الموضوع: :: my new family ::
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-09-2010, 09:38 PM   #2

بحر الصمت
بنوتة new

 
    حالة الإتصال : بحر الصمت غير متصلة
    رقم العضوية : 64865
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    المشاركات : 17
    بمعدل : 0.00 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : بحر الصمت is on a distinguished road
    التقييم : 10
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 874
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور بحر الصمت عرض مواضيع بحر الصمت عرض ردود بحر الصمت
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

( بعد الظهر _ فترة العصر )


( الساعة الرابعة )


( الموقع _ غرفة المعيشة )


أقبل وهو يتثاءب ممسكاً بيديه بعض كتبه ودفاتره...


فتلمحهُ ناتالي التي جالسةٌ حول الطاولة وبجانبها جوليا...لتسأله:


هل ستدرسُ هنا ؟!


جلس في الجهة الأخرى من الطاولة..مقابلاً لهما..أجاب وهو يحكُ رأسه


ويبدو عليه الضجر والملل:


كـلا....


جوليا:ستنفذ واجباتك المنزلية ؟


شارل:نعم...من فضلكما لا أريد أي إزعاج...


فتحت ناتالي فوهها وتوسعت عيناها...ردت جوليا:


عن نفسي لن أسبب لكَ الإزعاج..فخذ راحتك..


( وتبتسم له..ويردُ لها الإبتسام )



::



وقفت سريعاً قائلة بنفي:


هذا ليس المكان المناسب لتحل واجباتك فيه...


شارل:وأظنهُ ليسَ مناسباً..لتحضري جميع أشياءك من أقلام وألوان


ودفاتر رسومات..وتبعثريها بهذا الشكل الفوضوي عالطاولة...


ماذا سيقول لو زارنا أحد في هذه اللحظة ؟!


ناتالي:هل هذا يزعجكَ حقاً..اذهب إلى غرفتك...


( لفَ وجههُ متجاهلها...لتكمل قائلة ):


أنا وجولياسبقناك...نحنُ دائماً نجلس هنا سويةً ونفعل ما نريد...


شارل:لكن جوليا لم تعترض (فيلتفتَ لها): صحيح ؟


اكتفت بإيماء رأسها بنعم...


وعندما أرادت ناتالي قول شيء..يقاطعها سريعاً:


وقبل أن تزعجي نفسك بخلق مبررات...أنا في بيتي القديم معتادٌ على


الدراسة وحل الواجبات خارج غرفتي...وهنا...سأطبق نفس ماكنتُ أطبقهُ


هناك...وانتهى الأمر...ولا أريدُ أية إعتراض...


أنا أكبرُ منك..يجب أن تسمعي كلامي..وتطيعيني حتى أحسن


التصرف معك..


والآن اجلسي وتابعي تلوينك بهدوء...


( وباشرَ بفتح كتبه...بينما اغتظت ناتالي ونظرت لـ جوليا التي لم تبدي اعتراضاً..فأخذت تصرخُ في أعماقها...


تكتمُ غضبها...وتضربُ بقدمها على الأرض...



::



( بعد لحظات )


دششششششش


صوت صدرَ من الخارج !! بدا الصوت قريبٌ من الغرفة التي هم بها...


شارل:ما هذا الصوت ؟ يبدو وكأن شخصٌ ما سقطَ على الأرض وسط أعشاب ؟!


تردُ ناتالي وعيناها على دفتر التلوين:


نعم...فهذا وقتُ زيارتها لنا الآن...


نظرَ لها متسائلاً: من ؟!


ترفعَ عينيها لتنظرا في عينيه: ابنة جارنا...إيفا...


( تصدرُ ضحكةً خفيفة فتكمل ):


إنها غريبةٌ بعض الشيء..لا أدري لماذا تتعنى بالمجيء إلى هنا..لكنها


تتصرف وكأنها في بيتها الثاني تماماً...


تخيل ماذا تفعل ؟


تخرج من نافذة غرفتها لتأتي إلي بيتنا عبر غصن شجرة...!!!


شارل مندهشاً: شجرة !!!


ناتالي:نعم...هناك شجرةٌ كبيرة تقع بين بيتنا وبيتهم...وهي دائماً تأتي


عبر تلكَ الشجرة...تقدسها كثيراً


( فتخفي ضحكها )


شارل بنبرة جدية: كفاك ضحكاً..لقد سمعتُ للتو صوت ارتطام...


لا شكَ أنها سقطت على الأرض...



::



نهضَ من مكانه على الفور..وهرع للنافذة وفتحها..ليلمحها بالفعل


ساقطة وسط الحشائش...


أسرعَ إليها قافزاً من النافذة...لتنذهلا جوليا و ناتالي...


وتتبعانه هما الأخرتان...!



::



وضعَ يديه تحتَ رأسها ورفعها قليلاً...


بينما هي تهذي بلا وعي:


آه....آه....إنني أرى الكواكبَ والنجوم... تحومُ حولي...آه...


ناتالي: إيفاااااااا...أفيقيييييييييي...


( قالتها بصوت عال عند أذنها...أعادتها لوعيها )



::




تقع عيناها على شارل الذي خلفها..ممسكاً بها من رأسها..


ينظرُ لها بقلق...همسَ قائلاً:


هل تأذيتي ؟ جُرح خدك...وأخذ ينزف...يجب أن نضمده قبل أن يتجرثم...


احمرت وجنتاها..واشتدت نبضات قلبها..


ارتسمت على شفتيها ابتسامةً عريضة..وصاحت بعينين متلألئتين:


فارسُ أحلامي...أتى لينقذني...


شارل:ماذا ؟!!


جوليا و ناتالي:فارسَ أحلامك !!!



::



( في داخل المنزل )


_تحديداً_


( في غرفة المعيشة )


وضعَ لاصقَ جروح على خدها بعد أن قام بتعقيمها..وقال:


ها قد انتهينا...


كانتإ يفا تحدقُ لهُ بإعجاب...


رفعت يدها لا شعورياً ووضعتها على خدها لتشعرَ بالفرق بين لمستهُ


الدافئة ولمستها...فتهمسُ بين نفسها..وقد بدا عليها الشرود:


وااااو...


ما أروعه...لقد داواني أيضاً...


( فترفعُ صوتها..وتقول بكل حماس )


إذا كان السقوط من أعلى تلكَ الشجرة تجلبَ لي الحظ..كما جلبتكَ


لي...سأسقطُ كل يوم...لأرى ماذا ستجلبُ لي أيضاً...؟!


شارل و ناتالي و جوليا:؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



::



شدتها ناتالي من أذنها وقالت:


يبدو أن عقلك قد حصلَ به بعض الأرتجاج أثناء سقوطك...!


الذي يجلسُ أمامك الآن...هو....


قطعتها إيفا سريعاً: فارسُ أحلامي...( وتتنهد )


صرخت في أذنها ثانيةً:


إنهُ أخي...ويدعى شارل...


لم تبدي ردة فعل...فقط ضمت كلتا يديها لبعض وقالت بحنيه:


شارل...اسمٌ جميل...


تصنعَ لها شارل الابتسام...


وأبدت ناتالي انزعاجها وغيرتها


أخفت جوليا ضحكها وقالت:


شارل...واضحٌ بأن لديكَ معجبة...


قال بعدم اهتمام:


هذا ما كان ينقصني...سأترككم الآن...


نهضَ من مكانه وعاد إلى الطاولة ليكمل واجباته المدرسية...



::



( الساعة الرابعة والنصف )


كانتا تلعبان البلاي ستيشن بكل شغف...متحمستان لأبعد حد...


لدرجة أنهما أخذتا تصيحان بأعلى صوتيها في كل لحظة...


غير مباليتان بمن حولهما...


وكأنهما في حلبة مصارعة...!



::



جوليا معتادة على الوضع..أو بما يسمى


( الروتين اليومي )


كانت تتصرف بعدم وجودهما...غارقة في عالمها الخاص...


وجروها بيرو يحومُ حولها...


أماشارل...فهو الشخص الوحيد الذي يعاني...جالسٌ على أعصابه...


منزعجاً من الفتاتين...


يكادُ رأسهُ ينفجر من الضجة...


