•••
لأول مرة خلال هذا العامـ الدراسي ، سارت عائدةً إلى منزلها بمفردهـــا ، انتابها إحساسٌ غريبٌ بعض
الشيء ، أهي التجربة الأولى بدون [ عبير ] ، أمـ إحساسها بالخوف مما ينتظرها ؟
رغمـ ذاك الجو الهادئ ، ظلّت تلك الأحاسيس الغريبة تزيد من إضطراب [ رانيــــا ] التي اضطرت للعودة
إلى منزلها بدون [ عبير ] ...
سارت فوق ذاك الرصيف بهودءٍ شديدٍ ، نظرت أمامها فإذا بها الإشارة المرورية للمشاة عند التقاطع ..
توقفت عن السير عند رؤيتها لتلك الإشارة ، قالت محدثة نفســــها :
" أوه لا ! ليس مجددًا ! " ...
جعلت تلتفت يمنة ويسرة تبحث عن طريقٍ آخر يقودها لمنزلها دون المرور
بذاك التقاطع .. التفتت والتفتت ، إلى أن عثرت على زُقاقٍ ضيّقٍ بعض الشيء ..
حالك الظلمة ، مع أن النهار ما زال في منتصفه ,,
نظرت من خلاله ، فإذا بها ترى الحيّ الذي تسكن فيه في آخر الزقاق ..
ابتسمت لتظهر عليها الثقة : " لا تسلمـ الجرة في كل مرة .. هذا الطريق أكثر اختصارًا وأمانًا !! "
قررت العبور من خلال ذاك الزقاق .. رغمـ الخوف الذي انتابها في أول وهلة ..
حزمت أمرها ، ودخلت الزقاق ..
تلك الرائحة الكريهة هي أول ما انتبهت عليه [ رانيــــا ] وهي في ذاك الزقاق المظلمـ ..
تابعت المسير .. فجأةً ، تعثرت قدمها إثر ارتطامها بشيءٍ ما ..
توقفت تمامًا عن الحركة ... نظرت إلى خلفها .. لترى أطفالاً صغارًا ، يرتدون ملابسًا رثّة متسخة ..
ذوي شعرٍ أشعث يظهر عليه الغبار رغمـ الظلمة الحالكة ..
بدوا في حالة يرثــــــى لها ، تقدّمـ أصغرهمـ نحو [ رانيــــا ] ..
رسمـ ابتسامة حلوة على وجهه الطفولي البريء المستخ بالتراب ، رفع راحة يديه صوب [ رانيــــا ] ..
لينطق بهذه الكلمات : " كســـــرة خبز .. أرجوكِ !" ..
صُعِقت [ رانيــــا ] لهذه الكلمات القليلة ، بذاك الصوت البريء العذب ..
فاضت عيناها المخضرّتان لما سمعته ، مسحت دموعها ..
فتحت حقيبتها ، بحثت فيها ، لتُخرج منها شطيرة مربىً صغيرةً كانت قد وضعتها في حقيبتها
لتأكلها في حالة أن انتابها الجوع .. قدّمت تلك الشطيرة إلى ذاك الطفل الصغير ,,
أخذها بسعادة كبيرة ، كمن قد امتلك لعبةً ثمينة ..
استدار إلى رفاقه ، أخذ تلك الشطيرة وشطرها نصفين ..
قدّمـ الشطر الأول إلى أربعة أطفالٍ وقفوا ينظرون إليه ، أخذوا منه ذاك النصف ، ليقسموه مجددًا
إلى عدّة أنصاف ..
عاد ذاك الصغير وشطر النصف الذي معه إلى عدّة أنصافٍ ، وقدمها إلى طفلين كانا معه ..
كسرة خبزٍ صغيرة .. هذا ما نال عليه هؤلاء الأطفال من تلك الشطيرة التي قّدمتها [ رانيــــا ] لهمـ ..
ظهرت عليهمـ السعادة ، بعد أن أكل كلٌ منهمـ كسرته .. التفتت ذاك الصغير إلى [ رانيــــا ] ..
