:: رحيل وأستقبال ::
أعتدت زيارة مكة المكرمة كل عام شوق ولهفة يحدوني فور إنطلاق الطائرة لتحل هناكـ حيث الراحة والطمأنينة لكن هذه المرة شعوري يختلف عن سابقه شعور رهبة خوف مع سعادة بالحج ..
كنت أفكر كيف أبدأ وبم سأنتهي ؟؟
أستقبلنا البيت بعد وصولناوقلبي يرتجف رهبة من رؤية بيته والصحن قد أمتلأ بقلوب خاشعة
وأعين دامعة تطوف و تدعوا ..
وأنتقلنا لمني حيث أعد مكان لنا هناكـ لنرتاح قليلاً ومن ثم نتجهز لـ " يوم عرفة "
::
:: أعظم يوم في حياتي ::
يوم مشهود لا أنساه في حياتي حيث الحشود المتجرده والُملبية كلاً في شغل لا في دنياه إنما
في موقف عظيم قد لايتكرر لهم من جديد ..الجميع يلبون بصوت واحد ..
يوم عرفات تسكب فيه العبرات ترفع الألسن الدعوات مستشعرة فقرها وحاجتها لله تعالى
أحسست أن الدنيا حقيرة لاتساوي شيئاً وإن ما أنا فيه ماهو إلا يوم مُصغر ليوم الحشرالأكبر.
أنشغلنا ومن معي بالدعاء لم نكن نبتغي غير القبول ..
عرفت معنى أن يتجرد الإنسان من دنياه في ذلك اليوم رايت الناس بأختلاف طبقاتهم ومراتبهم
متساوين ملبساً ودعاء لايفرق بينهم ..
صلينا الظهر والعصر جمعاً وقصراً لنتفرغ بعدها بقيّة اليوم للدعاء والذكروقراءة القرآن
أسمع أصوات قد غلبها البكاء وهي تتضرع لله تعالى ..قاربت الشمس على المغيّب لم يكن
بُد من الإستعداد للرحيل منظر مُهيب عندما نفر الحجيج لمزدلفة حتى أن الحافلة التي أقلتنا كنا
لانرى الطريق من نفرة الحجيج معنا بأختلاف أجناسهم وأعمارهم يسيرون بخطى واحده للحاق
بمزدلفه ما أجمل تلكـ اللحظات ..
أنطلقنا مع الفجر لـ تكملة بقيّة المناسكـ والبقاء بمنى أيام التشريق.
::
:: عيدكم مباركـ ::
تلقيتها عبر أتصال سريع ورسائل أسرع تود الإطمئنان علينا وتهنئتناتجهزنا لأيام التشريق ورمي الجمار .
::
:: حمداً لله على سلامتكم " حجكم مبرور " ::
آخر كلمة سمعتها وأنا في أرض المطار والبسمة تعلو وجوههم كأنهم قد رافقونا
وحجوا معنا .. فـ حمداً لله .. وتلكـ كانت أوراقي في الحج ..
.
.
..:: بقلم شمس الحق ::..
من أجمل الذكريات وأروع اللحظات حين تكون في طاعة الله ؛ كلما تذكرتها تسعدُ النفس وتهبّ نسائم الإيمان من جديد، فأي ذكرى تلك التي كنت أرى فيها الجموع بيوم عرفة الكُل بلباس الإحرام تساوى به الغني والفقير ، الصغير والكبير، العربي والأعجمي، الكل رفعوا أيدي الرجاء لله والدموع تُسكب مخافاةً وطلبا، شعرت بعظمة ذلك اليوم ،ذكرى جميلة تجدد مشاعر خالدة لأعظم المشاعر.ولا أنسى حين منّ الله عليّ أن رميت الجمار دون أن أوكل أحداً رُغم الزحام إلا أن الله يسرّ لنا حجنا و أتممنا الركن الخامس بفضله
سائلة الله عزوجل أن يتقبّل منّا ويعفو عنّا أجمعين
هاهي نفسي تشتاق لذلك المكان ..
أسأل الله أن لا نُحرم حجة أخرى ..
.
.
..:: بقلم الخنســـــاء ::..
كانت رحلة ممتعة حقاً ..
حاولت أن أعبر عنها بجميع كلمات الحب , لم أستطع فحب الله لا يوصف ..
حاولت أن أعبر عن فعلي بالكلام لم أستطع فالتعبير قد خانني وتطايرت الكلمات من حولي ..
