عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /24-07-2010, 05:55 PM   #75

ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو

L21
 
    حالة الإتصال : ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo غير متصلة
    رقم العضوية : 58554
    تاريخ التسجيل : Apr 2009
    العمر : 31
    المشاركات : 536
    بمعدل : 0.09 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo will become famous soon enoughѕυмυı ♥ ѕнoυĵo will become famous soon enough
    التقييم : 117
    تقييم المستوى : 19
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 2343

     SMS : ~ ما مضى فات ، وما ذهب مات ، فلا تفكري فيما مضى ، فقد ذهب وانقضى|ْ|ْ♥

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo عرض مواضيع ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo عرض ردود ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo
    أوسمتي :         هنا
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

kalp.2. الجزء الجديد ..~










فتحت باب خزانتها ، ألقت نظرة خاطفةً على ثيابها لتختار سُترةً بلون الرمال ، ارتدتها وسط
طرقات عبير لباب غرفتها ، ردّت عليها رانيا :

" ألا يمكنكِ الإنتظار ولو قليلاً ؟ أنا قادمة "

اتجهت صوب الباب ، فتحته لتجد أن عبير قد رسمت على وجهها غضبًا مُطصنعًا ، وهي
تقول : " من يركِ يقل أننا ذاهبتان للتنزه ..! أرجوكِ ، المتجر قريبٌ من منزلكِ يا فتاة ، لا يحتاج
الأمر لكل هذا التجهيز !! "

أجابتها رانيا مبتسمة : " أُقسمـُ أنني فهمتُ ما تقولينه ، هيّا بنا ، أوصتنا أمي منذ خمس
دقائق وما نزال في البيت "
قالت عبير ساخرة : "وكأنني السبب ! هيّا تحركي "

خرجت الإثنتان من المنزل تتجاذبان أطراف الحديث ، في حين أن الثلج بدأ بالتساقط على
طُرقات تلك المدينة . نظرت رانيا للأعلى متبسّمةً ، رفعت كفّها لمستوى ذقنها ، لتسقط بضع
حبات ثلجٍ على قُفّازها ،أحبّت منظر تلك الحبات المُكوّرة وهي تنغمس بين ثنايا القُفّاز ،
نظرت حولها لتجد أن عبير لمـ تعد بجانبها ، أخذ تتلفّت ، فإذ بصوتٍ يُناديها قائلاً : " هُنا هُنا ..
يسارك " ،التفتت رانيا إلى يسارها لتجد ابنة عمّها قد وصلت إلى المحل التجاري ،

سألتها : " متى وصلنا ؟! "
فأجابت : " أمضي الساعات وأنتِ تُراقبين الثلج المُتساقط وبعدها اسأليني
عن وقت وصولنا !! "
ردّت رانيا : " اذهبي واشتري ما طلبته أُمي ، سأنتظركِ هنا ، ما رأيك ؟ "
أجابت : " كما تشائين ، ثوانٍ فقط وأعود "
أومأت رانيا برأسها ، لتدخل عبير إلى المتجر في حين وقفت رانيا بالقرب منه لوحدها ،
اتجهت صوب عمود إنارةٍ كان بالمقربةِ منها ، إتكأت عليه ،
نظرت إلى يمينها في شرودٍ ...
وقع بصرها على ثلاث فتياتٍ يمشين كلٌ بجوار الأخرى ، اقتربن شيئًا فشيئًا من رانيا ، حتى
أصبح وجه كل واحدةٍ منهنّ واضحًا لها .


أخذت راينا تُدقق في وجه الفتاة الوُسطى ، اتسعت عيناها ، رددت في نفسها : " رهامـ ! مستحيل ! " ..
أصحبت الفتيات على مقربةٍ كبيرة من رانيا ، إلى أن مررن من أمامها ، وهي ما تزال تنظر إلى
الفتاة التي بوسط المجموعة ..
تتعبت رانيا بعينيها تلك الفتاة ، والدهشة مرسومة على وجهها بوضوحٍ شديدٍ ، قالت :
" أكاد لا أُصدّق .. رهامـ .. في المملكة ؟! "
صمتت لوهلة ، ثمّـ قالت : " لا بدَّ أن أتأكد .. "

لحقت بالفتيات ، أخذت تجري وهي تتابعهنّ بعينيها وسط زُحامـ الناس ،
توقفت عند إشارة المشاة الخضراء ، وقفت بين الناس تنظر ذات اليمين وذات الشمال ..


" تركتها في تلك البلاد ، فكيف أراها هنا ؟ كيف ؟ أتُراني أحلمـ ؟ " أسئلة كثيرًا ما ترددت في ذِهنِ رانيا ،
أسرعت في خطواتها تبحث عن أجوبة لتلك الأسئلة ، إلاّ أنها سثرعان ما توقفت تلتقط أنفاسها .














من جهةٍ أُخرى عند المتجر ، خرجت عبير بعد أن ابتاعت ما أتت من أجله ،
قالت وهي تتفقد الأكياس : " اعذريني يا عزيزتي .. لمـ أجد الجُبن الذي طلبته عمّتي بسهولة "
نظرت أمامها .. لتجد أن رانيا قد اختفت !
أخذت تتلفّت يُمنةً ويُسرةً تبحث عنها ، نادت عليها كثيرًا ، إلاّ أن صياحها ذاك ذهب سُدىً .
خطر ببالها أن تتصل عليها ، أخرجت جوالها من جيبها ، وأجرت الإتصال ..
مضت بضع ثوانٍ إلاّ أنها سُرعان ما قطعت الإتصال فقد تبيّن لها أن هاتف رانيا مُغلقٌ ! ازداد
القلق الذي انتاب عبير ، فانطلقت للبحث عنها .



عودةً إلى رانيا ، أخذت عيناها تذرف الدموع ، فقد سيطر الذهول عليها ،
فقدت أثر أولئك الفتيات ، إلاّ أنها لمـ تترك مكانًا إلاّ وبحثت فيه عنهنّ ..
عادت ذكريات ذاك الوطن تمضي أمامـ عيني رانيا ، الضحكات اللطيفة التي كانت تخرج من
فيهها هي وصديقتها رهامـ ، الرحلات التي كثيرًا ما كانت تجمع عائلتها وعائلة صديقتها ،
الساعات التي كانت تجمعهما سويًا ، حينما تأتي إحداهما لزيارة الأخرى ، حتى المشاجرات
التي كانت تنشب بينهما ، تذكرتها رانيا .

كانت تلك الذكريات بمثابة العذاب الأليمـ الذي جعل رانيا تُكثر من ذرف
الدموع ، بذلت قُصارى جُهدها لنسيان الماضي والالتفات إلى الحاضر ،
إلاّ كل مجاولاتها أصبح مؤكدًا لها الآن أنها باءت بالفشل .




" يا إلهي .. أين تُراها قد ذهبت ؟ " لمـ تمضِ دقيقةٌ إلاّ وسألت عبير
نفسها هذا السؤال ، بحثت في كل جهةٍ ، إلى أن عثرت عليها تجلس
على مقعدٍ للاستراحة قُرب إحدى الحدائق ..


ظلّت عبير تنظر إلى رانيا على بُعد بضعةِ أمتارٍ منها ، اقتربت منها في هدوءٍ شديدٍ ، نزلت إلى
مستواها ، تركت الكيسين أرضًا ، أمسكت بيد
ابنة عمّها ، لتلتفت الأخيرة إليها والدموع واضحة على وجهها ..

قالت عبير : " لا .. لمـ يسرقكِ أحدهمـ ، فليس معكِ ما يستحق السرقة ،
ولمـ تذهبِ هكذا طمعًا في التسكّع .. فما سبب اختفائك ؟ "
لمـ تجب رانيا ، أشاحت بوجهها بعيدًا عن عبير ، صمتت الإثنتان ، أدركت عبير أنه لا فائدة من
سؤال رانيا ، قامت من مكانها وقالت :

" لنعد الآن ، تجاوزنا حدنا في التأخر .. "
نظرت إليها رانيا ، فنهضت وسارت الإثنتان عائدتان إلى المنزل .













أخذ يتثاءبُ بعمقٍ شديدٍ ، أمسك جهاز التحكمـ وأطفأ التلفاز ، نظر إلى الساعة بالجدار ليرى
أنها تشير إلى تمامـ الثامنة مساءً ..
همّـ بالنهوض من مكانه إلاّ أن وجعًا غريبًا ألمـَّ بصدره فجأةً منعه من ذلك ،
أمسك صدره بشدةّ ، أحكمـ قبضة يده على يسار صدره ، وأخذ يصرخ ألمًا ..

مضت بضع دقائق وهو على تلك الحال ، إلى أن خفّ الألمـ الذي باغته على غفلةٍ منه .. أخذ
يلهث تعبًا ، استلقى على الأريكة ، أغمض عينيه
وقال محدّثًا نفسه : " صَغُرَتِ الفترة الزمنية بين كل نوبة ألمـٍ وأخرى "













أخرجت دفاترًا من خزانتها ، حملتها ، اتجهت صوب المطبخ ، فتحت إحدى أدراجه وأخذت ولاّعةً
صغيرة منه ..

