منذ /21-03-2010, 08:12 PM
|
#63
|
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
هلمّ نخرج من ظلمات التيه
الكاتب محمد قطب
الناشر دار الشروق
كيف دخلنا التيه إنها بدأت بطرد المسلمين من الأندلس
ثم أمر البابا بمتابعة المسلمين خارج الأندلس ، وفرض النصرانية عليهم بالسيف،والاستيلاء على معظم بلاد العالم الإسلامي،والأسباب الظاهرة : هي التخلف الذي أحاط بالمسلمين في ميدان العلم ،وميدان " التكنولوجيا " ، وميدان الاقتصاد ، وميدان التدريب الحربي والتسلح . الذي يحرك التيه هو " المصالح الاقتصادية "
السبب الحقيقي هو التخلف العقدي .. التخلف عن حقيقة لا إله إلا الله
1- بأن الإسلامليسروحانية فحسب ، وإنما هو يجمع بين عالمالمادة وعالم الروح 2-
2- والفكر الصوفيالذيأدى إلى تضخم " الشيخ " في حس " المريد
3- والإيمان المختل بعقيدةالقضاءوالقدر: وHن التوكل الصحيح لا يمنعالأخذبالأسباب
4- والتصورالمختللطبيعة العلاقة بين الدنيا والآخرة
الهزيمة العسكريةأمام الغرب قد نشأ أساسا من التخلف العقدي الذي تزايد في حياة المسلمين جيلا بعدجيل،اكتسح التتار بغداد ، وأزالوا الخلافةالعباسيةثم جاء النصر من عند الله حين توجهالمسلمون بالعقيدة الصحيحة إلىالله ، واتخذوا الأسباب ، فكانت صيحة "واإسلاماه" على لسان قطز ، وهجمته الصادقةعلى التتار في عين جالوت تغييرا في صفحةالتاريخ .
كما كان توجه صلاح الدين إلىإصلاح عقيدة الناس ، واتخاذ الأسباب ،إيذانا بالنصر الحاسم الذي أعاد بيت المقدس،وصد الصليبيين عن الشرق الإسلامي عدةقرونلم يكن السببهوالهزيمة العسكرية ، ولا فارق الحضارةالمادية ..إنما كان الخللفيالإيمان(الخواء العقدي) الذي وقعتفيهالأمة عدةقرون ..لذلك أدتالهزيمةالعسكرية إلىالانبهار ..وحين بدأالانبهار .. دخلت الأمة فيالتيهفالتواكل والسلبية والجهل والخرافة والخمولوالضعفوالقعود عن اتخاذ الأسباب ،وتحقيرالمرأةوحبسها في ظلمات الجهل والخرافة وتحجيمدورها ،واستبداد الحكام بالسلطة ، وزجرالرعية عن التدخل في الشئون العامة،وقعودالفقهاء عن النظر فيما جدّ في حياة الناسمن أمور ، فضلا عن تحريم الاجتهادواعتباره بدعة ضارة خطرة مخيفة ..كله ليسمن الإسلاموكانتمساوئالحكم العثماني كذلك وقودا للانحرافالجديدوكان الخطأ فيحياةالمسلمين هو انحرافهم في ممارسة هذا الدين، وإما بأفكار دخيلة كالفكر الإرجائي أو الفكر الصوفيو الأمة الإسلامية تناولت السموم التيقدمها لها الغرب ، فتلقفتهافرحة بها ، متوهمة أنها طريقالنجاة!
أما المآسي فليسأقلهاتفريق الأسر ، بل إيجاد العداوات داخلالأسرةالواحدة أحيانا ، نتيجة الانتماء إلىالأحزاب المتفرقة ، ونشر الكذب السياسي ،ونشر " المحسوبية " ، وملء كل حزب يصل إلى الحكموظائف الدولة بأتباعه ومنافقيه من غيرذوي الكفايات مهما ترتب على ذلك من ضياعمصالح تلك "الجماهير " كانت الشعوب العربية قد ثارت على مظالمالحكم التركي ، وطلبتالاستقلال ، وضحك عليها اليهود والنصارىمعاً – عن طريق لورنس ، رجل المخابرات البريطانيالذي قاد " الثورة العربيةالكبرى، ووُضِعت فلسطين – هدف اللعبة كلها – تحتالانتدابالبريطاني ، تمهيدا لتسليمها لليهود فيمابعد ، وإنشاء إسرائيلومع ذلك فلم تكن تلك قمةالمأساة ..كانت القمة هي الانقلابات العسكرية التيجاءت لتصلحالفساد ، وتحرر الأمة من النفوذ الأجنبيالذي احتل العالمالعربيومع الفزع عم الفقر الشعب كله ، وطُحِنتْمع كرامةالأمة أخلاقياتها ومثلها وقيمها ، وأصبحالهم الأكبر للناس البحث عن لقمةالخبز
جاءت الديمقراطية ،والثورة الصناعية ،وتشكلت الأحزاب و ضعف العالمالإسلامي !
الأول حفز كل قومية أن تنافس الأخرى بالقوةالاقتصادية الناجمة عنالصناعة
والثاني جعل القوميات الأوربيةتكف عن قتال بعضها البعض ، وتتجه إلى غزوالعالم الإسلامي ، ونهبخيراته ..
لم تكنقضاياالسياسة وحدها هي التي أفسدت الأمة فيمرحلة التيه ..ولم يبق مجال واحد من مجالات الحياة بعيداعن تيارالتغييرالاقتصاد " الحديث " لايصلح إلا بالربا،أطلقها اليهودوروّجوها ليضمنوا لأنفسهم السيطرة المستمرةعلى عالم الاقتصاد
الحياةالاجتماعية :
لقد كان البيت المسلم هو " المجتمع " الصغير الذي ينشأ فيه الصغار ويرتبطونبالكبار ، ورباط القيم والأخلاق والتقاليد، ورباطالألفةوالمودةأصبحت هناك جواذبتجذبالناس إلى خارجالبيت .. هناك المقاهي التي تقدم " المشروباتالروحية " والمسارحوالمراقص..ثم جاءت قضية " تحريرالمرأة " ..هجرت المرأة البيت ،وهجرت معه كل القيموالمفاهيمالمتعلقةبه .. وبالتدريج أصبحت الإثارةوالفتنة هدفامقصودا ،ووقع المحظور،وصار ينظر إليه أنهمباح ،وانفلتالأولادوالمساجد:وبقدر ما هجر المسجد امتلأت السينماتوالمسارح ودوراللهو ودورالفساد .. ودارت دورة أخرىفيالتيه : إن الشريعة التي نزلت قبل قرونطويلة لم تعد تصلح لأن تحكمحياة البشر اليوم في عالممتطورقالوا إنالحملةالفرنسية على مصر ، كانتباعث " النهضة " لقد كانت عناية الصليبية مركزة على نقطتين : اسطنبولوالقاهرة . اسطنبول مركز الخلافة ،والقاهرة مركز الإشعاع الروحي والثقافيللعالمالإسلامي،وبدأتاليقظة فقد كانت حركةالشيخمحمد بن عبد الوهاب هي البشير الحقيقيبيقظة الأمة من غفوتها ، ومعاودة السير فيالطريق ..
ومازادفي التيه اتخذناقادةأوربا كأنهم قادتنا ! ومفكري أورباكأنهممفكروناونسينا حركتنا العلمية التاريخية،ونسينا سمات حضارتنا .. وأنها الحضارة التيتعاملت معالإنسان كله : جسمه وعقله وروحه ، فيشمولوترابطوتوازن.ظهرتالسريالية – ظهرتالحداثة . .. قضيةالتشريع، الانغلاق في حدود ما تدركه الحواس ، أي " العقلانيةالتجريبية " التي تنكر عالم الغيب ،والاستعمار،وفي تحول الكتاب المنزل إلى " تراث " ..
الصحوة المباركة وامتلأت دور العرضوامتلأت البيوت بالبضائع " الاستهلاكية "،وفسدت الأخلاق ،وفوق ذلك كله ضاعتفلسطين ..يحسب بعض الناس أن الصحوة لم تكن إلا ردفعل لهذا الفشلفي جميع الميادين ..لابلجاءت لتربيجيلاجديدا على مقتضيات لا إله إلاالله ..مهمة صعبة ،ومشوارطويل ..وهناك ركام الغزو الفكري ،واليأس من قابليةالتغير،وعدم الإدراك الكامل من جانب الصحوة لمهمتهاعلى وجهالتحديد ، ولترتيب الأولويات في مشوارهاالطويل"وأدرك شباب الصحوةأنتربية الروحواجبة
الغدالمأمول
ليس الطريق إلى الغد المأمول مفروشا بالأزهار والورد ..وبما أنالعالم كله اليوم مصرّ على محاولة محو الإسلام من الأرض ، لذلك نريدشبابيعي حاضره ويرى الشهادة ويؤمن بالتغير والإسلام قادم ، إما بتيار هادئ أو تيار غاضب ليصل لهدفه
[SIGPIC][/SIGPIC]
|
|
|
|