مشاركة من الاخت دموع الاثير
رســالة أعادتها إلى صوابها
أسوق لكم هذه القصة على لسان صاحبتها ودموع الحسرة والألم تعتصر قلبها الطاهر ، فأوصتني أن أقدمها في أكثر المواقع حتى تكون عبرة و عظة لمن لا يعتبر .
وأنا بدري سأقوم بنشرها بناء على طلبها ، وأعتذر لكم لضعف الأسلوب لدي ..
تقول صاحبة القصة : أنا فتاة تربيت في علم ودين ، فوالدي ووالدتي من كبار الدعاة ، ونشأت على تقوى الله منذ الصغر ، فلم تسمع أذناي معصية ، ولم تشاهد عيناي ما تغضب الله – وأشهده على ذلك – ولم تعرف نفسي المكر ، فأنا بطبيعتي أتعامل مع كل البشر بالنية الصافية التي لا تعرف الخداع ، وأنظر لكل البشر بعين الطيبة ...
بحكم نشأتي فقد أخذت عن والدي أسلوب الدعوة ، وامتلكت الأسلوب المؤثر ، واستطاعت كتاباتي أن تنفذ إلى القلوب فتحركها ، فلي مقالات كثيرة في الدعوة إلى الله ..
وكنت بعد إرادة الله السبب في هداية الكثير من الشباب والفتيات ، ولمست تغيرهم بنفسي ، كان والدي يتابعان كل ما أكتب وسعداء بذلك .... والكل يتوقع لي مستقبلا مشرقا في الدعوة إلى الله .
قمت بالدخول لمواقع مشبوهة وجنيت التغير في هذه المواقع ، وأصبحت تسير على خط الالتزام ، بعد ذلك دخلت إلى موقع البالتوك ،وأصبحت أدعو إلى الإسلام ..
وفي أحد المواقع التي أدعو بها كان هناك عضو عرف بالتدين – والله أعلم – وهذا ظهر لي من خلال كتاباته فكان يراقب كل ما أكتب ويثني عليه بطريقة لم أعهدها من أي عضو .
وفي أحد الأيام فتحت الموقع كعادتي ، ووجدت رسالة خاصة ففتحتها ، فإذا هي من ذلك العضو فانقبض قلبي بشكل غريب ، وعندما قرأتها وجدت أن فيها ملفا يحوي مقالات لكبار المشايخ فدعوت له بظهر الغيب ولم أرد عليه ..
ولكن تكررت رسالته بشكل يومي ، فمرة يسأل سؤالا في الدين ، وهكذا إلى أن أصبح يسألني عن حالي ، وكان كلام ذلك الرجل بل ( الشيطان ) مؤثرا للغاية ، فأصبحت لا أخفيكم أتلهف لقراءة رسائله ، وأصبحنا نتبادل الرسائل الخاصة التي لم يظهر بها إلا الكلام الذي يحمل طابعا دينيا ، وأنه ملتزم .. مرت سنتان ونحن على هذه الحالة وأصبحت أقول في نفسي لو تقدم لخطبتي سأوافق عليه مهما يحدث .
المهم أصبحت حالتي يرثى لها ، وكل اهتمامي هو التفكير فيه ، فعندما يغيب عن الموقع أصبحت تأتيني حالات بكاء وضيق شديد ..
وفي أحد الأيام فاتحني والدي بتقدم أحد الدعاة لي ، وأنه يريد الزواج مني ، فانقبض قلبي وأصبحت أبكي بكاءا مريرا ، وقلت لوالدي لو قتلتني فلن أوافق عليه ، فتعجب من موقفي هذا والكل في المنزل يلومني لذلك وأصبحت لا أطيق أحدا سوى جهازي ورسائل ذلك الشيطان ، وعدت لذلك الشيطان وقلت له إن والدي يريد تزويجي وهو مصر على ذلك ..
فقال لي صدقيني أنا أحس بك وأنا أنظر لك بأنك جوهرتي المكنونة التي لن أتنازل عنها ، فرحت بهذا الكلام ، فأصبح يخبرني بكل شيء عنه ويستشيرني في أموره وأنا أعيش في أحلام كاذبة مع ذلك الذئب ،،، فقلت له : أنا لا أحب غيرك ولن أتزوج إلا أنت فطلبت منه الزواج ..
وكان يرد بحجج واهية ولكن لم يقطع عني الأمل ويقول لي : لا تتركيني أبدا فأنا بدونك جسد بلا روح ومن هذا الكلام المنمق ..
عندها زاد الضغط علي من قبل والدي فضيقت الخناق على هذا الذئب ، وأخيرا رد علي برسالة خاصة قال لي بأنه سوف سيسافر في رحلة طويلة ، وعند عودته سوف نتفق على كل شيء ونتعرف على بعض أكثر ... وهذه الرسالة أعادتني إلى صوابي ، وبأني وقعت في شباك ذئب ماكر مخادع حطم قلبي وهدر كرامتي وذهب ..
وما يحز في نفسي ويؤثر بها أنه أنا من طلب منه الزواج ، وأصبحت ألوم نفسي كثيرا فلم أتخيل في بوم من الأيام أنه من كان الكل يحلم بها يمكن أن تكون زوجة له أصبحت هي من تطلب ذلك ، وأنا الآن أعبش بنفسية متعبة وحالتي لا يعلم بها إلا الله وأسأله سبحانه أن يخرجني مما أعيش فيه من أحزان .
كتبت قصتي لتكون عظة وعبرة لكل فتاة تعتقد بأن النت من الممكن أن تحقق من خلاله أحلامها ، وأقول إن من تعتقد أن زواج النت سينجح فأقول لها أنه فاشل .. فاشل .. فاشل
وأوصيكم ونفسي بتقوى الله ، والبعد عن مخاطبة الرجال عبر الرسائل الخاصة ، أو اللين من المرأة تجاه الرجل أو العكس ، فالمرأة مخلوق ضعيف تتأثر بعواطفها بسرعة ..
وأسألكم الدعاء لي أن يغفر الله ذنبي ، ويتجاوز عن وزري ، ويرزقني توبة خالصة والحمد الله رب العالمين
.
.
.
منقول من كتاب ( قصص مؤثرة للنساء )
.
.