الكبيرة الحادية عشر: اللـــــواط
قد قص الله عز وجل علينا في كتابه العزيز قصة قوم لوط في غير موضع من ذلك قول الله تعالى:" فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها و أمطرنا عليها حجارة من سجيل " أي من طين طبخ حتى صار كالآجر "منضود" أي يتلو بعضه بعضاً " مسومة " أي معلمة بعلامة تعرف بها أنها ليست من حجارة أهل الدنيا " عند ربك " أي في خزائنه التي لا يتصرف في شيء منها إلا بإذنه " وما هي من الظالمين ببعيد " ما هي من ظالمي هذه الأمة إذا فعلوا فعلهم أن يحل بهم ما حل بأولئك من العذاب
وقال النبي ص )لا ينظر الله إلى رجل أتى ذكراً أو امرأة في دبرها )
ومما روي أن عيسى ابن مريم عليه السلام مر في سياحته على نار توقد على رجل فأخذ عيسى ماء ليطفئ عنه فانقلبت النار صبياً وانقلب الرجل ناراً فتعجب عيسى عليه السلام من ذلك وقال: يا رب ردهما إلى حالهما في الدنيا لأسألهما عن خبرهما , فأحياهما الله تعالى فإذا هما رجل وصبي فقال عيسى عليه السلام: ما خبركما؟ فقال الرجل : يا رسول الله إني كنت في الدنيا مبتلي بحب هذا الصبي فحملتني الشهوة أن فعلت به الفاحشة , فلما أن مت و مات الصبي صير ناراً يحرقني مرة و أصير ناراً أحرقه مرة فهذا عذابنا إلى يوم القيامة
وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ص قال: ( من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد )
والكاهن : هو المنجم ومن يدعي معرفة الشيء المسروق ويتكلم على الأمور المغيبات فسأله عن شيء منها فصدقه
وكثير من الجهال واقعون في هذه المعاصي , وذلك من قلة معرفتهم وسماعهم للعلم , ولذلك قال أبو الدرداء : كن عالماً أو متعلماً أو مستعلماً أو محباً ولا تكن الخامس فتهلك وهو الذي لا يعلم ولا يتعلم ولا يستمع ولا يحب من يعمل ذلك
ويجب على العبد أن يتوب إلى الله من جميع الذنوب و الخطايا ويسأل الله العفو عما مضى منه من جهله والعافية فيما بقي من عمره
اللهم إنا نسألك العفو و العافية في الدين و الدنيا و الآخرة إنك أرحم الراحمين