منتديات بنات دوت كوم

منتديات بنات دوت كوم (http://www.vb.banaat.com/index.php)
-   " عالم قصص الأنمي " (http://www.vb.banaat.com/forumdisplay.php?f=176)
-   -   +.،حاضر ومستقبل .. وماضٍ نسف إلى الأبد ~ بحلّتها الجديدة °[كـاملـة] (http://www.vb.banaat.com/showthread.php?t=145505)

ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo 24-05-2010 07:50 PM

الجزء الجـــــديد ..
 



ارتمت على سريرها بملل شديدٍ ، تنهّدت ، أخذت تتح وتغلق عينيها ببطء شرح مدى إحساسها بالملل،
التفتت يمناها ، لتقع عيناها على غيتارٍ لها أسفل المكتب حيث تستذكر دروسها ..
اتجهت إليه ، حملته .. غيتارٌ اسودٌ بأوتارٍ فضيّة اللون ، متوسط الحجمـ ، تتوسط وتاره صورةٌ كبيرةٌ لجمجمةٍ بين ألسنة اللهب الملونة..


نظرت إليه صوفي في شرودٍ ، أخذت أصابعها تعبث في أوتاره عشوائيًا ، لتصدر أنغامًا هادئة لا معنىً لها.
عادت وأمسكته كما ينبغي إمساكه ، لتعزف ألحانًا بدت حزينة لمن يسمعها ..
ردد معها كلماتٍ يائسة كئيبة ، تذكر فيها شخصًا رحل وتركها ، وتؤكد على ألمها جراء فقدانه ..
انتهت تلك الأغنية خاتمة إيّاها صوفي بكلمة " أمـــــي " ..
نظرت من جديدٍ إلى غيتارها ، نزت دمعةٌ من عينيها مغافلة إيّاها ،
لتسيل على خدّها علّها تمحو أثرًا من آثار الحزن الذي اعتصر قلبها بعد رحيل والدتها ..

لمـ تكن الوحيدة المتأثرة بما غنّته ، بل أيضًا زوجة أبيها باسكال الواقفة
خلف باب غرفتها المغلق تستمع لغنائها ، بدا الحزن شديد الوضوح على وجهها،
وضعت يدها على رقبتها تتحسسها ..
وقالت : " يا إلهي ! أشعر أن مهمتي مستحيلة ! " ، ابتعدت خطوتين عن الباب ، نظرت إليه ، أنزلت يدها
عن رقبتها ، لتذهب إلى مجلس الدار .









أخذت طول الطريق المؤدي إلى ذاك الزقاق تحدث ابنة عمّها عن فارس ، فسعادة رانيا بأن تتعرف عليه عبير جعلتها لا تصمت البتة ..

أصبحت المسافة بين رانيا وعبير والزقاق المقصود بضع عشرة سنتيمترات ، اتسعت الابتسامة في وجه رانيا ، زادت سرعة خطواتها ، لتسبق عبير إلى الزقاق حيث رأت فارسًا وأصدقاءه لأول مرة ..


دخلت إليه قائلة : " أنظر يا فارس من أتت لـــ ....... " ، قاطع حديثها ما رأته ...


إنه الزقاق ذاته ، والرائحة ذاتها ، لكن ... أين الأطفال ؟
كان خاليًا تمامًا من أي أثرٍ لهمـ ، ظلّت رانيا واقفة لا تعي ما تراه .. إلى أن أتت ابنة عمّها لتقف بجوارها،
أخذت عبير تنظر باستغراب ، تارة صوب رانيا ، وتارةً صوب الزقاق ..
أزعجتها الرائحة المنبعثة منه ، فغطّت بيدها أنفه وفمها ،

وهي تقول : " لا أصدق أن أحدًا يمكن أن يعيش هنا !! "
ردّت رانيا والصدمة لا تزال ظاهرة عليها : " كــان هنالك .... كان "

تقدمت تنظر ذات اليمين وذات الشمال ، جفت على ركبتيها أمامـ صندوقٍ كرتونيٍ ، أزاجته ، لتجد قطعة قماشٍ صغيرةً بلون السماء شبه متسخةٍ ، التقطتها ، لتتردد في ذاكرتها صورة فارس وقطعة القماش تلك تلفّ رقبته الصغيرة .

نهضت من مكانها تنظر إلى تلك القطعة الزرقاء ، أحكمت قبضتها عليها ، ورددت بصورتٍ سمعته عبير :
" إنها له ... وكلي ثقةٌ بذلك "


سألتها عبير : " رانيا .. أين من حدثتني عنه ؟! "
أجابت رانيا قلقةً : " الطفل الذي حدثتك عنه كان هنا هو وأصدقاؤه ، إلاّ أنهمـ اختفوا جميعًا ...! "
أردفت بعد صمتٍ وجيزٍ : " يا إلهي .. أخشى أن ما لا يُحمد عقباه قد حصل لهمـ ! "

قالت عبير : " فلأصدقُكِ القول ، الحال التي تعمّـ هذا المكان تكفي لأن يهجر المرء المدينة بحالها "



لمـ تجب رانيا بكلمة واحدة ، إنما وجهت ناظريها باتجاه نهاية الزقاق ، لمحت سيدة تقف على الرصيف
كمن ينتظر أحدًا ..

خطر ببال رانيا أن تسألها عن مكان الأطفال ، اقتربت منها ،رسمت على وجهها ابتسامة مصطنعة ..


وقالت بعد التحية : " أتسمحين لي يا خالة بسؤال ؟ "
أجابت السيدة : " تفضلي .. "
قالت رانيا : " هل سبق لكِ وأن رأيتِ أطفالاً صغارًا هنا ؟ "
قالت السيدة : " أتقصدين المتشردين الذين كانوا هنا ؟ "
أومأت رانيا مترقبة الجواب ، لتقول السيدة : " أتت سيدةٌ وأخذتهمـ إلى إحدى المؤسسات الخيرية التي ترعى الأيتامـ والمتشردين من الأطفال "


ذهبت السيدة لتترك رانيا تستوعب ما سمعته قبل قليلٍ ..
ابتسمت رانيا ، لتجد أن عبير قد وقفت أمامها لا تعي سببًا لتلك الابتسامة ..
قالت رانيا في سعادة : " أحمد الله أنهمـ وجدوا مسكنا آمنا ، ومن يهتمون بهمـ أخيرًا "










رنّ هاتفه الأسود ، نظر صوبه ، فإذ به صديقه أنس يتصل ، رفع حاجبيه لوهلة ورسمـ ابتسامةً دلّت على فرحةٍ اعتمرت قلبه برؤية اسمه ، أمسك هاتفه ، واستقبل الاتصال ..



وسامـ : " ألو .. أهلاً أنس "
أنس : " يا صاحبي اتركني أولاً أُلقي السلامـ عليك "
ضحك وسامـ ، وقال : " طيب طيب .. تفضل "
قال أنس ساخرًا: " السلامـ عليكمـ "
ردّ وسامـ : " وعليكمـ السلامـ ورحمة الله .. ها ماذا عندك ؟ "
أنس : " يا أخي أنجدني .... "
وسامـ باستغراب : " من ماذا ؟ "
أنس : " قتلني الملل ...! "
ضحك وسامـ ، وقال : " وماذا عساي أن أفعل ؟ "
أنــس : " أتركض على الشاطئ ؟ "
وسامـ : " من يستطيع أن يركض واليومـ الأحد ؟ لا شكّ أن الشاطئ ممتلئٌ للغاية ! "
أنس : " طيب نركض على الرصيف .. "
وسامـ : " الآن أنا موافقٌ .. ثمـ نمر على المكتبة ، أودُّ استعارة كتابٍ منها "


وانتهت المكالمة عند هذا الحد ..

قامـ وسامـ من مكانه ، اتجه صوب الطبخ حيث تقف والدته تعد طعامـ الغداء ، وقف خلفها ،