يصيحُ عليهما كل دقيقة بأن تلعبان بهدوء...لكن...


لا حياة لمن تنادي...


لم يستطع تحمل الوضع أكثر من ذلك...فانهارت أعصابه كلياً...



::



استشعرت جوليا بغضبه..فظهرَ عرق على جبينها...


ومما زادَ من فزعها...


بأنهُ كسرَ قلم الرصاص الذي بيده...ليقبضَ يدهُ بشدة...


نهضَ من مكانه مشتعلاً غضباً...


توجه ناحية التلفاز..ولم تنتبها له لاندماجهما باللعب والصياح...


وفجــأة...


قطعَ عليهما حماستهما بفصل السلك الموصل...لتقفَ إيفا قائلة:


أحمق...ما الذي فعلته ؟


وتتبعها ناتالي بالتوبيخ: ما هذا التصرف الغير اللائق ؟!


أشارَ بإصبعه لنفسه قائلاً:


أنا تصرفي غير لائق...!!!


( ضحكَ ساخراً..فأكمل )


لن أتعبَ نفسي بالكلام مع طفلتين مزعجتين....


( توسعتا حدقتا عيناهما وكزتا على شفتيهما )


شارل:أعصابي منهارة بسببكما..لا أستطيعُ التركيز...تتصرفان وكأنكما


صبيان...! يا للهول...!


ناتالي:ماذا تريدُ منا ؟ اذهب إلى غرفتك وأغلق على نفسك إذا كنتَ


تريدُ الهدوء...لأنكَ لن تحصلهُ هنا...ودعنا وشأننا...


إيفا:نعم...( وتكتف ذراعيها )


وضعَ يديه على رأسه وصرخ:


لااااااااااااااا....سأفقدُ عقلي إذا بقيتما هنا ثانيةً....


مد يديه عليهما وشدهما من ملابسهما من الخلف...وأخرجاهما من الغرفة


وتوجهَ بهما ناحية الباب الرئيسي..فتحه ودفعهما إلى الخارج بكل قوته...


حتى سقطتا على الأرض...


قال بغضب: تريدان اللعب بكل حرية...العبا خارج البيت وليسَ في الداخل...


فأغلقَ الباب من بعده وأقفله...بالقفل المتحرك...



::



مسكت المقبض وأخذت تحاول فتحه مع أن لا جدوى من ما تفعله...


ناتالي:شارل...هذا ليسَ عدلاً...افتح الباب نحنُ نريدُ التلفاز...


افتح....افتح....


مدت إيفا يدها لتمسكَ ناتالي من كتفها...فتلتفتُ لها...


لتجدها تنظرُ إليها بمكر..


وتشرُ بإبهامها للاتجاه الآخر...أي تدخلان من نافذة الغرفة...


فتبتسمُ هي الأخرى..وتصدر ضحكةً خفيفة...



::



كــراااااااااااااااااااح


أبعدت يديها بحركة سريعة وهي تصرخُ بفزع:


هيييي...هل أنتَ مجنون ؟


كدت تؤذي أصابعَ يدي...


ومن الداخل..بعد أن أغلقَ شارل النافذة وأقفله..حركَ إصبعهما نافياً دخولهما..


وعاد للطاولة...


التصقت ناتالي بالنافذة وقد أبدت استسلامها قائلة:


أنا أستسلمُ شارل...سأكون مطيعة...لكن أدخلني أولاً أرجوك...


لا أريدُ البقاء في الخارج...


( فصمتت )


إيفا:أين المشكلة لو بقينا في الخارج يا ناتالي...؟


على العكس لن يحدنا أحد على فعل أي شيء...



::



نظرت إليها لتجدها لا تزالُ تحدق على النافذة...!


فألقت هي الأخرى نظرة خاطفة للداخل لترى شارل كيف يعاملُ جولياب كل لطف


وحنان...وعندما أعادت ناظريها لـ ناتالي...


رأت الحزن باد على وجهها...لتشعرَ بالحزن اتجاهها...


أخرجت ناتالي تنهيدة الصدر...هدأت فجأة...وإيفا غيرُ مصدقةً لما يحدثُ


لها الآن...



::



جلست ناتالي على الأرض لتصبح النافذة فوق رأسها...


وأخذت تنتفُ بالزرع الذي بجانبها...


انحنت إيفا لمستواها...وأعادت شعرها الكستنائي القصير خلف أذنها..


وأردفت قائلة:


أفهم ما تشعرين به...أنت تريدينهُ أن يحبك...؟


أومأت برأسها بنعم...


وضعت إيفا يدها تحت ذقنها..وأخذت تفكر...ليخطرَ على بالها سريعاً حلاً


لها...فتقول: وجدتها...


التفتت لها ناتالي بكل شغف: ما هو ؟؟


إيفا:أولاً وقبل كل شيء..كوني مطيعة أي...أي شيء يطلبهُ منك نفذيه


على الفور


قاطعتها قائلة: كالذي طلبهُ منا قبل قليل..لكننا تجاهلناه..؟!

إيفا:نعم نعم...




ناتالي:هذا كلهُ بسببك...!!


إيفا:ماذا..بسببي أنا ؟!! حسناً يا سنيوريتا...سأتركك في حيرتك...


( أدرات لها ظهرها..ولم تعرها اهتماماً )


ناتالي:أوه...إيفا...ليسَ أنت أيضاً..حسناً آسفة أنا المخطئة...أخبريني


ماذا بعد ؟؟


أجابت وهي تهزُ كتفيها: لا شيء مهم يذكر...افعلي ما يرضيه فقط...!


ناتالي:هكذا إذاً...



::



وفجــأة...ظهرَ لهماشارل..فقال:


سأعيدكما للداخل...!!


نهضت ناتالي من على الأرض بسرعة: حقاً ما تقول ؟!


إيفا_(تبتسمُ بمكر)_ كنتُ أعرف بأن ضميرك سيؤنبك...


عبس شارل في وجهها..وأردف:


مخطئة...سأدخلكما لأجل جوليا فقط لأنها تريدكما بجانبها...وأنا أشفقتُ عليها


بينما أنتما لم تعبرانها أساساً...


قطبت كلاهما حاجباهما وقالتا بصوت واحد:جوليا...!!



::



لا تزالُ واقفة خلف الباب رغم أنهُ قد سمحَ لها بالدخول...!


إيفاب ملل: إلى متى ستظلين واقفة هنا ؟؟ لقد مللتُ من تصرفك الغريب؟


التفت لها سريعاً..وعيناها كلها ترجي في أن تساعدها لتكسب رضا أخيها


فتقول:إيفا...طلبتك فلا ترديني خائبة...


أنت لك أشقاء يكبرونك..وتعلمين بالتأكيد كيف تكسبين رضاهم...


أخبريني...ماذا يجبُ علي أن أفعلَ بالضبط ؟؟


إيفا:لقد أخبرتك قبل قليل..!! يا إلهي ماذا جرى لعقلك..؟


فتعودُ تنظرُ إلى شارل و جوليا لتراهما كيف منسجمان مع بعضهما...؟


رغم اختلاف السن...!


ناتالي:أريدُ أن أكون مثلُ جوليا...


إيفا:جوليا رقيقةٌ جداً عكسنا نحنُ الإثنتان...وهي مهذبة لأبعد حد...


وهذا ما أعجبَ شارل بها...


ناتالي:سأكونُ نسخةٌ منها...


تمسكها إيفا من كتفيها وتلفها عليها قائلة:


يا غبية...لا تكوني نسخةٌ من غيرك...بل يجبُ أن تصنعي من نفسك


النسخة الأولى...فهمتي..؟


أومأت برأسها...


فكرتإ يفا لتساعدَ ناتالي....وما هي إلا ثوان حتى تقول:


وجدتها...!


ناتالي:ماذا...؟


إيفا:قدمي لهُ شيئاً يشربه ويتناوله...وبكل تأكيد سيكون ممتناً لك...


لقد جربتها مراراً مع إخوتي...ولقيتُ منهم معاملةً طيبة...


ناتالي:نعم...كيف غاب هذا عن بالي...؟! سأقدمُ لهُ شيئاً خفيفاً ولذيذاً


في نفس الوقت...مع كوب عصير طازج...


