عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /15-01-2010, 03:57 PM   #6

ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو

L21
 
    حالة الإتصال : ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo غير متصلة
    رقم العضوية : 58554
    تاريخ التسجيل : Apr 2009
    العمر : 29
    المشاركات : 536
    بمعدل : 0.10 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo will become famous soon enoughѕυмυı ♥ ѕнoυĵo will become famous soon enough
    التقييم : 117
    تقييم المستوى : 18
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 2343

     SMS : ~ ما مضى فات ، وما ذهب مات ، فلا تفكري فيما مضى ، فقد ذهب وانقضى|ْ|ْ♥

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo عرض مواضيع ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo عرض ردود ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo
    أوسمتي :         هنا
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

kalp.2.







تمامـ الرابعة عصرًا ، هكذا أشارت ساعة يد [ رانيــــا ] ، نظرت بأبصارها بأجواء القسمـ ،
كان شبه فارغٍ ، فقد كانت هذه فترة الإستراحة بالمدرسة ..

فتحت حقيبتها ، وأخرجت منها سجّادة صغيرة الحجمـ ، توجّهت صوب أحد زوايا القسمـ ،
فرشت به سجّادتها .. وكبّرت بادئة صلاتها ..
تلت الصور التي اختارتها بصوتٍ أشبه بالهمس ، أربع ركعاتٍ ، إثنتان طويلتان .. وأخريتان
قصيرتان .. كانت تلك صلاة العصر ..

سلّمت يمناها ويسراها ، قامت من على الأرض ، طوَت سِجّادتها ، وأدخلتها الحقيبة ..
التفتت خلفها ، فإذا بها [ عبير ] تفتح إحدى نوافذ القسمـ ، ليدخل من خلالها نسيمـ
عليل أخذ يداعب ثيابهما ..

استدارت [ عبير ] نحو [ رانيــــا ] .. قالت وعلى وجهها ابتسامة لطيفة :
" من بعدك .. أستطيع استعارة سِجادتكِ قليلاً ؟ "
ابتسمت [ رانيــــا ] : " بالتأكيد .. " وناولتها السجادة ..

بينما [ عبير ] تفرش السجادة بادئة صلاتها ، توجهّت [ رانيــــا ] صوب النافذة ..
تنظر بعينيها المخضرّتين نحو السماء الزرقاء ، التي استحوذت الغيومـ البيضاء على شيءٍ
من مساحتها ، ظلّت تستغرق بنظرها في السماء لمدة يسيرة ..

سمعت صوت ارتطامـ كرة بالأرض ، نظرت للأسفل نحو الساحة لترى مصدر الصوت ..
شاب طويل القامة ، ينطط كرةً أشبه في شكلها بكرة السلّة ، بدا مظهر ذاك الشاب
مألوفًا لـــ [ رانيــــا ] .. أخذت تدقق ,, اتسعت عيناها .. ونطقت هامسةً :
" [ علــــــي ] ؟! " .. حاولت أن تنزل قليلاً لترى .. إلاّ أن الشاب قد انصرف ..

التفتت نحو [ عبير ] .. لتجد أنها قد أنهت صلاتها ، انطلقت صوبها ، خطفت منها السجادة
ووضعتها في درجها ، أمسكت يد [ عبير ] وجرتها معها ..



[ عبير ] باندهاش : " هيي [ رانيــــا ] .. ما خطبك ؟ "
توقفت [ رانيــــا ] لوهلة ، نظرت إلى [ عبير ] .. قالت مزيحة عينيها إلى اليسار :
" تعرفين [ عليـــًا ] .. أليس كذلك ؟ "
[ عبير ] : " بـــــلى .. ابن خــــالتكِ [ منى ] .. "
[ رانيــــا ] : " يدرس هنا ؟ "
[ عبير ] : " وما أدراني أنا ؟ لمَـ تسألين عنه ؟ "
مشت [ رانيــــا ] و [ عبير ] تتبعها :
[ رانيــــا ] : " خُيّل لي أنني رأيته بالساحة .. "
[ عبير ] : " وماذا في ذلك ؟ هيي [ رانيــــا ] .. أمركِ لا يعجبني ! "
[ رانيــــا ] : " ما كان ينقصني هو أن يكون ذاك المختل هنا .. "


وصلت الفتاتان إلى الباب المؤدي إلى الساحة .. ارتطمت كرة سلةٍ بقدمـ [ رانيــــا ] ..
نظرت [ رانيــــا ] إلى الكرة .. ثمـّ وجّهت أبصارها إلى الأمامـ ..

