بنوتة عسولة
|
بنزل البارت رغم افتقادي لكِ يا لوس.. مضطرة فقد تاخرت كثيرا, و كم اشتاق لكِ
...........
***************************
البارت (6)
ووقعت زجاجة العطر لتتحطم إلى قطع كالفسيساء, وصت ذهول و رعب الأخوين, لين بصوت راجف: آه.. ماذا فعلت؟
عصام: نعم.. ماذا فعلتِ؟
لين بغضب: أيها الأحمق كنت أعنيك, هذا كله بسببك.
عصام: ماذا؟ بسببي أنا؟ أنتِ من أوقعَ زجاجة العطر فلماذا تلقين التهمة عليّ أنا؟
لين: لأنكَ لو لم تفزعني لما حدث كل ما حدث..
عصام: أولاً أمي قالت لي بأن أناديكِ للغذاء, ثانياً أنتِ فعلتي شيئاً ممنوعاً و هذه عواقبه فلا تلقي التهمة علي
لين:
عصام:
و تتعالى أصوات الجدَل, فسمعتها الأم, الأم: أمجد أتسمع صوتيْ عصام و لين؟
أمجد: أعتقد ذلك... إذا لم تكن أصوات مواء القطط فهما بالتأكيد صوتهما..
الأم: لا تكن غبياً... لا أسمعهما جيداً لكن نبراتهما تبدو منفعلة, إذهب لتستطلع ما يجري ثم أخبرني إن كانا يتشاجران لؤأدبهما..
أمجد: سمعاً و طاعةً يا أماه.
و صعد أمجد درجات السلم و الأصوات تتوضح أكثر, و تبدو حادة و قوية فصعد و هو يجري, أسرع و فتّش الغرف, فسمع صوتهما قادماً من غرفة والديه, فلم يصدق انهما تجرآ و دخلاها, ففتح الباب ليفزع كل منهما, لين: إيييييييك..عصام:آاااااااااااااع, و أشار إلى لين بانفعال و ارتجاف: إنها هي المسؤولة ياأمي..
أمجد تفاجأ من ردة فعلهما: اهدآ.. ماذا يجري بالضبط هنا؟
لين: .....
عصام: لين كسرت زجاجة العطر..
لين: بل أنت يا هذا.. أسكت...
أمجد متفاجِأ: ماذا؟ لم تكتفيا بدخول غرفة والدينا بل تتشاجران و تحطمان محتوياتها أيضاً؟؟
ألا تخجلان من نفسيكما.. خصوصاً أنتِ يا لين..
هنا ضحك عصام ضحكة ساخرة من لين و هو يقول: نعم, ألا تخجلين من نفسك؟
كأنه يؤنبها هو الآخر فقالت لين بغضب: هيْ أنتما اتتعاونان ضدي كالعادة, فياللأسف هذا غير مجدٍ هذا المرة..
عصام: لا و لكننا يمكن أن نبدأ بالتحالف الآن, ثم أن كل الدلائل...
و هنا قاطعه أمجد: هذا موضوع جدي و ليس فيه تحالف أو سخافات..
لين: إذاً أنت تعترف بأن ما كنت تقوم به في السابق مجرد سخافات..
أمجد بنبرة جادة: للمزاح لا أكثر... ثم ألا تدركين الموقف التي أنتِ فيه...
لين طأطأت نظراتها
أمجد: أنتِ هالكة لا محالة, أولاً بسبب ما تعرضت لها عينكِ و الآن بسبب فعلتك.
لين لم تحتمل فباشرت الرد بانفعال: هذا ظلم, و أنت تعلم بأنني لا أقبل الظلم, عصام يجب أن يلقى نصيبه من العقاب أيضاً, فلو لم يفزعني بفتح الباب لما حدث كل ما حدث, كم من مرة قال له والدي بألا يفتح الباب بهذه الطريقة, و هو لا يتعلم أبداً...
أمجد: إذاً يكون عندها حسابه لدى والدي, أما أنتِ فأمي لن تقصر بتأنيبك..
لين: ....
