.
.
.
"من فتًى فلسطيني إلى صديق طفولته"
دَعِ الرَّشَّـاشَ خَـلْفَـكَ يا حبـيبُ **** وصـافِـحـْنِـي فأنتَ أخٌ قـريــبُ
رصـاصتُـكَ التي أطـلقْتَ نحوي **** تُصــيـبُـكَ مـثلـما قلبي تُصيبُ
وقـاتـِلـُنا هــو المقـتــولُ فـيـنـا **** وأَسْعَدُنا هـو الأشقى الكئيبُ
لـمـاذا يـا أخـي تــرتــدُّ نـحـوي **** ووجهُكَ في مقابلتي غَضُوبُ؟!
ألـم نَسْكُـنْ مُـخيـَّمَـنـا جمـيـعاً **** تُـشـارِكُـنـا طُفُولَتَنا الخُطُـوبُ؟!
ألـم نَشْـرَبْ مَـوَاجِـعـَنـا صِـغَـاراً **** وَنَرْضَـعْهَـا كمـا رُضِعَ الحليبُ؟!
دَعِ الأعــداءَ لا تَــرْكَـنْ إليــهــم **** فما يُـعـطيـكَ إلاَّ الغَــدْرَ (ذِيـبُ)
إذا امـتـدَّتْ يـدُ البـاغـي بـمـالٍ **** إليــكَ فَـخَـلْفـَهُ هـدفٌ مُـرِيــبُ
لـنـا أرضٌ مُـبــارَكــةٌ دَهَـــاهَـــا **** مـنَ الأعــداءِ عُـدْوانٌ رَهِــيــبُ
ألـم يُـدْفَــنْ أبي وأبــوكَ فيــهـا **** و في عَـيـْـنَيْهِمَا دمعٌ صَبِيبُ؟!
ستَشْقَى ثم تَشْقَى حينَ تَنْأَى **** بنا عـن طَـرْدِ غـاصِبِـهـا الدُّروبُ
أخي ورفـيــقَ آلامـي وحُــزْني **** وأحـلامـي، رَجَـوْتُكَ يــا حـبـيبُ
رَجَــوْتُـكَ أنْ تـكـونَ أخــا وفــاءٍ **** لِئَلاَّ يَـدْفِـنَ الـشمـسَ الـغُـروبُ
كأنِّي بالـرَّصـاصِ يـقــولُ : كلاَّ **** و يَـحْـلـِفُ أنَّــهُ لا يــسـتجــيـبُ
يقـولُ لـنـا: دَعُـوا هذا التَّجَافِي **** وكُـفُّـوا عــن تَـنَاحُرِكُم وتُـوبُــوا
أخي، إنِّي رأيْتُ الحقَّ شمساً **** يُـلازِمُـهــا الـشُّـروقُ فـما تَغِيبُ
فلا تَتْـرُكْ يــدَ الأحقــادِ تُـدْمِي **** جَبـِـيـنـاً لا يَلِيــقُ بـهِ الشُّحُوبُ
سَمِعْتُ مـآذنَ الأقـصى تُنادِي **** وفي الـبـيتِ الحرامِ لها مُجِيبُ
وصَـوْتُ عجـائـبِ الإسراءِ يَدْعُو **** وفي أَصْـدَائِـهِ نَــغَــمٌ عَـجِيـبُ:
إذا دَعَـتِ الـمــآذِنُ بالتَّــآخِــي **** فحُـكْـمُ إجابَةِ الدَّاعِي الوُجُوبُ
أخي، بـيني وبَيـْنَـكَ نهـرُ حُب **** وإخـلاصٍ بـهِ تَـرْوَى القُـلُـــوبُ
لِقَلْـبـَيـْنَا مـنَ الإحـساسِ دِفْءٌ **** أرى جـبـلَ الـجلـيــدِ بهِ يَـذُوبُ
كِـلانَا لا يُــريــدُ سـوى انـتـصـارٍ **** يـعـودُ لـنـا بهِ الوطنُ السَّلِيـبُ
كِـلانَا في فلسـطيـنَ الْـتَـقَـيْـنَا **** على هَـدَفٍ، لِـيَـنْهَـزِمَ الغَريـبُ
لِـنَــرْفَــعَ رايــةً للـحـقِّ تُـمْحَى **** بـهـا مـن صَــدْرِ أُمَّتِـنَـا الـكُرُوبُ
أخا الإســراءِ والمعـــراجِ، بيني **** وبَـيـْنَـكَ حَـقْـلُ أزهــارٍ وطِيــبُ
بِحَبْـلِ العُــرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْنَا **** فلا عـاشَ المُخَـالِفُ والكَـذُوبُ
موقع طريق الإسلام