فإذا بهِ شابٌ طويل القامة يأتي راكضًا نحو [ رانيــــا ] و [ عبير ] ..
اتسعت عينا [ رانيــــا ] .. وفتحت فمها ..

نظرت [ عبير ] إلى [ رانيــــا ] .. ابستمت وضربت بذراعها ذراع [ رانيــــا ] .. وقالت :
" ذكرنا القط .. جاءنا ينط .. "
بقيت [ رانيــــا ] على صمتها .. وصل [ علي ] إلى الفتاتين .. انحنى ليلتقط الكرة ..

قال وهو ينهض : " المعذرة لمـ أقصد أن .... " قطع كلامه بعدما نظر إلى [ رانيــــا ] ..
[ علي ] : " أوه ! أهـــــلاً [ رانيــــا ] .. صدفة سارّة "
[ رانيــــا ] تحرك عينيها بارتباك : " آآ .. أهــلاً [ علي ] .. ربما .. قد تكون سارّة "
[ علي ] مشيرًا إلى الفتاتين : " دعاني أحزر .. تدرسان بنفس القسمـ .. "
[ عبير ] : " بــــلى .. لا تخشَ شيئًا .. [ رانيــــا ] بين أيدٍ أمينة .. "
[ رانيــــا ] صارخة بوجه [ عبير ] : " [ عبير ] ؟! "
ضحكت [ عبير ] .. وابتسمـ معها [ علي ] ..

نادى أحد الشباب [ عليــــًا ] ليُحضِرَ الكرة حتى يستطيعوا إكمال المباراة ..
أشار [ علي ] يده لذاك الشاب ، معلنًا له عن قدومه ..
عاد واستدار نحو الفتاتين ، ابتسمـ تارة ينظر صوب [ رانيــــا ] ، وتارة أخرى صوب [ عبير ] ،
وقال : " اسمحا لي .. رُفقةٌ تنتظرني ".. وانصرف من عندهن ..

تنهّدت [ رانيــــا ] تنهيدة طويلة ، وقالت بتذمر : " رائــــــع ! اكتملت العائلة ..
كمـ أنا محظوظة ! "
[ عبير ] : " حسب ما أرى .. أنتِ لا تطيقين [ عليــــًا ] ، ما السبب يا ترى ؟ "
[ رانيــــا ] : " لمـ تتعاملِ معه .. لهذا لا تعرفينه "
[ عبير ] بتذمر : " يبدو أنني التي لا تعرفكِ جيدًا .. "






دخـــل بخطواتٍ هادئة ، يده في جيبه ، ما إن وطئت قدمه باب القسمـ حتى أنزل أبصاره
أسفلاً ، قصد مقعده بلا أي التفات ..
جلس عليه ، أرجع يده اليمنى إلى الوراء وأدخلها في حقيبته ، أخرج منها كتابًا صغير الحجمـ ،
وجعل يقلّب صفحاته ..

هبَّ النسيمـ المنبعث من النافذة التي تركتها [ رانيــــا ] مفتوحة ، ليداعب خصلات شعره
الأسود المنسدل على وجهه الجميل ..
التفت إلى النافذة ، نظر إليها بشرود ، أعاد نظره إلى الكتاب ، تنهد ، وأعاد ظهره إلى الكرسي ..
" لستُ بمُخيّر .. لا بدّ من إخفائه " نطق بتلك الكلمات وهو ما يزال على شروده ،
واضعًا يده على صدره ، ضغط على قميصه ، وأغمض عينيه ..