وقال : " أمي .. سأذهب لأركض بصحبة أنس .. طيب ؟ "
أجابت والدته : " لا بأس .. "
همّـ وسامـ بالذهاب إلاّ أن والدته استوقفته مناديةً عليه ، توقف مستديرًا لها ، ليجدها قادمة إليه ..
قالت وعلى وجهها علامات الشك : " أصدقني القول يا وسامـ .. ماذا كنت تفعل عند خالك عصامـ صبح اليوم قبل مجيئي أنا ووالدك ؟ "
كان ذاك السؤال بمثابة الصدمة لوسامـ ، اتسعت عيناه ، زادت نبضات قلبه ، ليضع يده على صدره ..
لمـ يجب .. لتقول والدته : " وسامـ .. سألتك ! "
قال : " هو من أخبركِ بمجيئي إليه "
أجابته والدته : " لا يهمـ كيف علمت ، المهمـ ما سبب ذهابك إليه ؟ "
أجاب بصوتٍ مبهمـٍ : " لاشيء .. خطر ببالي أن أزوره أثناء عمله ، ففعلت .. "
رفعت أمه حاجبها الأيسر للأعلى ، ليظهر الشك واضحًا لوسامـ في وجهها ..
قالت : " أهذا كل ما في الأمر ؟ ألمـ يكن لكَ عنده حاجة ؟ "
أجاب وسامـ : " أمي .. أنتِ طبيبة أمراض نسائية ، وأبي جرّاح ، ماذا عساي أن أفعل عند كلٍ منكما ؟
بينما خالي عصامـ طبيب أمراض الصدر .. بإمكاني زيارته في عيادته .. فاليومـ لا يتوافد لديه
الكثير من المرضى .. "

أومأت والدته برأسها ، وحاجبها ذاك ما يزال مرفوعًا ,,
لتقول : " وسامـ.. أتقل الحقيقة ؟ "
قال وسامـ وعلى وجهه ابتسامة ارتباك : " أمي .. أحسستني أنني اقترفتُ جريمةً ما ..
صدقيني , ليس هنالك ما يستحق أن يشغل بالك هكذا ؟ "




انصرف بهدوءٍ تاركًا والدته تقف في مكانها ..
رددت الأمـ في نفسها : " كأنه أصبح شاحب الوجه ! "
وضعت يدها على صدرها وهي تشق ، ثمـ أردفت : " يا إلهي ..! أخشى أنه يخفي علينا سرًا خطيرًا "





أمّا في خارج الدار ، ضرب وسامـ بيده حائط منزله في غضبٍ شديدٍ وقال محدثًا نفسه :




" مستحيل ... لا شكّ أنه أخبرها "














أصبحت الرواية على وشك الوصول إلى آخر فصولها ..
فتابعــي .. sm.12.

O R K I D 25-05-2010 01:05 AM

يسعدني أنني أول من يضع ردـآ بعد هذـآ الجزء الجميل القصير المُشوق ض1

الحمدالله أن اؤلئك الأطفآل وجدوـآ مسكنآ .. ! ( سويتي فيهم خير سوموي ض1 )

وصوفي آآآخ من صوفي .. احترت معهآ .. الىآ متى ستظل تعآني هكذآ ؟! مسكينه هذه الفتآه ( ارحميهآ ض1 )

وسآمْ .. اتوقع اكتشآف اهله لمرضه سيكون في الجزء القآدم .. :)



ننتظر الأجزـآء القآدمه بفآرغ الصبر مع الأبطآل اللذين لم يظهروآ بهذآ الجزء :)

ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo 25-05-2010 05:36 PM

^


:blink:

يا للعجب ! أوركيد هي الأولى !!
كيف جرى ما جرى ؟!

:crazya:


أهلاً وسهلاً بردكِ الجميل القصير المشوق :008:

أعلمـ أنني طيبة .. أعلمـ :040::bluebiggrin:
وضعهمـ في مؤسسة خيرية للأيتامـ فكرة أتت
بعد أن شاب شعر رأسي من التفكير ..

:character0032:

صوفي ، أو باسمها الحقيقي صفاء ,,
تلك حلّها سيكون في آواخر الرواية ..

تتوقعين ذلك إذن ! لنرى ما سيأتي في الجزء القادمـ .. :sm.54:


أنس وأخواته ، هشامـ ، علي وشقيقه ، وصال وصديقاتها ،
وكذلك هبة .. كلهمـ سيتواجدون في الجزء القادمـ إن شاء الله تعالى ,,

سررتُ بردك أوركيدوه ..

:51:

šẀέέţ Ļίfέツ 25-05-2010 07:28 PM

سسسسسومو ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1

أخيراً عدتي لنآ يآأوششطه , كَنت متآبعة لقصتكَ هذي ق1ق1
مرآ حمآسية وتهبل مآششآء الله ق1ق1

مآزلت متآبعة لكَ ق1


ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo 26-05-2010 05:10 PM

^



يا سلامـ ! مس دلع هنا ؟! ق1
أهلاً بكِ غاليتي ..

