
و من أسباب سوء الخلق أيضا :
الشهرة و بُعد الصيت :
فهناك من إذا ذاعت شهرته وبَعُدَ صيته إما بسبب علمه أو ماله أو نحو ذلك تغيرت أحواله وتبدلت أخلاقه و طباعه
كثرة الهموم :
التي تذهل اللب و تشغل القلب فلا تتبع الاحتمال ولا تقوى على صبر وقد قيل : الهم كالسهم
الأمراض :
التي يتغير بها الطبع كما يتغير بها الجسم فلا تبقى الأخلاق على اعتدال ولا يقدر معها على احتمال
كبر السن :
فلذلك تأثيره على الجسم و النفس معاً فكما يضعف الجسد عن احتمال ما كان يطيقه من أثقال فكذلك تعجز النفس عن أثقال ما كانت تصبر عليه من مخالفة الهوى و الصبر على الأذى
ضيق الصدر :
فهناك من الناس من هو ضيق الصدر لا يريد من أحد أن يخطئ ولا يتحمل أدنى إساءة أو خطأ فتجد أن نفسه تضيق عند أدنى زلة أو هفوة
الغفلة عن عيوب النفس :
فكثيرا ما نغفو عن عيوب أنفسنا و نتعامى عن معايبنا و نقائصنا وقليلاً ما نتفقد أحوالنا و ننظر في مواطن الخلل فينا
اليأس من إصلاح النفس :
فهناك من يعرف من نفسه سوء الخلق فيحاول إصلاح نفسه مرة إثر أخرى فإذا ما رأى منها نفوراً أو جماحاً أيس من إصلاحها و ترك مجاهدتها وظن أن سوء الخلق ضربة لازب لا تزول ووصمة عار لا تنمحي
دنو الهمة :
فمن دنت همته وطغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل فالنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار
التقصير في أداء الحقوق :
فهذا الأمر يشعر المرء بوخز الضمير و يقوده إلى التماس المسوغات و المعاذير تارة بالكذب و التملق و تارة بإلقاء اللائمة و التبعة على الآخرين
قلة التناصح و التواصي بحسن الخلق :
فهذا مما يقود إلى التمادي بسوء الخلق و إلفه و ترك المحاولة في اكتساب حسن الخلق و التحلي به
التكبر على قبول النصيحة الهادفة و النقد البناء :
عندما لا تجد أفئدة مصغية و لا آذاناً مصيخة بل قد يتكبر المنصوح و يتعاظم في نفسه و يستنكف من قبول النصيحة فيستمر على خطئه و يعز علاجه و استصلاحه
قلة التفكير في أمر الآخرة :
وما أعده الله تعالى من عظيم الثواب لمن حسن خلقه
ولهذا كان من وصف الأنبياء عليهم السلام أنهم يكثرون من ذكر الآخرة
مصاحبة الأشرار :
فللصحبة أبلغ الأثر في سلوك المرء فمن جالس الأشرار و عاشرهم فلا بد أن يتأثر بهم
قلة الحياء :
فقلة الحياء مظهر من مظاهر سوء الخلق وهي في الوقت نفسه سبب من أسباب سوء الخلق
الطمع و الجشع :
فهما من موجبات الذلة و الحقارة و من أسباب سقوط الجاه و المنزلة فحب المال هو الذي ينزع من فؤاد الرجل الرأفة و يجعل مكانها القسوة و الفظاظة
وجماع ذلك كله ضعف الإيمان :
ذلك أن الإيمان جماع كل خير فإذا ما ضعف أو فقد فإن صاحبه لن يبالي بالمكرمات ولن يأنف من النزول في حضيض الدركات
فهذه بعض الأسباب الحاملة على سوء الخلق
إن شاء الله سننتقل فيما بعد عن حسن الخلق و فضائله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته