كثيرًا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بمواعيد مع الأقدار المجهولة ،
كتحسنٍ في حالته أو تحوّل في مكانته ..
وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدًا من روافد القوّة المرموقة قد يجيء مع هذا الموعد ، فيُنشِّطُهُ بعد خمول ويُمَنِّيه بعد إياس ,
وهذا وهَم ! فإنَّ تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس ..
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وبصر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ، ولا تصرِّفه وفق هواها . إنه هو الذي يستفيد منها ،
ويحتفظ بخصائصه أمامها كـ بذور الأزهار التي تطمر تحت أكوام السبخ ..
كذلك الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته واحتفظ بحريّة الحركة لقاء ما يواجه من شؤون كريهة ، إنه يقدر على فِعْل الكثير دون انتظار أمدادٍ خارجية تساعده على ما يريد ,
إنه بقواه الكامنة ، وملكاته المدفونة فيه ، والفرص المحدودة أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد ..
جدد حياتك / الشيخ محمد الغزالي ,