التفت يمينه ، فإذا برفيقه قادمـٌ يقصد في وجهته القسمـ ، دخل رفيقه بسرعة كبيرة ، بدا
عليه الإنزعاج ، اتجه نحوه ، وقف أمامه منتصب القامة ، ينظر إليه وعلى عينيه علامات الغضب الجامح ..
" [ وســــامـ ] .. منذ متى تتركنا ونحن في وسط المباراة ؟ "
نطق بها [ أنس ] مخاطبًا صديقه ..
أزاح [ وســـامـ ] نظره عن صديقه ، شرع بالحديث ، إلاّ أن [ أنســــًا ] قاطعه :
" سببتَ لي الإحراج .. ماذا أقول للشباب ؟ "
[ وســــامـ ] : " لا أستطيع اللعب يا [ أنس ] .. متعبٌ فقط ، هذا كل ما في الأمر "
[ أنس ] وعلى وجهه علامات الإستغراب : " متعب ؟ لمـ نلعب سوى بضع ثوانٍ .. متى تعبت ؟ "
[ وســـــامـ ] : " [ أنــس ] .. رأسي يؤلمني ، لا أستطيع اللعب الآن ، دَع أمر الشباب لي ،
أنا من سيشرح الامر لهمـ ، لا لومـَ عليك "
[ أنــــس ] : " رائــــع ! قبل قليلٍ لقيتُ منهمـ التوبيخ ، وتقول لي أنني لستُ ملامًا ..
جميــــل جدًا ! ,, سلامة رأسك يا أخي "
وانصرف غاضبًا من عند صديقه ..

تابع [ وســـــامـ ] رفيقه ببصره ، بدا عليه الحزن الشديد ، تمتمـ قائلاً :
" اعذرني يا صديقي .. فما بيدي حيلة .. آهٍ لو تدري فقط "

استند على الطاولة بذراعه اليمنى ، وضع رأسه عليها ، كمن يريد النومـ فوق الطاولة ..








{ ترررر~رررررررن } كان هذا صوت جرس المدرسة ، معلنًا بذلك انتهاء فترة الإستراحة ،
شرع تلاميذ المدرسة بالدخول إلى الأقســــامـ ، والأساتذة يساهمون في إدخالهمـ ..
أمسكت [ عبير ] يد [ رانيــــا ] ، وأخذت تجرها من وسط الساحة ..
[ عبير ] وهي تجر [ رانيــــا ] : " هيــــّا .. لن تجدِ من يحتمل تأخير تلاميذه "
[ رانيــــا ] : " طيب طيب .. تمهلي يا [ عبير ] ، هذه ذراعي .. لا تنسِ ذلك "
ضحكت الفتاتان .. وواصلتا مسيرهما نحو القسمـ ..

صعدتا الدرج ، ما إن وصلتا لنصفه حتى توقفت [ عبير ] مكانها ، وأنزلت رأسها ،
نظرت نحوها [ رانيــــا ] ، لمـ تفهمـ لماذا فعلت ذلك ، صوبت نظرها للأمامـ ،
فإذا به أستاذٌ ضخمـ الجثة ، يقف أمامها كالجدار ..

" أتعانيــــان مشاكل في السمع ؟ " صرخ بهذه الكلمات الأستاذ الواقف أعلى الدرج ،
فزعت [ عبير ] و [ رانيــــا ] ، لمـ ترد أيٌ من الفتاتين ..
صرخ مجددًا : " أجيبـــــا ! "
[ عبير ] : " لا يا سيدي .. لا نعانِ أية مشاكل سمعية "
الأستاذ : " هذا يعني أنكما قد سمعتما الجرس "
[ رانيــــا ] : " بلى .، سمعناه "
الأستاذ صارخًا : " إذاً ما الذي أخركما ؟ "
[ عبير ] : " كنّا في طريقنا لقسمنا الآن .. لمـ نقصد التأخر "
الأستاذ : " أرشداني هيا إلى قسمكما "
أرشدتِ الفتاتان الأستاذ إلى قسمهما ، وقفت [ رانيــــا ] و [ عبير ] أمامـ الباب ..
[ رانيــــا ] : " سيدي .. هذا هو قسمنا "
أشار الأستاذ للفتاتين أن تتنحيا جانبًا ، ففعلتا ، فتح الأستاذ الباب ،
فإذا بالقسمـ أستاذة تقف محدثة الطــــلاب ..

