عُذْرَا يَا مَنْ تَسْكُنِيْنَ هُنَا !
لَمْ أُجِدْ يَوْمًا إسْعَادكِ .. فَقَطْ أُسَافِرُ بِكِ إِلَىْ عَوَالِمِ الشَقَاءْ
! فَقَطْ لَمْ أَسْتَطِعْ رُؤيَتُكِ فِيْ ثَوْبٍ مُزْدَانٍ بالنَّقَاءِ .. وَأَنَا أَتَعَثَّرُ بِثَوْبِي
الطَوِيْلِ المَلِيْءِ بالرُّقَعِ البَالِيَةِ فَأَسْقطُ فِيْ مُسْتَنْقَعِ الظَّلَامْ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وَالأَحْزَانْ !
اعْذرِيْنِيْ يَا نَقَاءْ عَلَىْ حِقْدِيْ لِكُلِّ مَا تَمْلُكِيْنَ مِنْ فَضَائِلْ
اعْذرِيْ قَلْبِيْ الَحَسُوْدْ !
لَابُدَّ مِنْ أَنْ أَعْتَرِفْ بَأنَّنِيْ ظَلَمْتُكِ .. وَظَلَمْتُ قَلْبِيْ مَعَكِ
غَرَسْتُ فِيْهِ حِقْدِيْ وانْتِقَامِيْ بِلَا أيِّ ذَنْبٍ قَدْ اقْترَفَه !
يَالَ المِسْكِيْنْ .. أَنْسَيْتُه بَيَاضًا قَدْ كَانَ يَحْتَوِيْه .. وأَخْفَيْتُهُ
عَنِ الضِّيَاءِ بَيْنَ جَوَانِحِيْ المُظْلِمَةَ .. وَبَخَلْتُ عَلَيْهِ بِأبْسَطِ
الحُقُوقْ .. وَالأَدْهَىْ مِنْ ذَلِكَ والأمَرّْ ..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أَدَنْتُهُ بِجَرَائِمِيْ
!! يَالَ المِسْكِيْنْ 
نَعْمْ يَا نَقَاءْ يَحِقُّ لَكِ .. تِلْكَ صِفَةٌ تَعَمَّقَتْ فِيْ ذَاتِيْ ..
ظَالِمَةْ .. قُوْلِيْهَا يَا نَقَاء لَا تَخْجَلِيْ ..
قَدْ تَعَوَّدْتُ عَلَىْ تَجَرُّعِ مَرَارَةِ الكَلِمَةْ .. بِلَا قَلْبْ !
وَلكِنْ يَا نَقَاءْ .. أَتعْلَمِيْنْ ؟!
قَدْ أبَىْ قَلْبِيَ الطَيّبِ المِسْكِينْ إِلَّا أنْ يَجُرَّنِيْ إِلَىْ عَالَمِهِ
القَدِيْمْ .. أَغْمَضْتُ عَيْنِيَّ عَنِ النَّوْرْ .. فَقَدْ اعْتَادَتْ عَيْنَيَّ عَلَىْ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ظَلَامٍ مُقِيْتْ
! يَا نَقَاءْ
.. قَدْ أَصْبَحَ لِيْ قَلْبٌ الآَنْ .. أَعَادَهُ إلَيَّ قَلْبِيْ! رُغْمَ أَنِّيْ اقْتَرَفْتُ كَثِيْرا مِنَ الظُّلْمِ بِحَقِّهِ ..
رُغْمَ أَنِّيْ زَرَعْتُ فِيْهِ بُذُوْرَ شَرٍّ يَجْهَلُهُ ..
إِلَّا أَنَّهُ يَا نَقَاءْ مِثْلُكِ
.. مُشَبَّعٌ بِكِ .. طَيِّبٌ شَفَّافْ .. أَفَلَا يَسْتَحِقُّ مِنِّيْ الجَزَاءْ ؟!
كَيْفَ أُجَازِيْهِ يَا نَقَاء .. بَلْ كَيْفَ أُجَازِيْكِ أَنْتِ يَا مَنْ
عَلَّمْتِهِ النَّقَاْءْ
.. فَاعْذُرِيْنِيْ يَا نَقَاءْ وَلِيَعْذُرْنِيْ قَلْبِيْ
! إِنَّنِيْ بَعْدَ الآنْ أَحْيَا بِكُمَا 
.. انْتَشِلُوْنِيْ وَسِيْرُوا بِيْ فَعَلَىْ خُطَاكُمْ أمْضِيْ لَا أَحِيْدُ عَنْ دَرْبِكُمْ المُشْرِقْ !
فَلْتَعْلَمِيْ يَا نَقَاءْ
.. أَنَّنِيْ مَا عُدْتُ أرْتَدِيْ ذَلِكَ الثَوْبِ الطَوِيْلِ المُمَزَّقِ المُرَقَّعْ .. بِلْ إِنَّنِيْ بِفَضْلِ اللهِ ثم بِنَقَائِكِ وَقَلْبِيْ
اسْتَبْدَلْتُهُ بِثَوْبٍ مُتَأَنِقْ بَاهِيْ يَسُرُّ النَّاظِرِيْنْ
! قَلْبِيْ
~ . . . نَقَاءْ
~ إِنِّيْ لَا أُجِيْدُ شُكْرَكُمَا عَلَىْ ذَاكَ الصَّنِيْعْ 
.. لَكُمَا دَعَوَاتٍ مُسْتَمِرَّةٍ عَسَىْ أنْ تُفْتَحَ لَهَا أبْوَابَ السَّمَاءِ
!