. وركب السفينة وهو ابن ستمائة سنة, ثم مكث بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة. تاريخ الطبري. لبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما كما قال الله عز وجل يدعوهم إلى الله سرا وجهرا, فيمضي قرن (مئة سنة) بعد قرن, فلا يستجيبون له حتى مضى على ذلك ثلاثة قرون وهو يدعوهم جهارا نهارا _ وهم من دعوته على حالهم, لا يسمعون له ولا يستجيبون. كان كلما دعاهم هجموا عليه وخنقوه حتى يغشى عليه, ويسقط على الأرض مغشيا عليه, فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون, وكان هذا العمل يتكرر دوما سنوات وسنوات وقيل أن نوحا كان يضرب من قومه حتى الوهن والضعف والمرض ويلف في ثياب كأنه مات, ويظن أنه قد مات, ثم يخرج فيدعوهم مرّة أخرى. (العرائس للثعلبي ص 47). كان يخرج مرّة أخرى ومرات يدعوهم, حتى كان الآباء يقولون للأبناء: قد كان نوح مع آبائنا وأجدادنا, وأجداد أجدادنا _ انه رجل مجنون لم يقبلوا منه دعوة دعاها ونحن لن نقبل دعوة يدعوها. وذات يوم جاء رجل ومعه ابنا يتوكأ على عصا مما أصابه من الشيخوخة, فقال العجوز لابنه وهو يشير إلى نوح: أنظر يا بني إلى هذا الشيخ إياك أن يغرّك. فقال الابن لأبيه: يا أبت أعطني العصا التي تتوكأ عليها. فأعطاه أبوه الشيخ العجوز العصا التي كان يتوكأ عليها وجلس على الأرض, فمشى الابن إلى نوح عليه السلام, فضربه عدّة ضربات ولكن نوح عليه السلام لم ييأس وظلّ يدعو قومه عشرات ومئات السنين ولكن دون جدوى.( قصص الأنبياء لابن كثير ص 65). دعا نوح قومه إلى إفراد العبادة لله وحده لا شريك له, وألا يعبدوا معه صنما ولا تمثالا ولا طاغوتا وأن يعترفوا بوحدانيّته, وأنه لا اله غيره ولا رب سواه. وقال لهم نوح: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره, إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم}. وقال:{ أن لا تعبدوا إلا الله, إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم}. وقال لهم نوح:{ يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون}. ترى بماذا أجابوا نوح بعد أن دعاهم إلى الله عز وجل بكل أنواع الدعوة في الليل والنهار, والسر والعلانية, بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى, فلم ينجح كل هذا, واستمر أكثرهم على الضلالة والطغيان وعبادة الأصنام, ونصبوا لنوح العداوة في كل وقت وأوان, وتنقصوه وسخروا منه. وقالوا له:{ إنا لنراك في ضلال مبين}. وقال لهم نوح:{ يا قوم ليس بي ضلالة ولكنّي رسول من ربّ العالمين} أي إنني لست كما تزعمون من أني ضال, بل على الهدى المستقيم رسول من رب العالمين, أي الذي يقول للشيء كن فيكون. ثم قال نوح:{ أبلّغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون}. هكذا أجابهم نوح في بلاغ وذكاء وكلام مقنع لا جدال فيه. فقالوا له:{ ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنّكم كاذبين}. تعجب القوم أن يكون نوح بشرا رسولا, وتنقصوا ممن اتبعه وقالوا: أنهم أراذلنا أي: الضعفاء منا, والأقل مكانة ومستوى منا, فنحن أفضل منهم مالا وحسبا ونسبا ولأنهم كذلك يا نوح: ضعفاء فقراء أراذل فقد استجابوا بمجرد ما دعوتهم إليه من غير نظر ولا رويّة ولا تمحيص. ونسي هؤلاء الكفار أن الحق ظاهر لا يحتاج إلى رويّة ولا فكر ولا نظر. وظلوا يعترضون ويجادلون نوحا ومن آمن معه, فقالوا: { وما نرى لكم علينا من فضل} أي: لم يظهر لكم أمر بعد اتصافكم بالإيمان ولا ميّزة علينا. واتهموه وقومه بالكذب وقالوا:{ بل نظنّكم كاذبين}. عند هذا الحد تحدث نوح عليه السلام بأنه صادق ولن يلزمهم أو يكرههم على شيء وأنه لا يريد منهم أجرا على دعوته إياهم, وإن طلبت أجرا فاني سأطلبه من الله الذي ثوابه وأجره أفضل مما عندكم وخير مما تعطونني, ولن أطرد هؤلاء ولن أبعدهم عني فقد آمنوا بربهم مهما عرضتم من إغراءات. قال لهم نوح:{ أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربي وءاتاني رحمة من عنده فعمّيت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} هود 29. وقال نوح:{ وما أنا بطارد الذين ءامنوا, إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون}. هود 29. وقد تطاول الجدال والزمان بينهم وبين نوح عليه السلام, وكان كلما انقرض جيل منهم وصّ من بعده بعدم الإيمان بدعوة نوح ومحاربته ومخالفته, وكان الوالد إذا بلغ ولده وعقل جلس إليه ووصاه فيما بينه وبينه, ألا يؤمن بنوح أبدا ما عاش وما بقي. وقالوا:{ يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا}. هود 32. ثم طلبوا معجزات ظنوا أن نوح لن يقدر عليها بأمر الله فقالوا:{ فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين{ هود 32. وجاء ردّه الأخير:{ ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم, هو ربّكم واليه ترجعون} هود 34. وجاء التأكيد من الله عز وجل أنه لا فائدة من هؤلاء فلن يؤمن منهم أحد إلا من آمن. وقال الله عز وجلّ لنوح: { وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} هود36. وبدأ نوح عليه السلام ينتظر أوامر أخرى من ربّه. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
منذ /20-07-2009, 11:57 PM | #35 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
3. بدء المعجزة الكبرى: بدأت المعجزة الكبرى لنوح عليه السلام بحوار جميل بينه وبين ربّه وكان بمثابة تقرير كامل عما كلفه الله به من عمل جاء في هذا الحوار الكريم: { قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا* فلم يزدهم دعائي إلا فرارا * واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في ءاذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارا * ثمّ اني دعوتهم جهارا * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * فقلت استغفروا ربّكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا} نوح 5-11. وظلّ نوح عليه السلام يذكر لقومه ما دعاهم إليه, ويصوّر لهم عظمة الله في خلقه, ويبيّن لهم نعم الله عليهم _ ولم يكن لهذا إجابة أو سبيل_ فقد ضلوا ضلالا شديدا, وزاد فسادهم وخبثهم مع كثرة جدالهم وإحساسهم بأنهم الأكثر فهما وعلما من نوح وهنا قدّم نوح عليه السلام نتائج عمله طوال مئات السنين وصبره على أجيال وأجيال منهم, فدعا ربه أن يهلكهم حتى لا يفسدوا في الأرض ويضلوا غيرهم ضلالا بعيدا وقال: { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا * انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا} نوح 26-27. وجاء الأمر الكريم الذي حمل في طيّاته معجزات عظيمة. قال الله تعالى لنوح عليه السلام: { واصنع الفلك بأعيننا ووحينا} هود 37. ولربما قال نوح: يا رب وما الفلك؟ فقال له: بيت من خشب يجري على وجه الماء حتى أغرق أهل المعصية وأريح أرضي منهم. ربما سأل نوح عن الماء, وهو يعلم أن الله على كل شيء قدير. وقيل إن نوحا سأل عن الخشب, فأمره ربّه بغرس شجر الساج كثير الخشب عظيم الأصول والفروع, فأمره الله تعالى بذلك وظلّ يغرس ويغرس وانتظر أربعين عاما حتى أصبح الشجر غابات هائلة. وفي هذه السنوات توقف نوح عن دعوة قومه إلى عبادة الله فلم يدعهم فأعقم الله تعالى أرحام نسائهم فلم يولد لهم ولد, فلما كبر الشجر أمره ربه أن يقطع الشجر فقطعه وجففه ثم قال: يا رب كيف أتخذ هذا البيت أي كيف أصنع هذه السفينة؟ فقال له: اجعله مائلا على ثلاث صور رأسه كرأس الديك وجوفه كجوف الطير وذنبه كذنب الديك مائلا واجعلها متطابقة واجعل أبوابها في جنبيها واجعلها ثلاث طبقات واجعل طولها ثمانين ذراعا وارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعا. أورد هذا الثعلبي في العرائس وقال أن هذا قول أهل الكتاب .ص 47-48. هذا المجنون يتخذ بيتا يسير به على الماء_ يقصدون السفينة_ ثم يضحكون. وقد جاءت صورة هذا المشهد في القرآن الكريم في قوله تعالى: { ويصنع الفلك وكلما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه} هود 39. أي يستهزئون به وقد استبعدوا أن يحدث ما توعّدهم به. فيجيب عليهم نوح قائلا: { قال إن تسخروا منّا فانّا نسخر منكم كما تسخرون}. هود 39. ثم أضاف موضحا ما توعّدهم بأنه وقومه سوف يسخر منهم ويتعجب منهم من استمرارهم على كفرهم وعنادهم الذي سوف يقتضي وقوع العذاب بهم وحلوله عليهم لاحقا (قصص الأنبياء لابن كثير ص 180), مؤكدا وقوع ذلك بقوله:{ فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم} هود 39. وأوحى الله إلى نوح عليه السلام أن عجّل صنعة الفلك, وانته من صناعة السفينة, فقد