دخل الأستاذ ومعه الفتاتان ، نظر في أرجاء القسمـ ، وقال مخاطبًا المعلمة :
" عذرًا منكِ سيدة [ نورة ] ، هل القسمـ مكتملٌ لديكِ ؟ "
الأستاذة [ نورة ] : " أجــــل .. مكتمل ! "
الأستاذ : " تأكدي من ذلك مجددًا إن سمحتِ "
أزالت الأستاذة [ نورة ] نظّاراتها الكبيرة ، وشرعت تتنقل بأبصارها في أرجاء القسمـ ،
انتبهت أن المقعدين خلف [ أنــس ] و [ ســـــامـ ] فارغين ..

تفاجأت الأستاذة ، وقالت مخاطبة التلاميذ : " لمن هذين المقعدين ؟ "
التفت الجميع صوب المقعدين ..
الأستاذ : " لهاتين الفتاتين .. ادخلا هيّا "
دخلت [ رانيــــا ] و [ عبير ] القسمـ ، منزلتا رأسيهما للأسفل تشعران بالإحراج ..

" رائــــــع ! مشكلة جديدة .. " نطق بها [ أنــس ] بصوتٍ شبه هامسٍ وهو يضع يده على رأسه ..
أكمل الأستاذ حديثه : " عذرًا لتعطيلك يا أستاذة ، وجدتهما في الخارج تمرحان "
ردت [ رانيــــا ] : " لمـ نكن نمرح .. لقد ...... "
قاطعتها المعلمة : " ولا كلمة .. لستِ في موقفٍ يسمح لكِ بالتحدث "
أكملت حديثها موجهة إياه إلى الأستاذ : " أشكركَ يا أستاذ [ عبد الواحد ] .. وصلت أمانتك "

الأستاذ : " طيب .. لا شُكر على واجبٍ .. أعتذر مجددًا "
وانصرف الأستاذ مغلقًا خلفه الباب ..

بقيت الفتاتان واقفتا منزلتا رأسيهما للأرض .. توجهت نحوهما الأستاذة [ نورة ] ، وقالت :
" ما اسمكا ؟ "
[ رانيــــا ] : " .. [ رانيــــا ] .. "
[ عبير ] : " وأنا [ عبير ] .. "
الأستاذة : " فكرتُ في أن أنقص كلاً منكما نقاطًا في السلوك على هذا الفِعل ..
إلاّ أنني سأتغاضى هذه المرة عن هذا الخطأ .. شريطة ألاّ يتكرر الأمر "

طأطأت الفتاتان رأسيما موافقتان على ما قالته المعلمة ..
أذِنت المعلمة لهما أن ينصرفا .. فانصرفتا ..


عادت [ عبير ] و [ رانيــــا ] إلى مقعديهما تجران معهما أذيال الحرج من هذا الموقف ،
ما إن وصلتا إلى مقعديهما ، حتى إنطلقت ضِحكة عرفتها [ عبير ] قبل أن تنظر حتى إلى مصدرها ..

أصدرت [ وصــــال ] تلك الضِحكة ، وبنظرة خبيثة نظرت إليهما ..
بدا الغضب واضِحًا على وجهه [ عبير ] ، هدّأت [ رانيــــا ] من إنفعالها وجلستا
إلى مقعديهما ..

أنزلت [ رانيــــا ] رأسها ، باديًا عليها الحزن الشديد .. وقالت محدثة نفسها :
" رائـــــــــع!بداية موفقة في يومي الأول .. إحراج في موقفين متتاليين .. كمـ أنا محظوظة ! "

أمـــــّا [ عبير ] .. فقد لمعت نيران الغضب في عينيها المخضرّتين جرّاء ضِحكة [ وصـــال ] ..
حدّثت نفسها .. قائلة :
" تغاضيتُ كثيرًا .. أمـــّا الآن ، فلا "













تترقب وتترقب ، تهزّ قدمها بتوتر ، تود فقط لو أن الحصة تنتهي ، حتى تُقبل على ملعمتها
تطلب منها السمــــاح .. هذا ما كان يجول داخل [ رانيــــا ] ..
دقيقة تلت الدقيقة ، ومعلومة تلت المعلومة .. شارفت حصة اللغة العربية للأستاذة [ منيرة ]
على الإنتهاء ، و [ رانيــــا ] تترقب نهايتها على أحرّ من الجمر ..


{ ترررررر~رررررن } هزّ صوت رنين جرس المدرسة جدرانها ، ليعلن بذلك نهاية الحصة السابعة ،
وبداية الحصة الثامنة والأخيرة ..
سارعت [ رانيــــا ] وقامت من على مقعدها .. التفتت نحوها [ عبير ] ..




