يا رفيقَ الدَّرب
تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضباب
يا رفيقَ العمر
ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشباب
آهِ من أيّامنا الحيرى
توارتْ .. في التراب
آهِ من آمالِنا الحمقى
تلاشتْ كالسراب
يا رفيقَ الدَّرْب
ما أقسى الليالي
عذّبتنا ..
حَطَّمَتْ فينا الأماني
مَزَّقَتْنا
ويحَ أقداري
لماذا .. جَمَّعَتنا
في مولدِ الأشواق
ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا
لا تسلني يا رفيقي
كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا
نحن في الدنيا حيارى
إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا
حبّنا نحياه يوماً
وغداً .. لا ندرِ أينَ !!
لا تلمني إن جعلتُ العمرَ
أوتاراً .. تُغنّي
أو أتيتُ الروضَ
منطلقَ التمنّي
فأنا بالشعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ
إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي
هل ترى في العمر شيئاً
غير أيامٍ قليلة
تتوارى في الليالي
مثل أزهارِ الخميلة
لا تكنْ كالزهرِ
في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر
مثلما تُلقي الليالي
عُمْرَنا .. بين الحُفَر
فكلانا يا رفيقي
من هوايات القَدَر
يا رفيقَ الدَّرْب
تاهَ الدربُ مني
رغمَ جُرحي
رغمَ جُرحي ..
سأغنّي
. . . .
رغم جرحه سيغني ! هكذا ماقاله فاروق جويدة
وكانكـ تعلم عن تلك حكاية الحفر
وكآنك كنت تشاطرني لحظة الامل
ارجوا ان لايوجه لي سؤاله المعتاد
عن ماذا حصل
لاني لن اتفوه بالامر
وساكتفي بالابتسام رغم القهر
هكذا هي الممرات والطرق
تزدحم وتضيق بك
وتطول وتضيع بك . . .
وانت لم تفهم تقاسيمها بعد . . . ولم تفهمك !
لانها لم تريد فحسب !
او انت على العكس . . .
يارفيقي لاتسئلني اذن لما انا اتئلم !
لما انا اتوهم . . . !
لما انا لا اتغيّر
لما انا فقط من يجب علي ان افعل وافعل !
واكلفّ بما انا لاطاقه لقلبي به ان يتحكم . .
فقط اجعلني اتنفس !
اكتفيت من زفيرك . . .
اما آنا لشهيقي ان ينطلق !
مضى بنا العمر عمراً . . .
وقد يكون دهراً
لايهم !
اذا كنت لم تفهم عيني عن ما تتكلم !
وقلبي بماذا يتفوه . .
واحلامي بماذا تعمرّ!
وشياطيني بماذا توسوس ! وتهرول !
اتفهم!
كل ما اطلبه منك هو ان تجعلني وحدي . . .
وترحل . . . !
لاني لم اعد اطيق من الهموم اكثر . . . فالوحدة افضل !
لم تجرحني ابداً!
بل انا من انزفت نفسي بعلاقتي بشخصك اكثر . . .
انتهت