صعدت الدرج المؤدي إلى السطح ، فتحت الباب ، واتجهت إلى أحد أركانه ، أزالت الثلج
المتراكمـ عند الركن ، وضعت دفارتها بجانبها ، أمسكت
إحداها ، فتحته ، أخذت تُمزّقُ أوراقه إلى أن أتلفته تمامًا ، تناولت تلك الأوراق واضعةً إيّاها
على بُعدٍ يسيرٍ منها ، أخذت الولاّعة ، أشعلت نارها مثحرقةً تلك الأوراق ...

بعد فترةٍ ليست بالطويلة ، قَدِمَتْ عبير إلى حيث تجلس رانيا ، استغربت
من منظرها وهي تُحرق الأوراق هكذا ، اقتربت منها ، لتجدَ أنّها تُحرق صورها مع صديقاتها
القديمات ، بدا أن الغضب قد انتاب عبير ، أسرعت وأمسكت بيد ابنة عمّها ، وهي تقول :

" ويحك ! ماذا تفعلين ؟ "
أبعد رانيا يدها عن عبير ، وقالت : " اتركيني .. أريد نسيان الماضي "

قالت عبير : " بحرق صوركِ القديمة وأوراق دفتر مذكراتك ؟ أهذا هو الحل يا رانيا ؟
أهكذا تحلّين مشاكلك دائمًا ؟ بالهرب ؟ "

صمتت رانيا قليلاً ، ثمـّ أجابت : " رأيتُ من تشبهها .. كأنها هي ذاتها "
قالت عبير باستغراب : " عمّن تتحدثين ؟! "

أجابت رانيا : " فتاةٌ تُشبه رهامـ ، صديقتي القديمة ، كدتُ اُجنّ حينما رأيتها . "
أخذت عبير تثحاول استيعاب ما تتفوّه به رانيا ، فقال : " إذن هذا هو سبب اختفائكِ فجأةً ! "
أومأت الأُخرى ، وقالت : " كُلّما حاولت النسيان فإنني أجد من يُرجع لي ذكرياتي ...
بتُّ أتمنى أن يُصيبني حادثٌ فأفقد ذاكرتي .. علّي أستريح "


سقطت دمعةٌ من عيني رانيا وهي تراقب صورها وذكرياتها تُحرقُ أمامـ عينيها ، وبفعل يديها ..

قالت : " ما قضيتُ فيه سنين عمري تركته في لحظة ،
وما كنتُ آتي له مرّة كلَّ عامـٍ أجد نفسي سأعيش فيه لبقية حياتي .. ليتني أتأقلمـ ..
لكنني لا أستطيع .. صدقيني .. لا أستطيع "

قالت عبير وعلى وجهها حزنٌ معلومـٌ : " أليس هذا وطنكِ يا رانيا ؟
ألمـ تشعري أنكِ كنتِ محرومةً منه حينما تركته ؟ "

أجابت رانيا : " لا أعتقد هذا ، ربما في صغري نعمـ ، لكنّي الآن أشتاق للذي تركته "













بعيدًا عن ذاك المنزل ، وفي أطراف المدينة ، كان هنالك حقدٌ جامحٌ يتمركز في شقةٍ صغيرةٍ
بعمارةٍ كبيرةٍ ، وبإحدى غرف تلك الشقّة ، ضربت أمل الطاولة بقبضتها ، يعلو وجهها ابتسامةُ
خُبثٍ وشرٍ ، بدت أنها تضحك بهستيريةً كمن ضمن الهلاك لأحدهمـ ، رددت بصوتٍ شبه مسموعٍ :


" أخيرًا .. وجدتها ! أخيرًا سُزيل تلك الحمقاء من رأس صديقتي الساذجة ،
من رأسها فقط ؟ لا ... بل من رؤوس جميع المحيطين بها ... "

أردفت : " أنا على يقينٍ كبيرٍ من ذلك ، أنتظر بدء الدوامـ فقط .. "



عادت وأكملت :





" سبق لي وأن طلبتُ منكِ الإبتعاد عن وصال يا رانيا ،
ولمـ تستجيبي لي .. إذن فلتتحمّلي ما سيصيبكِ منّي "























شارفت الرواية بالفعل على النهاية ،
بقيت ثلاثة أجزاءٍ كأقصى تقديرٍ ..




 

  رد مع اقتباس