
قبلَ خوضِ غمارِ الحديثْ . .
ولكيْ تفهموا عنْ ماذا أهذي وأتحدثْ . .
انظروا لهذه المرايا جيّداً . .
فهيَ تعكسُ مَشاهداً أراها وترونهـا باستمرارْ ،
ولي عنهـا حديثْ =) :
,’

---{ معَ المرآة الأولى
- سميّة من الآنَ أخبركِ إن الحصُولَ على وظيفَة في هذا الزمان أمرٌ صعبٌ جداً .
- ليسَ صعباً فحسبْ بل يكاد يكُون مستحيلاً خصوصا وأنكِ فتاة .
- معكنّ حقْ حصولُ الفتاة على وظيفة أصعب من حصول الرجل عليها . .
- ههههههههههههه ومن سخرية القدر أن ابن أخي وهو حاصلٌ على شهادة دكتوراه
لم يحصل على وظيفة .
دارتِ هذه الأحاديثُ في ذهنِ المسكينة سُمية . .
المؤلمْ أن هذه الأقوال كلها قيلت في يومِ تخرجها من الجامعة !
استغرقت في التفكير ، لماذا أتعبتُ نفسي طوالَ تلكَ السنينْ . .
ما دامَ عملي مستحيلاً !
وذلك الذي حصلَ على شهادة دكتوراه لم يجدْ عملاً !!!
ليسَت لدي أي فرصة بتاتاً . .
يبدُو أنه لا جدوى من اجهادِ نفسي في البحثِ عن عملْ
مرتْ أيامْ . . شهُور . . سنواتْ . . وسميّة لا تزالُ في منزلها
عاطلةً عنِ العملْ !
عاطلةً عنِ العملْ !
عاطلةً عنِ العملْ !
,’
---{ معَ المرآة الثانية
- بُنيّة أنتِ مقبلة على المرحلة الأخيرة من الثانوية . . هذه السنة المصيريّة . .
تذكري لا يجبُ أن تلعبي يجبُ أن تذاكري كثيراً . .
- أبَ ألا تكفي 5 ساعاتٍ يومياً ؟
- ماذا ! خمسُ ساعاتْ بالطبع لا . .
يجبُ أن تأكلي وتشربي وتتنفسي المذاكرة !
- . . حسناً لنْ أخيّب أملكَ يا والديْ . .
ومضى شهرانِ من العامِ الدراسيْ . .
ومنالْ لم تتنفس هواءً طبيعيّـاً . .
عانقتْ جدرانَ غرفتها وتلحفتْ بغطاءِ الكتبْ
وجعلته هو فقطْ وفقطْ غذائها الروحيّ والبدني .
لم تعد تُرى في المجتمع اعتكفت الدراسَة . .
سهِرتِ اللياليْ . . اقتطعتِ الشيء الكثير من نومها . .
وجاءتْ النتيجة النهائية وهي لفرطِ قلقها عاجزة عن الحديثْ . .
و . . صدمة . . !
حينَ وجدتْ نفسها على حافة الرسُوبْ !
حينَ وجدتْ نفسها على حافة الرسُوبْ !
حينَ وجدتْ نفسها على حافة الرسُوبْ !
,’
---{ مع المرآة الثالثَة
- الحمدُ لله وأخيراً حصلتُ على رخصة القيادَة . .
- واحزناهْ ، ليتكَ تعلمُ بأن السيارة وسيلة للدمارْ . .
- أماه ماذا تقولينْ هي ليست كذلكْ !
- بلا يا بنيْ خذ حذركْ . .
إذا أردتَ القيادة تأكد من ارتداءكَ لحزامِ الآمانْ واغلق هاتفكَ النقالْ
لا تُقل أحداً معكَ حتى لا يشغلكَ بالحديثْ . .
ضع في عينيكَ قطرات معقمة لتضمنَ الرؤية السليمة . .
لا تقد والشمسُ في أوجِ حرارتها حتى لا تزعجكَ في الرؤية
ولا تقد عندما تتلبد السماء بالغيُوم خوفاً منْ هطُولِ المطرْ
- تحتِ أمركِ أماهْ .
يوماً تلو آخر نفذّ أحمد أقوالِ أمهْ . .
أصبح اذا ركبَ سيارته وكأنه في معركة مع العالمْ . .
لا يهمس لا يتكلمْ لا يحرك عيناهْ عن الشارعْ . .
ولفرطِ تركيزه أجهد عيناهْ فهومتا . .
وحدث ما لا يُحمدُ عقبـاهْ !
وحدث ما لا يُحمدُ عقبـاهْ !
وحدث ما لا يُحمدُ عقبـاهْ !
وما أكثر المرايـا منْ حولنـا !
,’
أحبتيْ ، لطالما شاهدتُ كتلكَ المواقفْ . .
والتي اتسمعت جميعها بـ
التهوييلْ !
أجل يهوّلونَ الأمرْ ويزيدُونَ منْ تعقيدهْ . .
والأمر في واقعه يحتاجُ إلى حذر محمودْ لا إلى قلقٍ مذمُومْ . .
ومنَ المهم التركيز على مفهوم لا افراط ولا تفريطْ بل أمر بينَ أمرينْ
فـ مثلاً . . كانَ منَ المُفيدِ لسمية أن تدركَ عدم سهولة الحصُولِ على وظيفة ،
فتبذل كل جهدهـا وتستنفر إبداعها ، لتستحق تلك الوظيفة التي تصبُو إليها . .
ولو أنها لم ترى في الأمر أية مُشكلة . .
وظنت بأن الأعمالَ ستطرقُ بابها ، لجلست مكتوفة الأيديْ ووجدت عكس ما ظنته !
وفي المقابلْ تهويل من حولها للأمر ، واقتناعها بأقوالهمْ أتى بالنتيجة ذاتها . .
فاحباطها دفعها للجلُوسْ مكتوفة الأيديْ
,’
وأما منالْ ، فليتها أدركتْ بأهمية تلكَ السنة المصيريّة . .
وفي الوقتِ ذاته أدركتْ بأنها قادرة على ما تريدْ . .
ببعض من العملْ وبعضٍ من ثقة وبتوكلٍ على اللهْ . .
وقتها ستدرك أن لبدنها عليها حقْ . . وأن لأهلها ومجتمعها عليها حقْ
كما لدراستها عليها حقْ . .
فوازنتْ بين جوانبِ حياتها وجاءت بأفضلِ النتائجْ . .
فالتهويلْ دفعها إلى اجهادِ النفسْ والبدنْ وذلكَ لا يُجدي بتاتاً . .
كما أن الإهمالَ والثقة الزائدة والتواكلْ لا يُجدي بتاتاً !
,’
أحمدْ ، ذلكَ الفتى الذي غادر الحياة . .
ضحيّة للتهويلْ . . !
ما كل ذلك ! لو أن حرباً وقعتْ لما قمنا بمثلِ ذلكْ . .
صحيحُ أن قيادة السيارة مَسؤوليّة وبحاجة إلى انتباهْ . .
ولكنْ فرق بين الإنْتباه وبينَ بعضِ نصائحِ أمه . .
لو أنه لم يهتمّ بالأمر وقاد كما يحْلو لَه لحدثَ له مثلُ ما حدث . .
لذا لا يُوجد ما هُو أفضل من الوسطيّة في كل الأمور .
,’

بعدَ كلّ تلكَ الأحداثْ ،
لنأتي ونتكلمْ بعض الشيء حولَ هذه الظاهرة ،
يا ترى ما أسبابهـا ؟
بعدَ معاينة للواقعْ وجدتُ بعض الأسبابِ التي أظنها لعبت دوراً في الأمر .
ربما قلق المحب لحبيبهْ ، حرصه على أن يكُونَ الأفضلْ
أو لربما لتنبيهه حول الواقع الذي من حوله ليأخذ الحيطة والحذرْ
وفي كلا الأمرينْ اتبعا المبالغة . . وبالتالي انقلبتِ الموازينْ
,’

لا يُمكنُ أن نغضّ الطرف عن مشكلة ما !
ونجر أذيـالنا عائدينْ . .
بلْ نستنفر جُهدنـا لـ نبحثَ عن حلْ
نعمْ ، كيفَ نُقلّلْ مِنْ هَذهِ الظّاهِرةِ إنْ لَمْ يكنْ نَقضِي عَليْها ؟ !
بعدَ تفكيرْ ،
وجدتُ أن اتباعْ مبدأ الوسطية في كافة أمورِ الحياة هُو الأفضلْ . .
فالتتفقْ جماعة ولتكنْ أسرة واحدة مثلاً . .
على أن يحاولوا السّير على مبدأ الوسطية طيلة أسبوع كاملْ
فإذا ما أخطأ أحد ما صححه الآخرْ . .
وبعد فترة تزدادُ المدة لتطولَ شهراً ،
ثم شهرينْ . .
لا داعي لأنْ أقُولَ ثمّ سنة . . فالأمر سيُصبحُ عادة لا غنَى عنها . .
ولا حاجة لمتابعَة الأمرِ بعدَ ذلكْ . .
همسة : لتكنْ إيحاءاتنا لأنفسنا ولغيرنا إيجابيّة دوماً
,’
ختاماً أحبتيْ ،
ما رأيكمْ بـ التهويلْ ؟
هل شاهدتمْ مواقفاً كتلكْ ؟
ما الأسبابُ برأيكمْ وما حلولها ؟
أحبتي إني لأحبُ أن يكون الحوار مفتوحاً . .
لا أنْ تتقيدوا بأسئلتي . .
وإنما طرحتها لتكُونَ مفاتيحاً لحواركمْ . .
وإني لأرجو التركيزَ على الحلولْ . .
فبكمْ وبنا ، تُبنى أجيالْ . .
ومنَ المهمْ أن تدركوا . . أن الخوض في غمارِ نقاشْ
من دُون إيجادِ حلولْ يُعد هباءً منثوراً . .
,’
حفظكمُ اللهْ =)
* مشاركة في مسابقة من هيَ مُبدعة بناتْ دوت كومْ
|
lEajv;m : gh HsXj'duE tugQ `g;X >< K lEsjpdgX !!
الموضوع الأصلي :
مُشتركة : لا أسْتطيعُ فعلَ ذلكْ >< ، مُستحيلْ !!
||
القسم :
مـعـنـا أنـتِ مـحـاورة نـاجـحـة
||
المصدر :
منتديات بنات دوت كوم
||
كاتبة الموضوع :
Zainab Al Lawati