عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-03-2013, 05:43 PM   #29

moslema 4 ever
بنوتة مبتدئة

 
    حالة الإتصال : moslema 4 ever غير متصلة
    رقم العضوية : 69089
    تاريخ التسجيل : Feb 2013
    العمر : 26
    المشاركات : 42
    بمعدل : 0.01 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : moslema 4 ever is a jewel in the roughmoslema 4 ever is a jewel in the roughmoslema 4 ever is a jewel in the roughmoslema 4 ever is a jewel in the rough
    التقييم : 327
    تقييم المستوى : 0
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 1397
    علم الدولة :  Algeria
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور moslema 4 ever عرض مواضيع moslema 4 ever عرض ردود moslema 4 ever
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي رد: يوميات فتاة مسلمة

الحلقة الثانية عشرة
توقفت السيارة أمام الكلية. فتحت الباب و قبلت أمي بسرعة ثم نزلت و هي تتابعني بتوصياتها :
ـ لا تنسي موعد دوائك... انتبهي لنفسك جيداً...

هززت رأسي موافقة و قطعت الشارع. على الرصيف كانت راوية في انتظاري رفقة... داليا... و على شفتيهما ابتسامتان غامضتان.
اقتربت بخطوات مترددة، و قد فهمت أن وجود داليا مع راوية في انتظاري يعني بالتأكيد أنها تحدثت إليها بشأني!

سارعت داليا بمعانقتي و هي تهمس :
ـ حسام يبلغك سلامه... و يطلب موعداً مع والدك في أقرب وقت...

كان لكلماتها وقع حلو في أذني، رافقه خفقان قلبي بشدة... من الفرحة!

حسام...!!!
يا لعناده! لقد وافق إذن! ترى ما الذي ما أبلغته به راوية؟!
لكنه يريدني رغم ما سمع... و رغم كل ما يجهل عني...
يا إلهي... أنت الرحيم بعبادك...
و لكن... هل أستحق...

نظرت إلي راوية في تمعن و قالت :
ـ مرام... ما بك واجمة؟ ننتظر ردك... ألست موافقة؟

اغرورقت عيناي بدموعي الحبيسة و أجبت بصوت خفيض :
ـ بلى... و لكن...

استفسرت داليا في قلق و قد غاضت ابتسامتها :
ـ و لكن ماذا؟

ـ ألا ينتظر حتى أنتهي من العلاج، ثم نتأكد...
ضحكت راوية في رقة ثم قالت لداليا :
ـ إنها تحتاج إلى رأي دكتور في الموضوع... و ليس أي دكتور!
ابتسمت داليا بدورها و تأبطت ذراعي و هي تقول :
ـ أخبريني أولاً هل الموضوع الذي حدثتني به راوية هو السبب الوحيد لرفضك؟

طأطأت رأسي حياء و همست في خفر :
ـ نعم!

فابتهجت داليا قائلة :
ـ الحمد لله! نتكلم في المفيد إذن! أخي... الدكتور حسام... يخبرك يا آنستي بأن الأدوية التي تتناولينها ليست سوى مقويات و معدلات هرمونية ... و أنت يا أختي سليمة معافاة! و أما عن الإنجاب فهو يقول لك... الذرية الصالحة نعمة من الله، يرزقها من يشاء و يحرمها من يشاء... و ما الأمراض إلا مسببات! كما أنه يقول أن الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : (الدنيا متاع و خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة) فإن كانت زوجته صالحة فذاك من رضى الله و كفى! و هو على كل حال قد استخار قبل أن يكلمك و كان مطمئنا لاستخارته. فما عليك إلا أن تستخيري أنت أيضاً... و إن شاء الله كل شيء يتم على خير...

كانت كلماتها الرقيقة تمسح الهموم عن قلبي...
لو أن كلامه عن مرضي يكون صحيحاً... يا رب!

يا الله! ما أحلى إيمانه بالاستخارة... و كم قلبه عامر بتقوى الله...
((و من يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب))
أحسست بالصغار أمامه... أين إيماني من إيمانه!؟
كيف أني اهتززت أمام أول ابتلاء ابتلاني به الله تعالى و يئست من الدنيا
و الله تعالى يقول في كتابه الحكيم : (( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون))
يا رب أعوذ بك أن أكون من القوم الكافرين... أعوذ بك من أن ينسيني ابتلاؤك رحمتك
يا رب إني وكلتك أمري كله... و من يتوكل على الله فهو حسبه
يا الله كم أنا في حاجة إلى مزيد من التقرب منك...
اللهم اكتب لي الخير حيث كان ثم رضني به...

انتبهت على صوت داليا تقول مداعبة :
ـ و طبعا إن كنت في حاجة إلى المزيد من التوضيحات، فالدكتور حسام ليس لديه مانع البتة في تقديم الشروح اللازمة في أي وقت شئت!

تضرج وجهي... فتابعت داليا في مرح :
ـ لو رأيت ما فعله بنا حسام في اليومين الماضيين! أمي كانت ستموت من القلق عليه... أغلق الغرفة على نفسه و رفض الطعام! و أخذ يتصرف كالأطفال، لا يرضيه شيء و لا أحد ينجح في رسم الابتسامة على شفتيه... لكن البارحة، انقلب وضعه كأنه كان يمثل علينا!! دخلت عليه بالدواء العجيب فقام كمن لا علة به، امسكني من ذراعي و كاد يلقي بي من النافذة من شدة الفرح!! لم أر أخي بهذا الجنون من قبل!

أفلتت مني ضحكة صغيرة... يا لأسلوب داليا المميز!
فهتفت راوية في سعادة :
ـ نعم يا مرام... اضحكي! كفاك بكاء و دموعاً...

ثم نظرت إلى داليا و هي تقول :
ـ لو كان حسام اكتفى بالوجوم فمرام أغرقتنا في بحر من الدموع!!

لكزت راوية بمرفقي لتصمت... و ضحكتا معاً في مرح...
في تلك اللحظات كان هنالك شخص رابع يقترب من موقفنا، بخطوات بطيئة مترددة...
لم ألتفت... لكنني سمعت داليا تهتف و ابتسامتها تتألق :
ـ أهلاً أهلاً بالدكتور!

كأنه كان يراقبنا من مكان قريب، و حين اطمأن إلى استقرار الأوضاع قرر الالتحاق بنا!
تقدم منا أكثر حتى وقف بيني و بين أخته، و كل منا يتجنب نظرات الآخر. حيانا في هدوء و أدب... ثم بادرني و أنا أحس بنظراته تستقر علي بوداعة :
ـ كيف حالك يا مرام؟

رفعت رأسي ببطء شديد، و ابتسامة خجلى ترتسم على شفتي :
ـ بخير... كيف حالك أنت؟
ـ يسرني أنك وافقت أخيراً...

كانت راوية تتأملنا كأننا لوحة زيتية أو المشهد الأخير من فلم رومانسي... تنتظر أن تكتب ((النهاية)) بخط عريض و على شفتيها ابتسامة حالمة!
قاطعتنا داليا بضحكتها الطفولية و هي تهتف :
ـ نسيت أن أقول لك يا مرام، أنني سأزوركم الليلة مع ماما... للتعارف و...

ثم غمزتني في مرح





اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك، و أسألك بفضلك العظيم

فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر، و أنت علام الغيوب
اللهم إن كان في هذا الأمر خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري
فاقدره لي و يسره لي ثم بارك لي فيه
و إن كان فيه شر لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري، عاجله و آجله
فاصرفه عني و اصرفني عنه و اكتب لي الخير حيث كان ثم رضني به...

انتهيت من صلاة الاستخارة...
تناولت المصحف من على الرف و جلست على سجادتي أتلو بعض آيات من ذكر الله الحكيم... كنت أحس براحة و سكينة تتسللان إلى قلبي... اللهم إني فوضت أمري كله إليك، و أنت على كل شيء قدير...

سرحت لبضع لحظات... تذكرت زيارة داليا و أمها لنا منذ أيام قليلة مضت...
كانت الأمسية رائعة بالفعل... أم حسام كانت في غاية اللطف و الرقة...
و داليا أضفت على الجو طابعاً مرحاً و مسلياً يا لجمال روحها الطفولية!
و كم تحدثت أمه عنه بفخر! نعم، من حقها أن تفخر بابن مثله...
خفق قلبي في نشوة...
و من حقي أن أفخر بأنه سيكون لي...
تنهدت و خرجت آهة من صدري... يا رب!

غداً أذهب إلى الطبيبة من جديد...
لم أعد قلقة مثلما كنت في البداية، لكنني منقبضة بعض الشيء...
أتساءل لم اخترت أن أكون طبيبة و قلبي ينقبض عند التفكير في الذهاب إلى طبيب!
بل أن سيرة الأطباء لا تعني إلا الهموم و الأمراض و الابتلاءات الصحية و الأزمات النفسية ووو...
لكنها مهنة إنسانية... تتطلب الكثير من التضحيات و حساً عالياً بالمسؤولية.
ابتسمت و أنا أتخيل نفسي طبيبة تمارس مهنتها...
كان الله في عونك يا مرام، حتى تحافظي على ابتسامتك مع كل مريض، و تتحلي بالصبر و تواصلي إتقان عملك من الصباح إلى المساء...

عدت من الكلية مسرعة، كانت أمي ترتدي ملابسها فاستعجلتها
ـ هيا يا أمي... حان موعد الذهاب... هل أخرجت السيارة؟
جاءني صوتها من الغرفة الداخلية :
ـ حالاً يا حبيبتي... لا تخافي سنكون في الموعد... ثم إننا كالعادة سنجد أصحاب المواعيد السابقة في قاعة الانتظار! كان الله في عون الدكتورة فكل مريض عندها يأخذ أكثر من وقته...

رن جرس الهاتف فرفعت السماعة :
ـ السلام عليكم و رحمة الله...
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته... كيف حالك يا مرام؟

إنها داليا...
ـ الحمد لله... لدي موعد مع الطبيبة الآن... سنخرج بعد لحظات...
قالت مشجعة :
ـ سيكون كل شيء على ما يرام، لا شيء يستحق القلق...
تنهدت فقالت :
ـ على فكرة، هناك من يسأل عنك باستمرار... و يبلغك سلامه...
لم أره منذ أيام... لم يعد يأتي إلى الكلية كثيراً، فهو يقوم بتربص في الوقت الحالي.
ابتسمت و لم أعلق فواصلت...
ـ و هو يقول لك بأن تتحلي بالثقة في الله... (صمتت لبضع لحظات ثم واصلت كأن هنالك من يلقنها ما تقول!) و أن الله يبتلي من يحبه... فاثبتي و احتسبي كل لحظة ألم... اسمعي، سأمرره لك!

سمعت احتجاجاً من الطرف الآخر من الخط و كلمات قليلة لم يصلني إلا صداها...
ابتسمت حين جاءني صوته
ـ السلام عليكم و رحمة الله...
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته...
ـ كيف أنت يا مرام؟
ـ الحمد لله بخير و عافية... كيف يسير تربصك؟
ـ بخير و الحمد لله... شكرا على سؤالك... كيف معنوياتك؟
ـ مرتفعة إن شاء الله...
ـ رائع... أردت فقط أن أسلم عليك... و أقول لك لا تنسي أن الله معك... و أنني لن أتخلى عنك...
ـ شكرا لك... يا حسام...

كانت المرة الأولى أنطق فيها باسمه... لو لم يكن على الهاتف لما قدرت أن أنطق بها... كأنه من لغة غريبة محرمة علي... و أتجاوز حدودي إن تكلمتها!
و أحسست بنفس وقع الكلمة على أذنيه... فقال بعد صمت قصير :
ـ انتبهي إلى نفسك... و إن شاء الله أسمع منك أخباراً سارة هذا المساء...
ـ إن شاء الله...
ـ السلام عليكم و رحمة الله...
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

وضعت السماعة و تنفست في ارتياح. كانت أمي تنظر إلي و على شفتبها ابتسامة حانية :
ـ هيا بنا يا عزيزتي...

فحصتني الطبيبة كالعادة و ملامح وجهها خالية من أي تعبير يجيب عن تساؤلاتي ثم قالت طرحت علي بضع أسئلة حول تطور الأعراض في الفترة الماضية :
ـ ستقومين ببضع صور بالأشعة... ثم تعودين إلي...

خرجنا إلى مخبر الأشعة... و عدنا بعد زهاء الساعة إلى العيادة من جديد... كنت قد بدأت أقلق. ما لزوم صور الأشعة إن كان كل شيء على ما يرام؟ يا رب رحمتك! لم أكن متأكدة من قدرتي على قراءة صور الأشعة لكنني أخرجت الصور و رحت أقلبها باحثة عن أي علامة تطمئنني... أو تؤيد مخاوفي... لكن دون فائدة... و أمي تنظر إلي ضاحكة :
ـ هااا... إلى ماذا توصلت طبيبتنا الصغيرة؟
أعدت الصور إلى مكانها و أنا أزفر في قلق :
ـ لا شيء...

أخيراً دخلنا ثانية على الطبيبة... تناولت الصور و تابعتها بعيون متيقظة و هي تتأمل الصور واحدة إثر الأخرى باهتمام, ثم نظرت إلي و قد ارتسمت على وجهها ابتسامة... أخيرا!
ـ الحمد لله على سلامتك... إن شاء الله تكونين قد شفيت تماما! لم أتوقع أن يؤتي العلاج مفعوله بهذه السرعة... لكن جميع الأعراض اختفت فأردت أن أتأكد بالصور... و الحمد لله، كل شيء على ما يرام...

تنهدت في ارتياح... و أردت أن أقول لها :



ليس العلاج يا عزيزتي ما يمنح الشفاء... إنما هو من الأخذ بالأسباب... لكن الصحة نعمة من الله تعالى يمنحها من يشاء و يحرمها من يشاء...


الحمد لله اطمنا عليكي


لكن اليوميات لم تنتهي بعد..
و مازال أمامنا الكثير..

<<<< تــــــــــــــــــــــابعـــــــــــــــــــــونـ ــــــــــــا >>>>






 

  رد مع اقتباس