اشتد غضبا على من عصاه _ عند ذلك استأجر نوح أجراء وعمّال يعملون معه في صنع السفينة وأولاده سام وحام ويافث ينحتون معه السفينة فجعلها ستمائة وستين ذراعا للطول وعرضها ثلاثمائة وثلاثين ذراعا وطولها في السماء ثلاثة وثلاثين ذراعا وطلاها بالقار داخلها وخارجها بعد أن فجر الله له عين القار بجوار السفينة تغلي غليانا وشدّها بالمسامير الحديد وطلاها كلها بالقار, وجاء في قوله عن المسامير الحديد:{ وحملناه على ذات ألواح ودسر}. وقد كان عيسى بن مريم يحيي الموتى بأمر الله, فقال له الحواريون: لو بعثت لنا رجلا من قبره يكون قد رأى سفينة نوح فيحدثنا عنها! فانطلق عيسى عليه السلام والحواريون خلفه حتى وصل إلى كثيب من تراب, فأخذ حفنة من التراب وقال: أتدرون ما هذا التراب؟ قالوا: الله ورسوله أعلم!! قال عليه السلام: هذا قبر حام بن نوح, فضرب التراب بعصاه وقال: قم بإذن الله, فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه, وقد شاب شعره وأصبح شيخا عجوزا, فقال له عيسى عليه السلام: أهكذا مت وهلكت؟ فقال حام بن نوح: لا, ولكني مت وأنا شاب؛ ولكني ظننت أنه الساعة (يوم القيامة) فشبت من الخوف. فقال عيسى عليه السلام: حدّثنا عن سفينة نوح. قال: كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع وكانت ثلاث طبقات: فطبقة فيها الدواب والوحوش, وطبقة فيها الإنس, وطبقة فيها الطير. فلما كثر ارواث الدواب أوحى الله إلى نوح أن اغمز ذنب الفيل, فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة, فأقبلا على روث الحيوانات. رواية الطبري في تاريخه عن ابن عباس ج 1 ص 181 طبعة إحياء التراث. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
منذ /21-07-2009, 09:54 PM | #36 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
|
|||||||||||||||||||||
منذ /22-07-2009, 11:19 PM | #37 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
هود عليه السلام عاش 464 سنة.. دفن شرقي حضرموت (اليمن(علي بعد مرحلتين من تريم في كثيب احمر عند رأسه سمرة 1- نسبه وهو بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام. ويقال: إن هود هو عامر بنشالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، ويقال: هود بن عبد الله بن رباح الجارود بن عاد بنعوص بن إرم بن نوح عليه السلام. ذكره ابن جرير. والله أعلم وكان من قبيلة يقال لهم: عاد بن عوص بن سام بن نوح، وكانوا عرباً يسكنون الأحقاف ـ وهي جبال الرمل ـ وكانتباليمن بين عمان وحضر موت، بأرض مطلة على البحر، يقال لها: "الشحر"، واسم واديهم: "مغيث". ويقال: إن هوداً عليه السلام أول من تكلم بالعربية، وزعم وهب بن منبه أنأباه أول من تكلم بها، وقال غيره: أول من تكلم بها نوح، وقيل: آدم الأشبه، وقيل غيرذلك. والله أعلم. ويقال للعرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام: العرب العاربة،وهم قبائل كثيرة منهم عاد، وثمود، وجرهم، وطسم، وأميم، ومدين، وعملاق، وعبيل،وجاسم، وقحطان، وبنو يقطن، وغيرهم. وأما العرب المستعربة: فهم ولد إسماعيلبن إبراهيم الخليل، وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربيةالفصيحة البليغة، وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم ولكن أنطقه الله بها في غاية الفصاحةوالبيان، وكذلك كان يتلفظ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
منذ /23-07-2009, 11:13 AM | #38 | ||||||||||||||||||||
ملكة التنسيق
Johnny ‘oopa I Love yyou
|
مشكوره اختي
|
||||||||||||||||||||
منذ /23-07-2009, 09:32 PM | #39 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
هود عليه السلام 2- قوم عاد كان قوم عاد يقيم في أرض اليمن في مكان يسمَى (الأحقاف) يرجع نسبهم إلى نوح، قال تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ } [الفجر:7-8] عاد إرم وهم عاد الأولى، الذين كانوا يصنعون الأعمدة التي تحمل الخيام التي يسكنونها وأما عاد الثانية فمتأخرة كما سيأتي بيان ذلك في موضعه. وأما عاد الأولى فهم عاد ومن زعم أن "إرم" مدينة من ذهب وفضة تدور في الأرض، فتارة في الشام، وتارة في اليمن، وتارة في الحجاز، وتارة في غيرها، فقد أبعد النجعة، وقال ما لا دليل عليه، ولا برهان يعول عليه، ولا مستند يركن إليه. وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه: "منهم أربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر". وكانوا يسكنون البيوت ذوات الأعمدة الضخمة، ويبنون القصور العالية والحصون المرتفعة، ويتفاخرون ببنائها، قال تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } الشعراء: [128-129] وقوله: (وتتخذون مصانع) قيل: هي القصور، وقيل: بروج الحمام، وقيل مآخذ الماء، (لعلكم تخلدون) أي: رجاء منكم أن تعمروا في هذه الدار أعماراً طويلة. ويملكون حضارة عظيمة، وقد برعوا في الزراعة بسبب توفر الماء العذب الغزير وكثر لديهم الخير الوفير، وكثرت الأموال والأنعام، وأصبحت منطقتهم حقولا خصبة خضراء، وحدائق زاهرة وبساتين وعيونًا كثيرة. وأعطى الله أهل هذه القبيلة بنية جسدية تختلف عن سائر البشر، فكانوا طوال الأجسام أقوياء.. إذا حاربوا قومًا أو قاتلوهم هزموهم، وبطشوا بهم بطشًا شديدًا، قال تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ )[الشعراء: 130-134 وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
منذ /25-07-2009, 10:16 PM | #40 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
هود عليه السلام 3- إلى من أرسل هود وبرغم هذه النعم الكبيرة والخيرات الكثيرة التي أعطاهم الله إياها، لم يشكروا الله -تعالى- عليها، بل أشركوا معه غيره؛ فعبدوا الأصنام، وكانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان، وكانت أصنامهمثلاثة: صمدا، وصمود، بعد وهرا وارتكبوا المعاصي والآثام، وأفسدوا في الأرض، فأرسل الله لهم هودًا -عليه السلام- ليهديهم إلى الطريق المستقيم وينهاهم عن ضلالهم ويأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له، ويخبرهم بأن الله -سبحانه- هو المستحق للشكر على ما وهبهم من قوة وغنى ونعم، فقال لهم: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ } [الأعراف:65] فتساءلوا: ومن أنت حتى تقول لنا مثل هذا الكلام؟! فقال هود -عليه السلام- {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [الشعراء: 125-126] فرد عليه قومه بغلظة واستكبار: { قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } [الأعراف: 66 أي: هذا الأمر الذي تدعونا إليه سفه بالنسبة إلي ما نحن عليه من عبادة هذهالأصنام التي يرتجي منها النصر والرزق، ومع هذا نظن أنك تكذب في دعواك أن اللهأرسلك. فقال لهم هود: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }الأعراف:67-68 فاستكبر قومه، وأنكروا عبادة الله، وقالوا له: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } [هود:53] وقالوا له: وما الحالة التي أنت فيها، إلا أن آلهتنا قد غضبت عليك، فأصابك جنون في عقلك، فذلك الذي أنت فيه، فلم ييأس هود -عليه السلام- وواصل دعوة قومه إلى طريق الحق، فأخذ يذكرهم بنعم الله -تعالى- عليهم؛ لعلهم يتوبون إلى الله ويستغفرونه، فقال: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: 132-134 ثم قال: { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ } [هود: 52 ولم يجد هود -عليه السلام- فيهم إلا قلوبًا ميتة متحجرة متمسكة بغيها وضلالها، وإصرارها على عبادة الأصنام، إذ قابلوا نصحه وإرشاده لهم بالتطاول عليه والسخرية منه، فقال لهم: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) وهذا تحد منه لهم، وتبرؤ منآلهتهم، وتنقص منه لها، وبيان أنها لا تنفع شيئاً ولا تضر، وأنها جماد حكمها حكمهوفعلها فعله، فإن كانت كما تزعمون من أنها تنصر، وتنفع، وتضر، فها أنا إذاً برئمنها لاعن لها، فكيدوني أنتم وهي جميعاً بجميع ما يمكنكم أن تصلوا إليه وتقدرواعليه، ولا تؤخروني ساعة واحدة ولا طرفة عين؛ فإني لا أبالي بكم، ولا أفكر فيكم، ولاانظر إليكم. إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } [هود:54-57 وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعديل الأخير تم بواسطة أموووونة ; 27-07-2009 الساعة 11:02 PM |
|||||||||||||||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
اللهand÷÷÷, عباد, ×××الأنبياء |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|