وببراءة كبيرة قال لها : " شطيرتكِ لذيذةٌ .. آنستي ! "
وضعت [ رانيــــا ] يدها على فمها تحاول أن تكتمـ بكاءها بعد الذي شاهدته عيناها ..
أزاحت يدها ، ابتسمت في وجه ذاك الصغير .. وضعت يدها على كتف الصغير ,,
[ رانيــــا ] : " ما اسمكَ حبيبي ؟ "
الصغير مبتسمًا : " [ فــارس ] "
[ رانيــــا ] : " الله ! .. اسمكَ جميل !! "
زادت دموع [ رانيــــا ] في عينيها .. توالت العبارات في ذهنها ..
فرساننا ؟ ينتهي بهمـ المطاف في الأزقة العفنة ؟
نهضت [ رانيــــا ] من عِند الصغير .. التفتت حولها ، لتجد أن مياه الصرف الصحي قد
طبعت أثرهـــا في ذاك الزقاق .. مخلّفةً تلك الرائحة الكريهة ..
نظرت صوب الأطفـــــال ، سألتهمـ قائلة : " تعيشون هنـــــــا ؟ "
أجــــاب [ فارس ] : " هذا منزلنا آنستي "
لفت انتباه [ رانيــــا ] وجود كومةٍ كبيرةٍ من النفايات في إحدى زوايا ذاك الزقاق ..
نظرت إلى [ فارس ] .. لتقول : " [ فارس ] .. أين آباؤكمـ ؟ "
بدا الحزن على محيــــا [ فارس ] ,, حرّك رأسه يمنةً ويسرةً كمن يجهل معنى الوالدين ..
زاد الحزن لدى [ رانيــــا ] .. إلاّ أنها حاولت إخفاء ذاك الحزن حتى لا يراه الأطفـــــال ..
إنحنت إلى [ فارس ] ، جعلت تحرك يدها البيضاء الناعمة على شعره الأشقر الناعمـ ..
لتتخلل تلك الشعيرات الصفراء أصابع يدهــــا بخفةٍ وسلاسة ..
اقتربت من الصغير ، لتقبّل خده الصغير المحمر بحنانٍ كبير ..
نهضت [ رانيــــا ] من مكانها ، ليضع [ فارس ] يده على خدّه متفاجئًا من تلك القبلة ..
تمتمـ قائلاً بصوتٍ أشبه بالهمس : " لطيـــــــفة !! "
ابتعدت [ رانيــــا ] عن المكان قليلاً ، لوّحت للأطفال كمن تودعهمـ ، عائدة إلى منزلها ..
لوّح لها الأطفـــــال بسعادةٍ كبيرة .. معبّرين عن شكرهمـ لــــــ [ رانيــــا ] ..
انصرفت [ رانيــــا ] في طريقها تجتاز ذاك الزقاق المظلمـ ..
اجتازته بسلامـ ، إلاّ أنها تركت خلفهــــا أطفالاً كان نصيبهمـ لقب
{ أطفـــــــــــال النفايات } ~ ..
•••
وسط تلك الأنغامـ الناعمة الهادئة جلست ، جعلت تنظر إلى الشارع من خلال تلك النافذة الكبيرة ..
أرجعت ظهرها إلى الوراء ، لسترتخي قليلاً .. تقدمت نحوهـــا تلك النادلة ، وضعت أمامها صحنًا
متوسط الحجمـ به قطع اللحمـ مع المرق ، وصحنًا آخر به سلطة منوّعة ..
انصرفت المنادلة من عِند [ صــــــوفي ] لتتركهــــا تنظر إلى الصحنين الموضوعين أمامها ..
طالت المدة التي استغرقتها [ صــــوفي ] تنظر إلى الصحنين ، أخذت الشوكة التي وُضِعت على يسار
صحن اللحمـ ، وجعلت تقلّب بها شرائح اللحمـ الذي أمامها ..
ألقت الشوكة بعيدًا عنها ، باديًا وجهها الضيق الشديد ، وضعت يدها في جيبها ، وأخرجت منه هاتفها ..
اختارت رقمـ هاتف والدهـــا الخلوي .. وبدأتِ الإتصــــال ..
