عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-11-2009, 12:11 AM   #118

أموووونة
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "

 
    حالة الإتصال : أموووونة غير متصلة
    رقم العضوية : 10763
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 44
    المشاركات : 6,803
    بمعدل : 1.01 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : أموووونة is just really niceأموووونة is just really niceأموووونة is just really niceأموووونة is just really niceأموووونة is just really nice
    التقييم : 446
    تقييم المستوى : 33
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 22878
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور أموووونة عرض مواضيع أموووونة عرض ردود أموووونة
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

أيوب عليه السلام




5 – مرض أيوب
وظلت زوجته هي الوحيدة التي تخدمه, وتقضي له حاجاته.
ومرت السنون وأهل أيوب لا يستطيعون على جيرته صبرا, ولا يحتملون له قربا, وجهروا باستيائهم, وأظهروا تذمّرهم بالأقوال والأفعال, فلم تجد رحمة بدا من أن تعرش لزوجها عريشا في ظاهر المدينة وتنقله إليه.


وانتقل أيوب عليه السلام الذي كان يملك الضياع, ويسكن القصور إلى عريش من القش على قارعة الطريق, ورغم ذلك لم يتركه الناس لحاله, بل كانوا إذا مرّوا عليه أظهروا تذمرهم, وأبدوا تأففهم. وقالوا: لو كان رب هذا له حاجة فيه لما فعل به ذلك.

وهكذا ظل أيوب تمر عليه السنة تلو السنة وهو جسد ملقى في عريشه لا يصدر عنه حركة إلا حركة لسانه في فمه بذكر الله, ولا يسمع منه إلا صوت يردد اسم الله.

وقال السدي : تساقط لحم أيوب حتى لم يبق إلا العصب والعظام, فكانت امرأته تقوم عليه وتأتيه بالرماد يكون فيه

وظل أيوب في مرضه مدة طويلة لا يشتكي، ولا يعترض على أمر الله، وظل صابرًا محتسبًا يحمد الله ويشكره، فأصبح نموذجا فريدًا في الصبر والتحمل.

وانطلقإبليس إلى رجلين من أهل فلسطين, كانا صديقين له وأخوين, فأتاهما فقال: أخوكما أيوب أصابه من البلاء كذا وكذا, فأتياه وزوراه, واحملا معكما من خمر أرضكما, فإنه إن شرب منه برىء, فأتياه فلما نظرا إليه بكيا, فقال: من أنتما ؟ فقالا: نحن فلان وفلان, فرحب بهما وقال: مرحباً بمن لا يجفوني عند البلاء, فقالا: يا أيوب لعلك كنت تسر شيئاً وتظهر غيره, فلذلك ابتلاك الله ؟ فرفع رأسه إلى السماء فقال: هو يعلم, ما أسررت شيئاً أظهرت غيره, ولكن ربي ابتلاني لينظر أصبر أم أجزع. فقالا له: يا أيوب اشرب من خمرنا, فإنك إن شربت منه برأت. قال: فغضب, وقال: جاءكما الخبيث فأمركما بهذا ؟ كلامكما وطعامكما وشرابكما علي حرام, فقاما من عنده (تفسير ابن كثير )

كانت (رحمة) زوجة أيوب تقوم بخدمة الناس لتكسب لها ولأيوب من طعامهما, وما يقوم بأودهما. ثم تعود إليه في نهاية اليوم بما تيسر لها الحصول عليه من طعام تطعمه وتسقيه, وتقضي الليل بجانبه؛ فإذا أصبح الصباح عاودت ما فعلته بالأمس.

ولكن هذه الحالة لم تدم لاشمئزاز الناس الذين كانت تقوم بخدمتهم, لعلمهم أنها تقوم على خدمة أيوب المبتلى, وعلى غسل جروحه وتضميد قروحه, فأظهروا لها الامتعاض من خدمتها لهم, ثم طردوها من خدمتهم.

فأصبحت "رحمة" بلا عمل وسدّت منافذ الكسب في وجه رحمة!
وخافت على أيوب الجوع
وفكرت رحمة وهداها تفكيرها إلى أن تذهب مع الصباح إلى سوق في ظاهر المدينة, ويدها قابضة على حزمة ملفوف بها شيء يبدو أنها تحرص عليه, وتعول من ورائه على خير كثير.

وبلغت رحمة السوق, واتجهت إلى الجانب الذي تعرض فيه حاجات النساء من زينة وعطر وملبس, وفتحت لفافتها بيد مرتعشة, وجلست مع البائعات, وكانت بضاعتها ضفيرة من الخيوط الذهبية الطويلة الناعمة, فباعتها إلى أحد النساء وأخذت ثمنها كانت نصف شعرها
وابتاعت رحمة بثمن نصف شعرها طعاما وشرابا, وعادت إلى زوجها تطعمه وتسقيه, فقد كانت برّة وفية لزوجها.

لكن عندما أتت بهأيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره فقالت: عملت لأناس فأطعموني, فأكل منه
ثم نفد ثمن شعرها
وعادت للسوق مع نصف شعرها الآخر الضفيرة الثانية وكذلك ابتاعت طعاما وشرابا فأتته به، فأنكره أيضاً، وحلف لا يأكله حتى تخبرهمن أين هذا الطعام؟ فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقا وبعد طول صبر، توجه أيوب إلى ربه؛ ليكشف عنه ما به من الضر والسقم:
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )[الأنبياء: 83]
وبعد أن نفد ثمن شعرها ما بقي لها شيء تبيعه.

ولكن أيوب كان على صلابته وقوته,

ويئس الشيطان وفكر في رحمة فذهب إليها وملأ قلبها باليأس وأتاها في صورة طبيب, فقال لها: إن زوجك قد طال سقمه, فإن أراد أن يبرأ فليأخذ ذبابا فليذبحه باسم صنم بني فلان, فإنه يبرأ ويتوب بعد ذلك, فقالت ذلك لأيوب, فقال: قد أتاك الخبيث,
فقالت له
إلى متى يعذبك الله, أين المال والعيال والصديق والرفيق, أين شبابك الذاهب وعزك القديم؟

وأجاب أيوب امرأته: لقد سوّل لك الشيطان أمرا..

قالت: لماذا لا تدعو الله أن يزيح بلواك ويشفيك ويكشف حزنك؟

قال أيوب: كم مكثنا في الرخاء؟!!

قال رحمة: ثمانين سنة.

قال أيوب: كم لبثنا في البلاء والمرض؟

قالت ثماني عشرة سنة.

قال: أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي, وما قضيت فيه مدّة رخائي.

ثم قال لها لقد بدأ إيمانك يضعف يا رحمة, وضاق بقضاء الله قلبك.. لئن برئت وعادت إلي القوة لأضربنّك مائة عصا..

وقد اختلفوا في مدة بلواه على أقوال:

فقال الحسن وقتادة : ابتلي أيوب عليه السلام سبع سنين وأشهراً, ملقى على كناسة بني إسرائيل, تختلف الدواب في جسده
وقال وهب بن منبه : مكث في البلاء ثلاث سنين, لا يزيد ولا ينقص
وقال ابن أبي حاتم وابن جرير جميعاً: حدثنايونس، عن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، أخبرني نافع بن يزيد، عن عقيل، عن الزهري، عنأنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤهثماني عشرة سنة.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





 

  رد مع اقتباس