منذ /19-07-2010, 07:42 PM
|
#208
|
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
سليمان عليه السلام
7. ملك سليمان:
) وورث سليمان داود، وقال يا أيها الناس علمناه منطق الطيروأوتينا من كل شيء، إن هذا لهو الفضل المبين (سورة النمل:16
أي: ورثه في النبوة والملك، وليسالمراد ورثه في المال؛ لأنه قد كان له بنون غيره، فما كان ليخص بالمال دونهم، ولأنه
قد ثبت في الصحيح من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: "لا نورث ما تركنا فهو صدقة"
لقد آتى الله سليمان –عليه السلام- ملكا عظيما، لم يؤته أحدا من قبله، ولن يعطه لأحد من بعده إلى يوم القيامة. فقد استجاب الله تعالى لدعوة سليمان {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي}.
لقد سخر له أمرا لم يسخره لأحد من قبله ولا بعده..
سخر الله له (الجن). فكان لديه –عليه السلام- القدرة على حبس الجن الذين لا يطيعون أمره، وتقييدهم بالسلاسل وتعذيبهم.
ومن يعص سليمان يعذبه الله تعالى.
لذلك كانوا يستجيبون لأوامره، فيبنون له القصور،و المحاريب والتماثيل والأحواض التى ينبع منها الماء.
والأواني والقدور الضخمة جدا، فلا يمكن تحريكها من ضخامتها. وكانت تغوص له في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والمرجان والياقوت..
وسخر الله لسليمان –عليه السلام-
الريح فكانت تجري بأمره.
قال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:12-13]
لذلك كان يستخدمها سليمان في الحرب. فكان لديه بساطا خشبيا ضخم جدا، وكان يأمر الجيش بأن يركب على هذا الخشب، ويأمر الريح بأن ترفع البساط وتنقلهم للمكان المطلوب. فكان يصل في سرعة خارقة.
ومن نعم الله عليه، إسالة النحاس له. مثلما أنعم على والده داود بأن ألان له الحديد وعلمه كيف يصهره.. وقد استفاد سليمان من النحاس المذاب فائدة عظيمة في الحرب والسلم.
ونختم هذه النعم بجيش سليمان عليه السلام. كان جيشه مكون من: البشر، والجن، والطيور. فكان يعرف لغتها.
وكذلك ما عداها من الحيوانات وسائر صنوفالمخلوقات، والدليل على هذا قوله بعد هذا من الآيات: (وأوتينا من كل شيء) أي: من كلما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات والجنود والجيوش والجماعات من الجن والإنسوالطيور والوحوش والشياطين والسارحات والعلوم والفهم والتعبير عن ضمائر المخلوقاتمن الناطقات والصامتات، ثم قال: (إن هذا لهو الفضل المبين) أي: من بارئ البرياتوخالق الأرض والسماوات،
كما قال تعالى:
(وحشر لسليمان جنوده من الجنوالإنس والطير فهم يوزعون * حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النملادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولهاوقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاهوأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) (سورةالنمل:17ـ19
ويذكر لنا القرآن الكريم قصة عجيبة: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَـتَّى إِذا أتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}.. (النمل).
يقول العلماء (ما أعقلها من نملة وما أفصحها).
(يَا) نادت،
(أَيُّهَا) نبّهت،
(ادْخُلُوا) أمرت،
(لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) نهت،
(سُلَيْمَانُ) خصّت،
(وَجُنُودُهُ) عمّت،
(وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) اعتذرت.
وللحديث بقية إن شاءالله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|