و أظل أبكي
و دمعي يسيل دمعي على خدي ببراءة
و أنــا أراها تعمل مبتسمة
تريدُ مراضاتِها
و أنا هُنا أتأمل
و هي تنكرني
و أشعُر بحبور روحي
و ألم في جوفي
و أكتم عبرتي
و أفعل ما تقول
و أبتسم لها على مضض
كي أهدأ من بالها
و أنا أتألم .. بصمت
أنا من قدمتُ لكِ
أنا من ساهمتُ في سعادتُكِ
أنا من وقفتُ إلى جانبُكِ
أنا من أنكرتُ كل حهدي و أنسبتهُ كلهُ لكِ
بالرغم من أنكِ لم تفعلي سوى مهمة الإشراف
و ها أنتِ تتجاهلينني
و بدل أن تجلسينني بين أحضانُكِ
و تحيطينني بحنانُكِ
فإنكِ تغضبين مني .. ترفضينني
فأبتعد على مضض
أهدأ من روعُكِ
أمسك بيديكِ .. و أقول لا بأس آسفة
و تقولين ابتعدي لم أعد أصدقكِ
و أنا من داخلي أتألم
و دموعي تنساب على وجنتاي
و أنتِِ تظنينني أبتسم و أعمل لكِ
و أنا يفور بي الألم
و أبكي بدمعات صامته تماماً مثلي
و انكمش على نفسي أكثر
كي يسوء حالي أكثر و أكثر و أكثر
ثم حينما ترين سوء حالي
فإنكِ بدلاً من أن تخففي علي
و تحيطينني بحنانُكِ
و تقولين كفى امسحي دموعكِ
و تلومين نفسُكِ
فإنكِ تغضبين مني
تلومينني بقسوة
ثم تتركينني أنا و دمعاتي
ننجاي بعض
و نبكي بعض
فلا يغدو حالي بخير أبداً
بل يسوء أكثر و يسوء و يسوء و يسوء
و أنا لا أبدو بخير أبداً
فلا تلومينني
يوم أكون قد انتهيت
و قد قُضي علي
فهذا ما عملت يداكِ
هذا ما قدمتهِ لي
إذا كان ما عُمل لها جسدياً
فإن ما عمل لي نفسياً
و العذاب النفسي أقسى بكثير من العذاب الجسدي
ليس حالي بخير
و لن يكون بخير أبداً
و سيبدو أكثر سوءاً
فإن حالي ينهار يوماً بعد يوم
و أغدو انكمش على نفسي أكثر
فضفضة قلب
مات متؤلماً