
إسماعيل عليه السلام
2 – وصول إسماعيل عليه السلام وأمه إلى مكة
وسار إبراهيم عليه السلام بإسماعيل الرضيع وأمه حتى وصلوا إلى جبال مكة عند موضع بناء الكعبة
ثم تركهما في هذا المكان وأراد العودة إلى الشام، فلما رأته زوجته هاجر عائدًا أسرعت خلفه وقالت له:
يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟!
فلم يرد عليها إبراهيم عليه السلام وظل صامتًا فألحت عليه وأخذت تكرر السؤال نفسه لكن دون فائدة
فقالت له: آلله أمرك بهذا؟
فقال إبراهيم: نعم، فقالت هاجر: إذن لن يضيعنا ثم رجعت
فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه
استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات، ورفع يديه فقال
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [إبراهيم:37]
ثم واصل السير إلى الشام، وظلت هاجر وحدها، ترضع ابنها إسماعيل، وتشرب من الماء الذي تركه لها إبراهيم
روى البخاري عن ابن عباس: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً لتعفي أثرها على سارة
مسألة: لا يجوز لأحد أن يتعلق بهذا في طرح ولده وعياله بأرض مضيعة أتكالاً على العزيز الرحيم، واقتداءً بفعل إبراهيم الخليل، كما تقول غلاة الصوفية في حقيقة التوكل، فإن إبراهيم فعل ذلك بأمر الله فلما ولى دعا بضمن هذه الآية المذكورة
وتضمنت هذه الآية أن الصلاة بمكة أفضل من الصلاة بغيرها، لأن معنى ( ربنا ليقيموا الصلاة) أي أسكنتهم عند بيتك المحرم ليقيموا الصلاة فيه.
وقد اختلف العلماء هل الصلاة بمكة أفضل أو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فذهب عامة أهل الأثر إلى أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بمائة صلاة، واحتجوا بحديث عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته