صمتوا جميعاً واستغرق كلٌ منهم بالتفكير , نظر ياسر نحوهم : حسناً الا يستطيع احد منكم القيام بأشياء غريبة وخارقة مثلنا !؟
أجاب رائد وسلمى : لا
نظر يزن بعمق ثم قال: حسناً , هنالك شيء غريب يحصل لي !
رائد : أغرب من هذا كله !
يزن : أحياناً أشعر بأني أستطيع تحريك الأشياء من حولي بالطريقة التي أريدها !
نظر الجميع اليه باهتمام , يزن : لم أجرب ذلك , لكن كنت اشعر بشيء غريب بينما كنت العب كرة الطائرة في الجامعة , كنت أشعر بأنني أجذب الكرات نحوي وألتقطها بسهولة , وأحياننا أدوات الطعام , مفتاح السيارة , غطاء السرير , الأبواب !
أخرج آدم جهازه النقال من جيبه : هل تستطيع أن تجذبه ؟!
مدّ يزن يده ثم اعادها وهو يضحك : انها سخافة !
رمى آدم جهازه النقال فجأة نحو يزن , رفع يزن يده امام وجهه و غير مسار النقّال نحو الخلف , رمي النقال في الهواء وسقط على الرمال من دون أن يلمسه !
قفز ياسر من مكانه والذي كان هو أقربهم إليه ,نظر الجميع نحو النقّال بدهشة , ثم نظروا نحو يزن : ياللعجب !
بدا يزن متفاجئاً : كيف حصل ذلك ! لم ألمسه حتى أنا واثق من ذلك !
آدم : حسناً , انا أملك سرعة خارقة , ياسر وأمير على ما يبدو يملكان قوة جسدية , ويزن ...... هذا .
التفت نحو رائد وسلمى : ماذا عنكما !
هزّا رؤوسهما نفياً .
استغرق كل منهما بين غارق في التفكير , وبين من يزال في صدمته .
قطعت سلمى ذلك الصمت : قلت لي أن أولئك الذين نشبهم كانوا من عائلة واحدة !
آدم : أجل !
سلمى : وأنهم أمازيغ !
آدم : ثم ؟!
سلمى : ونحن ذوو أصول أمازيغية , ومن عائلة واحدة !
ياسر: لا لسنا كذلك , فأنت ورائد وأمير من عائلة الأموزاري , لكنني أنا من عائلة مختلفة , وكذلك يزن وآدم !
سلمى : لكن هنالك رابط يربطكم جميعاً .
نظر بعضهم الى بعض , ثم نظروا اليها جميعاً : أنت !؟
سلمى : أجل فجميعكم أقرباء لي , والتي يصدف بأنها أنا الفتاة الوحيدة هنا !
ياسر :هل تقولين أنك الأساس في هذه الظاهرة !
سلمى : هل تجدون علاقة تربطنا نحن الستة غير ذلك؟!
رائد : هنالك شيء آخر !
نظر الجميع إليه : حسناً , أختي سمر ما زالت في غيبوبتها ولم تستفق منها بسرعة كما حصل لنا !
يزن : وبعد ؟!
رائد : كان لأمير أخ أصغر منه لكنه مات في حادث قبل عدة سنوات , ولم يستفق من غيبوبة مثلنا !
آدم : لم أفهم المغزى الى الآن !
رائد : الذي أقصده هنا اننا جميعاً , أكبر الأبناء فكل منا هو البكر صحيح ؟!
أومأ الجميع بالإيجاب .
يزن : جميع الأفكار تتضارب بعقلي , لو تعلمون هنالك أعاصير في ذهني !
آدم : انا على هذه الحال منذ رأيت تلك اللوحة !
رائد : أتتوقعون أنها مسألة جينات وراثية !
ياسر: أرجوك أصمت ستقول لي بعد قليل اننا من الفضاء الخارجي !
رائد : انا أحاول أن أحل هذا اللغز ! فليس هنالك داع للسخرية !
