بكل خفّة . .
" يُمنـــى . . أسمعتِ آخر الأخبـــار ؟ " هكذا رددت تلك الفتاة
محدثة يمنى . .
يمنى باستغراب : " عن أي أخبارٍ تتحديث يا سُهــى ؟ "
سهــى : " لا تخبريني أنكِ لا تعلمين ! ألمـ تشاهدِ آخر فيديو
كليب أخرجه و ذكرت اسم مطربها المفضل؟ "
يُمنـــى : " من هذا؟ مغنيٍ هو أمـ ماذا ؟ "
سهــى : " لا تقوليها!! لا تعرفينه ؟ "
يُمنـــى وما تزال على تعجبها : " صِدقًا . . لا "
سُهــى : " غير معقـــول !! ومن لا يعرف . . . المحبوب ؟ "
سارة : " دعيكِ منها يا سُهــى .. فتعلقها بتلك الكتب جعلها منعزلة عن العالمـ الخارجي "
يُمنـــى : " مهلاً مهلاً . . سُهـى . . ما الذي تودين الوصول إليه ؟
من حديثكِ يظهر أنكِ تحبينه . . أمـ أنني مخطئة ؟ "
سُهــى تلتقط هاتفها الخلوي : " ومن شدّة حبي له . . أنظري . .
وجهه يُنير هاتفي ,, أليس كذلك ؟ "
يُمنـــى تنظر إلى الهاتف : " أهذا هو ؟ تحبين مغنيًا لا يعلمـ عن
أمركِ شيئًا ؟ سذاجة !! "
سُهــى : " أنظــروا من يتحدث عن السذاجة . . أشفق عليكِ يا يُمنـــى ! "
يُمنــى مرددة في نفسها : " بل أنا التي تشفق عليكِ "
تقدمت ســـارة متوجهةً صوب النافذة ، فتحتها ، لتطلَّ منها،
تسلل الهواء العليل منها ، ليثير إنتباه يُمنـــى . .
يُمنـــى : " هيي سارة . . ماذا تفعلين عندك؟ "
سارة بغنجٍ مصطنع: " أيـــن هو ؟ "
يُمنـــى متجهة صوب سارة : " من تقصدين؟ "
وتجيبها بخبث: " ماهــــــر "
يُمنـــى : " ماهر ؟ تقصدين ابن الجيران ؟ "
سارة مبتسمة : " بـــلى ، هو بعينه . . "
يُمنـــى : " وماذا تودين من ابن الجيران ماهر ؟ "
سارة : " أريد فقط رؤيته . . فقط لا غير "
يُمنـــى : " ولماذا؟ في ماذا يهمك ؟ "
سارة هامسة في أذن يُمنــى : " وسامتهُ تكفي لشرح ما أقصده "
اتسعت عينا يُمنـــى بعد الذي سمعته ، قطّبت حاجبيها ،
فالذي فهمته من سارة أنها معجبة بابن الجيران ماهر . .
قالت يُمنــى مخاطبة الفتاتين : " خاب أملي بكن . . خاب بالفعل "
سهــى مستهزئة : " ولما خاب أملك؟ "
يُمنــى : " أُنظري حولك . . ألا يُشغِل عقولكن إلاتوافه الأمور ؟ "
وبصوتٍ خافتٍ قالت : " بل قلوبكن . . "
ســارة : " وما الذي يشغلكِ أنتِ يا يُمنى ؟ "
لمـ تُجب يُمنــى بكلمة واحدة . . بل ظلّت على صمتها . .
سُهــى : " نحن ننتظر .. "
يُمنــى بعد أن قطّبت حاجبيها : " ما يشغلني شيءٌ أعظمـ من أعظمـ شيء ,, "
سُهـــى تلعب بهاتفها : " مثل ماذا ؟ "
يُمنـــى بكل ثقة : " ربــــي "
ســـارة : " ربّك ؟ "
يُمنـــى : " بــــلى ,,ربي "
سهـــى : " كيف؟ "
التفتت سارة إلى أسفل يمينها ، ناحية الستارة ، لتجد كتبًا
قد خُبّئت تحتها . . حملت الكتب وقالت مستهزئة :
" آهــــا ! .. كيف تحب ربك ؟ عنوانٌ جميلٌ يا يُمنـــى ! "
التفتت يُمنــى ناحية سارة ، لتجدها تحمل الكتب التي خبّأتها ،
انطلقت صوبه سهـــى ، التقطت إحدى تلك الكتب . .
وباستهزاءٍ قالت : " ألف وِحدةِ حبّ ، كيف تستغلينها اتجاه ربك . .
مممممممـ . . أليس هذا مثيرًا للإهتمامـ ؟ "
سارة : " بــــكل تأكيد ! "
وضحكت الفتاتان باستهزاءٍ على يُمنـــى ,,
نهضت يُمنـــى ، وبسرعة خاطفة التقطت الكتب من الفتاتين . .
وضعتها فوق مكتبها . . ورددت قائلة واثقة :
" أحبه . . أجل أحبه ,, وكلي فخر أن أعلن هذاالحب . .
أحبه . . حبًا لا يستحي أن ينكشف ، أحبه ذاك الحبّ الحلال . .
الطاهر النقي ,, العفيف الشريف ، المخلص الوفي . .
أحبه . . ولما لا ؟ من الذي خلقني مصورًا إيّاي ؟من الذي
وهبني الجمال ؟ من الذي روقني أمًا حنونًا ، وأبًا عطوفًا ؟
من ؟ من غير ربي ؟
من الذي يفيض عليّ بكثور حنانٍ رِقراق ؟ من يحنُّ عليّ أكثر
من أمــي ؟ من يحميني أكثر من والدي؟ من يغار عليّ
أكثر من أخــي ؟
من ؟ من غير ربي ؟
أمـ مغنيٍ أقتدي به ، ومن أجله أضيع وقتي . .
له خفق قلبي ، وعليه بكت عيني . .
أمري لا يعنيه ، ولا يهمه شأني .. ماذا أكلت ومتى شربت ؟
كيف أصبحتُ وكيف أمسيت ؟
خدعني بحلو الكلامـ ، وإن كان لا يقصدني . .
وتطالبينني بحبه ؟
أمـ ابن الجيران أهديه قلبي ، لوجهٍ حلوٍ إنخدعت به عيني . .
وما يدريني بما يخفى في قلبه؟ وما يدريه بما يخفق قلبي؟
لا يسأل عني ؟ ولما يسأل ؟
ألستُ محض اسمـٍ عابرٍ هامشيٍ يمر على سمعه ؟
حبي أعظمـ من حب مراهقة ، حبي دائمـٌ لا يزول . .
ما دامـ في صدري قلبٌ يحب .. فوالله ما سيجد حبًا
أبهـــى من حبي لربي "
صمتتِ الفتاتان ، مندهشتان ، متفاجئتان ، متعجبتان . .
نظرت إليهن يُمنــــى . . وقالت :
" أي إعتـــــــــراض ؟ "