[falas6in]

لماذا؟

وصلت إلى المنزل و بدلت ثيابها بسرعة الهدوء يعم البيت إذن وصل أبوها من العمل ,ذهبت إليه قبلت يده ثم حملها عاليا و هو يقول : كيف حال حبيبتي الحلوة ؟ما رأيك أن نذهب لتناول الغداء قبل أن يبرد؟

كان الطعام لذيذا رغم امتعاض محمد بأنه لا يحب الفاصوليا لكنه تكيف مع الوضع تناول الطبق الأول و هو يتحدث عن مغامرته في الحصص الثلاث الأولى، و تناول الطبق الثاني و هو يتحدث عن مغامرته مع صديقه سمير أثناء الفسحة أراد أن يبدأ بالطبق الثالث و بمغامرته أثناء طريق العودة لكن قاطعته شمس:محمد..أليس سمير و جواد إخوة ؟ فرد محمد : بلا،إنهما كذلك.. أمي لو سمحت المزيد من الأرز لا أزال جائعا..أراد أن يبدأ من حيث قاطعته شمس لكنها عادت مرة أخرى لتسأل: بابا، لماذا لا يذهب جواد مثلنا إلى المدرسة؟

- بقي أبوها صامتا لفترة ثم قال: ذلك يا عزيزتي لأنه مريض و لن يستطيع احتمال مشقة المدرسة ...
- شمس: مريض ؟
- فرد محمد و قد بدأ بالتهام الطبق: طبعا،الذي لا يسمع ولا يتكلم مريض،حتى أن اللعب معه لن يكون ممتعا....ثم ما الذي يهمك في الأمر ؟ بصراحة، لا أظن بأنه غير راض عن عدم ذهابه للمدرسة..نحن نذهب للمدرسة كل يوم كفرض الصلاة!! ممنوع علينا أن نغيب، حتى لو كنا نحتضر.كما أننا نعاني الأمرين حتى نصل ففي كل يوم يتغير علينا الطقس مائة مرة هل ترين كم البهجة التي نحن فيها الآن ؟إضافة إلى أن عمره الآن ثمانية عشرة عاما إذا لا أمل حتى لو أراد الذهاب.
- (الأب)ولد!!
- آسف
-(شمس) بابا هل هذا صحيح هل هو ممل ؟
-لا يا عزيزتي ليس مملا لكنه مريض...
-لقد كان يحمل كيسا كبيرا اليوم...كيف يقوم المريض بذلك ها؟

كان الأب غارقا في كل تلك الأسئلة و متعباً من العمل و حائراً في كيفية إيصال فكرته لطفلته التي مازالت في الصف الخامس،جاء الرد على شمس أسهل من ذلك بكثير فبمجرد أن انتهت من حديثها حتى سمعت صوت أبو جواد و هو يصرخ : لعنة الله عليك من ولد .. سوف تذهب يعني سوف تذهب لم تكن الإجابة على هذا الوعيد إلا صوت صراخ، صراخ كانت متأكدة من أنه قد آلم حنجرة صاحبه أو شققها .. ركضت بسرعة إلى النافذة المقابلة لنافذة بيت أبي جواد فإذا بجواد مستند إلى الباب يبكي

بينما صوت نشيج أمه يوزع على الحي كما الصدقة كل له نصيب .. رأته يذرف الدموع ثم يجلس على الأرض واضعا رأسه بين يديه يركل كل شيء ثم يعود إلى الباب مرة أخرى يضربه بكل قوته..من دون أن يفتح أحد الباب..تلك الإجابة التي سمعتها شمس لم تكن إلا وردا يجبر كل أهل الحي على سماعه ثم التكبير و الحوقلة من بعده في كل يوم ... سمعت أباها و هو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... إلى متى سيبقون على هذه الحال؟.جاء رد أحد الجيران أصخب من رد أبيها وقف على الشرفة و هو لا يزال مرتديا نصف ثيابه: ما هذا الإزعاج ؟كل يوم بنفس الوقت الناس تأتي متعبة من أعمالها نريد أن ننام هل حدوث ذلك من المعجزات في هذا الحي متى سوف تغادرون إلى غير رجعة؟..عندها خرج سمير و هو يقول : وحد الله يا أبا إسماعيل