نظر يزن نحو رائد وأشار له بعينيه بأن يتوقف .
لكن رائد سمع صوت يزن: توقف انه قوي سيحطمك في ثواني !
رائد : ماذا !؟
يزن : لم أقل شيئاً !
رائد : أقسم بأني سمعت صوتك !
ياسر : ما هي مشكلتك هل انت مهلوس , لقد بدأت تثير ازعاجي !
رائد : هلّا ابتعدت قليلاً , فأنت توترني بشكل غريب !
اقترب ياسر من رائد ونظر اليه بغضب : هلا جمعت رشدك قليلاً , يبدو أنك لا تتحمل الصدمات , يا لك من خفيف !
امسك رائد بقميص ياسر : انت تفتعل المشاكل هنا !
نظر يزن نحو رائد وبدون ان يحرك شفتيه : انه قوي , هل هو أحمق لهذه الدرجة ليتحداه , رائد سوف يتبخر !
تراجع رائد الى الخلف بسرعة ووجهه مرتعب بشدة , سقط على الأرض من الدهشة .
ياسر : ماذا بك , هل اختفى عقلك وأصبت بالجنون .
نظر ياسر نحو آدم : لقد أخبرتك انهم لن يتحملوا هذا الموضوع !
كان آدم يؤشر بيده نحو يزن ويهمهم , نظر يزن إليه : ماذا بك , رائد !
رائد : أقسم أنني سمعتك تقول شيئاً بينما لم تحرك شفتيك , انا متأكد !
ضحك ياسر : يا إلهي أوصلت بك الغيرة لأن تتخيل أن لك قدرة الاستماع للأفكار !
رائد : أنا لا أكذب , لقد قال يزن قبل قليل بأنك قوي وأنني احمق لأتحداك وانني سوف اتبخر .
انفجر آدم وياسر ضاحكين , بينما لم يشاركهما يزن , وكانت سلمى تنظر الى ذلك الموقف باستغراب .
ياسر : يا إلهي ان ما يحصل هنا هو الأكثر فكاهة على ....
يزن : كيف ... ؟!
رائد: لقد فكرت بذلك قبل قليل ! أليس كذلك !
صفق بيديه : أرأيت انني لا أتخيل !
توقف ياسر عن الضحك بصعوبة ونظر نحو رائد : حسناً , ما الذي أفكر به الآن !
نظر رائد نحوه , ثم لكم ياسر على وجهه فجأة وانهال عليه ضرباً , دفعه ياسر وأسقطه أرضاً وهو يصرخ : حسناً , حسناً يبدو أنك سمعت ما أفكر به حقاً , يا إلهي !
وقف رائد واتجه نحو ياسر وهو حانق , أمسك يزن وسلمى به يحاولان تهدئته !
التفت رائد نحو سلمى وقال , حسناً فكري بشيء وسأرى ان كنت أستطيع ان أسمعك انت أيضاً .
نظرت اليه بتوتر بينما كانت تقلب ناظريها بينه وبين السماء وبين الآخرين .
صرخ رائد : حسناً " ماذا أقول , بماذا أفكر , ماذا أقول له " فكري بشكل أوضح !
سلمى : حسناً !
صمت الاثنان لبرهة , بينما كان الجميع ينظر نحوهما بفضول .
رائد : هل نعود الى القصر , قبل أن يفتقدونا ؟!
صرخت سلمى : يا إلهي , كيف علمت بذلك ! لا أستطيع ان أتحمل شيئاً آخر من هذه الغرائب , انه ينافي كل ما ...... لقد فقدت الكلمات لا أستطيع ان أعبر !
نظر رائد نحوهم : أرأيتم ؟!
نظر رائد نحو ياسر : أما أنت فسوف ......
ابتسم ياسر وبدأ يركض نحو أسفل الكثب الرملي , ولحق به رائد : سوف أحطم رأسك الكبير !
ياسر : انك تتحدث عن الشخص الخاطئ !