بِدَايَةً :
حَمدَنَا وَثَنَائَنَا لَيسَ إِلَا ** هِبَةً مِنكَ يَا عَظِيمَ الهِبَاتِ
لَو نَظَمنَا قَلَائِدًا مِنْ جُمَانٍ ** وَمَعَانٍ خَلَابَةً بِالمِئَاتِ
لو بَرَينَا الأَشجَارَ أَقلَامَ شُكرٍ ** بِمِدَادٍ مِنْ دِجلَةَ وَالفُرَاتِ
لَو نَقَشنَا ثَنَائَنَا مِنْ دِمَانَا ** أَو بَذَلنَا أَروَاحَنَا الغَالِيَاتِ
أَو وَصَلنَا نَهَارَنَا بِدُجَانَا ** فِي صَلَاةٍ وَأَلسُنٍ ذَاكِرَاتِ
أَو قَطَعنَا مَفَاوِزًا مِنْ لَهِيبٍ ** وَمَشَينَا بِأَرجُلٍ حَافِيَاتٍ
أَو بَكَينَا دَمَاً وَفَاضَتْ عُيُونًا ** بِلَهِيبٍ لِلمَدَامِع الحَارِقَاتِ
مَا أَبَنَّا عَنْ هَمْسَةٍ مِنْ مَعَانٍ ** فِي حَنَايَا نُفُوسِنَا مَاكِنَاتِ
أَيُّ شَيٍء أَبْقَى وَأَنقَى وَأَرقَى ** من حُرُوفٍ بِمَدحِكُم مُتْرَعَاتِ
فَحَمدًا لَكَ إِلَهِي وَشُكرًا ..
ثَانِيًا ..
شُكْرًا لَكُمُ إِدَارَتُنَا الغَالِيَةُ التِي جَعَلَتِ
الكَلِمَاتَ تَقِفُ عَاجِزَةً عَنِ التَعبِيرِ وَرَدِ ذَاكَ
الجَميلِ مِنكُمُ ..
مَآزِلتُ وَاللهِ أَفتَخِرُ بِدَايَةً بِتِلكَ الأَوّقَاتِ
التِي جَمَعَتنِي بِكُنّ ..
وَأَحمَدُ اللهَ أَوّلًا وَ أَخِيرًا عَلَى أَن أَكْرَمِنِي بِالإِنتِمَاءِ لِمِثلِ هَذَا الصَرحُ الرَائِعُ ..
ثَالِثًا ..
بَوّحٌ لِمَدرَستِي التِي واللهِ سَنَشتَآقُ إِلَيهَا ..
سَأَشتَآقُ لِجَمِيعِ اللَّحَظَاتِ التِي احْتَوَتنَا
فِيها جَنَبَاتُ المَدرَسَةِ , سَأَشتَآقُ لِصَدِيقَاتِ الجَمِيلَاتِ وَسَأَشتَآقُ لِأُستَاذَاتِي وَسَأَشتآقُ لذَاكَ الضَجَرُ الذِي يَعتَرِينَا مَتَى مَا ارتَفَعَ صَوّتُ مُنَبِهِ السَاعَةٍ ( 6 ) ..
وٍسَنَشْتَآقُ .. وَسَنَشتَآقُ ..
لَحَظَاتُ التَخَرُجِ لَكَمِ اشْتَقتُ إِلَيهَا ..
كَم اشتَقتُ أَن أَستِمِعَ لَجَنَبَاتِ المَدْرَسَةِ حِينمَا اعَتَلى اسمِي مُتَرَدِدًا فِي الصُفُوفِ الدُنيَا لِيَعتلِي الآن مَنعُوتًا بِـ ( الخِرِيجَةِ ) ..!
بَكَينَا .. وَ إِنِي لَأَجزِمُ بِبُكَاءِ المَدرَسَةِ عَلَينَآ
لَكَمِ ارتَفَعَتِ التَرَاتِيلُ بِهَا ..
وَلَكَمِ امْتَلَئَت بِدُمُوعٍ ذَرَفنَاهَا فَرَحًا ..
وَلَكَمِ ضَمَتنَا رَوّحَانِيَةً حِينمَا سَجَدنَا لِلَهِ وَرَكَعنَآ ..
مَا لَمْ أَستَطِعِ البَوّحَ بِهِ فَذَاكَ لِجَمَالِ عَطَائِكُمِ الذِي أَخرَسَ أَقَلاَمَنَا ..