..
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
" الشوراع للفـراق و الجناين مش لقا و الشجر حرفين و سهم
و قلب دايب من الشقى ،، يا مدينة يا حزينة قلبك حجر و جليد
مش لايقة فى الزينة و نا ابنى عنى بعيد ،، و عجيبة يا شوراع تشبه ملامحنا
اعجب ما فيكى احنا ، الله يسامحــنا "
آه الله يسامحنا فعلاً .. لقيط او غيره فـ هى نتائج مجتمع غابت فيه
كثير من سماته الطيبة .. سماته الطبيعية !
الموضوع يهمنى بشـكل خاص منذ فتره لذلك اطفال الشوارع نوعان ،
النوع الاول اطفال من الجنسين او حتى شباب من الجنسين ايضاً
يقيمون بالشارع اطول فترة للعمـل من اجل مساعده الاسرة .. اي الفقر
لذا يتطلب عمله قضاء الوقت الاطول خارج المنزل .. متجولاً بما يحمل
و مع من هو معهمـ فى اكثر من مكان .. فقط ليحصل على " لقمة العيش "
النوع الثانى وهو الاقامة الدائمة فى الشارع و الاسباب عده ومختلفة
فمنهم الهارب من الايذاء الروحى او الجسدى او الجنسى ..
و منهم الهارب من الفقر و ازدحام المكان بهمـ .. و البعض تخلى عنهم
اهلهمـ و البعض الاخر يتامى .. اذاً فـ هناك من لا بيت له
و هناك من له بيت ولكنه لا يرغب بالوجود فيه
لـ تلك الاسباب المختلفة التى ذكرتها
و هناك اكثر !
مجال العمل .. شئ صعب التحديد .. كل ما يمكن تخيله يمكن عمله
شرعى ام غير .. فآ الحياة بلا " سقف " تؤدى بـ الانسان الى ما لا كان
يتوقعه فى يوم من الايام .. يعنى سرقة او تجول او بيع مخدرات او غيره
فـ يمكن تواجده و على حسب ظروف كل واحد منهمـ .. لان لا ننسى
العصابات التى تتكون فى هذا المجال .. وهنا يكون الطفل او الشاب
مقيد بما يفعل .. و ليس الاختيار فى الهروب منهم فى اغلب الاحيان
لانه يعتبر فى هذه الحالة الهروب الى الموت ! فـ عندما يخلوا ضمير الشارع
من الرحمة و العطف و النظر اليهمـ على انهمـ بقايا مجتمع .. لا يبقى امامه
غير البقاء بل و البعض لا يرى اى خطأ فيما يفعل لانه ببساطة جداً يشعر
انه لا يأخذ او لا يسرق اكثر من حقه .. فـ بقية المجتمع من وجهة نظره
البسيطة الواضحة .. عالم اخر ، لا يشعر .. لا يدرك .. لا يرحم .. لا يفكر
لما كان لـ هؤلاء هذا المصير بدلاً من الـ " اف " التى تكرر كلما رؤوا احداهم
متجولاً .. شرعى ام غير .. لا يمهم شئ ولا يريدون معرفة شئ ..
و كأن هذه القيمة القليلة جداً التى سوف يعطيها الى هذا الطفل
ستتسبب فى مجاعة بيته فـ على حد قول الكثير " احنا لاقين ناكل الاول "
و هذه الفئة مع البقية متفقين على شئ و هو انهمـ اطفال لا يمكن
ان نصدقهمـ ولا نأمنهمـ فهمـ لا تربية لهمـ و كيف يربون و الشارع كان
الاب و الام و بقية الاسرة ؟..
ولا يخفينا المصطلح الشهير الذى يقلبهمـ البعض به ألا و هو " ولاد حرام "
بـ الطبع الا من رحم ربى من البشر و نظر بعين الحكمة و الضمير !
ان كنا كـ مجتمع نفكـر بـ هذه الطريقة فـ علينا انتظار المزيد من اطفال الشوارع
و المزيد مما يقيمون به .. اما ان اردنا اصلاح شئ فـ علينا النظر الى المشكلة
من الاساس و هى الاســره ببساطة .. لان الهارب من البيت رغم ان له بيت
لمـ يهرب الا لاسباب فوق طاقته الروحية او الجسدية .. لان من الطبيعى جداً
انه لا يوجد شخص يحب ان يبات فى شارع دون مأمن او آمان او يتلقى
من ظروف اقامته فى الشارع من الكلام و الفعل .. و هنا التحرش الجنسى
حتى بالشباب ، اذاً فـ كل من خرج هارباً او مضطراً فـ هو ضحية اسرة و مجتمع بأكمله
نسى ان يعلمـ الجيل الرحمة و الرأفة كما علمهم الصلاة و الصوم
نسى ان يربى فيهمـ الاخلاق قبل ان يأمره بالتعليمـ
نسى ان يحببه فى التصدق فـ هى من اقرب الاعمال الى الله ..
