
كتاب المرأة راعية في بيتها داعية
خامساً : الدعوة بالتربية الجسمية :
لقد حث الإسلام على أن ينشأ الأبناء و البنات على قوة في الجسم وسلامة في البدن وليس أدل على ذلك من أن الله تعالى تولى بنفسه الكريمة أمر صناعة الغذاء الأول للإنسان ولم يكل هذا الأمر إلى أمه حيث أدر له اللبن من صدرها و أمرها بأن ترضعه مدة كافية لنموه الأساسي لبناء القاعدة الصلبة في جسمه قال تعالى " و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة " البقرة 233
و إن مما يساعد على ذلك عناية الأم بسلامة الطعام و الأمانة في طهيه فلا تطعمهم محرماً ولا مشبوهاً وكذلك إتباع القواعد الصحية في المأكل و المشرب و الملبس و المنام وتعليمهم الآداب الإسلامية المتعلقة بهذه الأفعال وعدم الإغراق في التنعم أو التبذير فيما زاد على الحاجة تنفيذاً لأمر الله سبحانه في قوله " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا و اشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " الأعراف 31
كما يستحب تدريب كل جنس على ما بناسبه من أنواع الرياضة المباحة مثل : الجري و السباق و المصارعة وكل هذه الأنواع الرياضة فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم و أقر فعلها من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
ومن شواهد ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة بنت الصديق زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي جارية فقال لأصحابه : تقدموا ثم قال : تعالي أسابقك , فسابقته فسبقته على رجلي فلما كان بعد خرجت معه في سفر فقال لأصحابه : تقدموا ثم قال : تعالي أسابقك ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم – أي سمنت – فقلت : كيف أسابقك و أنا على هذه الحال ؟ فقال : لتفعلن , فسابقته فسبقني فقال : هذه بتلك السبقة
و أما المصارعة فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صارع ركانة فصرعه
وقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم المصارعة بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
قال ابن هشام : و أجاز رسول الله صلى الله عليه و سلم سمرة بن جندب الفزاري ورافع بن خديج وهما ابنا خمس عشرة سنة وكان قد ردهما فقيل له : يا رسول الله إن رافعاً رام فأجازه فلما أجاز رافعاً قيل له : يا رسول الله فإن سمرة يصرع رافعاً فأجازه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته