سبحانه عائدِ الذكرى ،،
اعتدتُ قبل فترة ليست بالطويلة
كلما خرجت إلى باحة المنزل في عصرية اليوم
إذ فتح أحدهم الباب الخارجي لسقي الأشجار
أن أرى شيخا كهلا يجوب أرجاء الحي على كرسيه المتحرك
كلما رأيته أشعر بالأمل والتفاؤل
يبعث المنظر انشراحا بهيجا
كان رجلا شديد الميل إلى البياض
رجلا بانت عليه أخلاق تنم عن شخصية رائعة
كان شيخا مرحا يحب مقابلة الأطفال في جولته اليومية
كان بشوشا دائم النظارة
،،،
،،
،
توقف عن جولته لفترة من الزمن
لم أعد أراه
سألت عنه
فأُخبرتُ بأنه زادت عليه محنته وأصبح طريح الفراش في المشفى
تألمت وحزنت كثيرا
وما هي إلا أيام ويأتيني نبأه وفاته
كم كان خبرا له وقعا قويا على قلبي
،،،
،،
،
نسيت ذلك لفترة
ولكن لا أعلم لم اليوم بالذات تذكرته !
وأنا خارجة من المنزل
جعلت أجول بناظري
المسجد من هناك
والمنازل الجديدة من هناك !
أحسست بأنني افتقد شيئا لم أعد أراه !
افتقد أحدا
ولكن ،،
من ؟!
،،،
،،
،
وإذا بي أتكذر ذلك الرجل الذي بانت عليه أخلاق الصلاح
وإذا بي أثناء عودتي إلى المنزل في المساء
أرى طفلا صغيرا على كرسي متحرك
يقوده أخاه الأكبر منه سنا ليجوب به أرجاء الحي
،،،
،،
،
قبل أيام كن شيخا كبيرا
واليوم طفلا صغيرا
فسبحانه مقسم الأرزاق
سبحانه من يعملنا دروسا وعبرا من هذه الحياة
" ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والداي وأن أعمل صالحا ترضاه ... "
" ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك "
" ربي ارحمه وأسكنه فسيح جناتك "
الأربعاء
9:51مـ
13\شوال\1432هـ
14\9\2011مـ