الأم بالأسفل لاحظت تأخر عماد, فشكت بأن هناك مشاجرة كبيرة بالأعلى, فهمت لتذهب لولا أن قطة جائعة استوقفتها و هي تموء راجية بعض الطعام و الماء, فأشفقت الأم عليها و ذهبت لتقدم للقطو مرادها
فوق في الغرفة ثانيةً, أمجد يطلب من لين أن تحكي كل ما حدث, لين: إحم,اممم, حسناً... أنت تعلم أنني أصبت في عيني و طبعت هذه اللكمة أثراً لن يُمحى إلا بمرور الأيام, و أنا لا استطيع أن أُخفي وجهي عن أمي طوال تلك المدة لكي لا تشك بشيء
أمجد -_-: اه, اعتقد بأنني فهمت لم يكن له داعي أن تحكي القصة من بدايتها فأنا اعرف ذلك..
لين بانفعال: أنت الذي طلبت مني أن أحكي لكَ القصة كلها و الآن...
قاطعها بابتسامة خفيفة: هذا يكفي.. فهمنا, لا داعي لأن تتلفي أعصابكِ يا أختاه...
لين حزينة: و الآن ما أفعل؟ إذا اكتشفت أمي الكِدمة سيجن جنونها و قد تحقق وعدها(ملاحظة: الأم وعدت لين بأنها إذا أُصيبت بكدمة تشويهية للوجه فأنها ستفصلها من النادي و لين لا تريد أن تُفصل), بالإضافة أنها إذا اكتشفت ما حدث للعطر لن تكتفي بتأنيبي بل ستعاقبني, و من يدري أي عقاب ستتخذ هذه المرة؟..
أمجد : أعتقد بأنها ستأخذ ثمنه من مصروفك, لكن, من يدري؟
أمجد: حسناً, يمكنني أن أساعدك, لكن بشرط..
لين: و ما هو؟
أمجد: أن تنتصري بالمرة القادمة في نزال التايكواندو, مستحيل أن تخسر عائلتنا:) << هو أيضاً يشجع لين على فكرة القتال
لين: أعدك:)
عصام::)
و هكذا أخذ الثلاثة بالبحث عن الماكياج, و قد وجدوه فقام أمجد بوضعه لها ليخفي أثر الكدمة و لين تشعر بالخجل قليلاً, فحتى هو أمهر منها بوضع الماكياج و ها هو يزينها كأنها عروسه..هه:)
أمجد:) : انتهينا
لين: شكراً لك, لكن ماذا عن العطر؟
أمجد : همممم, لنرى, أولاً تقومين بجمع كل الزجاجات المتناثرة على الأرض, ثم تشتري زجاجة عطر أخرى هذا اليوم و بسرعة كي لا تشك أمي بشيء و تلاحظ اختفائها..
لين: و من أين أشتري مثلها...
- مثل ماذا؟؟
قاطع الحوار صوت الأم على الباب, قد أطعمت القطة و صعدت للاعلى و على وجهها علامات الغضب
الأم: لما كل هذا التأخير؟ و ماذا تفعلون هنا؟
و رأت الزجاجة المكسورة التي لم تستطع التعرف عليها لانها تهشمت تماماً, الأم تشهق: يا إلهي من أين أتى هذا الزجاج الجارِح؟
ابتعدوا كلكم بحذر يا أبنائي, احذروا كي لا يصيبكم جرح منها, سأذهب لأحضر المكنسة و أعود حالاً..
لين بقلق شديد: يا إلهي كاد أمرنا يُكتشف..لولا تحطم الزجاجة لما نست سؤالها "مثل ماذا", هيا فالنخرج من هنا بسرعة و إلا عوقبنا كلنا بسبب عصبيتها و انفعالها الآن...
و خرجوا مسرعين, و عادت الأم لتكنس فانحنت لتكنس الأرض بحذر, فرأت بقة العطر المسكوب فانحنت أكثر لتشتم رائحة عطرها فتعرفت عليه, و فقدت أعصابها و صرخت بأعلى صوتها: لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين...
*******************************
نهاية البارت
اتمنى نال إعجابكن يا حبوبات:)
أحيا.. أعيش.. فقط.... كالإنسان الآلي..!
|
|