منتديات بنات دوت كوم

منتديات بنات دوت كوم (http://www.vb.banaat.com/index.php)
-   الـقـصـص و الـروايـات (http://www.vb.banaat.com/forumdisplay.php?f=163)
-   -   "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر (http://www.vb.banaat.com/showthread.php?t=158048)

B S O M A 23-01-2012 10:08 PM

حماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااس !
كممممممممممممممممممممممممممممملي ق1ق1ق1ق1ق1
لمياء . . تقههههر = "\ !!!!
أستغفر الله ماحبيتها مره :××::××::××::××::××::××::××::××::××::××::××::××: !

Boshasha 10-02-2012 08:16 PM


http://www.banaat.cc/uploads/images/...70c5f0b40b.jpg


دخل جلال , نظرت الىالباب فرأت جلال وقد كانت هذه المرة الأولى التي يدخل فيها الى غرفتها , وقفتبسرعة وكانت مستغربة من هذه الزيارة .

جلس جلال علىالأريكة , واشار لها بأن تجلس , جلست سلمى ولم تنطق بحرف .

نظر نحوها بنظراتهالمهيبة : اذا انتم هم الستة !

نظرت اليه بخوف:ماذا ؟!

اخرج جلال من جيبهسكيناً صغيرة , واقترب من سلمى , وقفت مرتعبة حاولت ان تصعد على السرير لتهرب ,لكنه حصرها في الزاوية . حاولت ان تصرخ لكن شيئاً ما كتم صوتها . نظرت نحوه وجدتهعمها سالم الذي خرج من خلف الستار , شعرت بالرعب الشديد , نظرت نحو النافذة ,ودفعت سالم قليلاً ما يكفيها لتقفز من النافذة , اطلقت صرخة مدوية في الانحاء . نظررائد ويزن من النافذة وهرعا نحوها . أمسكهما أمجد وصالحة وكانا ينظران اليها ببرود. كان الجميع يصرخ ويحاول ان يخرج نحو سلمى ليرى ما يحصل الا ان الخادمتان والسائقاوقفوهم بطريقة عجيبة . الكل كان يصرخ : ماذا يحصل !

نزل جلال وسالم علىالدرج ونظروا الى الخدم واشاروا اليهم بادخال الجميع الى الداخل . كانت قوة الخدمعجيبة بحيث استطاعوا ان يقووا رهف ولمياء و عزيزة ودلال ورابعة وسارة .

بقي هناك جلالوأبنائه الثلاثة سالم وأمجد وصالحة . ويزن ورائد اللذان يحاولان ان يتخلصا منهمويصرخان : ماذا تفعلون ! ماذا يحصل ؟ّ!

جلال: صمتاً .!

كان أبناء جلالصامتون بطريقة غريبة وكانهم مطوعون . أخرج جلال تلك السكين من جيبه ليغرسها في قلبرائد .. حين صدر صوت تحطيم زجاج النافذة , دخل ياسر من جهة وآدم من النافذة. غرزآدم السكين في قدم جلال بسرعة خاطفه حينهاسقط الجميع تباعاً , هرب الأربعة من الباب باتجاهسلمى , الا انهم تفاجؤا بانها اختفت . حينها صدر صوت صفير من خلف المزرعة ,التفتوا نحوه , ليجدوا أمير حاملاً سلمى على كتفه ويلوح بيده , ثم اختفى !

B S O M A 10-02-2012 09:24 PM

يا تُحفففففففففففففه كككككككككككككمممممممممممممليييييييييي ق1ق1ق1ق1ق1ق1ق1 !
+ جلال خخخخير أش فيييه ؟!
كمممملي كملي كملي كملي . . يا ويلكِ تتأخري علينا ق1

Boshasha 22-04-2012 09:29 PM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 
http://www.banaat.cc/uploads/images/...4a148e7c4e.jpg



كانت مستلقية علىذلك الكثب الرملي , خصلات شعرها تتطاير بينما هي جثة هامدة لا تتحرك ولا تتنفس ,واسفل منها كان الخمسة جالسين في صمت خانق , قطعه آدم : هل تتوقعون بأنها ستستيقظ؟! انها لا تتنفس وهي على هذه الحال منذ 8 ساعات !

ياسر : انها المرةالثالثة لها أليس كذلك ؟

رائد : أجل ! فيالمرة الأولى عندما اسقطها أمير استمرت الحالة لمدة عشر دقائق , والمرة الثانيةعندما انقلبت السيارة استمرت لأربع ساعات وهذه المرة الثالثة !

آدم : أنا اصبت بهذهالحالة مرتين , والثانية دامت أطول !

رائد : وانا كذلك !

يزن: اذا في كل مرةيدوم الأمر أطول من قبل !

رائد: الغريب فيالأمر , لماذا انقلب جدي وأبي وأخوته علينا بهذه الطريقة لقد أرادوا قتلنا !

أمير: لقد علمت انهذا سيحصل !

يزن:أمير ! هل تعلمما يحصل لنا هنا !؟

أمير : بالضبط لاأعلم ماذا حصل ! لكنني عندما تشاجرت مع أحد المتنمرين في القرية قام بضربي بقوةعلى رأسي فقدت الوعي وعندما استيقظت كان قد هرب , لم أستطع النوم بعدها أبداً !اكتشفت مع الايام انني أملك قوة عجيبة , الى ان جاء اليوم وجدت في ذلك المتنمروعندما اردت ان أضربه , تفاجأت اكثر بأنني كدت ان أقتله بضربة واحدة !

رائد : فعلا امرعجيب.

أمير: بدأ جديوأعمامي وعمتي باضهادي بشكل واضح , لقد كنت أرى الكره في أعينهم نحوي بشكل واضح لمأره في أعين أحد من قبلهم ! بعدما هربت من القصر , ذهبت الى المدينة لأسكن عندخالي , لم يخبر أحدا بمكاني حتى أمي ! لقد لاحظ القوة الغريبة التي أمتلكها , حتىوصل بي الأمر أحيانا بأن أكسر كل شي أمسكه . كانت زوجة خالي تعشق قراءة الرواياتوبالاخص تلك الروايات التي تتحدث عن الخرافات الرومانية وغيرها . عندما حدثتها عنما صدر من جدي وأعمامي , نظرت الي وبدأت تحرك يديها متلفة نحو اليمين واليسار , وتلعثمتكثيرا ولم أستطع أن أفهم سبب اندهاشها , ثم ركضت مسرعة نحو مكتبتها المليئةبالروايات , وبدأت تبحث حتى أخرجت رواية وأعطتني اياها , كان اسمها ( وردة الصحراء) . وأخرج من جيب معطفه كتاب بال .

كان الأربعة ينظروننحوه بإنتباه شديد , مرت نسمة من نسمات الخريف , أشعرتهم بتلك القشعريرة التيازدادت مع شوقهم لمعرفة ما سيقوله .

أمير : كتب في بدايةالكتاب بخط صغير , الرواية مقتبسة من قصة يعتقد بأنها خرافية تداولها السكانالمحليون في القرن التاسع للميلاد . تتحدث عن فتاة كانت تسكن مدينة صغيرة متحضرةفي الصحراء الكبرى قبل ثلاث آلاف عام امتلكت هي وخمسة من أقاربها قوى خارقة .جعلتهم يأخذون حكم اقليم الصحراء الكبرىلمدة مئة عام , كان أحدهم يسقط من فوق سطح الجبل ولا يتأذى .

أخرج آدم جهازهالنقال من جيبه وأراه صورة تلك اللوحة التي رآها بالمتحف وقال : ما تقوله ليسبجديد أنظر !

تفاجئ أمير مناللوحة , وقال بتأتأة : انهم نحن ! كيف !؟

ياسر : يبدو أنهاصورة لهم ! ماذا ذكر في الرواية !؟

أمير: لم تذكر سببما يحصل لهم , فقد كانت تتكلم عما كان يحصل بينهم ! وأيضاً تذكر العداء الشديدالذي أكنه أهلهم لهم , وكان بدون سبب , ومحاولة أبو تلك الفتاة التي كانت تذكر فقطباسم (وردة الصحراء) لقتلها . لكنه فشل وفي المقابل قام الخمسة بقتله بشكل شنيعانتقاما لها . ما جعلها تكرههم !

نظر الجميع نحو سلمى, ثم قال آدم : لقد حاول جدها وعمها أن يقتلوها !

يزن: حاولوا أنيقتلونا أنا ورائد أيضاً !

رائد : سأصارحكم بأنني أشك بان أحدهم قد دس ليسماً في الطعام الذي كنت اتناوله في تلك الليلة التي تغيرت فيها !

