من حب الوطن مناصحة ولي الأمر سراً ولا جهراً عن عياض بن غنم رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبديه علانية ، وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه " حديث صحيح أخرجه ابن أبي عاصم . أخواتي ، التناصح شيء جميل حثنا عليه ديننا الحنيف ، والأجمل من ذلك أن يكون النصح في السر ، وبالقول الطيب الجميل لا في الجهر والعلن ، وبالقول الخبيث والبذيء ، ويتأكد ذلك مع ولاة الأمر .. فمن رأى في ولي أمره خطأ من الأخطاء فعليه بمنصاحته إذا استطاع ذلك ، وليكن النصح بكلام طيب سراً لا علانية ، كما بينَّ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف ، لقوله : " فلا يبده علانيه وليأخذ بيده " . فيجب أن نتبع السنة في مناصحة ولي الأمر ، ولا نجاهر ونشهر بأخطاء ولي الأمر على المنابر ، وفي الصحف ، والمجلات ، وأمام كلّ الناس ، لأن بذلك تتولد الشحناء ، والحقد على ولي الأمر ، وهذا السبب كبير لتحريض الناس عليه ، ومن ثم الخروج عليه ، وعدم السمع والطاعة له ، وهذا أمر محرم ، والذي يفعله خطأ ، وهو غير محب بالسنة بل محب للفتنة والفوضى .. فعلينا يا أخواتي ، أن لا نجاهر بالنصح لولي الأمر بل نناصحه إن استطعنا في السر ، والكلام الطيب ، والقول الحسن . من حب الوطن عدم الخروج على ولي الوطن لا بالقول ولا بالفعل وعدم نزع يد الطاعة منه عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره الذي يأتي من معصية الله ولا ينزع يداً من الطاعة " أخرجه مسلم في صحيحه . أخواتي ، يأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف بعدم الخروج على ولي الأمر، ونزع يد الطاعة منه ، وإن رأينا منه ما رأينا من تقصير ، لأن بالخروج عليه تعم الفوضى ، وينتشر الفساد ، وتسفك الدماء .. والخروج على ولي الأمر يكون بالقول ، و الفعل ، لا بالفعل فقط ، والخروج بالقول يكون بتحريض الناس عليه ، ودفعهم بالخروج إليه ، وهذا أعظم من الخروج بالفعل ، فلابد أن نحذر بذلك ، ولا نسمع لمن يحرضنا عليه ، ويدعونا إلى القيام بالمحاضرات ، والمسيرات ، والإعتصامات ، لأن ذلك ليس من السنة ، ولا من يفعله من السنة ، فعلينا أن نبتعد عنه . وإننا مهما رأينا من ولي أمرنا من التقصير فلا نخرج عليه ، بل علينا بالصبر ، لأنّ في بقائه مع ماهو عليه مصلحة للبلاد والعباد ، وفي الخروج عليه مفسدة للبلاد والعباد .. فعلينا يا أخواتي ، عدم الخروج على ولي الأمر لا بالقول ، ولا بالفعل ، وعدم نزع يد الطاعة منه .