رُبمَا لأنني لا أُتقنُ سِوى أن أكتُبَ حُزنًـا ،
و أرسُمَ اختِنَـاقًا ،
و أُشكلَ ضيقًا عَميقًـا على واجهةِ قلبي - إن كان خاليًـا من أي خدش - ،
"رُبمَا قُلتُ رُبمَا" !
وَ رُبمَا لأنِي مُتخمَة بالتفاصيل التِي بلغت الحدَّ الكبير -جدًا- ،
بلغت حدَّّ الوجع عميقًا و الألم أعمَق و البُكاء أشد وكذلك
الاختناق الذي يُشبه اتساخ قَميصَ بائعَة الكبريت المُهترئ ،
ولأننِي أفتقد الأصدقاء ،
ولأننِي أشتاقُ وأحنّ إلى أحاديث أنوار و روان ،
ولمحادثة العَنود في كل الأوقات وإلى المُشاكسة مع سارتِي الصَغيرة ،
وأحتاجُ إلى أن أصرُخ فِي وجهِي يكفِي ألمًا فِي قلبِ أنوار و عينيّ سارة ،
يكفِي بُكاءً يا أنَـا يكفِي إضرابًـا عنِ النَـوم ويكفِي حُزنًـا على ما مضَى من فقدِي لأنوار ،
ولتفاصيل تلك الليلة التِي أتيتُ لأجلِ أن أرى أنوار ،
غادرتُ المكان قبل أن ألتقِي بها بخطوات ،
كُنتُ حقًّـا لا أستطيع محادثتها صوتيًّـا ؛ خشية أن تَحزن ،
وحدث الشيء الذي لم يكن في حُسبانِي أن يَكُون .
ولقربها العَميق أتَت إليَّ وأصغت إليَّ حينما كُنتُ أبكِي
بقوةِ الحُزنِ الذي كانَ عَالقًـا بِي ، لكننِي أُحبها جدًا .