عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /15-06-2015, 02:36 AM   #8

أمل الغد
بنوتة عسولة

 
    حالة الإتصال : أمل الغد غير متصلة
    رقم العضوية : 69594
    تاريخ التسجيل : Feb 2015
    المشاركات : 308
    بمعدل : 0.09 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : أمل الغد is a splendid one to beholdأمل الغد is a splendid one to beholdأمل الغد is a splendid one to beholdأمل الغد is a splendid one to beholdأمل الغد is a splendid one to beholdأمل الغد is a splendid one to behold
    التقييم : 669
    تقييم المستوى : 23
    الأسهم : 55 (أسهم/سهم)
    الجواهر : 130 (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 9506
    استعرضي : عرض البوم صور أمل الغد عرض مواضيع أمل الغد عرض ردود أمل الغد
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي رد: أقبلت يا شهر الخيرات





بيتكـ فــي رمضآن ~

بــــسم الله الرحمـن الرحـــيم
كانت بيوت السلف تظللها في رمضان هالات النور, وسحابات الرحمة ,
فالمرويّ عنهم أن بيوتهم كان لها بالقرآن دوي كدوي النحل ..

ومن مكرمات الأيام المعدودات في شهر الصيام , أنها مجال للتغيير والتقويم على مستوى الأسره ,
كشأنها على مستوى الفرد .
فإذا كان فرض كل فرد فينا أن يتعاهد نفسه بالمراجعه والتقويم في شهر رمضان ,

فإن من واجبه أيضا أن يباشر تقويم أهله وأسرته في هذا الشهر الكريم , لأنه راع , وكل راع مسؤول عن رعيته .
إن شياطين الجن , رغم تصفيد مردتها وسلسلتهم في رمضان , يتخالف بقيتهم من غير المردة مع شياطين الإنس ,
لإفساد ذلك الشهر على عباد الله , فهم يتسابقون حتى قبل أن يبدأ الشهر
بشهور لكي يملأوا الأيام والليالي الرمضانيه بما يمرض القلوب , لا بما يمرض آفاتها .
وبدلاً من الاستكثار من خصال الخير والتسابق فيها , يستكثرون من الأفلام والمسلسلات
والفكاهات والمسابقات واللقاءات الموجهه القميئه غير البريئه , التي لاتفسد في الارض فقط ,
بل تملأ الفضاء بالغثاء الغث , والخلق الوضيع .

مسؤوليتك أيها المسلم أن تقوم بدور في رمضان للتصدى لحملات تصدئه الأرواح ,
التي يقوم عليها لصوص مهمتهم سرقه القلوب ايام الطاعه ,
حتى لاترق بتلاوة أو صيام , ولا تصبر على ذكر أو طول أيام قيام , ولا ترعوي بحفظ سمع ولا بصر ولا فؤاد في شهر القرآن .
اسمع قول الله ((إِنْ السّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً )) الاسراء:36

لتعلم أن كُلا منا سيسأل عن هذا السمع والبصر والفؤاد , سواء عن نفسه ,
أو عمن استرعاه الله من رعيته , وما استحفظه من أمانه .

لقد نادانا الله بنداء الإيمان-في رمضان وغير رمضان-أن أحجزوا أهليكم عن الفتن ,
وباعدوا بينهم وبين العذاب ,
فقال : (( يَا أَيُّها الذَينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهلِكُمْ نَارًا وقُودُها النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ
غِلاظٌ شِدادٌ لايَعصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفْعَلُونَ مَايُؤْمَرُونَ )) التحريم:6
أرأيت الى من ترك أهله في الشهر الكريم يضيعونه ويفوتون أيامه ويضحون بلياليه أمام المفسدات ,
هل وقـى اهله النار ؟!
أرأيت إلى من أهمل طاعتهم فيه كما يهملها غيره , هل اتقى الله فيهم ؟!

باشر أحوال أسرتك وأولادك في حفظ الصيام , واصحبهم في الذهاب للقيام ,
وتفقد أحوالهم مع القرآن ,
وراقب ترقِّيهم في الطاعة والإيمان ,
وبخاصة في الصلآه ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيهَا لا نَسألُكَ رِزْقا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَقْوَى )) طه:132

ولقد أثنى الله-تعالى- على أبينا إسماعيل إذ كان راعياً لأهله في دينهم قبل دنياهم :
(( وَاذْكُر فِي الْكِتَابِ إسْمَاعيلَ إنّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نبِيًّا ::
وَكَانَ يَأْمُرُ أَهلَهُ بَالصَّلاةِ وَ الزّكَاةِ وَكَانَ عندَ رَبّهِ مَرْضِيًّا )) مريم : 54-55

ورمضان-أخي الصائم , أختي الصائمه- موسم لإقامه شعائر الله , ولزمانه حرمة ضمن حرمات الله ,
ونحن المسلمون مأمورون بأن نعظَّم شعائر الله ونعظَّم حرمات الله
((وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)) الحج : 30

*ومن تعظيم حرمات الله في شهر الصيام ’ ألا ندخل فيه على أهلينا مايعكر صفو أيامه ولياليه بصور الفحش والبذآء
وأصوات الغنا والخنا , الذي تنسي الناس القرآن حتى في شهر القرآن
((وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيِثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ )) لقمان : 6 ..