انتظرت وانتظرت ، إلاّ أن والدها لمـ يجب ، طال الرنين ، فلمـ يجبها أحدٌ البتّة ..
ملّت الإنتظـــار ، لتنهي الإتصـــــال ..
نهضت من مكانها ، تركت بعض النقود على الطاولة ، وخرجت من المطعمـ تاركةً صحنيها كما
وُضعا أمامها ..
في ذاك الرصيف باتت التسير ، بلا أية وجهة .. تسير فحسب ..
استوقفتها قطة صغيرة ذات فراءٍ لأبيض تخللته البقع البنية ، أخذت تلك القطة تتمايل عِند قدمـ [ صــوفي ] ..
ابتسمت لها [ صـــوفي ] ، انحنت إليها ، أخذت تداعب القطة الصغيرة بيدها بلطفٍ شديدٍ ..
إلى أن نتجت بينهما محبةٌ كبيرةٌ ..
[ صـــوفي ] : " ما اسمكِ يا حلوة ؟ "
أخذت القطة تموء مغمضة عينيها ، تظهر السعادة عليها ..
[ صـــوفي ] : " ليس لكِ اسمـ ! طيب .. ما رأيكِ بـــــ [ سوسو ]؟ اسمـٌ جميل ! "
أومأت القطة رأسها أعلى وأسفل ، كمن يجيبها بالإيجاب ..
[ صــوفي ] مبتسمة : " [ سوسو ] .. أنا أُدعـــى [ صفـــاء ] ,, تشرفتُ بمعرفتكِ أيتها الحلوة "
بدا أن القطة قد انتبهت لشيءٍ ما ، مما دعاها تلتفت للخلف ..
نظرت إليها [ صـــوفي ] ، لتوجّه أبصارها إلى حيث تنظر القطة ..
رأت فتاةً صغيرةً تلوّح للقطة الصغيرة .. بدا أن القطة قد عرفت تلك الطفلة ..
لتتجه صوبها ,,
ابتسمت [ صـــوفي ] وهي ترى ذاك المشهد الجميل ، الذي جمع الطفلة والقطة سويًا ..
انقلبت تلك الضحكة ، إلى حزنٍ في وجهها ..
" الأحضـــان الدافئة .. أبعدها عنّا عمله المتواصل " .. وبهذه الكلمات تمتمت ..
•••
تمامـ الواحدة بعد الزوال .. موعد عودة التلاميذ إلى الثانوية ..
توالى دخول تلاميذ صف [ رانيــــا ] الواحد تلوَ الآخر ..
جلست كلٌ من [ عبير ] و [ وصـــال ] - اللتان قضتا فترة الظهر في القسمـ - في مكانها تنتظر قدومـ
شريكتها في المقعد ..
أسرعت [ رانيــــا ] وهي تصعد الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني ..
مرّت من أحد الاقسامـ ، إلاّ أنها سرعان ما توقفت ..
إذ أنها لمحت أحدًا ما تعرفه ,, عادت للوراء ، ونظرت خِلسة إلى ذاك القسمـ ..
لمـ يخب ظنّها ، فتلك التي رأتها [ رانيــــا ] هي ذاتها التي تعرفهـــا ,,
فتاةٌ تجلس على كرسيٍ متحركٍ أسود اللون .. تدير ظهرها لباب القسمـ ، تنظر باتجاه النافذة ..
لمحت [ رانيــــا ] أنها ترتدي حجابًا أسودًا تخلله اللون الرمادي ..
رددت [ رانيــــا ] تحدث نفسها : " أوه لا ! لا أصدق !! هي أيضًا هنـــا ؟! "
بدا أن [ رانيــــا ] تترقب أن تستدير تلك الفتاة ، لتتعرف على وجهها ، ولتتأكد شكوكها ..
لمـ تنتظر [ رانيــــا ] مطوّلاً .. فقد مالت الفتاة قليلاً بكرسيها إلى جهة اليسار .. ليظهر
جانب وجهها الأيسر لــــ [ رانيــــا ] ..
" [ هـــــبة ] !! " رددت [ رانيــــا ] هذا الاسمـ بعد رؤيتها لتلك الفتاة ..
