

كل عملك الذي تقدميه فهو قليل في جنب الله وإن ظهر لكي مثل الجبال.
فاجمعي على قلبك الخوف والرجاء وتذكر قول ابن عوف:
( لا تثق بكثرة العمل فإنك لا تدري أيقبل عنك أم لا؟! إن عملك مغيب عنك كله )
واحفظي عملك بالإخلاص، واكتمي حسناتك كما تكتمي سيئاتك، وأبشري بخير عظيم إذا قصدتي وجه الله عز وجل،
يقول ابن تيمية في هذا الشأن: ( والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله، فيغفر الله به كبائر الذنوب فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق، كما قالها هذا الشخص، وإلا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم يقولون التوحيد، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم
ثم ذكر - رحمه الله - حديث المرأة البغي التي سقت كلباً فغفر الله لها، والرجل الذي أماط الأذى عن الطريق فغفر الله له، ثم قال:
( فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها، وإلا فليس كل بغي سقت كلباً يغفر لها. فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال )
أختي في الله : أسباب الرياء وبواعثه ترجع إلى ثلاثة أصول:
الأول: حب لذة الحمد والثناء من الناس.
الثاني: الفرار من الذم.
الثالث: الطمع بما في أيدي الناس من مال أو جاه وغيره.
وهذه الأمراض خطيرة على الإنسان وربما تكون سبباً في سوء خاتمته لأن ظاهره مخالف لباطنه - والعياذ بالله.
ولنتذكر قول الحسن: ( رحم الله رجلاً لم يغره كثرة ما يرى من الناس. ابن آدم؛ إنك تموت وحدك، وتدخل القبر وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك )
جعل الله أعمال الجميع صواباً خالصة لوجهه الكريم، لا رياء ولا سمعة، ولا عجب ولا منة، بل المنة والفضل لمن هدى ووفق وأعان وسدد
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته