صور
الكبيرة السادسة و الستون : الإصرار على ترك صلاة الجمعة و الجماعة من غير عذر
قال الله تعالى " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة و قد كانوا يدعون إلى السجود و هم سالمون "
قيل : ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات الذين يسمعون حي على الصلاة حي على الفلاح فلا يجيبون وهم سالمون أصحاء
قال رسول الله ص ( و الذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة في الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )
و في الآية و الحديث وعيد شديد لمن يترك صلاة الجماعة من غير عذر
قال رسول الله ص ( من سمع المنادي فلم يمنعه من إتيانه عذر – قيل و ما العذر يا رسول الله قال خوف أو مرض – لم تقبل منه الصلاة التي صلى ) يعني في بيته
روى مسلم أن رجلاً أعمى جاء إلى النبي ص فقال : يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فرخص له , فلما ولى دعاه فقال : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال : نعم , قال : فاجب
قال أبو هريرة : لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصاً مذاباً خير من أن يسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لا يجيب
قال ابن مسعود رضي الله عنه : من سره أن يلقي الله غداً مسلماً فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن فإن الله تعالى شرع لنبيكم ص سنن الهدى و إنها من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض
فضل صلاة الجماعة عظيم كما في تفسير قوله تعالى " و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " إنهم المصلون الصلوات الخمس في الجماعات
و قال رسول الله ص ( من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته أحدهما تحط خطيئة و الأخرى ترفع درجة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه الذي صلى فيه يقولون : اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه )
وقال حاتم الأصم : فاتتني مرة صلاة الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف إنسان لأن مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا
وقال ص ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط )
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته