ڪْتآب |، لـآتح‘ـزن
للشيخ عآئض القرني
مُقتطفه رآئعه مِنْ كتآب أروع، ويتنآول هذآ الڪْتآب مشآڪْل العَصر
وحلهآ ع ـلى نهج الإسلـآم وطريق النور القآئم ع ـلى الحڪْم والعِبر
والقصص التي نٌقلت عن التآبعيين :
ما مضى فات
تذڪُرُ الماضي والتفاعلُ معه واستحضارُه ، والحزنُ لمآسيه حمقٌ و جنونٌ ، وقتلٌ للإرادةِ وتبديدٌ للحياةِ الحاضرةِ. إن ملفَّ الماضي عند العقلاء يُطْوَى ولا يُرْوى ، يُغْلَقُ عليه أبداً في زنزانةِ النسيانِ ، يُقيَّدُ بحبالٍ قوَّيةٍ في سجنِ الإهمالِ فلا يخرجُ أبداً ، ويُوْصَدُ عليه فلا يرى النورَ ؛ لأنه مضى وانتهى ، لا الحزنُ يعيدُهَ ، ولا الهمُّ يصلحهُ ، ولا الغمَّ يصحِّحُهُ ، لا الڪَدرُ يحييهِ ، لأنُه عدمٌ ، لا تعشْ في كابوس الماضي وتحت مظلةِ الفائتِ ، أنقذْ نفسك من شبحِ الماضي ، أتريدُ أن ترُدَّ النهر إلى مَصِبِّهِ ، والشمس إلى مطلعِها ، والطفل إلى بطن أمِّهِ ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العينِ ، إنَّ تفاعلك مع الماضي ، وقلقڪ منهُ واحتراقڪ بنارهِ ، وانطراحڪ على أعتابهِ وضعٌ مأساويٌّ رهيبٌ مخيفٌ مفزعٌ .
القرآءهـُ في دَفتر المَآضي ضيآغٌ للحَآضِر، وتمزيقٌ للجهُدِ، ونسفٌ للِسآعة الرآهِنه، ذڪر الله الأمم ومآ فعلت ثم قآل: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾ انتهى الأمرُ وقُضِي ، ولا طائل
من تشريحِ جثة الزمانِ ، وإعادةِ عجلةِ التاريخ.
إن الذي يعودُ للماضي ، ڪَالذي يطحنُ الطحين وهو مطحونٌ أصلاً ، وڪَالذي ينشرُ نشارةُ الخشبِ . وقديماً قالوا لمن يبڪي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد
ذڪر من يتحدثُ على ألسنةِ البهائمِ أنهمْ قالوا للحمارِ : لمَ لا تجترُّ ؟ قال : أڪرهُ الڪذِب.
إن بلاءنا أننا نعْجزُ عن حاضِرنا ونشتغلُ بماضينا ، نهملُ قصورنا الجميلة ، ونندبُ الأطلال البالية ، ولئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على إعادةِ ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن
هذاهو المحالُ بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراءِ ولا يلتفتون إلى الخلفِ ؛ لأنَّ الرِّيح تتجهُ إلى الأمامِ والماءُ ينحدرُ إلى الأمامِ ،
والقافلةُ تسيرُ إلى الأمامِ ، فلا تخالفْ سُنّة الحياة .
.................................................. ..............