فيْ ركنِ الغرفةِ كانتْ .. كَـ كومةٍ منَ الصّخورِ جاثيةً علىْ أحلامٍ ميتةْ
تنزُّ ما استفاقَ منَ العتمَةِ فيْ جنباتِ نفسيْ ..
مثلَ صفصافةٍ سقطَ عنهاْ رداؤهاْ ، فتكشّفتْ أضلُعُهاْ هزيلةْ ،
لتخبرَ عنْ كثيرٍ منَ العتاقةْ .,
وكَـ كلِّ ليلةٍ ، وبموعدٍ معَ الوقتِ ،
خرجَ الليلُ منْ كهفٍ بعيدٍ - مجهولْ - ، ترصدهُ عيونٌ حمراءْ ..
ليُخرجَ منْ كيسهِ قمراً شاحباً مصفراً ,, يرميهِ فيْ كبِدِ السّماءْ ،
ثمَّ رشقَ حولهُ حفنةً من النجومِ متلألئةْ ‘
" تنفرطُ حبّاتُ دموعهاْ ، تتساقطُ مطراً خريفياً علىْ ثوبهاْ الأبيضْ ..
فيتناثرُ الشّوقُ دُميعـاتِ شعرٍ ، تمشيْ خلفهُ تشيّعهُ بصمتٍ فيْ موكبٍ مَهِيبٍ حزينْ .،
تبتهلُ فيْ طقوسٍ متواريةٍ خلفَ عتمةِ الجدرانْ ،
تحرّكُ شفتيهاْ ، تتمتمْ ..فيْ شبهِ سكْرةْ ،
ثمَّ تهدأْ .
تأمّلتهاْ بعينينِ فاحصتينْ ، لمْ أجدْ سوىْ حطامِ هيكلٍ ارتمتْ فوقهُ بنزقٍ بضعُ أويقاتٍ من الجلدِ واللحمْ .
العيونُ كانَ الدّمعُ كحلهاْ الأوحدْ ،
كقصرٍ خربٍ كانتْ ، اجتاحتْْ الجيوشُ حصونهْ بشراسةْ ، لتأتيْ علىْ معالمِ الحياةِ فيهْ ..
وكأنَيْ أقفُ علىْ أطلالِ روحهاْ المكلومةْ ، أعاودُ نسجَ ما تبقّىْ فيْ ذاكرتيْ منهاْ
أحاولُ بحروفٍ متعثّرةٍ قطعَ هالةِ الصّمتِ الجاثمةِ علىْ المكانِ والزّمانْ ،
ببعضِ تمتماتٍ متلبّكةْ ,,
تقفْ ..
تتهادىْ فيْ مِشيتهاْ نحوَ نافذةٍ ألمَّتْ بتفاصيلِ حوافّهاْ ،
تحدّثُ الليلَ ، فَـ تستثيرُ ضميرهُ الموجوعْ .
تخرجُ منْ بينِ شفتيَّ كطائرةٍ مقاتلةٍ يرتعشُ قائدهاْ فيْ مكانهْ :
- ألاْ يكفيْ هذاْ حتىْ الآنْ ..؟
لمْ أكدْ أنهيهاْ حتىْ أصابتنيْ سهامُ عينيهاْ الزاجرةْ ،
أجفلْ..
أجفّفُ أنفاسيْ المتلاحقةَ منْ الدهشةِ والحيرةِ التيْ بدتْ ليْ حلماً ثقيلاً ,,
.!!
تعودُ سيرتهاْ الأولىْ ،، لتدخلَ خيمةَ صمتهاْ ، ترقبُ غيمةً قطنيةَ اللونِ ،
متعبةً كَـ ساقيةٍ علىْ وشكِ الجفافْ ..
كانتْ تتقنُ فنونَ الهذيانْ ,
- إنهاْ الكذبةُ الوحيدةُ التيْ نجيدُ تأليفهاْ ، ونصرُّ علىْ تصديقهاْ ..
لأنناْ نعجزُ عنْ فعلِ شيءٍ آخرْ
كانَ لكلماتهاْ وقعٌ كَـ وقعِ الحصىْ فوقَ أرضٍ جليديةْ ،
توسّدُ خدهاْ علىْ كفّهاْ ، تفترشُ مائدةَ ذكرياتِ نفسهاْ ،
..
صمتٌ أجوفْ
نماْ السكوتُ بينناْ كَـ الأعشابٍ بينَ حجارةِ المقابرْ ,
جعلَ المسافةَ بينناْ تبتلعُ فيْ اتّساعهاْ ما بقيَ لناْ منْ أيامٍ مشتركةٍ
قبلَ أن نفترقَ فيْ خطىً متباعدةْ ,
تحفرُ بكاءاً يجمّلُ فراقناْ الأخيرْ ..
أقفُ فيْ هالةٍ رماديةْ .. أتركهاْ تصارعُ أحاسيساً تمورُ بينَ خلجاتِ أضلاعهاْ ..
وأمضيْ
10/01/29
خربَشات ..
iQJ`QdQJhk
الموضوع الأصلي :
هَـذَيَـان
||
القسم :
بـوحُ خـاطـري
||
المصدر :
منتديات بنات دوت كوم
||
كاتبة الموضوع :
آماليا