فلم أستطع الإمساك بأي منها , فهي رحلة العمر كما قد قال عنها الكثير..
حتى أنني تمنيت لو أستطيع أن أعيدها كل عام , فهي مهمة لكل إنسان مسلم لأنها تريح الأعصاب والنفوس وتغنينا عن زيارة العيادات النفسية او العصبية او جميع العيادات , وافضل من مائة اجازة صيف , وأهم من ألف رحلة إلى بلاد العرب والعجم .
صحيح هي كما قد قال عنها الله عز وجل في كتابه الكريم ( أيام معدودات ) , ولكن هذه الأيام المعدودات تزن الدنيا وما عليها من فضل ايامها وفضل الاعمال في تلك الأيام .
.
.
..:: بقلم ام سهيل ::..
المدينة جميلة جداً جداً , كنت أنا و أختي نمشي إلى المسجد , و بدأ الأذان , و بدأ الرجال يركضون ليلحقوا الصلاة , ما أجملها من مشاعر وهم يركضون ليلحقوا أداء الصلاة , ليس إلى مال ولا ذهب , يركضون لأنهم عرفوا معنى اللقاء الجليل الذي أكرمنا الله به خمس مرات في اليوم , والسابقون السابقون هم من يتسابقون إلى رضا الله عز وجل و إن نالوه .....نالوا الدنيا بأسرها في الدنيا و نالوا الأخرة و روعتها التي لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر .
عند الكعبة .. المشاعر لا توصف.. , أول ما ترين الكعبة ترين فيها هيبة عظيمة جداً , ربما لو قابلتي أكبر برج في العالم لن تتأثري كما لو رأيتِ الكعبة , بناء أسود لكن المكان عظيم , ربما قد داس رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الموضع , ربما قد داس أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام هنا ربما و ربما و ربما ....
وعلى الصفا والمروة تتذكرين امرأة عظيمة جداً بقيت في صحراء هي و ابنها الذي قد يموت عطشا , الابن غالي جدا جدا , و لكن في قلب المرأة المؤمنه هذه الله أغلى , بيقينها استطاعت أن تبصر هذا اليقين ..
.
...:: بقلم ام البنين1977 ::..
ذهبت لمكة كثيرا وفي كل مرة أحظى بإحساس جديد ومختلف..
أخجل من الله لكثرة ذنوبي وتقصيري في عبادته..
ذهبت الى الحج منذ خمس سنوات تقريبا واتمنى لو اذهب كل سنة فمن ذاق شهد هذا الركن اشتاق له دائماً..
ذهابنا كان في اليوم السابع ..
كانت مشاعرنا لا توصف.. ففي كل وقت وكل لحظة ترتجف أفئدتنا فرحة حيث الموعد مع المغفرة والراحة والانشراح..
الحج رحلة إيمانية بكل المقاييس..
تنسين فيها كل شئ الا الله ..
.
.
عند رؤية الكعبة خالجني شعور بعظمة المكان وهيبته وجدت نفسي في مشهد تجمّع فيه مزيج عجيب من كل ألوان البشر وأشكالهم .. عباد الله يأتونه من كل حدب وصوب فعلى كل الأجساد لباس بسيط من نوع واحد
لقد فقد الكل صفاته المميزة..
ووقف المسلم بكل قوته وضعفه بكل خيره وشره بكل جماله وقبحه .. يلبي يدعو ويصلي ..
وهو بين يدى الله مستسلماً داعياً متعبداً ..
كل مشغول في الطاعات فقط وكل الألسنة تردد كلمة واحدة..:
لبيك اللهم لبيك، لبيك اللهم لبيك
تجردنا من الدنيا ومتاعها راجين الله يقبل توبتنا ودعاءنا..
وكان يوم عرفة .. تذكير العبد بيوم الحشر..
والحقيقة أن للحج معاني تميزه بطعم خاص .. فكل مكان نذهب إليه له إحساسه الخاص والمختلف..
وكانت لحظات الوداع والفراق هي أصعب اللحظات على الإطلاق عند الانتهاء كانت تغرقني مشاعر الحزن والأسى ذلك لسبب انتهاء هذا الركن العظيم
وتركي للجو الروحاني محاضرات وتحفيظ واخوة في الله ومشاعر صادقة ..
.
.
..:: بقلم دانة جدة ::..