أصبَحتُ أخافُ عليّ كثِيراً . .!
على ذاكِرتي , على الزّمان الذِي آوانَا , على الأرصِفة التِي خططنَا فِيها آثارَ اللّقاءات
على السّحابَة !
التِي كانَت تُمطِرُني أملاً بأنّ عجلَة الحَياةِ رُبّما قَد تتأخّر
وعقارِبُ السّاعَة رُبّما تتبدّل وتُعِيد الزّمان الأوّل
لكِنّ الشّتاءَ يا صدِيقتي قد عادَ مُراً هذا العام , كانَ نقلةً جدِيدَة مُغايرَة
أقصِد صَفعةً جدِيدة مُعاتِبة !
مقاعِدُ الإنتِظارِ فِي باحَة السّماءِ تنتَظِرُ موعِدَ الإثمار
كيّ يستهِلّ بالأمطارِ فجرَ الظّمأ , و لا شَيءَ غَيرَ أنّ أراضِينَا قد أصابهَا الإعصارُ
وما عادَ فِيهَا لونٌ للحَياةِ ولا للعُمر !
هه , تحسَبينَ أنّ المَاءَ فِي حَضرةِ الإحتضار يروِي !
أو أنّك رُبّما تظُنّين مثلاً بأنّ الأشجارَ فِي حَضرةِ فصل الإصفرار تخضرّ !
كُلّها أساطِيرٌ يا صدِيقتي , اختَلقناهَا فقَط لنُوهِمَنا دائماً بأنّنا على ما يُرام
وبأنّ الحَياةَ تسِيرُ كما المُعتاد , ونحنُ لازِلنا مُتخمين بما يُسمّونها / ضحكات !
صدّقيني , أصبحتُ أمُرّ على البَشرِ ولا أجُوع !
لم تعُد تُغرِيني علاقات , ولا ترابُطات , ولا ما يُسمّونها صداقات !
قد كنتُ على علمٍ مُسبقٍ بأنّ الحَياةَ لِي فِيها طرِيقٌ واحِد , لا يتّسِعُ لسواي
لأنّني سأمُوتُ وحدِي , وأُقبَرُ وحدِي , وأُبعثُ وأُحشَرُ وحدِي
فلاحاجَةَ لثُنائِيّات في بدايَةِ الرّحلات !
لأنّها لَم تعُد تُغنِي !
أعلمُ بأنّي رُبّما أكون سيّئةٌ جداً . .
ومزاجِيّتي المُتقلّبة أشدّ سوءاً . .
لكنّي أصبحتُ أهوَى الذّبولَ وحدِي !
وَ لم أَعُد بحاجَةٍ إلى تصَبُّر , لأنّ الحَياةَ تُعلّمنا فنّ الصّبرِ سواءً رضينَا أم أبينا
فما مرّ من الزّمان كانَ لزاماً علَينا أن نُؤرّخَهُ لندرجَ منهُ قائمةً بالأولويّات
والمُهمّات التِي لابُدّ أن نسِيرَ علَيها , بعِيداً عن الثّانويات التي لم تعُد تُسمِن !
شيءٌ ما يُهدّدُ استقرارَ القوّةِ فِيَّ . .
كُلّما حاولتُ أن أجمعَ شملَ المبتُور والمَقطُوع تمزَّق , تمرّد !
أصبحتُ أفكّرُ بمُمارَسةِ لُعبة التّغيُّب عن الوَاقع لبُرهةٍ من الزّمن حِينمَا يزُورني
ضيفاً , ثقيلاً , وحدهُ يُدرِكُ بأنّهُ الوَحِيد القادِر على اجتثاث القوّة المُتأصّلةِ فِيَّ !
وحدَهُ الذِي يحرّكُ الثّابِت , ويُمرّغ بالماضِي الحاضِرَ الغائِب !
ولازِلتُ أشدُّ على نفسِي بأنّ الحَياةَ سوفَ تمضِي
وما تآكلَ منّا وانسَلخَ من بَيننا خلسةً سيُثمِرُ وسيكُونُ أفضَل بكثِيرٍ مما كانَ علَيهِ الآن
فِي الجنّة - بإذن الله - . .
و " ماعِندَ الله خيرٌ وأبقَى "