فتحت سلمى عينيهاببطء , ونظرت نحو شروق الشمس , وسقطت دمعة من عينها كانت محبوسة لفترة طويلة , ثمجلست والتفتت نحوهم, ثم وقفت على قدميها بسرعة أمسكت بطرف ردائها وركضت الى أسفلالكثب الرملي مبتعدة عنهم !

هب الخمسة جميعا وراءها, صرخت: دعوني وشأني !

كانت تركض وهي تنظرنحو الشفق الأحمر وكأنه وجهتها ! كانت تهرب من هذا الواقع الغريب , ومن كل ما حصلبها !

أمسك آدم بردائها ,لم تلتفت نحوه لكنه عرقل مسيرتها !

صرخ يزن من بعيد :دعها وشأنها !

تركها آدم , أطلقتشهقة من أعماقها , وتابعت الجري نحو الشفق..

girl ksa 31-05-2012 03:37 PM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 
يسسسسسسسسسسسسلمو

لُجين 29-07-2012 05:53 AM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 
فلتكملي يافتااااه :icon2q:
جهد رااائع بوشاشا:))

Boshasha 05-10-2012 08:40 PM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 
أعتذر بشدة عن الانقطاع الطويل ..

لكن لظروف الدراسة ,,


سأعود قريبا مع جزء جديد :flower01:

B S O M A 06-10-2012 02:57 PM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 
^

بإنتظاركِ :flower01:

عائِشة 06-10-2012 08:17 PM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 
- نَنتظِركْ . . *
ق1

Boshasha 07-10-2012 09:09 PM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 
http://1.1.1.5/bmi/www.banaat.cc/upl...9812bd7eae.jpg



عم الصمت المكان بينما كان الجميع واقفون أعلى الكثب ينظرون الى سلمى بأسى بينما كانت تنوح على الرمال وتبكي بحرقة .

نظر رائد اليهم نظرة جادة : سنهرب من هنا !

آدم : كيف سنهرب جميعا ؟

ياسر : لا داعي لنهرب جميعا ! فليذهب كل في حال سبيله

آدم : ماذا عنها؟ - وأماء بوجهه نحو سلمى-

قطب ياسر جبينه ,بينما توحدت نظراتهم مرة أخرى نحوها

يزن : حسنا سأتولى أمرها أنا

آدم : وكيف ستتصرف؟!

أمير : إنها في حال يرثى لها , كيف لنا أن نعتني بها ؟!

رائد : انه حل يائس ولكننا لا نملك غيره ! سأبيع سيارتي وسنستأجر شقة في نزل ما بعيد عن هنا !!

يزن : وكيف سنحضر السيارة ؟

رائد : يجب أن نعود الى القصر ! لابد من ذلك !

أمير : انتظروا حتى منتصف الليل حتى لا يلحظكم أحد .

آدم : ماذا لو حاولوا أن يقتلوك مرة أخرى ؟

أمير : سأذهب معهم محاولة لحمايتهم !

آدم : سأبقى أنا وياسر مع سلمى هنا !



....................



من خلف تلك الشجيرات الشائكة خرج رائد ويزن وأمير , بينما كانت ليلة غير مقمرة وتلك النجوم تضيء من خلف الغيوم كأنها ألماسات على مخمل كحلي مغطى بحرير شفاف .

فتح رائد بابالسيارة , أضاءت أحد النوافذ وكان من خلف ستارها ظل لشخص ما .

صرخ أمير : أسرعوا !لقد رأونا

دخل الثلاثة داخل السيارة وما إن أدار رائد المحرك , حتى خرج من باب القصر سالم وأمجد وكان كل منهما يمسك بارودة للصيد .

داس يزن الوقود نيابة عن رائد ليتحرك بسرعة , حينها وجه الاثنان بارودتيهما نحو السيارة , أسرعت السيارة خارج حدود القصر محطمة بعض الشجيرات . ركب سالم وأمجد سيارة ولحقا بهم .

بينما خاضت سيارة رائد الرمال عائدة الى بقيتهم .


...


" سأحاول أن أضع جزء جديد غداً"

Boshasha 17-10-2012 01:19 AM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 



جلس ياسر وآدم علىحافة الكثب الرملي , بينما الغيوم الخفيفة تخفي لمعة النجوم ولا يظهر الى شعاعمتشتت من بينها . كان الهواء يتخلل شعرهما , من بين ملابسيهما . كانا ينظران الىسلمى التي ما زالت في مكانها بعيدة وقد استلقت على جنبها ممرغة نصف وجهها بينالرمال ومتقرفصة على ذاتها .

من خلف كثب رمليبعيد , ظهرت سيارة رائد الحمراء مسرعة ناثرة حولها الرمال ,التفت ياسر وآدم نحوهامستغربين تلك السرعة الهائلة . رفعت سلمى رأسها الى الأعلى لترى مصدر الصوت . وماإن هبطت السيارة أسفل الكثب حتى ظهر من خلفه سيارة أخرى . حينها ارتعد الاثنان

صرخ ياسر : آدم خذسلمى وأهرب بسرعة

ركض آدم بسرعتهالهائلة نحو سلمى , صرخت سلمى: ماذا يحدث ؟؟

آدم : لقد وجدونابسرعة لنهرب !!

أمسك آدم بكتفيها وحملها وأسرع بها , وخلال ثوان لم يكن لهما أثر !

ركض يسر نحو سيارةرائد والتي كانت متوجهة نحوه . الا أن سيارة جلال والتي كانت رباعية الدفع مهيئةلخوض الرمال , مما جعل المسافة الفاصلة بين السيارتين لا تتجاوز الأربعة أمتار .

وما ان اقترب ياسرالى سيارة رائد , وفتح أمير الباب الخلفي وهو يصرخ : اركب بسرعة !

توقف ياسر وهو ينظربتركيز نحو سيارة جلال , بينما تعدته سيارة رائد . نظر الى عيني جلال بغضب , ودفعسيارته بقوة الى الخلف . مما جعل السيارة ترتد الى أسفل الكثب الرملي . وسقطت علىأحد جانبيها .

ركض ياسر عائدا الىالسيارة وركبها .

صرخ الثلاثة به :أين سلمى !!

ياسر : هرب بها آدم!

Boshasha 22-10-2012 03:19 PM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 



كانالأربعة داخل السيارة ينظرون حولهم في صمت , ويراقبون الطريق , بينما كانت السيارةتدخل طريقاً شبه ممهد ينتهي الى زريبة غنم على الطريق العام كان الليل ما زالمخيما .

أمير: يبدو أنهم ضلوا عنا !

يزن:ياسر أين آدم وسلمى ؟

ياسر– وهو ينظر الى جهازه النقال- : انني أحاول الاتصال به ولكنه يبدو خارج نطاقالاتصال .

رائد: سأقف خلف هذه الزريبة , حتى لا نخرج عن نطاق الاتصال

أمير: قد يكون الراعي قريبا من هنا !

آدم: سنقول له أننا مسافرون ونريد أن نستريح قليلاً .

يزن –وهو ينظر الى ساعة السيارة- : بقيت ساعتان على الأكثر لبزوغ الفجر



,,,,

بدأالضوء يشق طريقه خلال السماء على قرية مكونة من بعض منازل صغيرة متفرقة , كان آدميقف أمام مخبز صغير والذي كان يبيع الخرداوات أيضا وينظر الى آخر الطريق منتظرا.

بينماسلمى جالسة على بقايا جدار قديم منهدم وتنظر الى تلك المنازل التي جار عليهاالزمان وغزا أهلها الفقر الشديد .

أقبلتسيارة رائد من بعيد وسارت عبر طريق القرية في تمازج غريب بين عصرية سيارته وبيوتالرعاة . توقف السيارة أمامهما وركب آدم , نظر الجميع نحو سلمى التي لم تتحرك وقدكانت تنظر الى الأرض بغرابة , رفعت من الأرض سكينا يبدو انها وجدته قرب أحدالمنازل , ووجهته نحو قلبها , وشدت يداها ببرود وسلمت نفسها لنفسها , صرخ جميع منفي السيارة : لا !!

قفزيزن وآدم الذان كانا الأقرب اليها وأمسكا السكين قبل أن تصل الى قلبها بلحظات !

دفعتسلمى الاثنان بغضب , وبدأت تسير وحدها مبتعدة عن الجميع .

رائد: الى أين أنت ذاهبة ؟

لكنهلم يسمع رداً

أشاررائد ليزن وآدم بالركوب , وبدأ يلحق بها بالسيارة ببطء حتى بدأ يسير بمحاذتها ,فتح نافذته : اركبي هيا !

لمتنظر اليه : الى أين سنذهب ؟!

رائد: سنهرب منهم انهم يلحقون بنا !

سلمى– بصوت أعلى- : الى أين ؟؟!!

رائد: سنبتعد عنهم !

سلمى: إلى أين ؟؟!!!

فتحأمير نافذته : الى بيت خالي في المدينة !! هناك سنفكر جيداً ماذا سيفعل كل منا !

توقفتعن المسير .

رائد: يزن !! اركب في الخلف !! ,,

ركبيزن في الخلف بجانب أمير وياسر وآدم , ولم يكن المكان يكفيهم وقد كان الجميع يشعربالحنق من الوضع .

ركبتسلمى .وانطلقت السيارة !

Boshasha 30-11-2013 08:06 AM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 
مرت تلك الفراري المسرعة بين تلك السباخ الجيرية , والتي نبتت فوقها العديد من الأعشاب , وطارت خوفاً منها طيور النحام الوردية والتي غطت الرؤيا عنهم . وما ان انتهى هروب سرب النحام . ظهرت في الأفق تلك العمائر البيوت المتراصة منظر معاكس لما كان في القرية
بين تلك العمائر المنتشرة أعلى الهضبة المجاورة لساحل البحر في مدينة وهران , في أحد الشقق الصغيرة الكثيرة . جلسوا في غرفة المعيشة على تلك الأرائك الخشبية المنجدة بالقماش الأزرق القديم , بينما تصدعات الجدار اضافت للغرفة خطوط متشابكة حينا ومتفرقة , كان يزن يتأمل تلك الخطوط متكئا على ذراعه ويشعر بالملل الشديد , في حين أمير يتأمل الأثريات التي اجتمعت على أرفف الغرفة بنظام وبعناية . بينما ياسر ممداً على الأريكة وقد فرش ذراعيه وقدميه بملل وقد كانت احدى عينيه مغلقة بتثاقل وبمنظر شوارعي .
وفي الغرفة المجاورة والتي كانت هي الغرفة الوحيدة في تلك الشقة , كانت سلمى تجلس على السرير وقد فارقتها كل علامات الفرح والسعادة وكأنما لم تذق طعمهما من قبل . أقبلت عليها امرأة تحمل بين يديها بعض من الملابس وأعطتها اياها ثم جلست بجانبها . لم تلتفت نحوها سلمى . نظرت اليها تلك المرأة والتي كانت زوجة خال أمير بابتسامة غامضة : إذا أنت هي وردة الصحراء ؟
فتح باب الشقة الخارجي , ووقفت تلك المرأة لترى من القادم , بينما كانت سلمى تنظر نحوها بإستغراب ولم تستطع أن تسألها عما كانت تقصد بقولها وردة الصحراء
كان القادمان هما آدم ورائد
آدم : يجب أن نرحل من هنا
قفز يزن من مكانه بتوتر : الى أين ؟!
بينما التفت الجميع نحوه عدا ياسر الذي لم يتزحزح من مكانه , بينما كانت سلمى وتلك المرأة عند باب الغرفة يستمعن للحديث .
آدم : نعمل في المسامك والحقول, يجب أن نوفر مالاً لنعيش!
أمير : كيف؟
آدم : لدي صديق سيساعدنا في استخراج هويات مزيفة لكم
يزن : لكننا لا نملك أي مال لنعطيه؟ كيف سنبحث عن عمل ونعثر على سكن في هذه الأيام؟
جلس رائد ومتكئاً على طاولة الطعام ومسح رأسه بتعب : لقد بعت الفراري قبل قليل !
أمير : جلال لديه معارف كثر سيعرف اين نحن ويلحق بنا؟
ياسر ببرود : تخلصوا من الفتاة ! هم يريدونها ولا يريدون أحد منا !!
قفز آدم بسرعة فاجأت الجميع وأمسك برقبة ياسر , بينما صرخ خال أمير والذي صعقه الأمر .
التفت آدم حوله وقد كان الجميع مذهولاً من ردة فعله المبالغة . لكن لم يعلق أحد !
رائد : سنتفرق ! سيعمل كل منا في قرية مختلفة
نظر ياسر نحوه وهو يهز رأسه بسخرية : كيف استطعنا ان نتدبر أمرينا طوال هذه الاشهر من دون أن تجدنا الشرطة !؟ لا أحد يلتفت الى عمال المسامك والحقول!
سار ياسر نحو الباب الخارجي وفتحه وقبل أن يخرج نظر اليهم : بعد أسبوعين سأمر وأقلكم من هنا.
سار خلفه آدم ببطء وخرج وأغلق الباب .
..............................
كانت الساعة تشير الى الثالثة والنصف فجرا , وكان يزن ورائد وفارس وسلمى يجلسون في أمام درج العمارة ينتظرون ياسر وآدم كما أخبرهم . أسندت سلمى رأسها الى الجدار وكان أمير ينظر الى نهاية الشارع , نظر يزن نحو رائد وكان يتخاطر معه : ربما كان ياسر محقاً ربما من الأفضل أن نتركها !
وضع رائد رأسه على يده وتنفس بعمق . وقفت سلمى وتركتهم لتسير لوحدها وهي ترمق يزن ورائد بنظرات كئيبة .
يزن : هل من الممكن أنها سمعت ما أفكر به ؟!
رائد : يبدو ذلك
نظر أمير نحوهما : ماذا يحصل هنا
استمرت سلمى في المسير مسرعة الى نهاية الشارع , ركض أمير خلفها : إلى أين تذهبين ؟!
سلمى : لن أجلس هناك لأكون عبئاً على أحدهم
أمير : إنها المرة الأولى التي تتكلمين فيها منذ أن وصلنا الى شقة خالي
لم تعقب سلمى واستمرت في المشير
أمير : لكن الى أين تذهبين ؟!
أومأت برأسها الى الأمام , وقد كانت سيارة جيب بيضاء مقبلة وكان ياسر يقودها .
ركبت سلمى في الخلف , ركب أمير بجانبها وقال لياسر : إنهم عند بوابة العمارة !
توقفت السيارة وركب يزن ورائد وكانت الكراسي متقابلة , لم يكن يزن يحاول ان ينظر نحوها مباشرة , بينما كانت هي تراقب النافذة بصمت .
كان آدم يجلس بجانب ياسر , التفت نحوهم وسلمهم الهويات : هل قمتم بحرق هوياتكم القديمة كما قلت لكم !؟
ضحك يزن بسخرية : لم يكن هناك وقت لنحضرها , عندما كنا نحاول أن نهرب !
لم يشاركه أحد روح الدعابة. أمسك رائد الهويات بحذر وبدأ ينظر إليها ويقرأها بصوت عال.
-ليث جابر. وقام بإعطاء الهوية الأولى ليزن
-ابراهيم ياسر. وأغطاها لأمير
-قاسم خالد.
أمسك كل منهم هويته وبدأ يتأمل أسمه الجديد. بينما سلمى تنظر إليهم بإنتظار بطاقتها لكنها لم تتحدث. بعد برهة انتبه ثلاثتهم بأنها لم تستلم هوية جديدة. كان ياسر ينظر الى تعابير وجهها عبر مرآته بمكر. بينما كان آدم يمسك بيده الهوية الأخيرة وهو ينظر اليها بتمعن.
بعد عشر دقائق كانت السيارة في وسط الطريق السريع خارج وهران. لم يطق يزن الصمت: يبدو أنك نسيت هويتها.
آدم: لم انسها, لكن لا أريد أن يعرف هويتها الجديدة أحد. هذا أفضل لها!
أمير بصوت حاد: ماذا تقصد!
آدم: إنها ليست مشكلتك !
بصوته العدواني المعتاد, أمير : وليست مشكلتك أيضاُ!
كان البقية يتابعون الحديث باستغراب, وكانت علامات الحنق قد بدأت تظهر على وجنتيها, بينما يبدو ياسر مستمتعا بهذا الجدال.
يزن محاولاً تخفيف حدة الجو: إلى أين سنذهب الآن؟
ياسر: إحدى القرى الساحلية عملت أنا وآدم فيها لأسابيع في الفترة الماضية.
يزن: من سيقوم بالعمل هناك؟
ياسر: أحدنا سيعمل هناك سنقرر عندما نصل هناك.
يزن: كم تبعد؟
ياسر: حوال 6 ساعات!
رائد: إنها فترة مؤقته إلى أن نجمع بعض المال ويتوقف جلال عن البحث عنا !
حل الصمت وكأنما جلبت هذه الكلمات أفكار كثيرة في دواخلهم
مرت دقائق معدودة قطع صمتها يزن وكأنما هذه الكلمات كانت حبيسة داخله لمدة طويلة: لماذا كل هذا يحصل معنا ؟!
نظر الجميع نحوه باهتمام وكأن السؤال كان يجول في خواطرهم ولكن لم يجدوا وقتا ليتناقشوه .
رائد: قضيت أشهر وأنا أحاول أن أحل لغز عدم مقدرتي على النوم! كل ما استطعت الوصول اليه أن كل ذلك حصل بعدما غبت عن الوعي. وأنتم كذلك بدأت فدراتكم العجيبة بالظهور بعدما تعرضتم لحوادث مميتة.
أمير: ما لم أستطع استيعابه هو الكره الشديد الذي أكنه أهله لنا بعدما بدأ كل شيء بالحصول ولماذا حاولوا قتلنا؟
ياسر بلهجة واثقة وصريحة: إنهم لا يكنون الكره لنا ولم يحاولوا قتلنا !