ليشعر الطفل منذ الصغر بمن هم اقل منه مادياً لا عقلاً ابداً
بل ربما هذا الذى نسميه طفل شارع .. يعرف الكثير و الكثير عنا
فقط بحكم التجربة التى حكمت عليهمـ ظروفهمـ ان يمروا بها
وبكثير من اشكالها و ربما جميعها ،،
اذاً علينا اعادة تأهيل الاسر .. تأهيل الام الى كيفية احتضان البيت
تأهيل الاب الى كيفية تربية و حصن البيت .. و هنا سنرى التربية
الصحيحة التى تهدف الى الحياة و كيفية التعايش و ليس فقط حياتى
و انا فقط و كأنى اعيش على كوكب خاص ! و ما اصلح التربية حينما
تكون بالايمـــان .. فـ هى الدائمة و الفعالة داخل المجتمع ،،
قد قرأت من قبل بعدة افكــار أراها بالفعل منطقية جداً و تحتاج فقط
الى الايدى العون و التنفيذ و هى على سبيل المثال
انشاء مركز لتلقى الشكاوى من هؤلاء الاطفال حين يتم استغلالهمـ
بشكل جنسى او من احد العصابات او حتى الاهانات من احد المواطنين
او احد افراد الشرطة فكما نرى ان حتى الشرطة تعاملهمـ كأنهم خطيئة البشرية
و ليسوا الضحيـة ! كما يجب تعريف الاطفال به و التشجيع على الشكوى
فـ هى حقه كي يشعر انه انسان ايضاً له حقوق لا واجبات فقط !!
لما لا نقيم يوم لـ اطفال الشوارع كما نقيمـ يوم يسمى يوم اليتيمـ ؟.
لما ايضا لا نقيم فيه مهرجان لجمع التبرعات لهمـ ليتمـ كسر
هذا الحاجز العملاق الذى بين المجتمع و بينهمـ ليتمـ التأهيل لهمـ
و لاستعادة الثقة من جديد !!
هنا فى الغرب ارى بعض الافكار مثل ..
صناديق مخصصة فى الشوارع لجمع الملابس المستعملة ..
ويمكننا جمع البطاطين معها و تذكروا الشتـاء و قرصة جوه
لما لا نقيمـ مثلها لا تحتاج منا تكلفة ابداً .. و لكن تحتاج ضمير !!
مؤكد هناك اماكن معروف انه يقيم فيها هؤلاء الاطفال او الشباب
فلما لا تكون هناك مجموعة اطباء يذهبون الى الاماكن الاكثر
انتشاراً بهمـ للكشف عليهم جسدياً و نفسياً و طبعا الجزاء
ننتظره من الله عز وجل فهمـ ان مرض احدهم او ان شعر احدهم بألم
لا يذهب لاحد لانه يعلمـ ان لا احد لاستقباله و ان وجد فلا يعرف مكانه
اما نحن فالاسهل ان نعرف اماكنهمـ و الكثير يلاحظهمـ فى الشوارع .
كذلك ممكن تكون من ضمن هذه الحملة استشاريين و اخصائيين
ليسمعوا شكواهمـ و لما لجئوا الى الشارع بجلاً من البيت و ليحاولوا
اقناعهمـ بالرجوع و من الناحية الاخرى توعية الاهل و تنبيههمـ
فـ ربما يرجع احداهمـ لينامـ تحت " سقف " رغم الفقر و لكن
اهون بكثير مما يعانوه ..!!
من الاجرامـ حين يعاقب المرء على ما لم يرتكب
و حين يعامل على ما لا يستحق ! جريــمة شرعية
قبل ان تكون انسـانية .. فأأمل ان نسعى جميعاً لنشر الوعي
بأي طريقة .. فى جلسة مع الاهل .. مع الاصحاب او الاقارب
فى محاضرة .. فى ندوة .. فى مهرجان للاطفال .. الخ
كما اتمنى رؤية الردود الايجابية كي يكون نقاش ايجابي و هادف
من خلال الفكر معاً فى ايجاد حلول او اقتراحات
صدقونى مجرد اقتراحات و لو بسيطة جداً هتساعد !
غاليتى دفا الاحزان .. جيتى عـ الجرح و كمـ حاولت الهدوء
فـ جزيتى الجنان على ما نثرتى و يشرفنى تثبيت الموضوع
..
نزف الحنين