ثمة خدش صغير في الروح، خدش لا تراه أعينهم المجردة المتناثرة على الأرصفة، وفي الشوارع وواجهات المحال، وعلى المكاتب المجاورة لمكتبي..
ثمة ندم طفيف، لا تدركه أيها الغريب الذي قاسمته طاولة هذه الظهيرة، ندم.. مضيتَ دون أن تنتبه لوجوده، رغم أن جزءً منه قد التصق بظهر سترتك، لقد لمحته وأنت تمضي، ثم تذوب في هواء المكان..
ثمة ما يشبه الحرْق على سطح القلب، أعلم أن الأيام ستجرفه سريعاًً -كما فعلت بحروق سابقة- ، لكنه الآن طازج، ويمعن في تذكييري نفسه كلما هممتُ بتعليقه على مشجب الباب .. ونسيانه هناك في الخارج إلى أن يبرد قليلاً..
ما الذي يجعلنا نرتكب الطرق الصاعدة إلى لا شيء؟
* هديل الحضيف ~