إيفا:أجل هذا هو المطلوب...


( فتغمزُ لها )


وأخذت ناتالي تصفقُ لنفسها بحرارة...



::



أسرعت إلى مقصدها...ودخلت إيفا إلى غرفة المعيشة...


تتنصعُ الهدوء في خطواتها...


إلى أن وصلت لعندهما على الطاولة...


جلست بجوار جوليا...تنظرُ لها متصنعة الابتسام...ثم نظرت لـ شارل وأخذت


ترمشُ بعينيها...! وتظاهرت بالخجل...


شعر شارل بشيء غريب يحصلُ أمامه...أحسَ بحركتها الصامتة...!


رفعَ رأسه ليجدها ترمش وترمش دون توقف...فيقول:


كفي عن هذا...انك تشتتين انتباهي...


إيفا:أوه...آسفة...لم أقصد...


( فابتسمت له )



::



بعد دقائق ليست بالكثير...


دخلت حاملةً بين يديها صينية صغيرة بها كأسُ عصير توت طازج...


وصحنُ كعك...مشت على مهل...


اشتم بيرو جرو جوليا رائحة الكعك فهرع إليها مسرعاً...وأخذ ينبح وهو


يحومُ حولها...يريدُ منها بأن تعطيه شيئاً من ما تحمله...


إلا أن بيرو قد شتت انتباهها لتتعثرَ قدمها...وتسقطُ ما في الصينية على


كتب ودفاتر شارل..من العصير والكعك...


وينكسرَ زجاج العصير لتتناثرَ أشلاءه...



::



يا لها من لحظة حرجة...


لحظة صمت خيمت على الجميع فجأة...


كادت عينا شارل تخرجا من محلهما...


وضعت جوليا يديها على فمها...


تجمدت إيفا في مكانها..لم تبدي أي ردة فعل...


أما ناتالي..فأخذت يداها تنتفضان بشدة..تحاولُ أن تستوعبَ ما حصلَ للتو


إنها كارثة...نعم كارثة...!


كلما حاولت أن تصلحَ أمراً..أفسدتهُ في نفس الوقت...!



::



نهضَ من مكانه..وكلهُ غضباً...


اعتصرَ الورقة التي بيده يصبُ غضبه فيها..فرماها على الأرض...


وصرخ: ما الذي فعلته بحق السماء ؟؟ انظري.......


( قالها وهو يشيرُ للطاولة )


انظري ماذا أحدثتي...دمار...و.......


ثانياً...من طلبَ منك أن تحضري عصير وكعك...؟! لمن أجيبي...؟؟


أجابت وهي ترتعش: أ....لـ...لك....


شارل:لم أطلب منك ذلك...هذا يعدُ تطفلاً !!


لقد ذهبَ تعبي وجهدي سدى...


كيفَ سأصلح ما اقترفته ؟ أخبريني...


أنت جداً مزعجة..منذُ أن تخطيتُ عتبة باب هذا البيت وأنت لا تسببين لي


إلا الإزعاج..لي ولمن حولي...



::



لم تعرف ماذا تقولُ له ؟؟


تجمعت الدموع في عينيها وانهمرتا على خديها...وأخذت شهقات


صياحها تعلى...أدارت ظهرها مغادرة الغرفة متوجهة للطابق العلوي إلى


حيثُ غرفتها...


صاح شارل منادياً عليها:


قبل أن تذهبي وتبكي في غرفتك...تعالي ورتبي الفوضى التي من بعدك..



::



طــاااااااااااااااااح


ضربت الطاولة بيديها...


وقفت وتوجهت إليه..والشرر يتطايرُ من عينيها...


أصبحت مقابلةً له..وصاحت:


هييي...أنت....لا تظهر قوتك على فتاة صغيرة...هل أعيدُ لكَ الحدث


لترى بالضبط ما حصلَ بالتفصيل...؟!


( فأشارت للكلب الذي اختبئ تحت الطاولة عند قدمي جوليا..وأكملت)


هذا الكلب هو من شتتَ انتباهها..فتعثرت قدمها..


أي أن ما حصل كانت مجرد حادثة غير متعمدة...


