أذكُر ما حَلَّ في تِلكَ الـأمسيات الماضِية وكأنها جُمعَت في لَيلة واحدة كانَت بِ الأمس
إجتماعُ العائِلة عِندَ مِصباحِ الزَيت القَديمْ .. النوادِرُ والطرائْفُ التي تُلقى دونَ أدنى شعورٍ بِ المَلل
الحَلوياتُ التي تَنشُر عَبقَها في أرجاء البَيتِ وزواياه المُظلمة ..
تِلكَ ذِكرياتٌ راحِلة قُضيَّت في أحضانِ الوَطن ومِن الصَعب عَليّنا نسيانها ..
أو مَحوها مِن ذاكِرة الراحِلين عَن الوَطنِ الأمْ ..()
في تِلك السَهرةْ الليلية .. لَم أتوقف قَط عَن طَرحِ الأسِئلة الساذَجة
فَ رُغمَ أنَّي أعرفُ لها أجابة .. إلا أنني لا أمل من سامعِها مراتٍ عِدةْ
كُنت دائماً ما أسألُ مُتظاهِرةً بأني قد غَفلتُ عَن الإجابة ..
فَتضمني جَدتي وقَد تعالَت ضَحكاتها وانتَشت جُدرانُ المَنزل مِن أنفاسِها الدافئة ما هو حَسبها
وتقول: لكِ ما تُريدين أيتُها المتَصنِعة البارِعة ..
فأعود وأقول : كَيف حَررَ صَلاحٌ حطينَ مِن قُضبانِ المغتَصبين ..؟!
[ لا عَجب .. فَلكل فتاة فارِسُ أحلامْ .. ولطالَما كُنت أجعلُ من صَلاح فارِس أحلامي]
حمقاءُ بَعض الشَيء ..
ولكن ليَّ عالمٌ نَسجتُه مِن خيوطِ الخيالِ الحَريريةْ
فتُسرَد عليَّ القِصة كرةً أخرى بأدق تَفاصيلها ..
تلكَ التي تَجعل مِني نائِمة وقَد سالَ لُعابي على سُترتي القَديمة
لِما ..؟!
أرى في الأحلام حُريَّة .. ورايَّةُ نَصرٍ يَحملُها صاِنع سلامٍ بِ دَرجة أولى
أراني وقَد عِشتُ فيكَ حياةً أخرى ..
يا قُدس ..()
عائِدونَ إنَّا .. ولَو بَعدَ حينْ ..!
|