عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /30-06-2009, 06:44 PM   #6

й σ џ г α н 
بنوتة SpeciaL
! I'm Differen

L37
 
    حالة الإتصال : й σ џ г α н  غير متصلة
    رقم العضوية : 58941
    تاريخ التسجيل : May 2009
    المشاركات : 1,686
    بمعدل : 0.28 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : й σ џ г α н  has a spectacular aura aboutй σ џ г α н  has a spectacular aura about
    التقييم : 189
    تقييم المستوى : 21
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 47070

     SMS : لم يتم العثور علي‘ــه . . :p

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور й σ џ г α н  عرض مواضيع й σ џ г α н  عرض ردود й σ џ г α н 
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي

لقد ترك تتابع هجرة الصحابة من مكة إلى المدينة ، واجتماعهم بإخوانهم الأوس والخزرج وانضوائهم تحت قيادة واحدة أثراً ملموساً على قريش ، إذ شعرت أن أمنها وكيانها بدأ يهتز ويتزعزع ، الأمر الذي استدعى منها أن تجتمع وتنظر فيما هي فاعلة بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبقى من صحابته في مكة .
وعقد الاجتماع في دار الندوة ، وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمراً إلا فيها ، وضم الاجتماع العديد من قبائل العرب ، وكان من جملة من حضر ذلك الاجتماع إبليس - أعاذنا الله من شره وكيده- الذي حضر على هيئة شيخ نجدي . وبعد مناقشات ومشاورات نتج عن ذلك الاجتماع ثلاثة آراء :
الرأي الأول : رأي إخراج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة ، ونفيه منها ، وعدم المبالاة به أينما ذهب ، ولكن الشيخ النجدي سرعان ما تدخل واعترض على ذلك بحجة قدرته في التأثير على من يحلّ عليهم فيطيعوه ، فيقوى شأنه ، ثم يعود إلى قريش .
وكان الرأي الثاني : أن يُحبس الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتُغلق عليه الأبواب حتى يموت ، فينتهي خبره ، فاعترض الشيخ النجدي مرة أخرى ، محتجاً بأن أصحابه سيعرفون خبره ، ويبلغهم أمره ، فيعملون على فك أسره .
أما الرأي الثالث وهو الذي تم الاتفاق عليه فكان : أن يقتل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان صاحب هذا الرأي كبير مجرمي مكة أبو جهل بن هشام ، الذي اقترح أن يُؤخذ من كل قبيلةٍ شابٌ قويٌ ذو نسب ، ثم يعطى كل واحدٍ منهم سيفاً صارماً ، فيعمدوا إليه جميعاً فيضربوه ضربة رجلٍ واحد ، فيتفرق دمه بين القبائل ، فلا يقدر بنو عبد مناف على حربهم جميعاً ، وقد لاقى هذا الرأي ارتياحاً وقبولاً عند المجتمعين ، وأيده الشيطان عليه من ربه ما يستحق .
وفض الاجتماع على العمل بهذا القرار الآثم الجائر الظالم الذي يدل على ما وصل إليه القوم من حقد وحنق ، وظلم وبغي ، وكيف أن الكفر قد تغلغل في قلوبهم ، وتمكن من عقولهم .
وقد أشار القرآن الكريم إلى ما دُبِّر في ذاك الاجتماع ، قال تعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } (الأنفال :30) ، إلا أن الله سبحانه وهو العاصم لرسوله من كل سوء كما أخبر بقوله : { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } (المائدة:67) أرسل جبريل عليه السلام ليطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقيقة الأمر ، ويأمره في الوقت نفسه بأخذ الأهبة والاستعداد للهجرة ، وهو ما كان ينتظره صلى الله عليه وسلم . وهكذا بدأت الاستعدادات لترتيب أمر الهجرة سراً ، وتم الترتيب مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد أن أخبره صلى الله عليه وسلم بأنه قد أُذن له في الخروج .
وهذا ما سنقف عليه في مناسبة أخرى إذا يسر الله ذلك ، والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين



بيعة العقبة الأولى


كان من الوسائل التي انتهجها صلى الله عليه وسلم في سبيل تبليغ دعوته عَرْض نفسه في موسم الحج على قبائل العرب التي تتوافد إلى البيت الحرام، يتلو عليهم كتاب ربهم ويدعوهم إلى توحيده، شعاره في سبيل ذلك: ( يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا وتملكوا بها العرب وتذل لكم العجم ) فلا يستجيب له أحد، ويردون عليه أقبح الرد ويؤذونه أشد الأذى.
وتروي كتب السيرة أنه صلى الله عليه وسلم في السنة الحادية عشرة من البعثة عَرَض نفسه على القبائل - على عادته صلى الله عليه وسلم كل عام - فاستجاب له ستة نفرٍ من الخزرج، فدعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن الكريم، ثم انصرفوا ووعدوه المقابلة في الموسم القادم.
ولما كان العام المقبل وافى الموسم اثنا عشر رجلاً من الأنصار، فاجتمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه على الإسلام. وقد روى البخاري في "صحيحه" نص هذه البيعة فيما رواه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصونِ في معروف، فمن وفَّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه} قال عبادة رضي الله عنه: " فبايعناه على ذلك ". ثم أرسل معهم مصعب بن عمير وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقهم في دينهم.
ولنا مع هذه البيعة وقفات سريعة، نُجملها في الآتي:
- الوقفة الأولى في هذه البيعة أن الذين استجابوا لله وللرسول كانوا من خارج قريش. ولعل في ذلك حكمة إلهية، وهي أن تسير الدعوة الإسلامية في سبيل لا تدع أي شك للمتأمل في طبيعتها ومصدرها حتى يسهل الإيمان بها، ولا يقع أي التباس بينها وبين غيرها من الدعوات الأخرى. ولأجل هذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، ومن أجل هذا أيضًا بُعث في أمة أمِّيَّة.
- الوقفة الثانية أن الله عز وجل قد مهد حياة المدينة وبيئتها لقبول الدعوة الإسلامية، وكان هذا مما هيأه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم - كما يقول ابن القيم -حتى يمهد بذلك لهجرته إلى المدينة، حيث اقتضت حكمته تعالى أن تكون تلك البقعة هي المنطلق الأساس للدعوة الإسلامية في أرجاء الأرض كلها.
- والوقفة الثالثة أن مبايعة أولئك النفر لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن مجرد نطق بالشهادتين فحسب، بل كانت منهجاً عملياً وسلوكًا فعليًّا لما بايعوا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس المهم في الأمر النطق بالشهادتين وكفى، بل لا بد أن يصاحب ذلك النطقَ عملٌ يصدق ذلك، وممارسة تترجم تلك الشهادة في واقع الحياة. أليس يقول سبحانه في محكم كتابه مخاطبًا عباده المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُون}َ(الصف:2).
وفي بيان هذه الحقيقة والتحذير من فهم الإسلام على أنه مجرد كلمات تقال وطقوس تمارس، يقول سبحانه في حق أهل الكتاب مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِه}(النساء:60).
- وأخيرًا من الدلالات التي نستفيدها من هذه البيعة، بَعْثُه صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة لتعليم أهلها أمر دينهم، وتلبية مصعب لذلك وقيامه به خير القيام، ووجه الدلالة هنا أن مهمة الدعوة الإسلامية ليست وقفًا على الرسل والأنبياء وحسب، ولا على الخلفاء وورثتهم من العلماء، بل إن تبليغ الدعوة جزء لا يتجزأ من حقيقة الإسلام نفسه، فلا مناص ولا مفر لكل مسلم إذًا من القيام بهذا قَدْر وسعه، إذ حقيقة الدعوة في المحصلة إنما هي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" فعلى كل مسلم أن يكون على ثغرة من ثُغور الإسلام. ومن هنا نعلم - أو ينبغي أن نعلم - أنه لا معنى لكلمة "رجال الدين" في المجتمع الإسلامي، وذلك أن كل من دخل الإسلام فقد بايع الله ورسوله على الجهاد من أجل هذا الدين، فليس في الإسلام رجل دين، وإنما المسلمون كلهم رجال لهذا الدين...نسأل الله أن يجعلنا من رجال دينه العاملين، ومن الذين صدقوا والتزموا ما عاهدوا الله عليه.


يتبع





 

  رد مع اقتباس