منذ /12-11-2009, 08:27 PM
|
#125
|
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
يونس عليه السلام
3 – توبة قوم يونس
بلغ يونس قومه ووعدهم بنزول العذاب والعقاب من الله تعالى، ثم خرج من بينهم،
وعلم القوم أن يونس قد ترك القرية، فتحققوا حينئذ من أن العذاب سيأتيهم لا محالة، وأن يونس نبي لا يكذب، فسارعوا، وتابوا إلى الله سبحانه، ورجعوا إليه وندموا على ما فعلوه مع نبيهم، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات خوفًا من العذاب الذي سيقع عليهم،
قال ابن مسعود ومجاهد وسعيدبن جبير وقتادة، وغيرهم من السلف والخلف: لما تحققوا مننزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلينبيهم، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلي الله عز وجل،وصرخوا، وتضرعوا إليه، وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء والبنون والبناتوالأمهات، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي: فرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقروأولادها، وثغب الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة.
فلما رأى الله -سبحانه- صدق توبتهم ورجوعهم إليه فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب وأبعد عنهم العقاب بحوله وقوته
}فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ { سورة يونس:98
وقد اختلف المفسرون: هل ينفعهم هذا الإيمان في الدارالآخرة، فينقذهم من العذاب الأخروي كما أنقذهم من العذاب الدنيوي؟
والأظهر من السياق: نعم
لأن هذاالمتاع إلي حين لا ينفي أن يكون معه غيره من رفع العذاب الأخروي، والله أعلم.
وأمر الله يونس أن يذهب إلى قومه؛ ليخبرهم بأن الله تاب عليهم، ورضى عنهم، فامتثل يونس لأمر ربه، وذهب إلى قومه، وأخبرهم بما أوحى إليه، فآمنوا به بكاملهمفبارك الله لهم في أموالهم وأولادهم.
قال تعالى: ( }وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ - فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {سورة الصافات:147- 148 عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إنما كانت رسالة يونس عليه الصلاة والسلام بعد ما نبذه الحوت, رواه ابن جرير وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد أرسل يونس عليه الصلاة والسلام إليهم قبل أن يلتقمه الحوت وأمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت فصدقوه كلهم وآمنوا به وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت كانوا مائة ألف أو يزيدون فآمن هؤلاء القوم الذين أرسل إليهم يونس عليه السلام جميعهم "فمتعناهم إلى حين" أي إلى وقت آجالهم قال علماءالتفسير: لم يوجد فيما سلف من القرونقرية آمنت بكمالهاإلا قوم يونس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|