[لحن المطر]

كِبْرِيَاءُ قَلَمِي .. اسْتَمِـعْ .. اليَومَ أُمْنِيَاتِي وَهِيَ تَرقُدُ فِي مَنْزِلِ الأَمَلِ شَبَّ فِيهَا حَرِيقُ الوَاقِعِ فَاحْتَرَقَتْ كُلُهَا .. وَكَأَنِي أَرَاهَا مَحْرَقَـةٌ كَبِيرَةٌ لِلْأَمَانِي .. تَشْيِيعُ جَنَائِزِ هَذِهِ الأَمَانِي مَازَالَ , فَالْأُمْنِيَاتُ المُحْتَرِقَةُ كَثِيرَةٌ جِدَاً .. أُريِدُ العَزَاءَ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَجُودَ بِشَئٍ مِن تِلكَ المَشَاعِرِ المُخَبَأَةُ فِي دَاخِلِي لِأُمْنِيَاتِي المُحْتَرِقَةُ .. أَرْجُوكَ فَلَقَدِ انْتَهَتْ .. لَا أَعْلَمُ هَلْ أَحْلُمُ أَمْ لَا ؟ لَقَد كَانَتْ بِالْأَمْسِ تَرْقُدُ بِسَلَامٍ .. تَتَغَذَى يَوّمًا بَعْدَ يَوّمٍ بِشَئٍّ كَبِيرٍ مِن جُرُعَاتِ الْأَمَلِ .. وَاليَوم َوَفَجْأَةً انْتَهَتْ , لَا شَئَ أَصْبَحَ المَنْزِلُ يَحْتَوِي ! لَوّ أَرَدتُ أَنْ أَتَمَنَى مَرَةً أُخْرَى .. لَتَمَنَيتُ أَن أَرَى الأُمْنِيَاتِ عَرُوّسَاً أَزُفُهَا لِلْوَاقِعِ .. اتْرُكنِي أَيُّهَا القَلَمُ, انْتَشِلُنِي مِنْ عَالَمِكَ , وَأَقْذِفُنِي فِي صَحْرَاءَ وَاسِعَةً وَلَكِنْ ! ارعَ أُمْنِيَاتِي وَأَقِمْ لَهَا مَأْتَمًا كَبِيرًا , اذْكُرْ فِيهِ أَجْمَلَ اللَّحَظَاتِ مَعَ تِلكَ الأُمْنِيَاتِ .. فَلَمْ يَتَبَقَ إِلاَّ القَلِيلَ .. وَ سَأَنتَهِي .. مَعَ انْتِهَاءِ آخِرَ جَنَازَةٍ مِن أُمْنِيَاتِي ,, سَأَتَبَخَرُ مَعَهُنَّ حَيثُ سَمَاءً لَا مَوّتَ فِيهَا لِلْأُمْنِيَاتِ .. سَنَطِيرُ بَلْ سَنَتَبَخَرُ .. ثُمَّ نَفْتَحُ أَعْيُنَنَا بَعدَ ذَلِكَ ,, لِنَجِدَنَا مَحَرَرِينَ مِن قُيُودِكَ , مُبْتَعِدِينَ عَنْ نَارِ الوَاقِعِ المُوّقَدَةِ .. أَبْتَعِدُ عَنْ أُمْنِيَاتِي الصَغِيرَةِ أَضْمَنُ أَنَهَا سَتَكُونُ آَمِنَةً وَحَتَى أَعُودَ .. أَتَنْدَهِشُ مِنْ قُوَّةِ تَمَسُكِي بِأُمْنِيَاتِي وَتَعَلُقِي بِهَا ؟ لِأَنَهَا بِإِخْتِصَارِ كفيفة لاترى .. ومستقبل إبصارها يتوقف على زفافها على الواقع .. فإن لم تُزف فلن تبصر أبداً .. أُحب تلك الأمنيات أيضاً .. لأنه مستقبل أرسمه بيدي .. أحب تلك الأمنيات لأن مراحل ولادتها بإختصار مايلي : بداية أغمض عيناي , فأحلق إلى عالم أوسع وأرحب بكثير من دائرة الواقع الضيقة عالم فيه السفن تطير , والقوارب بلا أشرعة تبحر , والطائرة تزحف , والقطار يرقص ! وبين خضم كل تلك الأحداث الصاخبة أنا في أرضٍ خضراء يوشك الخريف من الإقتراب منها واسعة وتحت ظل شجرة يأوي إليها الطيور أقف أتأمل لوحة أمامي وبيدي فرشاة الأماني .. فورما أبدأ برسم الأمنية تبدأ مراحل الحمل بتلك الأمنية فور اكتمالها وُلدت الأمنية .. سأذهب إليها في منزل وبيدي مهاد لتلك الأمنية الرضيعة انها لوحة الأماني تلك التي رسمتها .. أتركها مهاد لها فمازالت رضيعة كفيفة تحتاج لجرعات من الأمل حتى تكبر وتكبر .. والآن أيها القلم حيي قصة أمنياتي .. تواضع ولو لمرة , ولو لهذه الأمنيات المسكينة فقط , فلقد تلاااااااشت ..! وانتهت .. وماعادوا اطفالي الصغار الآن , بل أصبحوا أطفالي الموتى , المحترقين ..! يللأسى .. محرقة جماعية للعديد من الأمنيات ..! أتعلم .. قررت سأعود لعالمي الآخر ,, وسأرسم الأمنيات كثيرة ,, حتى يكون لي أطفالاً آخريــن .. وأعدكم سأبقى أرعاهم .. لكن هذه المرة , بجرعة الثقة بالله .. وحتى أضمن أن تبصر يوماً ما .!