دمتي متابعة طيبة ، ودامت الرواية بمستوى يليق بذوقك ..
أهلاً بكِ مجددًا ..


ق1ق1ق1

C A N D I D U S 30-05-2010 08:50 AM

Thank You
 
السلام عليكُم و رحمَــــــــه الله و بركــآتهْ ..أنظريَ مَن وصلْ ! الغ ـآئبة التيْ اختفـىَ اسمها من المتوآجدآت لفترهـ طووووويله ! وآيتــو ض1[ سوموي ] كَم اشتقتُ لذكِر هذا الإسَم اشتقت لجْ يا بنت و للمنتدى و كل شييي و خاصة هالقسم الحلو ×.× ...آهْ القصَة ..يصعُب عليّ إنتقآء الحروف أو الكلمات المنآسبة لأبوحَ لكِ بمدَى إعجآبيْ بمآ كَتبَه قلمكِ ق1هُو ليسَ غريبـاً منكِ هكذا إبدآع يالغ ـآليةْ ق1و لكنكِ أبهرتنـِيْ ،فلا يزآلُ إسلوبكِ يتمتعُ بتلكَ الجآذبيه التي أعتدتهَآ ق1.مقطعُ صـوفـِيْ قطعَ قلــبــ ق1 ــيْأرأفُ لحآلِهآ .. و لا ألومهَآ على حُ ـزنهَآ.الأطفـآل المشردينْالحمدلله ق1 بالبداية خفت يمكِن لربمَآ خطفوا أو ماشابهْ و لكِن الحمدلله و أخيراً سيرتاحون ق1.وسآم آآآآه الله يعيينَه ! ممممم لا أظنُ أن خآلهُ هُو مَن أخبر والدتهو إلا لما لم يخبرهَآ بالقصة كآملة ها ؟.القصَه على وشكِ النهآيــة !@_____________@[ صدمـــة ] إذاً بالتوفيق فِي الكتآبة سومويْ كآنَ اللهُ فِي عونكِ.[ أعتذِر على الرَد السريعْ .. فترة إمتحانات -_- ]كآنتَ هُـنآ أختكِ و صديقتكِق1

~Princess Reem 30-05-2010 01:47 PM

سوموي شوجو ق1

أعجبني هذا البارت الرااائع

وأنا متشوقة أن أقرأ آخر فصل

بسررررررعة ض1

مسكينة صوفي و كذلِك وسآم

ق1

دائماً تعجبني مواقفهم و حكاياتهم

ألف شكر ع البارت

و أتمنى أقرا بقية البارتات الجميلة

عشان اشوف النهاية كيف بتكون ؟!

ق1

ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo 30-05-2010 03:03 PM

white kathy


وعليكِ الســــلامـ ورحمة الله وبركاته ..

:عاشو:

يا أهلاً بالتي وصلت وطال غيابها ....
اشتقتي لذكر اسمي ؟ وأنا اشتقتُ إليكِ وإلى ما تخطه أناملك ... http://www.banaat.com/vb/images/icons/muthmes.3..gif


لا داعي لكل هذا الإطراء ..
أرى ما أكتبه متواضعًا للغاية ..
فقط ربما الأفكار التي بها هي ما يروق لكنّ عزيزاتي ,,
ولا أكثر من ذلك ... :sm.54:


صوفي وزوجة أبيها ، آهٍ فقط !
أتوق للفصل الذي ستحل به مشكلتهما... :شيخ:

إذن لمـ أخطئ حينما وضعتهمـ في تلك المؤسسة؟!!
خِلتُ أن هذه الفكرة لن تروق لمتابعاتي .. ض1


ظنكِ في محله عزيزتي ..
لكن اتركي الأحداث هي من تتحدث .. sm.12. :crazya:


هههههههههههـ ، لا تنسي أنني قلتُ أنها " على وشك الوصول إلى آخر فصولها "
ممّا يعني أن هنالك أجزاءً أخرى بعد هذا الجزء ..
لا أنكر أنها اقتربت نوعًا ما ... لكنها أيضًا ليست بذاك القرب الذي تظنينه .. :bluebiggrin:

شكرًا عزيزتي على تشجيعكِ ...
أنرتِ هذه الصفحة بردكِ ..
لا أعلمـ لماذا أحب ردودكِ ! ربما لأنها ترفع من معنوياتي .. http://www.banaat.com/vb/images/icons/muthmes.3..gif:040:

http://www.banaat.com/vb/images/icons/kalp.2.gif


شكرًا جزيلاً .، وبالوفيق في اختباراتك .. http://www.banaat.com/vb/images/icons/kalp.2.gif




~Princess Reem


أهلاً أهلاً بالأميرة ريمـ ... http://www.banaat.com/vb/images/icons/kalp.2.gifhttp://www.banaat.com/vb/images/icons/kalp.2.gif

يسعدني أنه أعجبكِ ، آخر الفصول لن يوضع إلاّ بعد
أكثر من فصل آخر ... http://www.banaat.com/vb/images/icons/sah.5.gif


الشكر لكِ أنتِ بهذا الرد البهي ..
شكرًا جزيلاً ، وأتمنى لكِ متابعة طيبة ..

:51:

ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo 06-06-2010 10:28 PM

مرّت الأيامـ والأسابيع والشهور ، وها هو ذا شهر كانون الثاني ( يناير )
قد أقبل صاحبًا معه فصل الشتاء ببرده الشديد ، وثلوجه الكثيفة ، وصقيعه المجمّد ..
أغلقت المدارس أبوابها معلنة بذلك بدأ إجازة نصف العامـ الدراسي ،
الممتدة لأسبوعين اثنين ..

أخذت تقلّبُ صفحات الكتيّب الصغير الذي بين يديها ، تقرؤ باستمتاعٍ حلوَ النكت ،
وتضحك إذا ما صادفتها نكتةٌ مسليّةٌ .
قطع تسليتها صوت طرق باب غرفتها ، تساءلت من يطرق بابها ، وضعت كتيّبها على
سريرها ، ونهضت تفتح الباب ، ليظهر أنه هشامـ ..
دخل واضعًا يده على شعره يتحسسه ,, بدا أنه مرتبكٌ بعض الشيء ..



قال مخاطبًا شقيقته : " عبير .... هلاّ أعطيتني آلتكِ الحاسبة ؟ "
ردّت وعلى وجهها علامات الشك ممتزجة بالسخرية : " وأين هي آلتكَ ؟! "
أجاب هشامـ بتماطل : " يمكنكِ القول أنهــا ......... "
قاطعته عبير بحاجبٍ مرفوعِ للأعلى : " ضــــــاعت "
ابتسمـ هشامـ بارتباك ، وقال : " بالضبط تمامًا ، أرجوكِ .... أنا في أمسِّ الحاجة إليها "
تنهّدت عبير ...
استدارت معطيةً بذلك ظهرها لهشامـ ، وهي تقول : " أمن أجل هذا الطلب قطعتَ تسليتي ؟ "
لمـ يجب شقيقها ، بل اكتفى برسمـ علامات الضجر من حديثها على وجهه ...
أردفت قائلةً : " في مكتبي ستجدها ، ولكن أرجعها بسرعة "
تناولها هشامـ وهو يقول : " طيب طيب ... شكرًا "

"مهلاً يا هشامـ ..... " قاطع ما قالته عبير مغادرة شقيقها ، استدار إليها ،
رأى على وجهها مزيجًا من علامات الحزن والتساؤل ..
سألها : " ما بك ؟ "
فأجابت : " أرى أن الحرب قد خمدت ، فما رأيكَ أنت ؟ "
تغيّرت ملامح وجه هشامـ .. صمت قليلاً ، ثمـ أجاب : " لا أعلمـ إذا ما كان مؤشرًا جيدًا ،
أمـ أنه هدوء ما قبل العاصفة "




فجأةً ، علا كثيرًا صوت إغلاق الباب الأمامي للمنزل ، فزع الإثنان، أسرع هشامـ
إلى النافذة ، فرأى والده خارجًا من المنزل يركب سيارته منطلقًا وسط الثلوج ..

قطّب هشامـ حاجبيه و أحكمـ قبضته على ستارة النافذة ، رأت عبير حركته تلك ، استلقت على سريرها ،
نظر إليها شقيقها ، أخذت تحرك خصلات شعرها الأسو الناعمـ اللامع بيدها البيضاء ،
أغمضت عينيها وقالت : " يبدو أنه الخيار الثاني يا أخي ..... "
وأردفت : " هدوء ما قبل العاصفة "












وضعت وشاحها الصوفيّ على ركبتيها العاجزتين ، أمسكت بخمارٍ كان موضوعًا على سريرها
لتضعه على رأسها ، تقدّمت بكرسيها المتحرك إلى شرفتها .
انتابها البرد الشديد ، أخذت ترحك يدها اليمنى على ذراعها اليسرى برقةٍ شديدةٍ ..

تقدمت أكثر من سياج الشرفة ، أحبت منظر الثلوج وهي تتساقط مغطية شوارع المدينة ،
أدخلت يدها في حقيبة عُلِّقَتْ في كرسيها ، لتخرج منها كاميرا رقميةً صغيرةَ الحجمـِ ..
أخذت تلتقط صورًا للثلوج المتساقطة ..
اتجهت صوب زاوية الشرفة لتلتقط صورًا للشارع المقابل لها ، رفعت الكاميرا حتى ترا ما تلتقطه ،
لمحت شابًا يسير في رصيف ذاك الشارعِ ، بدت أنها تعرفه ..
أزالت الكاميرا لترى من ذاك .. لمحت شعرصا بنيًا فاتحًا ،وقامةً طويلةً ،
يحمل كيسًا كمثل أكياس المتاجر الغذائية رددت في نفسها : " إنه علــــــي ! "
قطّبت هبة حاجبيها ... وقالت بصوتٍ أشبه بالهمس : " رانيـا ... "
سقطت الكاميرا من بين يديها ، ورددت : " عقبةٌ في طريقي "










فتح باب منزله ، أزال الثلج الساقط على كتفيه ، اتجه صوب المطبخ ووضع الكيس الذي
كان معه فوق المنضدة .
خلع سترته ليضعها على الأريكة حيث تجلس أمه ، وجلس بجوارها يشاهد التلفاز ..
نظر صوب الطاولة التي تتوسط مجلس الدار ، كان عليها كتاب العلومـ للفصل الدراسي الثاني ،
أمسكه وأخذ يتفحص صفحاته باهتمامـ ..
ظهرت ابتسامة على وجهه تشير إلى المتعة التي انتابته لذا قراءته لما يحتويه الكتاب ،
التفتت إليه والدته ، ابتسمت ، وقالت : " والدكَ من اشتراه لك "
أومأ علي لوالدته ، وقال : " دائمًا أول ما يصلني هو كتاب العلومـ "

نهض من مكانه حاملاً معه الكتاب ، سألته والدته : " إلى أين ؟ "
فأجابها : " أحب أن أبدأ فيه من الآن "

ابتسمت ، وعادت تشاهد التلفاز ..
وقف عمر أمامـ شقيقه ، يحمل شوكولا في يده ، وعلى وجهه بقايا منها ،
مدّ يده التي بها الشوكولا ، ردد مبتسمًا : " خذ ..... ألي ( علي ) "

أخذ علي ينظر إليه ، جفا على ركبتيه ، وضع يده على شعر شقيقه البني الفاتح ،
وأخذ يحركها عليه متخللاً خصلاته ..

قرّب عمر يده من فمـِّ شقيقه ، إلاّ أنه أبعد وجهه عنه وهو يقول : " شكرًا لا أريد "
لكنّ الصغير أخذ يلحُّ على علي بأن يأكل ، حاول الاخير أن يبعد يدي شقيقه بدون أن يجرح مشاعره ،
فأزاح يده عنه لترتطمـ بكأس ماءٍ كان على الطاولة الصغيرة ، فانسكب الماء على وجهه ..

نهض علي غاضبًا من مكانه ، صرخ في وجه أخيه : " سحقًا ..... ماذا فعلت؟ "
فزع الصغير من صراخ شقيقه ..
لمعت الدموع في عينيه ، لتسقط على خدّه المحمر دمعة حزنٍ انتابه ..
وضع الشوكولا أما وجهه يحاول إخفاءه بها ..

أمسكت الأمـ بصغيرها ، وضمته إلى صدرها ، التفتت إلى علي .،



وقالت له : " أُنظر إلى نفسك في المرآة ، لا ألومه على فزعه منك "
أجاب وعيناه إلى الأرض : " حاولتُ قدر المستطاع ألا أجرحه "
ردّت : " إلاّ أنكَ في النهاية تسببتَ في بكائه ، لمـ يُرِد إلا مشاركتكَ له في الشوكولا "



ذهبت وفي حضنها عمر باكيًا ، تاركةً علي بمفرده .












أخذت تشرب من كاس عصيرها ، عضت بأسنانها المقشة التي تشرب منها ،
التفتت إلى صديقتها ..



وقالت : " هيي وصال ... أما تزالين على رأيكِ بها ؟ "
قالت وصال : " رأيي بمن ؟ "
أجابت : " بـرانيا "
التفتت إليها وصال ، وقالت : " وما بها ؟ "
قالت : " أما تزالين تريدين صداقتها ؟ "
أجابت : " استمعي إليّ جيدًا يا أمل ، رانيا لمـ تؤذني إلاّ عندما آذيتها ،
كما لا تنسي يومـ جرح ذراعي ، لا أستطيع أن أؤذيها في حين أن ساعدتني هي "
ردّت أمل : " هراءٌ ما تقولينه "

نظرت إليها وصال باستغراب ، وقالت : " ما قصدك ؟ "
ابتسمت أمل : " ربما هي كما تقولين ، لكن لا تنسي أن عبير معها ،
ولا تنسي أيضًا يا عزيزتي العدواة التي بينكِ وبينها ، منذ الصف السابع إلى اليومـ "
قالت وصال : " وماذا يعني ذلك ؟ "
أجابت : " لمـ أعلمـ أنكِ أصبحتِ بهذه السذاجة ! فكري في الأمر ,,
عبير تكرهكِ ، و لا تفارق رانيا البتة ، في رأيكِ ماذا يعني ذلك ؟ .. أقصد ما نتيجة ذلك ؟ "
أجابت : " أجيبي أنتِ ... لمـ أعرف الجواب "
ردّت أمل بتأفؤفٍ : " يا غبية ! لا شكّ أنها ستحرض الأخرى ضدك ..
ولن أستغرب إذا ما جعلتها تعتدي عليكِ بالضرب ،
هذا إن لمـ تشوّه سمعتكِ في المدرسة قبل ذلك "

صمتت وصال ... بدا التفاجؤ واضحًا على وجهها ، ابتسمت أمل لذا رؤيتها لصديقتها بذلك الوضع
ورددت في نفسها : " ابتلعت الطمع "

إلاّ أن وصال سرعان ما قالت : " مستحيل ... ليست رانيا "
أجابت أمل : " كما تشائين .. لكن لا تلجئي إليّ إذا ما آذتكِ "

ردّت وصال : " أتظنين أن ما تقولينه سيحصل ؟ "
أجابت أمل بابتسامة خبيثة : " يا عزيزتي .. لا تنخدعي لمن يحسن إليكِ دون مقابل ،
لستُ ممن ينخدعون بأمثال رانيا ، ثقي بي .. إن اتبعتِ ما أقوله لكِ ، فلن تستطيع النيل منكِ "




حركت وصال راسها يمنةً ويسرةً وهي تحدث نفسها : " لا يمكن ، ليست رانيا من يفعل ذلك "

إلاّ أن التردد سرعان ما ظهرعلى محياها ، بلعت لعابها ،
وأخذت تنظر إلى كأس عصيرها بشودٍ .,





رددت تخاطب نفسها :

" لكـــــن ماذا لو صدقت أمـــل .... وآذاتني كما تقول ؟ "























بدأت النيران تشتعل في بيت عبير ،
والشك يعتصر قلب وصال ،
أما علي فتأنيب الضمير يكفيه عذابًا ...


ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo 12-06-2010 01:55 PM

رائعٌ جدًا ... !
ستةُ أيامـٍ منذ نزول أجدد الأجزاء ولمـ أجد
إلى يومنا هذا أية ردودٍ ...

أعلمـ أن هنالك من تمر بفترة الإختبارات ..
إلاّ أن المرور على الرواية وقراءتها دون وضع أية بصمة فعلٌ يشعل
نيران الغضب في صدري .. وهنالك من أعرفهن قد مررن على الرواية
ولمـ يضعن أي ردٍ رغمـ انقضاء فترة الاختبارات ..

>~<"


الساعة الآن 12:22 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.

Adsense Management by Losha

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة بنات دوت كوم © 2014 - 1999 BANAAT.COM