|
نـــادي القارئـــات [ ڪُتب، صحفَ ، مجلآتَ | ♦ و للغۃ ﺂلضاد نڪهۃ مختلفۃَ ! ♡ ] |
يمنع منعا باتا رفع المواضيع القديمة .. و يمكن معرفة المواضيع القديمه من خلال ظهور التنبيه اسفل صندوق الرد
|
أدوات الموضوع |
منذ /16-06-2010, 06:49 PM | #11 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
اللهم أذقني برد عفوك ..
|
فصل [ معرفة المبتلي تخفف من وقع البلاء ] ليس في الدنيا ولا في الآخرة أطيب عيشاً من العارفين بالله عز وجل , فإن العارف به مستأنس به في خلوته . فإن عمت نعمة علم من أهداها , وإن مرّ مُر حلا مذاقه في فيه , لمعرفته بالمبتلي . وإن سأل فتعوق مقصوده , صار مراده ما جرى به القدر علماً منه بالمصلحة بعد يقينه بالحكمة , وثقته بحسن التدبير . وصفة العارف أن قلبه مراقب لمعروفه , قائم بين يديه , ناظر بعين اليقين إليه , فقد سرى من بركة معرفته إلى الجوارح ما هذبها فإن نطقتُ فلم أنطق بغيركم وإن سكتُ فأنتم عقد إضماري إذا تسلط على العارف أذى أعرض نظره عن السبب , ولم ير سوى المسبب , فهو في أطيب عيش معه . إن سكت , تفكر في إقامة حقه , وإن نطق تكلم بما يرضيه , لا يسكن قلبه زوجه ولا إلى ولد , ولا يتشبث بذيل محبة أحد . وإنما يعاشر الخلق ببدنه , وروحه عند مالك روحه , فهذا الذي لا هم عليه في الدنيا , ولا غم عنده وقت الرحيل عنها , ولا وحشة له في القبر , ولا خوف عليه يوم المحشر . فأما من عدم المعرفة فإنه معثر لا يزال يضج من البلاء , لأنه لا يعرف المبتلي , ويستوحش لفقد غرضه لأنه لا يعرف المصلحة , ويستأنس بجنسه لأنه لا معرفة بينه وبين ربه , ويخاف من الرحيل لأنه لا زاد له ولا معرفة بالطريق . وكم من عالم وزاهد لم يرزقا من المعرفة إلا ما رزقه العامي البطال , وربما زاد عليهما . وكم من عامي رزق منها ما لم يرزقاه مع اجتهادهما . وإنما هي مواهب وأقسام , " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " .
|
||||||||||||||||||||
#ADS | |
:: إعلانات ::
Circuit advertisement
تاريخ التسجيل: Always
الدولة: Advertising world
العمر: 2010
المشاركات: Many
|
|
منذ /16-06-2010, 06:55 PM | #12 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
|
في ترقب دائم ان شاء الله ..
|
||||||||||||||||||||
منذ /18-06-2010, 03:40 PM | #13 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
اللهم أذقني برد عفوك ..
|
|
||||||||||||||||||||
منذ /18-06-2010, 03:41 PM | #14 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
اللهم أذقني برد عفوك ..
|
فصل [ العاقل من تأهب بالزاد ليوم المعاد ] رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً . إن طال الليل فبحديث لا ينفع , أو بقراءة كتاب فيه غزاة وسمر . وإن طال النهار فبالنوم . وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق , فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة , وهي تجري بهم , وما عندهم خبر . ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود , فهم في تعبئة الزاد والتأهب للرحيل . إلا أنهم يتفاوتون , وسبب تفاوتهم قلة العلم وكثرته بما ينفق في بلد الإقامة . فالمتيقظون منهم يتطلعون إلى الأخبار بالنافق هناك , فيستكثرون منه فيزيد ربحهم . والغافلون منهم يحملون ما اتفق , وربما خرجوا لا مع خفير . فكم ممن قد قطعت عليه الطريق فبقي مفلساً . فالله الله في مواسم العمر . والبدار قبل الفوات . واستشهدوا العلم , واستدلوا الحكمة , ونافسوا الزمان , وناقشوا النفوس , واستظهروا بالزاد . فكأن قد حدا الحادي فلم يفهم صوته مِن وقعِ دمع الندم . فصل [ ذكر الموت يكف عن الهوى ويبعث على الجد ] من أظرف الأشياء إفاقة المحتظر عند موته , فإنه ينتبه انتباهاً لا يوصف , ويقلق قلقاً لا يحد , ويتلهف على زمانه الماضي . ويود لو ترك كي يتدارك ما فاته , ويصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت , ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف . ولو وجدت ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل كل مقصود من العمل بالتقوى . فالعاقل من مثّل تلك الساعة وعمل بمقتضى ذلك . فإن لم يتهيأ تصوير ذلك على حقيقته تخايله على قدر يقظته . فإنه يكف كف الهوى , ويبعث على الجد . فأما من كانت تلك الساعة نصب عينيه , كان كالأسير لها . كما رُوي عن حبيب العجمي أنه كان إذا أصبح قال لامرأته : إذا مت اليوم ففلان يغسلني , وفلان يحملني . وقال معروف لرجل : صل بنا الظهر , فقال : إن صليت بكم الظهر لم أصل بكم العصر , فقال : وكأنك تؤمل ان تعيش إلى العصر ,نعوذ بالله من طول الأمل . وذكر رجل رجلاً بين يديه بغيبة , فجعل معروف يقول له : اذكر القطن إذا وضعوه على عينيك .
|
||||||||||||||||||||
منذ /20-06-2010, 10:27 PM | #15 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
اللهم أذقني برد عفوك ..
|
فصل [ احفظ قلبك في الخلوة يحبك الله والناس ] إن للخلوة تأثيرات تتبين في الجلوة , كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه , أو رجاء لثوابه , أو إجلالاً له , فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر , فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو . وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوي تقوى محبته , أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب , ويتفاوت تفاوت العود . فترى عيون الخلق تُعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لِمَ ؟ ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته . وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها , فمنهم من يُذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى , ومنهم من يًذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره وقبره , ومنهم أعلام يبقى ذكرها أبداُ . وعلى عكس هذا من هاب الخلق , ولم يحترم خلوته بالحق , فإنه على قدر مبارزته بالذنوب , وعلى مقادير تلك الذنوب , يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب , فإن قلّ مقدار ما جنى قلّ ذكر الألسن له الخير , وبقي لمجرد تعظيمه , وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه . ورب خال بذنب كان سبب وقوعه في هوة شقوة في عيش الدنيا والآخرة وكأنه قيل له : ابق بما آثرت فيبقى أبداً في التخبيط . فانظروا إخواني إلى المعاصي أثرت وعثرت . وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى , فيلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر . فتلمحوا ما سطرته , واعرفوا ما ذكرته , ولا تهملوا خلواتكم ولا سرائراكم , فإن الأعمال بالنية , والجزاء على مقدار الإخلاص .
|
||||||||||||||||||||
منذ /24-06-2010, 10:04 PM | #16 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
اللهم أذقني برد عفوك ..
|
فصل [ المعاصي عواقبها سيئة ]
الحذر الحذر من المعاصي , فإن عواقبها سيئة , وكم من معصية لا يزال صاحبها في هبوط أبداُ من تعثير أقدامه , وشدة فقره , وحسراته على ما يفوته من الدنيا , وحسرة لمن نالها . فلو قارب زمان جزائه على قبيحه الذي ارتكبه كان اعتراضه على القدر في فوات أغراضه يعيد العذاب جديداً , فوا أسفاً لمعاقب لا يحس بعقوبته , وآه من عقاب يتأخر حتى ينسى سببه . أوليس ابن سيرين يقول : عيرت رجلاً بالفقر فافتقرت بعد أربعين سنة . وابن الجلاء يقول : نظرت إلى شاب مستحسن فنسيت القرآن بعد أربعين سنة . فوا حسرة لمعاقب لا يدري أن أعظم العقوبة عدم الإحساس بها . فالله الله في تجويد التوبة عساها تكف كف الجزاء , والحذر الحذر من الذنوب خصوصاً ذنوب الخلوات , فإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من عينه , وأصلح ما بينك وبينه في السر وقد أصلح لك أحوال العلانية . ولا تغتر بستره أيها العاصي فربما يجذب عن عورتك , ولا بحلمه فربما بغت العقاب . وعليك بالقلق واللجأ إليه والتضرع . فإن نفع شيء فذلك وتقوت بالحزن , وتمزز كأس الدمع واحفر بمعول الأسى قليب قلب الهوى , لعلك تنبط من الماء ماء يغسل جرم جرمك .
|
||||||||||||||||||||
منذ /24-06-2010, 10:05 PM | #17 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
اللهم أذقني برد عفوك ..
|
فصل [ عظّم الله يعظّمك الناس ]
إخواني : اسمعوا نصيحة من قد جرب وخبّر . إنه بقدر إجلالكم لله عز وجل يُجِلكم , وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم . ولقد رأيت والله من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه , ثم تعدى الحدود فهان عند الخلق , وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة عمله , وقوة مجاهدته . ولقد رأيت من كان يراقب الله عز وجل في صبوته مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم فعظم الله قدره في القلوب حتى علقته النفوس , ووصفته بما يزيد على ما فيه الخير . ورأيت من كان يرى الاستقامة إذا استقام , فإذا زاغ مال عنه اللطف , ولولا عموم الستر و شمول رحمة الكريم لافتضح هؤلاء المذكورون , غير أنه في الأغلب تأديب أو تلطف في العقاب كما قيل : ومن كان في سُخطه مُحسنا فكيف يكون إذا ما رضي غير أن العدل لا يحابى , وحاكم الجزاء لا يجور , وما يضيع عند الأمين شيء . فصل [ بادر بالتوبة قبل وقوع العقوبة ] الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي , فإن نارها تحت الرماد . وربما تأخرت العقوبة ثم فجأت , وربما جاءت مستعجلة , فليبادر بإطفاء ما أوقد من نيران الذنوب , ولا ماء يطفئ تلك النار إلا ما كان من عين العين , لعل خصم الجزاء يرضى قبل أن يبت الحاكم في حكمه .
|
||||||||||||||||||||
منذ /26-06-2010, 09:33 PM | #18 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
اللهم أذقني برد عفوك ..
|
فصل [ وجوب التأهب للرحيل ]
من علم قرب الرحيل عن مكة , استكثر من الطواف , خصوصا إن كان لا يؤمل العود لكبر سنه وضعف قوته . فكذلك ينبغي لمن قاربه ساحل الأجل بعلو سنه أن يبادر اللحظات , وينتظر الهاجم بما يصلح له . فقد كان في قوس الأجل منزع زمان الشباب , واسترخى الوتر في المشيب عن سية القوس , فانحدر إلى القلب وضعفت القوى أن يوتر . وما بقي إلا الاستسلام لمحارب التلف , فالبدار البدار أن يؤثر إلى التنظيف ليكون القدوم على طهارة . وأي عيش في الدنيا يطيب لمن أيامه السليمة تقربه إلى الهلاك , وصعود عمره نزول عن الحياة , وطول بقائه نقص مدى المدة , فليتفكر فيما بين بيديه , وهو أهم مما ذكرناه . أليس في الصحيح : ما منكم أحد إلا ويعرض عليه مقعده بالغداة والعشي من الجنة والنار فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله . فو أسفاً لمهدد كم يقتل قبل القتل , ويا طيب عيش الموعود بأزيد المنى . وليعلم من شارف السبعين , أن النفس أنين , اعان الله من قطع عقبة العمر على رمل زرود الموت .
|
||||||||||||||||||||
منذ /26-06-2010, 09:34 PM | #19 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
اللهم أذقني برد عفوك ..
|
فصل [ المنع من الله عطاء ورحمة ] تفكرت في قول شيبان الراعي لسفيان : يا سفيان عدّ منع الله إياك عطاء منه لك , فإنه لم يمنعك بخلاً , وإنما منعك لطفاً . فرأيته كلام من قد عرف الحقائق , فإن الإنسان قد يريد المستحسنات الفائقات فلا يقدر , وعجزه أصلح له , لأنه لو قدر عليهن تشتت قلبه , إما بحفظهن , أو بالكسب عليهن . فإن قوي عشقه لهنّ ضاع عمره وانقلب هم الآخرة إلى الاهتمام بهن . فإن لم يردنه , فذاك الهلاك الأكبر . وإن طلبن نفقة لم يطقها كان سبب ذهاب مروءته وهلاك عرضه . وإن أردن الوطء وهو عاجز فربما أهلكنه أو فجرن . وإن مات معشوقه هلك هو أسفاً . فالذي يطلب الفائق , يطلب سكيناً لذبحه وما يعلم . وكذلك إنفاذ قدر القوت فإنه نعمة , وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتاً " ومتى كثر تشتتت الهمم , فالعاقل من علم أن الدنيا لم تخلق للتنعيم , فقنع بدفع الوقت على كل حال .
|
||||||||||||||||||||
منذ /27-06-2010, 09:36 PM | #20 | ||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
اللهم أذقني برد عفوك ..
|
فصل [ منازل الجنة على قدر الاجتهاد ]
والله إني لأتخايل دخول الجنة ودوام الإقامة فيها , من غير مرض ولا بصاق ولا نوم ولا آفة تطرأ , بل صحة دائمة وأغراض متصلة لا يعتريها منغص , في نعيم متجدد في كل لحظة , إلى زيادة لا تتناهى . فأطيش ويكاد الطبع يضيق عن تصديق ذلك , لولا أن الشرع قد ضمنه . معلوم أن تلك المنازل إنما تكون على قدر الاجتهاد هاهنا , فواعجباً من مضيع لحظة يقع فيها . فتسبيحة تغرس له في الجنة نخلة أكلها دائم وظلها . فيا أيها الخائف من فوت ذلك شجع قلبك بالرجاء . ويا أيها المنزعج لذكر الموت تلمح ما بعد مرارة الشربة من العافية . فإنه من ساعة خروج الروح , لا بل قبل خروجها تنكشف المنازل لأصحابها , فيهون سير المجذوب للذة المنتقل إليه . ثم " الأرواح في حواصل طير تعلق في أشجار الجنة " فكل الآفات والمخافات في نهار الأجل , وقد اصفرت شمس العمر . فالبدار البدار قبل الغروب , ولا معين يرافق على تلك الطريق إلا الفكر إذا جلس مع العقل فتذاكرا العواقب . فإذا فرغ ذلك المجلس , فالنظر في سير المجدّين فإنه يعود مستجلباً للفكر منها شتى الفضائل , والتوفيق من وراء ذلك . ومتى أرادك لشيء هيأك له . فأما مخالطة الذين ليس عندهم خبر إلا العاجلة , فهو من أكبر أسباب مرض الفهم وعلل العقل . والعزلة عن الشر حمية , والحمية سبب العافية . فصل [ ماالسعادة إلا في الجنة ] تفكرت في نفسي فرأيتني مفلساً من كل شيء ! إن اعتمدت على الزوجة لم تكن كما أريد , إن حسنت صورتها لم تكمل أخلاقها , وإن تمت أخلاقها كانت مريدة لغرضها لا لي , ولعلها تنتظر رحيلي . وإن اعتمدت على الولد فكذلك , والخادم والمريد لي كذلك , فإن لم يكن لهما مني فائدة لم يريداني . وأما الصديق فليس ثمّ , وأخ في الله كعنقاء مغرب , ومعارف يفتقدون أهل الخير , ويعتقدون فيهم قد عدموا , وبقيت وحدي . وعدت إلى نفسي – وهي لا تصفو إليّ أيضاً ولا تقيم على حالة سليمة – فلم يبق إلا الخالق سبحانه , فرأيت أني إن اعتمدت على إنعامه فما آمن ذلك البلاء , وإن رجوت عفوه فما آمن عقوبته , فو أسفاً لا طمأنينة ولا قرار . واقلقي من قلقي , واحرقي من حرقي . بالله ما العيش إلا في الجنة ,حيث يقع اليقين بالرضى , والمعاشرة لمن لا يخون ولا يؤذي , فأما الدنيا فما هي دار ذلك .
|
||||||||||||||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد, مقتطفات, الله, الخاطر, بإذن |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|