فيكل يوم تنكشف مزيدا من معالم الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلالالإسرائيلي شرق جباليا في قطاع غزة وراح ضحيتها أكثر من 123 شهيدا ومئاتالجرحى، وحرقت الأجساد وأخفت معالمها.
مسلسلالمأساة والغرابة في الحدث الذي انتهت فصوله اليوم لعائلة الطفل أحمد أبوسلامة (15 عاماً)، التي فقدت ابنها أحمد وأجرت له في مخيم جباليا بيت عزاء.
ذووالشهيد الحي الطفل أحمد أبو سلامة انتظروا عودته طويلاً حتى الرابع من شهرآذار- مارس الجاري، لكنه لم يعد وبعد بحث وتفتيش مستمرين أبلغوا بوجودجثمان في مستشفى الشهيد كمال عدوان في شمال القطاع لم يتعرف عليه أحد،فاعتقدوا أن الجثمان هو جثمان ابنهم المفقود أحمد.
وكان الجثمان مجرد كتلة لحم بلا معالم، وأصبح من المستحيل التعرف على هوية الشهيد، كما قال نعيم والد الطفل أحمد.
ووريهذا الجثمان الثري بعد أداء صلاة الجنازة عليه في مسجد العودة بمخيمجباليا القريب من منزل الشهيد الحي أحمد أبو سلامة الملقب بـ"ميشو"، الذيظن الجميع أنه فارق الحياة إلى الأبد ولن يروه ثانية
أمأحمد كانت الوحيدة التي لم تقتنع بأن الجثمان يعود لابنها، وقالت هذا ليسجثمان ابني، ويبدو أن إحساس الأمومة صدق، فبعد أن انفض بيت العزاء وذهبالجميع كل في طريقه، جاء أصدقاء أحمد في مشهد غاية في الغرابة يهللونويقولون لأم الطفل أحمد وأهله إن ابنهم حي في مستشفى الشفاء في قسم العنايةالمكثفة، وإن أحدهم قد رآه عندما كان في زيارة لأحد أقربائه في المستشفى.
وبالفعل وصلت الأم والأهل بسرعة وشوق إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة واللهفة على وجوهم ويتساءلون إن كان ما سمعوه صحيحا أم لا.
وفي قسم العناية المكثفة اقتربت الأم من ابنها وتعرفت عليه من خلال شعره المائل إلى اللون البني، كما قال عمه أبو سلامة.
لكن فرحه العثور على أحمد حياً لم تكتمل، إذ وجدوه قد فقد النطق، علاوة على أن وجهه محروق بالكامل ولا توجد له أية معالم.
والغريب أن هذا المصاب أحمد كان يحمل اسم طفل آخر في قسم العناية المركزة وهو منصور حجازي، الذي تشبه ملامحه أحمد كما قال أهل منصور.
وانتظرأهل منصور خارج المستشفى طيلة الفترة السابقة لأن زيارة المصاب كانتممنوعة لشدة الإصابة، معتقدين أن من يرقد في قسم العناية المكثفة هوابنهم، ليكتشفوا الحقيقة المرة فيما بعد وأن ابنهم قد دفن ووري الثرى فيالرابع من آذار- مارس الجاري.
وساد الحزن والحداد عائلة حجازي التي فقدت ابنها شهيدا في محرقة جباليا، ووري الثري دون أن يشارك أحد من أقاربه في تشيع جثمانه.