فلماذا صرختَ في وجهها هكذا...؟!



::



وما قامت في هذه اللحظة التي أغاظتها لأنهُ أبدى بغير مهتم لكلامها..


ركلتهُ بقوة على ركبته اليمنى..صاح وهو يضعُ يدهُ على مكان الضربة:


آآآآآآآآآآآآآآآآه...تباً...ما الذي فعلته ؟؟


إيفا:تستحقُ هذا...أولاً...أنا من طلبتُ منها أن تحضرَ لك شيئاً لتتناوله


لكنك في الحقيقة لا تستحقُ أي شيء...وخذ هذه أيضاً...


فركلته مرةً أخرى على ركبته اليسرى..فصاحَ ثانيةً من الألم:


آآآآآآآآآآآآآآآآه...سحقاً لك...سوف تنالين جزاءك...


إيفاً:ثانياً...ناتالي تسعى لأن تكونَ لكَ أختٌ جيدة...وتكسبُ رضاك


ومحبتك...وأنتَ جرحتَ مشاعرها بكلامك القاسي...


هل تظنُ بأنها بلا مشاعر..حتى وان كانت في عينيك طفلة...؟!!


أنتَ فظٌ جداً...


( فأخرجت لسانها ساخرةً منه )


وقالت له آخر كلمة قبل أن تذهب لـ ناتالي:


ثالثاً...أنت لستَ فارسَ أحلامي...هم (فأدارت وجهها وخرجت)...



::



آآه...ركبتي...


نظرَ إلى جوليا ليجدها تضمُ جروها بيرو...


فتقول له وكلها أسفاً على ما حصل:


أنا آسفة...إنها غلطةبيرو وليست ناتالي...أعتذرُ بالنيابة عنه وعنها...


أرجوك شارل سامحها..لم تقصد إزعاجك أبداً...نواياها طيبة...أنا أعرفها جيداً...


( فتتجمع الدموع في عينيها )


انحنى إليها..ومسكها من ذقنها..رفعَ رأسها وقال:


حسناً..حسناً..لا تبكي...سأسامحها وسأنسى كل ما بذر لهذا اليوم...


( أومأت رأسها مبتسمة )



::



صوت فتح باب...


يبدو بأن والدة شارل قد عادت للمنزل...


دخلت إلى غرفة المعيشة لتتفاجئ بالفوضى..فتتساءل:


ماذا حدث في غيابي...ما كلُ هذا ؟؟؟


التفت شارل لها متصنعاً الابتسام..ولوحَ بيده قائلاً:


مرحباً أمي...


نهضت جوليا سريعاً وهي تحملُ بين ذراعيها بيرو فتقول:


خالتي...ماحصلَ هو بسبب شغب بيرو لا أكثر...


_ هـااو....


( فضيقت الأم عينيها )



::



( بعد لحظات )


خرجَ من غرفته متوجهاً للطابق السفلي...


وقبل أن يهم بالنزول..مرَ من غرفة ناتالي..ليسمعَ صوتها من خلف الباب...!


يبدو بأنها متضايقةٌ جداً...



::



( في غرفة ناتالي )


كانت تصوبُ سهاماً صغيرة للوحة المعلقة على الباب...وفي وسط


هذا اللوح معلقة رسمه لـ شارل...


رسمتها لها إيفا قبل أن تعود للمنزل...فقد صنعت لها هذه الطريقة لتصبَ


غضبها فيه...


وبالفعل..كانت ترى وكأن الذي يقفُ أمامها هو شارل...


كانت تصوب بكل قوتها..وقهرها..


والدموع لا تزالُ تذرفُ من عينيها...


تردد قائلة: أحمق...مغرور...سخيف...متكبر...عصبي...أناني...



::



طرقَ الباب عدة مرات...يبدو أنها لم تنتبه...


وعندما فتحته ليتحدث معها...إذ بسهم يتوجه إليه...فيزيحَ رأسه بحركة سريعة...


فيقول: هييي...على مهلك...كانت أن تصيبني...


ناتالي:وهذا ما أريدهُ بالضبط...ثانياً من سمحَ لكَ بالدخول ؟؟


أغلق الباب من بعده...لينظر إلى رسمة تشبههُ معلقة على لوح التصويب


فعلم بأنهُ هو المقصود...!


قال: أهذه هي الطريقة للتعبير عن غضبك ؟!


( فيلتفت لها مقطب حاجبه )


لم ترد عليه...أدارت لهُ ظهرها وتقدمت لناحية السرير وجلست في طرفه..


ولفت رأسها تجاه النافذة..تخفي دموعها..


وتمسحها بظهر يديها...


تقدم إليها شارل قليلاً...ووضعَ يده خلف رأسه يحكه...


لا يعرفُ ماذا يقولُ بالضبط..؟!


سوى أنهُ اكتفى قائلاً:


ناتالي...ليسَ لدي شيء لأقولهُ لك سوى...آسف...


لم أعتد على مثل هذه المواقف...ربما أجرحُ غيري كثيراً...


بسبب لساني المتسلط...


وأعلمُ أنني جرحتُ مشاعرك أنت أيضاً...


لذا...أرجوا أن تسامحيني...فأسوأ صفاتي هو أنني سريعُ الغضب والانفعال


سوفَ تعتادين علي مع مرور الوقت...


وأنا سأعتادُ عليك كونك شقيقة...هل تقبلين اعتذاري الآن ؟



::



لم تلتفت له بعد...وما تزالُ تمسحُ دموعها التي لا تزالُ تنهمرُ على


وجنتيها...وتخفي شهقاتها...


شارل بنبرة ترجي: هيان اتالي...ابتسمي ثانية...


فالحزنُ لا يليقُ بك...


ناتالي:اتركني لوحدي....


شارل:أه...حسناً...كما تشاءين...


فأدار ظهرهُ...وتقدم بضع خطوات..ثم التفتَ إليها ثانيةً ليجدها على نفس


وضعها...لم تعبر وجوده...



::



تحرك من مكانه متقدماً نحو الباب ليخرج...


إلا أنهُ فجأة صرخ...ووضعَ يدهُ على عينهُ اليمنى...يصيحُ متألماً...


نزلَ إلى الأرض ثانياً ركبتيه...قائلاً:


آآآه...عيني...تباً...ما الذي أصابها...آآآه...


هرعت إليه مفزعة ومسكت من يده التي يغطي بها عينه...


وحاولت أن بتعدها لترى ما أصابه...قائلة:


شارل ماذا أصابَ عينك ؟ دعني أراها...


انطلت هذه الحيلة عليها سريعاً...


أبعدَ يدهُ وارتسمت على شفتيه ابتسامةً عريضة..فقال:


خدعتك...


أبرزت شفتيها..واعتصرت عينيها لتذرف الدموع التي تجمعت خوفاً عليه...


فصاحت موبخة: لقد أخفتني لا تعيدها ثانيةً....


مد ذراعيه..وبقي صامتاً...


ما عدا نظراته فقد كانتا تترجاها بأن تسامحهُ وتمررها لهُ هذه المرة...


ارتمت سريعاً إلى حضنه..وعانقها بشدة...وأخذَ يمرر أطراف أصابعه من بين


خصلات شعرها الأشقر الطويل...


أحسَ في هذه اللحظة بشعور جميل غامر...لا يمكن وصفه...


ولم يشعر به من قبل...


ازدادت نبضات قلبه..أغمضَ عينيه وبقي معانقها...


وهي كذلك انتابها نفس الشعور...أخفت وجهها في صدره وأغمضت عينيها


تستنشقُ رائحة عطر ملابسه...أحست بالدفء في أحضانه...



::



وبينما الاثنان قد سرحا في عالم آخر...


كانت هناك عينان تراقبهما عن بعد...من خلف الباب...


كانت هذه جوليا...


شعرت بالاطمئنان لأن الأمور قد تصلحت...وعادت لمجراها الطبيعي...


فسالت دمعة على خدها متأثرة بهذا المشهد الأخوي...








:: نهاية الفصل::




 


من مواضيع : بحر الصمت


التعديل الأخير تم بواسطة بحر الصمت ; 03-09-2010 الساعة 09:52 PM
  رد مع اقتباس