كوكتيل.. لوحة.. سلطة..!
 

لطالما أبدع الناس بوصف الحياة وتشكيلاتها وتنوعها الإنساني وما تحويه من مختلف الأصناف المميزة من ناس.. فهذا يصفها بالسلطةِ التي تتنوع فيها الخضار بأصنافها.. وآخرٌ بالـ"كوكتيل".. وذاك باللوحة الفنية البديعة.. .34.
مهما اختلفت عبارتك في وصف الحياة ومحتواها المتنوع، فلا بد أنك ستتفق مع الواقع الذي يقول "اختلاف أمتي رحمة".. فهذا الكاتبُ، وهذا الشاعر، والعالِمُ، والمحاسب.. رجل الأعمال والمعلٍّم.. وإلى آخره من المختلف الهويّات المهنية التي تتم بعضها بعضاً.
في هذه "السلطة" الشهية تصارع كل قطعةِ خضارٍ للتعبير عن طعمها، فالخيار بطعمه الهادئ، والخس والزيتون والطماطم، ورشة الليمون بطعمها اللاذع، جميعهم يحاول التميز، وهو مميز واقعاً، لكن بالطبع لا طعم لسلطةٍ بالخيار وحده دون صاحبه الطماطم! شهيتها تكمن في تنوعها وتنوع طرق تعبيرها عن نفسها (طعمها)..
والناس هكذا، يسعى الجميع لإبراز ما يميزه ليحلوا طعم الحياة بوجوده، كلٌّ يضيف للوحةِ الحياة لونه و لمساته الخاصة لتكون حياتنا جميعاً "كوكتيلاً"،"سلطة"، "لوحة" إبداعية بكل ما للجمالِ من معنىً.heart
ولما كان لزاماً على الفرد أن يختلط بمحيطه لكي يعبر عن نفسه فقد تنوعت أساليب التعبير عن النفس، كلٌّ بطعمه الخاص..seta.
فهذا المزوح الساخر..وهذا الطريف..وهذه الحنونة.. وهذا الهادئ..وهذه البشوشة..
ولكوني مميزة كما الجميع في هذا العالم، فلقد تميّز أسلوبي في التعبير عن نفسي، بدأت أخط بعض الخطوطِ رسماً، لألحقه بحروفٍ أخطها خواطر.. ثم وجهت نظري للتكنولوجيا والتصميم على الحاسب الآلي..
إلى أن استقر بي المآل إلى ما وجدته أقوى معبّرٍ عني وعما بداخلي..
التقاط الضوء.. نعم.. التصوير..
من خلال هوايتي العزيزة أرى الناس بعينٍ أخرى، جعلتني أقرب لهم ولقلوبهم، ألتقط أحاسيسهم وتفاعلاتهم، لتلتقط العدسة بدورها إشعاعهم المنعكس وتسجله لتنتج لوحةً تسمى بالصورة..
قربتني من الناس وقربتهم مني..
وأدركت مؤخراً بأنها طريقة فعّالة ٌ للتعبير عن نفسي ووسيلة مناسبة للاختلاط بمحيطي أكثر فأكثر والتشاعر معه بهدوءٍ وصمت، لينتج لديّ شعورٌ جديدٌ بحسِّ الانتماءِ والمحبة.
هذهِ هي الحياة لتكون لك بصمة فيها عليك بالإنصات.. لأعماق ذاتك ماذا تقول؟!.but3.
تذكر دائماً وأبداً.. أنت ما خُلِقت عبثا.. ابحث عن وجودك في هذا الكون، أين موقعك من الإعراب؟
عبّر وأبدع التعبير، غص في أعماق مجهولِك لتُفاجأ بوفرة الكنوز المُدّخرة في تلك الأعماق! وتذكّر، لا لذّة لكوكتيل ولا سلطة ولا لوحةٍ بدون طعمٍ أو لمسةٍ منك..
اعرف نفسك وعرف الكون عليها.. ولا تسوّل لك نفسك يوماً أن تستهين بهذه الروح الكامنة..
فأنت لست بجرمٍ صغير، بل قد انطوى فيك العالم الأكبر.. .36.