عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-06-2008, 04:54 PM
الصورة الرمزية المجاهدة
المجاهدة المجاهدة غير متصلة
بنوتة مبتدئة
صاحبة الموضوع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: مـكــة المكــرمـة
العمر: 31
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
المجاهدة is on a distinguished road
المشاهدات: 1063 | التعليقات: 9 صاحب الهدف الكبير

^_^صاحبالهدف الكبير^_^




علمتني الحياة أن من عاش لهدف كبير فإنه يعيش كبيراً ويموت كبيراً ويبقي في ذاكرة الناس كبيراً، ومن عاش بغير هدف أو لهدف حقير فإنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً .
والإنسان في سبيل تحقيق هدفه لا بد أن يضحى ويتعب وينصب ،فكلما كان الهدف أكبر كلما كانت التضحيات أكبر ، فما قيمة الوقت في سبيل تحقيق الهدف العظيم ، وما قيمة المال من أجل الوصول لهذا الهدف ، بل إن النفوس لترخص أحياناً من أجل بعض الأهداف ،" وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ 207 " سورة البقرة . ومن هذا لما طعن ( حرام بن ملحان t وسال دمه قال: الله أكبر فزت ورب الكعبة ( !! ... كيف يفوز وقد قُتل ؟! لأنه وصل إلى الهدف الذي من أجله كان يعيش .
إن الغلام الذي دلّ الملك على كيفية قتله ، وقتله الملك ، قد حقق هدفه الكبير الذي كان يحلم به ويصبو إليه ،
من أجل هذا الهدف الكبير قتل ( عمر بن الخطاب t ) ولو لغيره لما ذّبح ( عثمان بن عفانt ) ولما سالت دماء ( على بن أبي طالب – كرّم الله وجهه - ) ، ومن أجل الهدف الكبير كانت تلك المذبحة العظيمة لسيد شباب أهل الجنة ( الحسين بن علي t ) وآل بيت الرسول r .
في سبيل تحقيق الهدف الكبير يتربص بك المثبطون المعوقون ، وسيحاول الكثيرون تأخرك عن الوصول ، ويشغلونك بمعارك جانبية كل هدفهم ألا تصل إلى مرادك ولاتحقق غايتك ، فلا تلتفت إليهم وامض قدماً فالعمر قصير والهدف أكبر من هؤلاء المعوقين .
وأنت ترقى إلى المجد وتتسلق إلى القمة سيرمونك بما يستطيعون من الحجارة ويقذفونك بأقسى الكلمات ، ويؤلبون ويحشدون عليك ما استطاعوا ، كل هذا حتى لا تصل إلى القمة وتحقق الغاية ، وكلما اقترب وصولك إلى الهدف الكبير تزايد المثبطون والمتربصون ، وتكاثر المعوقون ، فان رأيت الخصوم يتزايدون فاعلم أن المجد قريب والهدف قد أزف .
إن التافهين في هذه الدنيا لا أحد يبالي بهم ، غاية مرادهم أن يعيشوا ، هدفهم في الحياة أن يأكلوا ويشربوا ويتمتعوا ، لا يبالى أحدهم إن عاش ذليلاً أو عزيزاً ، أهم شيء أن يعيش ، لا يعترض إن عاش حياة الهوان ، ومن يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت إيلام !! ، هم في الحياة صفر ولكنه على الشمال ،هم رعاع لا تأثير لهم في الحياة ، وأحياناً يكونون عبئاً عليها .
صاحب الهدف الكبير همته عالية ، لا يكل ولا يمل ، إن لم يصل إلى هدفه من طريق سلك طريقاً آخر ،عنده رؤية واضحة ، يقسم الطريق إلى أهداف مرحلية يضع لها الخطط الممكنة ، والوسائل الموصلة ، ويقدر الأوقات اللازمة ، ويبدأ بالتنفيذ مستعيناً بربه متوكلاً عليه .
صاحب الهدف الكبير يعلم أن كل عامل يخطئ ، وأن أي خطة قابلة للتعديل ، ولاعيب في الاعتراف بالخطأ وتقويم الطريق ، فهو يستفيد من خصومه ومنتقديه ، ويطلب النصح من المخلصين ، فأحياناً يسدد الهدف وأحياناً يقارب ، ولا يعيبه الخطأ ، ولايثّبطُه تشمت المتربصين ، ولا يضيره تتبعهم لعثراته ، فالكل يخطئ ولكن أيهم يفوزبالسباق ويصل للهدف .
صاحب الهدف الكبير لا ينظر إلى رضا الناس ، فرضاهم وإنكان مهماً إلا أنه لا قيمة له إذا تعارض رضاهم وتحقق الهدف ، ولهذا جاء في الحديث " من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس"، ولأن الهدف كان كبيراً ،حقق الله له الغايتين ، فإن كنت مقتنعاً بهدفك ، فلا يضيرك سخط الناس ، فالأنبياء منهم من قتل ومنهم من كذب ، وكلهم عودى .
صاحب الهدف الكبير قد يغير مجرى التاريخ وقد يبدل حياة الناس إلى الأصلح والأحسن وقد ينشر في الأرض العدل بعد انتشار الظلم والجور ، ومع هذا فهو واحد بين الجموع ، وهم القلة في العالمين ، وهم الصفوة بين البشر ...
فهل كنت منهم ... صاحب هدف كبير؟

الشيخ / نبيل العوضي












whpf hgi]t hg;fdv

الموضوع الأصلي : صاحب الهدف الكبير || القسم : "الأرشيف" مغلق || المصدر : منتديات بنات دوت كوم || كاتبة الموضوع : المجاهدة


عدد زوار مواضيعى Website counter