يزن: وكيف تفسر كل ما حصل ؟!
ياسر: انهم يكنون الكره لها هي !!
كان الكلام موجهاً لسلمى بطريقة عدوانية, أصبحت تشعر بالثقل والنبذ أكثر مما كانت تشعر من قبل! إنها المرة الثانية التي يكرر فيها ياسر بأنها هي السبب في المشاكل التي تحصل, لا يمكن أن تنفي أن ياسر لا يستحمل وجودها.
رائد وكأنه يحاول أن يخفف عنها: لماذا اذا حاولوا قتلي أنا ويزن؟ ولماذا كانوا يضيقون على أمير في الفترة الماضية؟ بالضبط منذ أن تقاتل مع الفتى الذي كاد أن يقتله!
ياسر: لقد توقفت عن النوم منذ أشهر اليس كذلك ؟
رائد: أجل.
ياسر: هل شعرت بأنهم يكنون لك أي كره؟ هل حاولوا قتلك؟ لكن عندما حاولت ان تدافع عنها بدأوا بالتهجم عليك.
ألجمت الحجة رائد لكنه لم يود أن يظهر اقتناعه.
أكمل ياسر بعجبه المعتاد وغروره: أما بالنسبة لأمير فكيف تتوقع أن تكون ردة فعلهم منه فهو عالة متطلب وفتى يطلب المشاكل في الشوارع ويبدو أنه يحب أن يبات في السجون.
أشعلت هذه الكلمات نار مستعرة داخل أمير ولم يصبر فقفز على ياسر كالثور محاولا أن يدق عنقه. فقد ياسر السيطرة على السيارة وهم الجميع بإبقاف أمير. لكنه كان أقوى من ذلك. كان آدم يحاول امساك الطارة بينما ياسر ينازع الحياة بين يدي أمير. لكن شيء ما شتت انتباه أمير عن ذلك كله, بدأت قبضته ترتخي عن رقبة ياسر حتى توقف تماماً. كان رائد ينتفض بجانبه واضعاً يده على رقبته وكأنما هناك ما يخنقه. وكانت سلمى تبكي لم تستطع أن تسحمل أيا مما يحصل.
بعد أن توقف أمير, بدأ رائد تدريجيا بالتنفس. وياسر بدأ يستعيد السيطرة من جديد فأوقف السيارة جانباً بينما كان الجميع ينظر الى رائد باستغراب. يزن: هذا شيء جديد! هل شعرت بما يحصل لياسر؟
لم يستطع رائد الكلام فقد كان يلتقط أنفاسه بصعوبة, خرجت سلمى من السيارة وهي تصرخ: لا يوجد مكان آخر أذهب اليه الآن! لماذا اخذتوني من منزلنا؟ لماذا أخذتوني من وهران؟ لماذا لم تتركوني هناك! لا أريد أن أكون عالة على أحد!
تكلم رائد بصوت متقطع: لست كذلك!
بينما كان أمير ينظر اليها بحزن: نحن جميعاً في نفس الموقف صدقيني.
صرخ ياسر من خلف السيارة بعد ان نزل منها متوجها نحو سلمى: لا! نحن لسنا جميعا بنفس الموقف.
كسر آدم حاجز صمته بعد أن كان يراقب الموقف: ياسر! كفى!
لم يأبه ياسر به: أنتي السبب في كره أهلك لهم ومطاردتنا بالبنادق! لا أدري لماذا! لكنك أنتي السبب! لا أعلم ما الذي تخفينه.
كان أمير يتجه نحو ياسر لكن رائد ويزن يحاولان عرقلته.
اقترب ياسر نحو سلمى وهو يوجه سبابته نحوها وكأنه يتهمها بشيء: لقد قمت بشيء ما يجعلهم يقتلونه.
ثم نظر الى أمير بنظرات ريبة: ربما شيء له علاقة به لذلك كانوا يكرهونه أيضا.
كانت هذه الاتهامات المموهة كالصاعقة وقعها على سلمى, كانت تنظر حولها كالمكذبة كمن في كابوس. لم تستطع الكلام وكانت تنظر في أعين الجميع. وقعت عينها أولا على آدم الذي كان في مشدوهاً و كأنه يحاول أن يصدق الاتهام.
هجم أمير على ياسر هذه المرة كان ياسر مستعداً له. لكن غضب أمير كان مستعراً حيث أمسك رقبته وكسرها في بضع حركات. جثم ياسر على الأرض ميتاً في بضع ثوان.
كان المشهد سريعاً وغريباً جعل يزن ورائد يتسمران في مكانهما بينما هرع آدم نحو ياسر, وأدار أمير ظهره لجثة ياسر ثم نظر نحو سلمى التي كانت تنهار من الداخل ثم استوعب ما قام به.
لم تنظر سلمى لأي منهم وأعطت الجميع ظهرها وبدأت بالمسير الى الأمام بمحاذاة الطريق الصحراوي لوحدها.
............