*ومن تعظيم حرمات الشهر الكريم , ألا نترك أبناءنا يضيعون فيه الصلوات مع الجماعه ,
لأن في هذا إضاعه للنفس وتعريضاً لها الى سبل الهلاك
(( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الّصّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ::
إِلاّ مَن تَابَ وامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا )) مريم :59-60 ,
بل إن رمضان فرصة للتوبة من إضاعة الصلوات ,
وتعويد الأبناء على تصحيح العلآقه مع الجماعه والمسجد ..

*ومن تعظيم حرمات الشهر مع الأبناء , أن نحيي فيهم خُلُق الحياء ,
وعلى رأس ذلك الحياء من الله ,
فهو لب الصيام وروحه , وخلق الصائمين وسمتهم ,
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء ,
قالوا يارسول الله , إنا والله نستحي
من الله حق الحياء , فقال الحياء ان تحفظ الرأس وما وعى , والبطن وما حوى ,
وأن تذكر الموت والبلى ,ومن أراد الآخرة ترك زينه الحياة الدنيا)ر
واه الترمذي في سننه واحمد في مسنده , وحسنه الالباني في صحيح الترمذي ..

*ومن تعظيم حرمات الشهر ألا نحوله من شهر إمساك إلى شهر استهلاك ,
ومن موسم ذكر وصلوات , إلى موسم غفله وشهوات ,
فيرتسم في مخيله الأجيال أن شهر رمضان هو موسم
الترف والترفيه , ومناسبه للسفاهات والتفاهات , التي تحول ليله إلى نهار غفله ,
وتعطل نهاره إلا من شواغل الدنيا ..

يمكنك أن تجعل رمضان-ايها المسؤول عن رعيته-برنامجا مطولاً من ثلاثين يوماً ,
فتحوله الى مخيم منزلي , لدوره مكثفه للأسرة , تعيد فيها ربطهم –صغارا وكباراً- بالقرآن ,
فتتعاهد أحوالهم فيه , وتراجع معهم ماحفظوه, وتسترجع منهم مانسوه , وتناقشهم فيما فهموه وتعلموه ,
فإذا كان خير الناس من تعلم القرآن وعلمه- كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله
(خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) , فإن أولى الناس بتعلم القران هو انت ,
وأولى الناس بتعليمك هم أهلك وأسرتك , وفي شهر الصيام فرصه سانحة لإعادة تقويم حال البيوت مع القرآن ..

وفي برنامج رمضان المنزلي , يمكنك أن تعيد تأهيل أهلك لسلوك درب الاستمساك بالهدي النبوي ,
ولتكن البداية ربطهم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلآه والصيام ,
ويمكنك في برنامج رمضان المنزلي ايضاً أن توطن أسرتك على أخلاقيات الاسلام ,
من خلال التآلف مع أخلاقيات الصيام اللتي تحض على حفظ الاسماع والابصار والأفئدة ,
وتدعو الى الجود والسماحه ولين الجانب وحب الخير للناس ,
وفي برنامج رمضان المنزلي أيضاًتستطيع تعويد أهلك وأبنائك على تعظيم الحرمات الدينيه ,
بتعظيم حرمه رمضان الزمانيه , فمن يصون رمضان لله , يصون مابعده وما قبله لله ,
فالقربى من الله والزلفى اليه , لاتقتصر على شهر دون شهر ..
مسؤوليه الآباء نحو الأهلين والأبناء في رمضان , ليست في التوسعه عليهم في أمور الدنبا فحسب ,
بل تسبق إلى ذلك مسؤوليتهم في تعريض الأهل والأبناء لواسع رحمه الله ,
ومزيد إكرامه للطائعين المتنافسين في القربى :
يا جامــــــع المــــال لأولاده يخشـى عليهم شمت حساده
ولا يبالي كيف كان الغنــــى يغـــــــــــتر بالله وإبــــعاده
اسمع مقالا سوف تحظى بـه إن أنت لم تعمل بأضـــداده
بنــــوك إذ لاذوا بمــــولاهم وتابــــعوا منهاج إرشـــاده
فالله يكفـــــيهم ويحميــــــهم والله لاخــلف لميعـــــــــاده
وإن يحيدوا عن سبيل الهدى وقابـــــلوا الدين بإفســـــاده
فقد يــكون مالك عوناً لهـــم في طاعه الهــــوى وأحناده
((ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين , وأجعلنا للمتقين إمــاما))

المرجع : كتاب روح الصيام ومعانيه
المؤلف : الدكتور/ عبدالعزيز مصطفى كامل







 

  رد مع اقتباس