أرادت الدخول إلى القسمـ حتى تقابل تلك الفتاة ... إلاّ أن [ عليـــــًا ] قد أوقفها بقدومه نحو الفتاة ..
لمـ ترد [ رانيــــا ] أن يراها [ علي ] .. لذا فقد فضّلت أن تبقى في مكانها بعيدةً لا يراها ..
ظلّت تنظر إليهمــــا ... وهي تقول :
" وبنفـــــس القسمـ أيضًا ؟! "
ابتعدت عن باب ذاك القسمـ ، همّت بالذهاب إلى قسمها ، مبتعدة عن القسمـ الذي به
ابن خالتها ، لمـ تصدق أنها هنــا ، فمنذ السنة الكاملة لمـ ترها ,,
ما علمته فقط .. أنها تدرس مع [ عليٍ ] بالقسمـ ذاته ..
كان ذاك الممر شبه خاوٍ ، إذ أن التلاميذ باتوا يتجهون إلى أقسامهمـ ، وهي بدورها اتجهت إلى قسمها ,,
قرب الباب ، سمعت صـــرخةً مدوية من أحدهمـ ، أفزعتها ، من قسمها أتت تلك الصرخة ، ليزداد الخوف الذي
اجتاحها ..
دخلت القسمـ بسرعةٍ ، لتجد أن التلاميذ قد تجمهروا حول مقاعدها هي وابنة عمّها ..
اقتربت قليلاً من الحضور ، لمحت بينهمـ شابًا ضخمـ الجثة ، غليظ الملامح ، يحمل في يده اليمنى عصًا خشبية
وُضِعت بها مساميرٌ حديدية مثنية أعلى تلك العصا ، استغربت [ رانيــــا ] لذا رؤيتها لذاك الشاب ، فهذه المرة
الأولى التي تراه بها في هذا القسمـ ..
لمـ تستطع التعرف على الذي يقابله ، إذ أنه كان يدير ظهره لها ، بحثت عن [ عبير ] خشيت أن تكون هي طرفًا
في ذاك الشجار ، إلاّ أن خوفها ذاك سرعان ما تبدد لذا رؤيتها لها تقف على بُعدِ خطواتٍ من الذي يقابل
ضخمـ الجثة ذاك .. اتجهت نحوها ، لتســــــألها ...
[ رانيــــا ] : ” [ عبير ] ! ما الأمر ؟ ”
[ عبير ] : ” يتشــــاجران ... ”
[ رانيــــا ] : ” من همــــا ؟ ”
[ عبير ] : ” [ عبــد الصمد ] و .... [ وســــامـ ] ”
[ رانيــــا ] مندهشة : ” [ وســـامـ ] ؟! ”
أومأت [ عبير ] برأسها إيجابًا ، بينما اتسعت عينا [ رانيــــا ] بعد إيماء [ عبير ] ..
نظرت إليه ، بالفعـــل إنه [ وســـامـ ] ، فذاك الشعر الأسود ليس غريبًا عنها ،
كما أن ذراعه مضمّدة بعد ذاك الحادث المروري ..
تذكرت ذراعه .. نظرت إلى [ عبير ] ..
[ رانيــــا ] : ” هيي مهلاً .. أيتشاجر وذراعه مصابة ؟ ”
[ عبير ] : ” ليس بيدنا إلاّ المشاهدة فقط ! ”
[ رانيــــا ] : ” محض المشاهدة ؟! ”
[ عبير ] : ” ألديكِ حلٌ آخر ؟ ”
صمتت [ رانيــــا ] ، إلاّ أنها كانت تحدث نفسها قلقة خائفة :
” مستحيـــــــــل ! المشاهدة وحدها لن تفيدني ”
منتصب القامة وقف ، مقطّبًا حاجبيه ، باديًا عليه الغضب الشديد ..
من جهةٍ أخـــرى ، وقف ضخمـ الجثة ذاك يبتسمـ بثقةٍ كبيرة ، يضرب بخفةٍ عصاه الخشبية
في راحة يده اليسرى ..
تقدّمـ [ أنـــس ] نحو [ وســـامـ ] ، بدا أنه قلقٌ بعض الشيء ..
[ أنــس ] : ” [ وســـامـ ] ، أرجوك .. لا داعي للشجار ”
[ وســـامـ ] : ” لمـ أقترب منه ، رأيتَ لتوكَ ما فعله .. ”
[ انــس ] : ” وكأنني لا أعرفه ! لا أنكر أنني رأيتُ ما فعله ، إلاّ أن شجاركما لن يزيد الأمر إلاّ سوءًا ”
لمـ ينطق [ وســامـ ] بكلمة واحدة ، نظر إلى عيني صديقه ، فإذا به بالفعل قلقٌ عليه ..
أغمض عينيه ، عضّ شفتيه ، بدا لـــ [ أنــس ] أن صديقه غاضبٌ لأبعد حد ..
ردد [ أنــس ] : ” أرجـــوك .. أنهي الأمر بسلامـ ”
أحكمـ [ وســـامـ ] قبضة يده ، بدا أنه يستدير إلى الخلف ، قاصدًا العودة إلى مقعده ..
انتبه إليه [ عبــد الصمد ] ، لمـ يعجبه رد فِعل [ وســامـ ] الأخير ..
ردد بسـخرية : ” ما لمـ أعلمه عنكَ أنك تخشى مواجهتي ! ”
لمـ يكترث [ وســامـ ] لأمره ، بل أنه لمـ يستدر حتى .. وقف أمامـ مقعده ، لمح فتاتين تقفان على بُعدِ
خطواتٍ قليلةٍ عنه ، التفت إليهما ، فإذا بهما [ رانيــــا ] و [ عبير ] ..
قرأ الخوف على عينيها حينما أمسكتها ابنة عمّها من كتفها ، أزاحت أبصارها عنه ، ليلتف هو إلى
مقعده مجددًا ..
لاحظ [ عبـــد الصمد ] النظرة التي وجهها [ وســامـ ] إلى [ رانيــــا ] ..
تقدّمـ إلى الفتاتين خلف [ وســامـ ] ، تقدّمـ باتجاه [ رانيــــا ] .. نظر إلى عينيها ، بابتسامة تعلوه ..
فزعت [ رانيــــا ] من تلك النظرة ، اتسعت عيناها خوفًا وهما تقابلان عيناه ..
أمسكَ تلك العصا بيده اليسرى ، وباليمنى أراد الإمساك بيد [ رانيــــا ] ..
انتبه [ وســامـ ] لما يريد فعله ، أمسك [ عبـــد الصمد ] يدها .. وسط الخوف الذي تملّكها ..
أسرع [ وســامـ ] وأمسك ذراعه بقوة ، ليتألمـ هو من شدة إحكامه عليها ..
نظر [ وســـامـ ] إليه بغضبٍ ..
ردد بصوتٍ هادئٍ : ” مشكلتكَ معي .. فلا تقحمـ الفتيات فيها ”
ارتبك [ عبــد الصمد ] .. اتسعت عيناه .. تصبب منه العرق ..
[ وســـامـ ] ملمّحًا : ” يدهــــا ”
أفلت [ عبـــد الصمد ] يد [ رانيــــا ] .. وسط دهشتها التي امتزجت بالخوف ..
وقتها دخلت [ صـــوفي ] إلى القسمـ , لتُفاجئ بالتجمهر الذي كان واضحًا بالقسمـ ..
اقتربت قليلاً بالقرب من الفتاتين ، لتجد [ وســـامـ ] يمسك بذراع [ عبــد الصمد ] ،
فهمت أن شجارًا ما قد نشب بينهما ..
تراجع [ عبـــد الصمد ] إلى الخلف قليلاً ، بعد أن أفلت [ وســامـ ] ذراعه ..
أحكمـ قبضته على العصا التي في يسراه ..
تراجع إلى الخلـــف ، بدا الغضب واضحًا على وجهه الغليظ ..
رفع يده التي تحمل العصـــا الخشبية ، كمن ينقض على [ وســـامـ ] ..
هجمـ عليه .. !
صرخـــــــــــتِ الفتيات صرخة مدوية ، أغمضت [ رانيــــا ] عينيها ., وهي تردد :
" ربي استر "