Boshasha 20-02-2014 08:09 AM

رد: "رياح أطلس البيداء" آثرتكم على دور النشر
 
كان الطريق هادئاً, لم تعبر أي سيارة منذ ساعات بينما بدأت الشمس بالزوال وبدأت حرارتها تخف تدريجياً, نسيم رقيق لا يستطيع سماع حفيفه إلا هي فقد توقفت عن التفكير منذ ساعات. صوت النسيم بدأ يتضح شيئاً فشيئاً وبدأ الصوت يتخذ نمطاً, نظرت سلمى نحو الشمال كان بريقاً مختلفاً عن السراب الذي كانت تراه بين الحين والأخير, البحر !!
توجهت نحوه كانت قدماها تغوص في الرمال الدافئة بينما بدأ الجو يميل للبرودة قليلاً, اشتد النسيم وأثار شعرها بينما طار رباط شعرها الذي كان قد ضعفت قوته مع الوقت. تخلل الهواء المنعش خلال شعرها و بين ملابسها, أغمضت عيناها, شعرت بالسعادة والراحة أحست أن صوت الموج نغمات هادئة في زوايا قصر. فتحت عيناها, شعرت بالوحدة , بالخواء, نظرت حولها بخوف كل من أحبتهم قد اختفوا, ركضت عائدة الى الطريق لكن لم تعلم أين الطريق؟ أين ستذهب! الأفكار تواردت الى ذهنها شبيهة بتلك التي تواردها في الكوابيس, مع كل لحظة تنظر فيها حولها ولا ترى أحداً في الأفق نبضات قلبها تتزايد, أحست بأنه سينفجر, ربما ستموت مرة أخرى بسبب ذلك. أحست بيدين تمسكان ذراعيها من الخلف, نظرت خلفها , كان رأسه يحجب الشمس خلفه فلم ترى ملامح وجهه بالأكمل لكنها عرفته من ابتسامته لقد كان آدم. لم يوجه كلمة لها شخصياً منذ أن لحقها عند المستشفى في أول يوم: اذا أردتي أن تتركينا, سنعيدك الى وهران أو الى أي مدينة تريدين لكننا لن نتركك هنا في العراء. غير نبرة صوته وأصاب صوته بحة: لكن اعلمي انك مرحب بك... وبشدة. لم تتوقع كلماته هذه ,كانت كلماته كل ما كانت تحتاجه في تلك اللحظة, لكنها حاولت أن تتجاهل هذا الشعور فربما تكون هذه أحد الأفكار اليائسة. تظاهرت بالتماسك لكن دمعة أبت الى أن تخرج من محجرها, نظرت نحوه مباشرة ولأول مرة لاحظت أن ملامحه لم تتغير بشكل كبير منذ أن كانا طفلين, قالت بصوت متقطع: أريد أن أفهم ما يجري, وأن أعود إلى أمي وأخوتي.
مد يده نحوها لتضع يدها معها, أمسك بذراعيها وأنطلق بسرعته الخارقة عائداً الى البقية.


:136::136:


الساعة الآن 06:18 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.

Adsense Management by Losha

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة بنات دوت كوم © 2014 - 1999 BANAAT.COM