[ عبير ] : " إلى أيــــن ؟ "
[ رانيـا ] : " إلى الأساذة [ منيرة ] .. "
[ عبير ] : " لمـَ ؟ "
[ رانيـا ] : " حسنٌ .. أنبني ضميري ، وودتُ لو أعتذر منها .... أتأتين معي ؟ "
[ عبير ] : " إذهبي وحدك .. ستردكِ خائبة ولا شك "
[ رانيـا ] : " ما سبب ثقتكِ أنها ستردني خائبة ؟ المحاولة خيرٌ من الجلوس بلا حِراك "
[ عبير ] : " لن أمنعك .. لو شئتِ فاذهبي "





لمـ تكترث [ رانيــــا ] لحديث [ عبير ] ، بل توجهت إلى معلمتها ، تلتمس منها العذر ..
تابعتها [ عبير ] بأبصارها ، منتظرة ابتعادها عن المقعد ..
" جيــــّد ، ابتعدت أخيرًا " رددت [ عبير ] هذه العبارة في داخلها ، وجّهت أبصارها نحو [ وســـامـ ] ..
نادت [ عبير ] [ وســــامًا ] بصوتٍ أشبه بالهمس ، ليلتفت هو نحوها ..




[ وســامـ ] : " ناديتني ؟ "
[ عبير ] : " بلــــــى .. وددتُ فقط لو .... "
[ وســــامـ ] : " مـــاذا ؟ "
[ عبير ] : " أشكركَ لما فعلته مع ابنة عمي "




صمتَ [ وســـامـ ] لوهلة يسترجع ما بذاكرته ، تذكر موقف الضفدع ..



[ وســــامـ ] مبتسمًا : " آه !! لا داعي للشكر .. ابنة عمك ؟! "
[ عبير ] : " أجـــل .. ! "



التفت [ أنــــس ] إلى [ عبير ] ,,



[ أنـــس ] : "اتضح الأمر الآن ! "
[ عبير ] : " أي أمر ؟ "
[ أنـــس ] : " الشبه الذي بينكما .. وجدنا الآن تفسيره "
[ عبير ] بضحكة خفيفة : " والدي ووالد [ رانيــــا ] توأمان ..
وكلٌ منّا تشبه أباها .. فلا تستغرب "
أكملت حديثها : " على كلِ .. أسعدني موقفكَ يا [ وســـامـ ] .. شكرًا لك "
أومأ [ وســـامـ ] برأسه : " لا شُكرَ على واجب "



أعادت [ عبير ] أبصارها باتجاه [ رانيــــا ] ، لترى يد المعلمة موضوعة على كتفها ، والمعملة تبتسمـ لها ..
استغربت [ عبير ] مما تراه ، فالأستاذة [ منيرة ] معروفة بصلابتها مع تلاميذها ، ولا مجال للتحدث معها .
خرجت المعلمة ، وعادت [ رانيــــا ] إلى مقعدها فرِحة سعيدة بما فعلته ..
جلست بجوار [ عبير ] ، وعلى وجهها تلك الإبتسامة الحلوة ..




[ رانيــــا ] مستهزئة : " ستردكِ خائبة ولا شك .. واضـــــحٌ جدًا ! "
[ عبير ] : " وما أدراني أن صلابتها تلك يمكن بإعتذارٍ أن تلين ؟ "
[ رانيــــا ] : " أخبرتكِ أن المحاولة خيرٌ من الجلوس بلا حِراك ، لكن .. عبثًا أحوال "





حركت [ عبير ] رأسها يمينًا ويسارًا تتأفأف من حديث [ رانيــــا ] ، قامت من مقعدها ، وتوجهت
صوب النافذة المفتوحة مسبقًا ، تبعتها ابنة عمها لتقف بجوارها ..













دامـ الصمت بينهما طويلاً ، الأول بقيت أبصاره صوب طاولته ، والآخر تارةً يلتفت نحوه ،
والتارة الأخرى نحو طاولته ..
[ أنــس ] و [ وســـامـ ] اللذان نشب بينهما الخلاف السابق أثناء الإستراحة ..
" لا بدّ من إرضائه " هكذا كان [ وســـامـ ] يردد في داخله ، لما أحسه من تأنيبٍ للضمير
بعد الذي جرى بينهما ..


رسمـ على وجهه شبه ابتسامة ، التفت صوب صديقه ، و شارع في حديثه ..




[ وســـامـ ] : " ابتهج يا صـــاحبي "




لمـ يرد [ أنــس ] بأي كلمة ، أغمض عينيه وتنهد ، ليثبت بذلك تجاهله التامـ لرفيقه ..
عاد [ وســـامـ ] وابتسمـ مجددًا ، اقترب من صديقه ، أمسك بيده اليمنى يد رفيقه ،
ليلتفت إليه [ أنـــس ] ..




[ وســــامـ ] : " أهنالك مجال للإعتذار ؟ "
[ أنـــس ] : " أن تتركني أواجه لومـ الشباب وحدي .. أنانية "
[ وســــامـ ] : " أخبرتكَ أنني كنتُ متعبًا ,, ألا يكفي هذا المسوغ ؟ "





صمت [ أنـــس ] ، نظر نحو صديقه ، ليجد أنه يبستمـ إليه بصدق .. أغمض عينيه ،
وضحك ضِحكة خفيفة غير مسموعة ، فتح عينيه وصوب أنظاره نحو [ وســــامـ ] ..




[ أنـــس ] : " إعتذراك مقبول .. لكن ويحك أن تكررها "
[ وســــامـ ] : " ألديكَ شكٌ في ذلك ؟ "
[ أنـــس ] : " مممممممـ ,, لا .. لا أظن .. "





ضحك الإثنان معًا ، كلٌ يقابل الذي أمامه .. ليُصلح الخلاف بينهما ..
















نظرت بعينيها نحو ساعة معصمها السوداء ، التي انعكست عليها أشعة السمش ..
انتقلت أنظارها إلى [ عبير ] .. وعلى وجهها علامات التساؤل ..




[ رانيــــا ] : " ألن ندرس هذه الحصة ؟ "
[ عبير ] : " صدّقيني .. ستشتاقين إلى الدروس "
[ رانيــــا ] : " لمـــاذا ؟ "
[ عبير ] : " كثرة الحصص الفارغة ستساهمـ في ذلك "
[ رانيــــا ] بتذمر : " وأنا التي أتحمس شوقًا للدراسة .. أقلتُ مسبقًا أنني محظوظة ؟ "
[ عبير ] : "بلــــى .. حتى حفظتها منكِ حِفظًا .. "






ضحكت [ رانيــــا ] من ردت [ عبير ] ، ضربت بلطفٍ رأس [ عبير ] وكلٌ منهما تضحك للأخرى ..
لتنعكس من خلالهما أبهى صور الصداقة ..


















تمامـ السادسة مساءً ، رنّ جرس المدرسة ليحين موعد إنصـــراف الطلاب إلى منازلهمـ ..


إنفصلت [ عبير ] عن [ رانيــــا ] لتذهب كلٌ منهما إلى منزلها ..
دخلت [ رانيــــا ] إلى دارها ، لتجد كلاً من والديها يجلس في غرفة المعيشة يترقبان مجيئها ،
ألقت التحية على والديها ، قبّلت رأسيهما ، صعِدت إلى غرفتها ، غيرت ثيابها ،
واستلقت مباشرةً على سريرها ..


" آآآه .. يومـٌ بديع قضيته .. الصدفة الغريبة ، شجار ، إحراجٌ مع الضفدع ، وجود [ علي ] ، وذاك
الموقف المحرج الأخير .. " .. قالتها [ رانيــــا ] تعدد ما حصل معها في يومها الأول ..


استقامت في جِلستها ، نظرت إلى الساعة الموضوعة قُرب سريرها ، لتجد أن موعد صلاة
المغرب قد حـــــان ,,


توجهت صوب مغسلة الحمامـ ، توضأت ، لبِسَت عباءتها ، فرشت سِجادتها ، وكبّرت مُعلِنة
بدء صلاتها ..
أنهت صلاتها ، عادت إلى غرفة المعيشة ، لتشارك والديها جلستهما ..









أرجو عدمـ الرد .. إلى أن أنتهي




 

  رد مع اقتباس