اختي : ذبحهم دلعي ..
اتجعلين قولك وارائك العقليه فوق قول الكتاب والسنة واجماع علماء
المسلمين ..
اتمنى منك قراءة كل ما كتب .. بإمعان ..
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا غيره ؛ لأن
ذلك من البدع المحدثة في الدين ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله
على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم
الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة
لشرعه ممن بعدهم .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد " ، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : "
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها
وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة " .
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها .
وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين : ( ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهوا ) ( سورة الحشر : 7 ) ، وقال عز وجل : ( فليحذر
الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ( سورة
النور : 63 ) ، وقال سبحانه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) ( سورة الأحزاب : 21 )
، وقال تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين
اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها
الأنهار خالدين فيها أبداً ذالك الفوز العظيم ) ( سورة التوبة : 100 ) ، وقال
تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الإسلام ديناً ) ( سورة المائدة : 3 ) .
والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه : أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه
الأمة ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن
تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن
به ، زاعمين : أن ذلك مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر
عظيم ، واعتراض على الله سبحانه ، وعلى رسوله صلى الله عليه
وسلم ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة .
والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً
يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، كما ثبت في الحديث
الصحيح ، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته
على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم " رواه مسلم في
صحيحه .
ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ،
وأكملهم بلاغاً ونصحاً ، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه
الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، أو فعله في
حياته ، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك
علم أنه ليس من الإسلام في شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر
الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته ، كما تقدم ذكر ذلك في
الحديثين السابقين .
وقد جاء في معناهما أحاديث أُُخر ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم
في خطبة الجمعة : " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي
هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة
ضلالة " رواه الإمام مسلم في صحيحه .
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة .
وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها ؛ عملاً بالأدلة
المذكورة وغيرها .
والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله ، وسنة رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم .
كما قال الله عز وجل : ( يآأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن
كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )
( سورة النساء : 59 ) ، وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء
فحكمه إلى الله ) ( سورة الشورى : 10 ) .
وقد رددنا هذه المسألة ـ وهي الاحتفال بالموالد ـ إلى كتاب الله سبحانه
، فوجدنا يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا
عما نهى عنه ، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها ،
وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيكون
ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه ، وقد رددنا
ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه
فعله ، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فعلمنا بذلك أنه
ليس من الدين ، بل هو من البدع المحدثة ، ومن التشبه بأهل الكتاب من
اليهود والنصارى في أعيادهم .
وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه
أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام ، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها
والحذر منها .
ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار ،
فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين ، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية ، كما
قال تعالى عن اليهود والنصارى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان
هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
( سورة البقرة : 111 ) ، وقال تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض
يضلوك عن سبيل الله ) ( سورة الأنعام : 116 ) .
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إياكم والغلو
في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " ، وقال صلى الله
عليه وسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا
عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله " أخرجه البخاري في صحيحه من
حديث عمر رضي الله عنه .
ومن العجائب والغرائب : أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد ي حضور هذه
الاحتفالات المبتدعة ، ويدافع عنها ، ويتخلف عما أوجب الله عليه من
حضور الجمع والجماعات ، ولا يرفع بذلك رأساً ، ولا يرى أنه أتي منكراً
عظيماً ، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة ، وكثرة ما ران
على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي ، نسأل الله العافية لنا ولسائر
المسلمين .
ارجوا منك عدم النقاش في هذا الامر ..
.
شكري الجزيل لك سندريلا
على الموضوع المفيد الذي ايقظ اذهاننا لديننا ..
جزيتي خيرا ولا حرمنا جديدك ..